Insignia identificativa de Facebook

Translate

5ـ الخبطة الرابعة


سبتمبر 2003


الخبطة الرابعة

بعد الأوتوبيسات بأنواعها، وإستكمالاً لوسائل الإتصالات والمواصلات .. ما لفت نظرى جداً هو إنتشار الأطباق فوق أسطح البيوت.

قبل خروجى من مصر، كانت تلك الأطباق تكاد تكون نادرة الوجود، لا نجدها إلا على سطح عمارة واحدة من كل شارع تقريباً، وكنا نعرف فوراً بمجرد رؤيتها، أن بهذه العمارة يسكن إما أحد الأثرياء، وإما أحد أعضاء السلك الدبلوماسى لبلد ما.
الآن وجدت أنها فوق كل مبنى، وتطل من كثير من البلكونات، حتى فى المناطق المسماة بالعشوائية، لدرجة أنها لكثرة عددها المبالغ فيه، ليست أطباق الساتلايت التى أعرفها، بل هى نوع جديد من الهوائيات (الإيريال) يستخدم حالياً فى مصر. حتى دخلت البيوت، وتأكدت من أنها فعلاً أطباق الفضائيات. وعرفت أن كل مصر قد صارت من الأثرياء!
عند وصولى للقاهرة، كان قصف العراق قد بدأ، فكان حديث الساعة الوحيد فى كل مكان، وكانت قناة الجزيرة، هى القناة الوحيدة التى أراها فى كل منزل أدخله أو فى أى مقهى أجلس فيه. وأكد لى هذا ما تعودت على قراءته فى المنتديات المصرية الإنترنتية، عن فشل الاعلام المصرى الذريع، وعزوف الناس عنه بشكل يكاد يكون كلى .. ويا حسرتاه على الإعلام الرائد.
لأتأكد من هذا بنفسى، كنت أقلب فى القنوات كل ليلة قبل نومى، أولاً لأتابع آخر آخبار العراق، وثانياً لألاحظ الفروق بين كل قناة وأخرى، وأسفت للمستوى الهابط تماماً للتليفزيون المصرى بقنواته المختلفة، والتى بدت لى، وكأنها قنوات لم يطلها التطوير الفنى ولا التقنى على الإطلاق منذ تركتها آخر مرة. هذا، غير نوعية البرامج التى كانت تُعرض، وكأن التليفزيون المصرى، وبخاصة قنواته المحلية، يعيشون فى عالم آخر غير عالمنا، ولا يدرون بما كان يجرى فى منطقتنا.
وليس التليفزيون المصرى فقط الذى أصابنى بحالة من القرف، بل عدد لا حصر له من التليفزيونات العربية أيضاً، والتى تخصصت فى الغناء والفيديو كليب، وأخرى تخصصت فى برامج المنوعات والمناظرات غريبة الموضوعات.
والجامع المشترك لكل هذه الزبالة الإعلامية، كانت أغنية "أحبك أه مش عارف إيه لأ" للمغنية الفذة معبودة الجماهير اللى لابسة من غير هدوم.
المضحك فى موضوع الأطباق، إنى رأيت بعض الأصدقاء، الذين لم يتطوروا بعد، ولم يشتروا طبق .. "لكن الجيش بيقول إتصرف" .. طيب يعملوا إيـــــه؟؟ بسيطة: يضبطوا الإيريال بتاعهم بطريقة معينة، ويمدوا سلك مش عارف منين لفين، فيحصلوا على إرسال الطبق بتاع الجيران ..بس المشكلة، إنهم مرتبطين بذوق الجار! يعنى لو الجار عاوز يشوف قناة الهند .. يبقى هند، ولو عاوز يشوف قناة منغوليا .. يبقى منغوليا!
نصحت صديق منهم أن يساهم مع جاره، أو يعزمه على الغدا مرة فى الأسبوع، علشان يسيبه يشوف قناة الجزيرة .. بس مارضيش .. قال كده حيطمع فيا .. وجهة نظر برضو!
جدير بالذكر؛ إن أنا وحيث أقيم فى الخارج، ليس عندى ولا عند الغالبية العظمى من الناس، طبق ساتلايت، ولا أفكر فى شرائه، فما يعرضه التليفزيون الرسمى والقنوات الخاصة المجانية وعددهم فى الإجمال 6 قنوات، تغطى الحاجة وتزيد بكثير، ولم ولن أفهم معنى أن يهتم المصريون بإقتناء 150 قناة على الأقل وتصل إلى 600 قناة فى بعض الحالات كما رأيت، والغريب أن كلهم تقريباً يعرضون نفس الشئ .. من أين لكم بكل هذا الوقت لمشاهدة تلك القنوات جميعها؟ وماذا بها من محتوى تحرصون على متابعته؟
سؤالين سألتهم ولم يجيبنى أحد.

من وسائل الاتصالات أيضاً .. المحمول .. وأه من المحمول وجنون المحمول وجنون المصريين بالمحمول.
صحيح أن ظاهرة المحمول أو النقال منتشرة فى العالم كله، وصحيح أنه يتحول تدريجياً وبشكل إطرادى ليكون هو التليفون الوحيد المستعمل، حيث يُتوقع له أن يلغى تماماً التليفون العادى ويحل محله بعد وقت قصير، ... لكن .. أن أقابل ناس، يغيرون المحمول كل 3 شهور، ليحصلوا على الموديل الأحدث، ويخسرون فى ذلك مبلغاً كبيراً، فهذا ما لم أفهمه!
قابلت شخصية من هذا النوع، كان معها أحدث وأغلى موديل نوكيا، حتى وصلت للقاهرة، وكانت قد إشترته حسب ما ذكرت لى من 3 شهور فقط بمبلغ 1800 جنيه (بدون تعليق) .. وبعد وصولى مباشرةً، كانت تبحث عن مشترى له بأى ثمن، كى تستطيع شراء الموديل الأحدث الذى نزل بالكاميرا، وثمنه يفوق ال 2000 جنيه (بدون تعليق أيضاً) .. وفعلاً، وفى ظرف أسبوع، كانت قد وجدت المشترى، بخسارة 500 جنيه، واشترت أبو كاميرا (وأنا تنحت)!
المصيبة، إن هذه الشخصية ليست من الأثرياء الذين لا يدرون ماذا يفعلون بما لديهم من ثروة أتتهم من السماء، لا والله .. هى شخصية عادية جداً، تعمل لكسب رزقها، جائز أنها تكسب شهرياً مبلغاً مرتفعاً نسبياً، لكنها ليست من حاملات كروت الكريديت، وليس لها أرصدة فى البنك، إعتمادها كله على مرتبها الشهرى، وهو ما حيرنى وجعلنى أفقد كل منطق قادر على الفهم.
وما فهمته منها أيضاً، أنها ليست الوحيدة التى تفعل هذا، بل أن كل من حولها على نفس المنوال (عادى يعنى).
وعجيب يا شعبى العظيم.
شعرت ساعتها، أننى أنا اللى متأخر واللى عايش فى دولة متخلفة من العالم الثالث.
فوالله .. لم أغير محمولى من سنة 2000 .. ولم أشتريه يومها، لولا أن القديم كان قد عطل بسبب وقوعه على الأرض.
ولا أعرف حولى من الخواجات الذين أعيش وسطهم، من يغير محموله لمجرد التغيير أو التحديث، وإنما فقط .. إن كانت هناك ضرورة للتغيير.
الرحمة حلوة يا ناس .. فكروا شوية فى الأولويات قبل ما تبعزقوا.
وعموماً .. أعلنها هنا على الملأ وبصوت عالى:
اللى معاه فلوس وتعباه ... أنا جاهز أريحه منها .. شاوروا أنتم بس وأنا فريرة.

أما الكومبيورر .. ومش ناقصة تاء ومش غلطة مطبعية، لأ .. هى كده .. "كومبيورر" من غير تاء .. فده بقى قصة لوحده.
إيه الحلاوة دى .. ماشاء الله على التقدم، كل الشباب ماشاء الله خبير فى الكومبيورر.
بس خبرة ... تودى فى داهية
أول هام .. كله ماشى بالبرامج المضروبة، ماشفتش واحد يوحد الله عنده برنامج واحد يوحد الله أصلى بتاع بلده.
كله مضروب وببلاش ..
"
سبحان الله .. لما أنتم فالحين أوى فى البعزقة فى المحمول، مش هاين عليكم تشتروا برنامج أصلى وتشغلوا أجهزتكم على نضيف؟؟؟ طيب بالله عليكم .. أيهما أولى؟"
ده السؤال اللى كنت بأسأله للناس إياها، مش ليكم انتم يعنى
وكل اللى شفتهم تقريباً .. قاسمين أجهزتهم .. يعنى عاملين بارتيشن، وحاطين نظامين تشغيل على الأقل، الإكس بى، والـ98 .. مش عارف ليه. إيه الحكمة؟ الله أعلم .. ماحدش عرف يدينى إجابة مقنعة، لكن هو كده.
وكل اللى شفتهم .. بإستثناء واحد أجهزتهم مليانة برامج ألعاب وأغانى وأفلام، وإستخدامهم للنت .. من أجل التشات فقط
يعنى فى مقولة أخرى .. إستخدام المصريين للحاسوب ولشبكة المعلومات، ينحصر فى كلمة "الإستهلاك" تماماً مثل كل حاجة تانية، مستهلكين فقط لا غير، وسلمولى على التنمية والتقدم.

يتبع ..

1ـ الإشتراكية (من أساسيات الإسلام)



سبتمبر 2003

"الاشتراكية" من أساسيات الإسلام

على سبيل المثال لا الحصر:

مبدأ الزكاة (الركن الرابع فى الاسلام) والتكافل الاجتماعى.
المسلم أخ المسلم .. إلى آخر الحديث
الأمر شورى بينكم .. إلى آخر الحديث
كلكم كأسنان المشط .. إلى آخر الحديث
حديث وصية الجار .. 
مواقفالصحابة كأبو بكر الصديق وعثمان بن عفان من شراء العبيد لعتقهم ومن شراء المواد التموينية للمسلمين أثناء المقاطعة.
تآخى المهاجرين والأنصار واقتسامهم كل شئ بأمر الاسلام.

هى أمثلة قليلة من كثير .. أسست الفكر الإشتراكى، والذى لم يكن معروفاً من قبل على الاطلاق حتى جاء الإسلام. لكنه فكر لا يلغي الملكية الخاصة، كما تلغيه الاشتراكيات المعروفة حالياً، فقط يحددها وينظمها كى لا يحدث ما يعرف بالإقطاع أو الإحتكار، فتذهب مصالح الأمة فى أيدى قلة يتحكمون فى مصائرها.

وللملاحظة بقية إن شاء الله ..