Insignia identificativa de Facebook

Translate

ماتريكس

27/4/2004


 MATRIX ... I-II-III 

شفت الفيلم لما نزل من سنة أو
سنتين مش فاكر بالضبط .. والحقيقة خرجت منه مندهش!!

ليه بقى مندهش؟؟؟ .. أشرح

لما نزل الجزء الأول من كذا سنة، ما شفتوش. ظننت من إعلاناته انه فيلم ضرب وحركة وخلاص، لكن من كثرة الكلام عنه، زاد فضولى وقررت أشوفه بعد حوالى سنة. وكانت المفاجأة انه فيلم خطير جداً لما يحتويه من معانى ورسالة، وللتكنيك الجديد الذى استخدمه المخرج فى التصوير وإعطاء الإيحاءات وخلافه.

ودعنا من الإيحاءات والتصوير، لنركز على المضمون وهو المهم.

ملخص الجزء الأول .. ومعرفته ضرورية لمتابعة الجزء الثانى .. وهو بالمناسبة مبنى على (عقيدة شهود يهوا) التى هي خليط بين المسيحية واليهودية، مرفوضة من الديانتين .. كالتالى:

"مورفيو" = الحلم. وهو يجسد شخصية "الأب" .. يأتى من "صهيون" المدينة الوحيدة "الحقيقية" الباقية على الأرض، والتى يعيش فيها "بشر حقيقيون" .. يجمع منها ومن غيرها من "المدن الزائفة" أفراد ذو طبيعة خاصة، وعقليات فذة، يعرف هو بفطنته أو بحاسته الخاصة، أنه بالإمكان الإعتماد عليهم لتخليص العالم من "الماتريكس".

"
ترينيتى" = الثالوث. هى التى تجسد شخصية "العذراء" .. الفتاة الجميلة، ذات القدرات الفذة، والتى إختارها "مورفيو" من ضمن من إختارهم من العالم الزائف "ماتريكس"، لتكون بمثابة يده اليمنى.

"
نيو" = الجديد. وهو يجسد شخصية "الابن" .. وهو أيضاً من "ماتركس" أى من العالم الزائف، وهو كذلك "المنتظر" لخلاص العالم.

"
ماتريكس" .. ليس بشخصية مجسدة، ولكنه النظام الحسابى الذى يقوم عليه العالم الحالى .. وهو عالم زائف تماماً، لا حقيقة فيه، ولا وجود فيه لأى شئ، من كل ما نراه ونحسه ونتذوقه ونلمسه .. ليس سوى محض أرقام ماتريكس تتشكل فى معادلات لتكون لنا الشكل والطعم واللون وكل شئ. هو العالم بكل ما فيه.

يبدأ الجزء الأول .. بعثور "مورفيو" وفريقه على "نيو"، فيتم تجنيده وأخذه إلى حيث يتقوقعون فى مكان مجهول ومظلم ومجهز بأعلى درجات التقنية المضادة لماتريكس. يبدأ الإعداد الخاص الجيد "لنيو"، ويثبت هو فى كل لحظة أنه فعلاً "المنتظر".

تحدث مصادمات مع عملاء ماتريكس، وهم ليسوا ببشر بل  "شياطين معلوماتية"، ويفوقون بقدراتهم قدرات "مورفيو"، فلا يجد "مورفيو" ومن معه وسيلة أخرى غير الهروب منهم دائماً .. حتى يعجز عن ذلك فى إحدى المرات، ويسقط فريسة فى أيديهم، بسبب خيانة أحد أتباعه "يهوذا" .. ويعذبونه ليحصلوا منه على "السر" (وهو مكان إختفائهم حيث يديرون من خلاله عمليات استقطاب الناس، وأيضاً .. الطريق إلى  "صهيون".

حين اقتنع كل من تبقى من أتباع "مورفيو" بأنه هالك لا محالة .. يصر "نيو" على انقاذه مخالفاً بذلك منطق تكافؤ القوى، ومحققاً فى ذات الوقت لرؤية "مورفيو" فيه، والذى آمن دائماً بأنه "المنتظر" الخارق. وبمساعدة "ترينتى" التى تبث فيه "الحياة" بعد موته أثناء صراعه مع جنود ماتريكس .. يتمكن هو بعد عودته للحياة، من تخليص "مورفيو" وهزيمة عملاء ماتريكس الخارقين .. وتزيد قدراته، ليتولى فى النهاية دور "مورفيو" فى دعوة الناس واستقطابهم خاتماً كلامه بدعوة "المسيح" الشهيرة: "تعالوا معى .. انضموا إليَ".


هذه هى فكرة الجزء الأول بإختصار، وهو كما أوضحت فيلم عالى التقنية، ويحمل رسالة لها قيمتها فى العالم المسيحى تحديداً.


أما الجزء الثانى .. فقد أصابنى بالملل من الإفراط فى مشاهد المعارك وتقنيات الخدع السنيمائية .. لدرجة أنها أخذت من وقت الفيلم حوالى ثلثيه .. ودون داع، مما أفقده مضمونه الذى حاول إيصاله للمتلقى، وجعل منه فيلم حركة وعنف بالدرجة الأولى، بالشكل الذى يستهوى المراهقين.

وعن فكرته فبإيجاز هى أن عملاء ماتريكس قد طوروا أساليبهم، فتمكنوا من الوصول إلى أقرب ما يمكن من قاعدة "مورفيو" ومن معه، وصاروا على وشك الوصول إلى "صهيون".

فيتوزع دوري كل من "نيو" الذى تولى مسئولية الاتصال بالناس ومواجهة عملاء ماتريكس، وبين "مورفيو" الذى بدا عليه العجز والضعف، فتولى مسئولية الاتصال بأهل "صهيون" وقادتهم .. وهم البشر الحقيقيون!

وهناك فى "صهيون" تلك المدينة الفاضلة التى تعيش تحت الأرض، يتضح شئ جديد وخطير جداً، وهو أن "مورفيو" ليس سوى "أحد قادة هذا العالم" وليس قائده الأوحد، بل أن له قائد أعلى منه يأتمر بأمره .. كما يتضح أن حتى هذا القائد الجديد ليس سوى تابع لقائد أعلى آخر .. (مجهول) .. وأن الصراع كله ليس سوى صراعاً بين هذا  "المجهول" وبين "قائد صهيون وأصحابه" ومن بينهم "مورفيو".

وهنا يأتى دور "نيو" مرة أخرى، حيث يكون عليه إكتشاف هذا "المجهول" ومواجهته .. وهو ما يحدث. فنكتشف أن "المجهول" هذا هو المهندس "الخالق" الحقيقى لكل شئ، أى لصهيون ولماتريكس بمن فيهم، وأنه كان يعبث منذ البداية ليس إلا. وأنه قرر الآن إنهاء اللعبة، لكن مقاومة  "صهيون" المدينة الفاضلة والمعذبة حالياً، باتت تزعجه.

وتحدث المواجهة بينه وبين "نيو" حيث يستعرض "المجهول" قدراته، ويقاومه "نيو" بقوة حجته، وبأن أهل صهيون لم يعودوا "لعبة" فى يده .. وتستغرق المناظرة فيما بينهم بعض الوقت، تنتهى بعدم إستطاعة "المجهول" مجاراة "نيو" .. فيفر منه متوعداً .... وينتهى الفيلم بفوز صهيون فى جولة أخرى.


هذا هو الجزء الثانى .. وحقيقةً لم يعجبنى بنفس درجة إعجابى بالجزء الأول، فقد شعرت أثناء مشاهدته بكثير من الملل رغم سرعة إيقاعه .. ولذلك، فعندما عرضوا الجزء الثالث .. خمنت مضمونه مقدماً، ولم أهتم بمشاهدته إلى أن زرت أحد أصدقائى وفرجنى عليه للتسلية


شاهدت الجزء الثالث للفيلم .. وكما توقعت .. كان تكراراً لمشاهد الضرب والحرب التى تفنن فيها المخرج منذ الجزء الأول، وإن كان أضاف لها فى هذا الجزء الأخير، مشاهد معركة بين الآلات وبين المقاومين من شعب "صهيون"، كانت أشبه بمشاهد ألعاب الإستراتيجى الشهيرة فى (الجيم بوى) و(كونسولة الألعاب) .. حتى أننى أستطيع أيضاً أن أجزم بأن كل مشاهد الحروب والمعارك فى الفيلم هى مشاهد مصنوعة بالكومبيوتر، والأشخاص مركبة عليها فى عملية المونتاج.
الجزء الثالث .. تظهر فيه المفاجآت (أو هكذا حاول لها المخرج أن تكون) .. وتتضح أكثر الرموز، فيتخلى عن الإغراق فيها، ويخاطب المُشاهد المُتلقى بصراحة أكثر .. (مع التأكيد على ضرورة مشاهدة الجزئين الأول والثانى قبل الثالث والا فلن يستطيع المتفرج من ربط الأحداث ولا الشخصيات ببعضها البعض، حيث أن الحوار مبنياً بشكل كلى على أحداثهما السابقة).

"
نيو" .. (المُختار) .. نسمع بعضهم أخيراً وهم ينادونه باسم (المهدى المنتظر)، ونراه فى نهاية الفيلم وهو (يتعذب ويضحى ببصره) من أجل إنقاذ البشرية !!! كما نراه وهو يصارع الشر .. وحتى يهادنه ويطلب منه "السلام" من أجل خير الجميع،  )فهو لا يكره عدوه رغم كل شئ) .. كما نرى "ترينتى" وهى تموت فى النهاية، بعدما أوصلت "نيو" إلى (مصيره) ليتولى هو المسئولية وحده.

كذلك نرى (الإيمان القدرى) نفسه، والمتمثل فى شخصية "أوراكل" والذى ظهر على صورة السيدة قارئة الطالع فى كل أجزاء الفيلم، نرى هذا "الإيمان القدرى" وقد تأثر هو نفسه بالشر، واستسلم له لكونه (قدر محتوم فى النهاية ورغم كل شئ)، ليضطرب كل شئ بعد ذلك، وتختلط الأمور تماماً .. فيأتى "نيو" ليصارع هذا "الإيمان الشر" ويقضى عليه بالطبع .. ويتمكن فى النهاية من القضاء على "الشيطان" الذى كان فى البداية أحد إفرازات "الآلة" ثم حدث له خلل، وتمدد وانتشر وزاد ليكون أحد أسباب إنهيار "ماتريكس" ثم يدور ليبدأ فى تدمير "عالم الآلة نفسه" والذى هو أحد نتائجه، حيث أن الخلل به لم يعد ممكناً السيطرة عليه .. حتى يقضى عليه "نيو" نهائياً.

وبهذا .. تنتصر "صهيون" أخيراً !! ويبدو العالم بألوان زاهية صارخة .. عالم بديع لا مثيل له، طالما حلم به الجميع. هو"الجنة".

ويختتم الفيلم بحوار بين "المهندس" أو "الواحد" أو "المجهول" .. وهو "الخالق" و"المصمم" لماتريكس ولكل شئ، وبين "أوراكل" .. حيث يبدو غاضباً لهزيمته.
وتسأله "أوراكل": ـ وماذا تنوى أن تفعل الآن؟ هل ستنتقم؟
فيرد عليها وهو يستدير بغضب "ليرحل": ـ ماذا؟ هل تظنيننى مخلوق آدمى؟
عندئذ تأتى طفلة تحمل اسم أحد المعتقدات البوذية ("ساتى" .. وهى رمز الطهارة والنقاء) وتمثل المستقبل فى العالم الآخر .. لتحتضنها "أوراكل" وتعدها بالغدعلماً بأنها لم تَعِد أحداً من قبل بأى شئ .. حيث كانت تكتفى دائماً بإجابات من نوعية: (إفعل ما تشعر بأنه واجب عليك فعله).

نهاية
الفيلم

*نصيحة لله .. مشاهدته مسلية، لكن لازم يكون اللى بيتفرج
يقظ لكل حرف ولكل مشهد علشان يستوعبه، لأنه مش مجرد فيلم "أكشن" عادى، ورسالته خطيرة.