Insignia identificativa de Facebook

Translate

لا لمبارك، ولا لأعداء مبارك


أكتوبر 2003

مما لا شك فيه، أن هناك غضب وغليان متزايد بشكل إطرادى بين أفراد الشعب المصرى البسيط قبل المثقف، يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة

فقد أثبتت سياسات مبارك وحكوماته المتعاقبة منذ قرابة الربع قرن على التوالى، فشلاً ذريعاً لم يسبقه فشل مماثل فى تاريخ مصر الحديث كله والذى يعود لأكثر من ثلاثة قرون على أقل تقدير.

فمصر التى كان إسمها له دوي خاص فى كل البقاع، فقدت هيبتها السياسية والعسكرية والإقتصادية، كما فقدت مكانتها الثقافية والعلمية والتعليمية والإعلامية ، 
بل طال الفشل حتى المؤسسة الدينية التى هى قوام الشعب المصرى منذ فجر التاريخ
..

ثم وصل الإنهيار لحد الإنهيار الإخلاقى، والإنهيار الإجتماعى، فسمعنا فجأة عن الفتن الطائفية، كما سمعنا عن عبدة الشيطان والمثليين جنسياً، كذلك سمعنا عنإرتفاع حالات الطلاق وإرتفاع سن الزواج، وعن البطالة فى أقصى معدلاتها، وغيرهم من الآفات الإجتماعية التى لم تعرف سابقاً فى أى عهد سابق.

وإذا بالشعب المصرى والعالم كله يفاجأ بترتيبات توريث مبارك الحكم لنجليه، أحدهما يستولى على كل مفاتيح الإقتصاد المصرى، والثانى على كل مفاتيح السياسة، حتى بات مؤكداً، وعلى الرغم من نفى مبارك نفسه .. أن توريث الحكم صار أمراً واقعاً، متحدياً بذلك كل الأعراف، وكل الرغبات الشعبية الرافضة لمثل هذا التوريث، والمحتجة أساساً على الثراء الفاحش لنجليه من خلال شركاتهما المشبوهة المصدر والمشبوهة النشاط، والتى لا يعلم أحد كيف بدأت وبأى رأس مال بدأت، حتى صارت على الحال التى هى عليه الآن.
ناهينا عن نفوذ السيدة قرينته، والذى لا تقره أى نصوص دستورية.

إزدادت نسبة المنتفعين، ونسبة المحسوبية والأفاقين فى مصر فى الربع قرن الأخير بشكل بات مفضوحاً وحديثاً للجميع سواء من الشعب المصرى نفسه أو من غيره فى الخارج، عرباً أو أجانب.

فلا عجب بعد ذلك أن نسمع عن أكثر من محاولة لإغتيال الرئيس نفسه، الذى يصر على قانون الطوارئ المشبوه، والذى لا يستخدم للدفاع عن المصالح الحدودية المصرية كما هو مفترض له أن يكون، بل يستخدم لقمع الرأى الشعبى، وللدفاع عن شخص الرئيس وأسرته وحاشيته بالدرجة الأولى.

ولا عجب كذلك، أن نسمع عن محاولات لإغتيال أبنائه وأفراد أسرته فرداً فرداً، فهذا الأسلوب ـ أسلوب الإغتيال ـ لا يلجأ إليه الشعب المصرى، إلا عندما يفيض به الكيل، ويفقد كل وسيلة للتعبير عن نفسه وتحقيق رغباته.

لكن ..

على الجميع أن يكون يقظاً، وألا ينجرف وراء الرسائل والآراء والإشاعات التى يحاول ترويجها بعض المتربصين بمصر ... فمصلحلة مصر تقتضى تنحى مبارك وأسرته أو عزلهما بأى وسيلة .. نعم .. لكن فى ذات الوقت، علينا أن نفرق بين ما يروج له الطابور الخامس، وبين مصلحتنا كمصريين .. علينا ألا ننكر على مبارك بعض مواقفه الجيدة إن وجدت .. فإطلاقه تصريحات معينة على سبيل المثال، لصالح القضية الفلسطينية، هى تصريحات تحسب له وليس عليه.

رفضنا لمبارك له أسبابه، وهو ليس رفض لمجرد الرفض. فإن صلح أمره، وإن إستجاب لمصلحة البلد وشعبها، فلا لوم عليه بعد ذلك. أما من يحاولون بث الكراهية وخلق الفتنة بيننا، فنقول لهم أننا كمصريين، نعرف أدوارنا، ونعرف ما لنا وما علينا، ولا نقبل الإستعانة بغيرنا لحل مشاكلنا الداخلية.

ولكم فى ثورة القاهرة الأولى والثانية وفى ثورة 19 وفى إغتيال مكرم عبيد وفى ثورة 52 وفى إغتيال السادات ... إلخ ، من العبر ما يكفى لتفهموا وتعوا..

بئس ما تبيعون لنا، وبئس المشترى إن وجدتموه بيننا.
مشاكل مصر لا يحلها إلا أبناء مصر .. ولا عزاء للدخلاء المغرضين، أو حتى غير المغرضين ..
نار حكامنا ولا جنة حضراتكم الموعودة.
شكر الله سعيكم ومع السلامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق