Insignia identificativa de Facebook

Translate

الحدوتة .. وحلها؟؟

16/6/2010

المصريين شعب لذيذ طول عمره .. فى حاله .. مالوش دعوة بمين يحكمه .. يكون مصرى، يكون هكسوس، يكون إغريق أو رومان أو عرب أو فرس .. هو مالوش دعوة غير بأرضه وبس .. مرتبط بيها زى ما يكون جزء منها وهى جزء منه .. أى حد عاوز يحكمها، ولا تفرق معاه .. مش موضوعه .. المهم انه ما يقسمهاش، ما ياخدش منها شبر، ويسيبه لازق فى أرضه يزرع فيها وينتج جنبها .. حلو لحد كده؟

فضل المصريين على كده لحد ما وصل محمد على بسلامته .. واللى هرونا شحن فى دماغنا انه مؤسس مصر الحديثة ومش عارف ايه وايه كمان .. وهو فى رأيى .. كان بداية الإنهيار اللى بنعيشه النهاردة، والدلائل كثيرة ومثبتة لمن يهمه الأمر ..... المهم .. وصلنا لثورة 52 .... ولازم نعرف ان دراسة التاريخ لا تعيق دراسة المستقبل زى ما فهمت من كلام شباب كثير ... ولولا ان اليابان درست تاريخها، ما كانتش قدرت تقوم على رجليها بعد هيروشيما وتبقى أهم دولة فى العالم النهاردة

قامت الثورة على أساس 6 مبادئ، كنا بنمتحن فيهم فى المدرسة فى أولى إعدادى، كل مبدأ فيهم قصة لوحده ومش موضوعنا دلوقت .. لكن المهم نعرف أنهم كانوا مبادئ مثالية وجادة، وقابلة للتنفيذ، وبدأوا فى تنفيذها حرفياً بالفعل، ونتائج التنفيذ بانت بسرعة مذهلة، لدرجة ان مصر أصبحت وقتها قبلة لكل شعوب العالم بإستثناء أمريكا وأوروبا الغربية طبعاً .. يعنى من الآخر .. العالم كله بإستثناء حوالى 15 دولة، اللى هما الدول الإستعمارية اللى كانوا مقسمين العالم كله كمناطق نفوذ لهم بالتساوى .. فطبيعى .. انهم ما يسكتوش وما يقفوش يتفرجوا على مصر وهى فى 4 سنين بس .. كانت على وشك التحول لدولة عظمى عسكرياً وإقتصاديا وصناعيا وثقافيا وغيره وغيره .. فاشتغلوا علينا .. واشتغلونا .. طابور خامس، عدوان ثلاثى، فك الوحدة مع سوريا، مراكز قوى، نكسة .. وفين يوجعك يا مصر .. واديله .. فيتحول إقتصاد الدولة لإقتصاد حرب، وإعلام الدولة لإعلام حرب، وكله، حتى هوا الدولة .. إلى هوا حرب ... وده كان شئ طبيعى وقتها طبعاً، ولو تكرر اليوم بنفس الترتيب حيحصل بنفس الطريقة اللى تم بها وقتها
ومعلهش انى طولت فى الجزء التاريخى .. ولسه فيه شوية كمان .. بس كان لازم فى رأيى

طبعاً قرأتوا وشفتوا أفلام وبرامج توك شو كثير وعارفين كثير عن التغيير الإجتماعى اللى حصل فى مصر بعد الثورة ,, وشقلبة الطبقات الإجتماعية .. اللى كانوا باشوات ما بقوش .. واللى كانوا بيعانوا قبل الثورة بقوا قيادات .. ولأنهم بشر، فطبيعى ان كان عند الكثير منهم أحقاد تجاه الطبقة الإقطاعية قبل الثورة .. فبهدلوهم بعدها .. ودى كانت غلطة خطيرة .. وبعدين .. حصل ان الثورة اهتمت بكل حاجة، وده يحسب لها طبعاً .. إلا حاجة واحدة وهى الإنسان نفسه .. اهتمت ببنائه ليكون ثورى، عامل، منتج، متحمس .. لكن نسيت تبنيه أخلاقياً، ونسيت توظفه صح .. يعنى مثلاً، لما تجيب فلاح متربى فى عشة، ومتعود يمصمص قصب ويرمى القشر على باب الدار، لأنه المعيز حتعدى تاكله بعد شوية ,,, وتوديه يعيش فى المدينة، فيمصمص القصب برضو ويرمى القشر برضو على باب العمارة، وماياخدش باله ان مافيش معيز .. وماحدش يقوله كده غلط يا شاطر .. فده يعتبر عيب فى التخطيط وعيب فى التوزيع الجغرافى وعيب فى تطبيق مقولة الرجل المناسب فى المكان المناسب، رغم انه مثال بسيط وشكله عبيط، لكن لو نطبقه على حاجات تانية كثيرة وعلى كل المستويات .. حنفهم أسباب اللخبطة اللى حصلت

بعد كده وصلنا للسبعينات، والكل يعرف ما عمله السادات من تغييرات حادة فى السياسة 180 درجة عكس إتجاه الخمسينات والستينات .. يعنى اللى الثورة قعدت تبنى فيه على مدار 21 سنة، هده هو فى سنتين 2 بالعدد .. إنفتاح اقتصادى ومبادرة سلام .. قلبوا موازين البلد تماماً .. غيروا مفاهيم الناس رأساً على عقب، نسفوا كل المبادئ والقيم اللى أجيال كاملة اتربت عليها .. خلقت طبقات إجتماعية جديدة، ومسحت من الوجود طبقات تانية كانت موجودة، وخسفت الأرض بطبقات تالتة وهكذا .. ما بقاش حد عارف فيه ايه .. مين بيعمل ايه إمتى وليه وإزاى .. كأن واحد مسك إزازة وقعد يرج فيها ويتفرج على الفتافيت اللى بتتخانق جواها بحركة عشوائية ... وهوباااااااا ... ظهرت العشوائيات .. ظهرت الناس اللى وصلوا من الريف ومن مناطق الله أعلم هى ايه .. وبالدراع استولوا على أراضى مش بتاعتهم .. اغتصاب .. وبنوا عليها بوضع اليد .. وصاروا حقيقة واقعة لا يمكن تغييرها .. هما نفسهم، اللى خرج منهم سواقين الميكروباص اللى بيسوقوا بعشوائية، وخرج منهم قطاع الطرق والمحامين النصابين والدكاترة الفاسدين وكل ما هو عشوائى فى البلد وفاسد ومقرف .. لأنهم نشأوا وتربوا على ثقافة اهجم وخد اللى تقدر عليه .. مش مهم يكون من حقك والا لأ .. المهم تغتصب وتاخد على أد ما تقدر، وبكرة كله حيتنسى وكله حيبقى بتاعك بوضع اليد

ما بين الإنفتاح الإستهلاكى، والإعارات للدول البترولية بفلوسها وبتدينها الشاذ، والعشوائيات، وثقافة السلام والإستسلام لواقع الوجود للكيان الصهيونى، وثقافة مصر مالهاش دعوة بالعرب ولا بحد، وثقافة وإحنا مالنا ويالله نفسى، وثقافة الهامبورجر السريع والتاك أواى وانجز وخلص يا عم، وما بين مسح الذاكرة المتعمد من الحكومات المتعاقبة، وتدمير وتشويه أعمال وإنجازات كل من سبقوا، وبين سخافة وحقارة ووقاحة سياسة تسخين المصريين على غيرهم من الشعوب العربية والأفريقية، وهى نقطة غاية فى الخطورة ولعب متعمد بالنار ونتائجه واضحة للأعمى حالياً من كره كل العرب والأفريقيين للمصريين .. وهو كره يحدث لأول مرة فى التاريخ كله من أيام سيدنا آدم .. بين كل هذه السياسات المتعمدة .. أو بفرض حسن النية .. السياسات الغبية .. تكون النتيجة .. أنى أقولك بصوت عالى: (أنا أحسن منك .. أنا أفضالى عليك) .. رغم انى من جوه .. متأكد ومقتنع انى أخيب منك بكثر، وانى جنبك ما أوصلش حتى أكون أد الصرصار .. لكن لأ .. علمونى وزرعوا جوايا انى أبصلك وأقولك: (ما تقــــــــــــدرش) ... زى القزم الهزيل فى مسرحية محمد صبحى ... لخبطونا ولخبطوا مفاهيمنا وغيروا مبادئنا وشقلبوا قيمنا من نص السبعينات ولحد النهاردة بدون توقف .. فشوفنا لأول مرة فى التاريخ قضية مسلم ومسيحى، وقضية غنى وفقير وكل القضايا اللى بنتابعها كل يوم

والنتيجة النهاردة؟ الوضع الحالى يعنى؟.. إن نفس الـ 15 دولة إستعمارية اللى تكلمنا عنهم فى البداية ,. وبعد ما غيروا أسلوبهم الإستعمارى، وبعد ما وقعوا حائط برلين، وبقوا أكثر من 15 الضعف تقريباً .. وبعد ما بقت إسرائيل أمر واقع وحماية دولية رغم كل إحتجاجاتنا، وبعد ما ضمنوا من خلال توصيات البنك الدولى اننا نبيع أرضنا اللى أجدادنا استشهدوا عشانها، ونبيع ممتلكاتنا اللى حاربنا عشان نأممها، يعنى نعملها ملك للأمة المصرية، وبعد ما ضربنا فى بعض بكل الطرق ولكل الأسباب، وإحنا اللى المفروض خير أجناد الأرض وفى رباط واحد إلى يوم الدين، وبعد ما البانجو والهيروين والفياجرا أكلوا دماغنا وفلسوا جيوبنا، وبعد ما روبى وهيفاء احتلوا مكان أم كلثوم وفيروز، وبعد راديو اف ام احتل مكانة البرنامج الموسيقى، وميلودى والجزيرة مكان التليفزيون العربى من ماسبيرو .. اللى هو تليفزيون مصر بالمناسبة (اسمه الأصلى: التليفزيون العربى) .. وبعد مامشاكلنا تبدلت، من إزاى نبنى مصنع الحديد والصلب وبرج الجزيرة .. لإزاى نعمل منتجعات جديدة فى شرم والساحل الشمالى ... فى وقت فيه مئات بيموتوا كل يوم من الجوع ومن حوادث الطريق ومن طوابير العيش والبوتاجاز .... مين بعد كده ممكن يفكر فى
أخلاقيات المجتمع؟؟؟ ده مين الرايق ده؟؟؟ مين مستعد يشارك فى انتخابات؟؟؟ طيب حيشارك ليه؟؟؟ وعشان مين؟؟؟ مين حيفرق معاه ان الأقصى محتل؟؟؟ مين حيهمه يعرف تفاصيل تقارير المركز القومى للمحاسبات التى تفضح مئات حالات الفساد على كل المستويات بدءً من الوزراء ولغاية أصغر موظف فى الدولة؟؟؟ بلاش ..... مين حيهتم لو اسرائيل قررت تضربنا بكره؟؟؟ وليه نفترض؟؟؟ طب ماهى ضربتنا فعلاً فى يناير 2009 وهى بتضرب غزة، وبيوت فى رفح المصرية اتهدت ومصريين استشهدوا ... وشغالة الله ينور فى موضوع النيل بقالها سنين .. عملنا ايه؟؟ وحنعمل ايه؟؟ ولا حاجة غير الزعل .. ليه؟؟ علشان كل ما سبق من كلامكم وكلامى وكلام غيرنا فى كل مكان

والحل؟؟

الحل .. اننا أولاً نعرف الموضوع بدأ إزاى .. ونفهم رايح على فين ... بس نفهمه صح بموضوعية .. مش بيأس أو غضب وشكراً .. لأ .. بفهم حقيقى .. وبعدين .. كل واحد من مكانه يعمل اللى يقدر عليه .. يفهم اللى حواليه .. مش حتكلفه كثير ... ده كفاية، ونتيجته مضمونة .. ولو فيه شئ ممكن يتعمل غير تفهيم اللى مش فاهمين .. يبقى لازم يتعمل ... إنتخابات ننتخب، مظاهرات نتظاهر .. إضرابات نضرب .. شغل نشتغل .. كله .. لأنه من أعمالنا سلط علينا، ولا يغير الله قوماً حتى يغيروا ما بأنفسهم ... واسع يا عبد وأنا أسع معك .. ناهينا عن الشعارات والأشعار الحماسية الكثيرة المحفوظة .. وكلها صح .. المهم التنفيذ فوراً ....... إنما اليأس .. ما ينفعش .. الإحباط .. عيب .. غلط ... كلنا تهمنا مصالحنا الشخصية .. ده أكيد .. لكن لما نفهم ونتأكد انها مش حتتحقق أبداً .... والله فى سماه لو عملنا فيها قرود حتى .. لا جوه البلد ولا براها .. إلا إذا النظام فى البلد اتغير .. ساعتها بس حتكون كرامتنا محفوظة جوه وبره، زى ما كانت محفوظة ولها هيبة لحد سنة 1975 بتاعة الإنفتاح .. وساعتها حيكون سهل نحقق طموحات ونحس بنتائجها حتى ولو بسيطة .. مش زى دلوقت .. مهما حققنا .. مابنحسش بطعم أى حاجة

الخلاصة .. بداية التغيير للأحسن تكمن فى الفهم والوعي
مصر يعنى أرض وناس .. يجوز لهم خصائص وصفات مختلفة شوية عن غيرهم، لكن يظلوا أرض وناس، تؤثر فيها كل الظروف مثلهم مثل غيرهم .. فلكي يعودوا لطبيعتهم المميزة، لابد من تغيير الظروف، ولكي تتغير الظروف، لابد من تغيير الأولويات، ولكي تتغير الأولويات لابد من الفهم والوعي