Insignia identificativa de Facebook

Translate

مازال دورنا سلبياً


مايو 2003


عن أحداث العنف المتتالية فى العالم بين الولايات المتحدة والإسلاميين، بدءً من أفغانستان وسقوط برجي التجارة فى الولايات المتحدة، وصولاً إلى إحتلال العراق وعمليات المقاومة الشرسة للإحتلال فيه .. قال أحدهم العبارة التالية:
(ما قلنالكو العنف ما يجبش غير عنف. إنتو ما بتسمعوش الكلام ليه؟)

والواقع أن الموضوع أكبر وأعمق من مجرد فعل ورد فعل .. 
الموضوع شديد الصلة بدورنا ومكاننا كأمة وسط حركة الأمم الأخرى من حولنا.
(مازال دورنا سلبياً)
ليس الاسلاميين وليست  أمريكا، وإنما السبب يكمن فى العبارة السابقة بين القوسين.

فموقف الولايات المتحدة الأمريكية، ليس إلا أحد النتائج لتقاعس عالمنا عن التفاعل مع العالم الخارجى لفترات طويلة، تبدأ من أيام الدولة العثمانية، ولا تتعجبوا .. فقراءة التاريخ تسمح لقارئها بكشف النقاب عن كثير مما يجرى حولنا اليوم.
ودون الدخول فى تفاصيل تاريخية؛ السياسة الأمريكية لم يكن من أولوياتها الشرق الأوسط، ولم تفكر في الخروج من حدودها، إلا فى فترة الحرب العالمية الأولى تقريباً. 

هى نفس الفترة التى كان كمال أتاتورك بمعاونة البريطانيين يهدم الدولة العثمانية ويؤسس تركيا الجديدة. 
وهى نفس الفترة التى قامت فيها الثورة البلشفية، وأنتجت للعالم فكر جديد ونظام جديد. 
هى نفس الفترة التى قسم فيها  كلأ من سايكس وبيكو خريطة العالم من جديد تبعاً لمصالحهما.
وأيضاً هى نفس الفترة التى ظهرت فيها تسمية الوطن القومى لليهود لأول مرة وبشكل  رسمى. 

أحداث كثيرة كانت تعصف بالعالم، تغيرات من كل نوع ... بينما نحن!! .. أين كنا؟؟  وأين كان دورنا؟؟

لم نشارك  بأى فعل فى تلك التغيرات، بل .. ولا حتى بأى رد لأى فعل.
ونلوم دائماً الحكم الملكى الفاسد وقتها .. والإحتلال والإنتداب البريطانى الفرنسى الأسبانى الإيطالى لدويلاتنا كلها!! 

دخل اليهود علينا من تحت الأظافر، ولم نشعر بهم .. وذهبوا لأوروبا وأقنعوها بقيمة دورهم، ولم نهتم .. ثم وصلوا للولايات المتحدة وأرسوا قواعدهم فى مؤسساتها الحاكمة، ونحن آخر من يعلم. 

رغم ذلك، لم يكن تدخل الولايات المتحدة فعلي وذي قيمة إلا فى الستينات مع وصول رئيسها جونسون. ولم نستطع نحن كسبها لصفنا قبل وصوله، حينما كان يرأسها من عُرف عنهم قدر من العدل وحسن السمعة .. فجاء المذكور وحول دفة بلاده تجاه منطقتنا، بوعظ وحث من اللوبى الذى كان قد استفحل أمره، وأصبح شبه مستحيل إخراج الولايات وحكامها من تحت تأثيره. 

فمن نلوم إذن؟؟

ـ الولايات المتحدة المغرر بها وضحية الصهيونية والمدافعة عن مصالحها؟؟
ـ أم نلوم الجماعات الإسلامية التى عانت الإضطهاد منذ بداية نشأتها ودون أسباب حقيقية أو مبررة  .. والتى كفرت بكل الأنظمة البديلة، بعدما حاولتها كلها؛ يسارية ويمينية ووسطية وكل شئ  .. ولم ينفعها أيهم، بل زادوا الشعوب فقراً وذلاً؟؟

الصراع  دائماً يقوم بين القوى والضعيف، وليس العكس كما يخطئ الكثيرين ويظنون. أي ليس بين الضعيف والقوي، ولا بين متكافئين.

فلم يحدث أى صراع عسكرى دموي بين السوفييت والأمريكان .. لأنهما كانا متكافئان. 
ولم يحدث أى  صراع من نفس النوع بين السوفييت والصينيين .. لأنهما كانا متكافئان.
ولا بين  الصينيين والأمريكان .. لنفس السبب. 
ولا  حتىبين الولايات المتحدة بقوتها والجزيرة الصغيرة جداً المجاورة لها "كوبا" .. لنفس السبب. 
وحتى الآن .. نرى التحدى  الكورى للجبروت الأمريكى، ولم تجروء أمريكا على المواجهة، لعلمها بحجم القوة الكورية. 

رغم تعارض  مصالح الطرفين فى كل هذه النزاعات، لم يحدث الصدام. والسبب دائماً هو نفس السبب  .. تكافؤ القوى. 

أين نحن من هذا التكافؤ؟؟ من أي تكافؤ؟؟

قانون  الطبيعة أزلى، وهو البقاء للأقوى .. السمك الكبير يأكل السمك الصغير،  والأسد يأكل الغزال .. وأمريكا ستأكل العرب. 

.. وعليه 
ليست المسئولية مسئولية أمريكا ولا ومسئولية الجماعات الإسلامية  المتطرفة أو المعتدلة، إنها مسئوليتنا نحن جميعاً، مسئولية ضعفنا وتقوقعنا على أنفسنا وبعدنا الكبير عن مراكز صناعة القرار فى العالم.

اللهم قد بلغت ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق