Insignia identificativa de Facebook

Translate

ألا يكفي البرلمان؟

24 يناير 2018

رأيي مخالف لمعظم الآراء المتداولة حول ضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية. لأن الدولة نهجت أفضل نهج منذ تولي الرئيس السيسي، ألا وهو نهج المصارحة فى معظم الأمور الداخلية. كالإقتصاد والفساد والتعليم وخلافه. وكان يجب عليها أن تصارح الشعب أيضاً بحقيقة المخاطر التى تعيشها بسبب حالة الحرب الشاملة التى تخوضها والمفروضة عليها ـ أي علينا جميعاً ـ لكنها لم تفعل. مثلاً، أنت تعلم أننا فى حالة حرب عسكرية. نفقد فيها بمعدل شبه يومي، أرواح شهداء، ونخسر معدات عسكرية وأموال طائلة. بينما الدولة تكتفى بإعلان خجول من حين لآخر عن بعض العمليات. وكأنها أحداث عادية. فكانت النتيجة هى أن الناس يعيشون حياتهم بنفس النمط الطبيعي وكأن ما يحدث هو شئ طبيعي، أو أنه ليس فى بلدهم. كنت أسير بين الناس منذ أسابيع، وفى كل مكان تواجدت فيه على إختلاف المستويات الإجتماعية. لم ألحظ من سلوك الناس وكلامهم أى إحساس حقيقي بتلك الحرب ـ إلا مَن رحم ربي منهم ـ الناس فعلاً مغيبة. والمسئولة هى الدولة. التى تتركهم هكذا بحجة عدم إشعارهم بالذعر والرعب، وليستمروا فى أعمالهم وإنتاجهم. لكن النتيجة كما لاحظت سلبية .. الناس فى الطراوة تماماً. المهم .. أرى أن أقل ما يمكن على الدولة أن تفعله فى مثل هذه الظروف ـ الحالة ج ـ هو أن تلغي لعبة الإنتخابات. ولو شاءت تطبيق القوانين العرفية سيكون أفضل. فنحن بالفعل فى حالة طوارئ معلنة، تسمح بإتخاذ مثل هذه الإجراءات. خصوصاً؛ والكل يعلم بأن الغالبية الساحقة من الشعب حالياً لن تقبل بأي تغييرات سياسية جديدة. الناس فى أمس الحاجة إلى الراحة والإستقرار بعد حوالى 18 سنة إضطرابات، اختتمناهم بسبعة ما يعلم بهم إلا ربنا. وفى ظل إنعدام تام لأى بديل حقيقي مقنع للرئيس الحالي. ناهينا عن الرغبة العامة فى انتظار نتائج ما بدأه .. وغيرهم من الأسباب. ولا تقنعني تلك المبررات عن ضرورة إجراء الإنتخابات لإقناع العالم. فما يهمنا هو نحن وليس العالم. والعالم لا يهمه منا غير المصالح الإقتصادية. ولن يخسرنا أبداً كي لا يخسرها. لهذا؛ طالبت هنا منذ أيام بإلغاء الإنتخابات. والإكتفاء بإستفتاء ـ إن كان لازم ولابد يعنى ـ وفوجئت مؤخراً بترشيح الرئيس من حوالى 95% من نواب الشعب فى البرلمان. حقيقي فوجئت .. وكانت مفاجأة سارة لأنها دعمت وجهة نظرى. فالبرلمان هو مصغر البلد .. النواب بداخله يمثلون الشعب كله. فإن كانت هذه هى نسبة ترشيحهم للرئيس .. وهم يمثلون الشعب .. فالأمر إذاً محسوم. ولا يحتاج للعبة إنتخابات ولا يحزنون, ولا قلق من العالم كذلك، فالرد ـ إن أراد أحدهم أن يرد ـ هو أن البرلمان قد رشحه بأغلبية ساحقة تشبه الإجماع. وانتهى الأمر. أما إنفاق مليار جنيه هباءً وسط ظروفنا الإقتصادية الحساسة جداً. إضافة لمليارات أخرى تنفقها القنوات الإعلامية على نفس الموضوع. إضافة لشغل الناس وتشتيتهم بعيداً عن الحقيقة التى يجب أن يركزوا عليها ـ حالة الحرب والطوارئ ـ فرأيي أنه أكبر خطأ ولا أوافق عليه. ومع ذلك .. سأصوت كالعادة لو أجروا الإنتخابات فى النهاية.

هي الأولى .. فلتكن أيضاً الأخيرة

17 يناير 2018

سألنى شخص أسباني ـ كتالاني، كنت أتعرف عليه لأول مرة، عن بلدي الأصلي. فقلت له: مصري، ألا ترى ملامحي تشبه المومياوات؟ فضحك .. ثم قال لي: إذاً أنت مسلم؟ فقلت له: نعم أنا مثلك، مسلم. لكن ما علاقة كوني مصرى بكوني مسلم؟ فتوقف للحظة ليعي ردى الأول وسؤالي الذي تبعه. ثم قال: أنا لست مسلماً. لماذا تظن أنى مسلماً؟ قلت: لأن الإسلام هو صفة كل من يؤمن بوجود الله ويسلم أمره له. وليس الإسم حكراً على أتباع الديانة المحمدية فقط. فأنت مثلاً مسيحي لأنك من أتباع السيد المسيح. وأنا محمدي لأنى من أتباع النبى محمد. لكن كلانا نؤمن بالله ونسلم أمرنا له، فكلانا إذاً مسلم. أما إختلافنا ففقط فى بعض تفاصيل العقيدة وفى طريقة العبادة. إبتسم إبتسامة عريضة، ووجدته يقترب منى أكثر. ثم قال بحرارة: هذه أول مرة أفهم فيها المعنى والفرق بهذه الطريقة. أعتقد أنك على حق. لكن لماذا لم أسمع هذا الكلام من قبل، على الرغم من كثرة المسلمين هنا؟ قلت: لأن الغالبية الساحقة من المحمديين هنا، بل أيضاً غالبية المحمديين فى عالمنا المعاصر، لا يفقهون شيئاً عن جوهر الدين. وإنما يتعاملون مع الظاهر منه فقط دون تدبر. والذنب ليس ذنبهم، وإنما ذنب الحقبة الجاهلة التى نعيش فيها، وإستئثار تجار الدين ممن يسمون أنفسهم شيوخاً بحق التدبر والتفقه. ثم إستغلالهم بواسطة الإمبريالية لخلق العداوات بين الناس وبعضهم البعض على قاعدة فرق تسد. رد بحماس: هذا تفسير منطقي تماماً. إذاً أصحح سؤالي؛ هل أنتم فى مصر محمديون؟ فابتسمت بدوري وقلت له: نحن فى مصر .. مسلمون. فهم ما أعنيه .. وقرر أن يردده بنفسه فقال: فهمت، أي أنكم مؤمنون مع إختلاف العقائد. قلت: تماما. فغالبيتنا مؤمن بالقرآن. وكثير منا مؤمن بالانجيل. وبيننا بعض الأفراد ممن يؤمنون بالتوراة. وكذلك فينا قلة ممن لا يؤمنون بأى كتاب ولكنهم مؤمنون بوجود الخالق أيا كان إسمه أو صفاته. سألنى بانبهار المتفاجئ: وهل يستطيع شخص من منطقة المسيحيين مثلا أن يتواجد فى منطقة المسلمين؟ فضحكت وأنا أجيبه: لا توجد مناطق مخصصة لأصحاب العقائد المختلفة فى مصر. نحن شعب عمره ثلاثة عشر قرناً .. هذه التفرقة لن تجدها أبداً إلا فى المجتمعات الناشئة حديثاً، وليس فى أعرق مجتمع إنساني إسمه مصر. لاحظت إستمراره فى حالة الإنبهار، فتابعت: فى غالبية المبانى السكنية، ستجد أن الجيران عبارة عن خلطة من أتباع العقائد المختلفة. ونفس الشئ بين زملاء العمل، وكذلك ستجد المساجد تجاور الكنائس وكلاهما يجاور المقاهي. وجميعنا نحتفل بالأعياد الدينية على إختلافها، ونهنئ بعضنا البعض فيها. نظر لزوجته التى كانت بجواره تتابع النقاش منذ بدايته بإهتمام صامتةً، وكأنه بنظرته يطالبها بالمشاركة. قالت بدورها: لقد اختلط عليّ الأمر .. ما تقوله يتناقض مع كل ما نعرفه عن العرب. فمن نراهم حولنا هنا، كلهم مسلمون منغلقون على أنفسهم ومتعصبون ومثيرون للريبة. وأيضأ ما يصلنا من الإعلام يخبرنا بعكس كلامك!! إبتسمت لها وأخرجت علبة سجائرى وعزمت عليها وعليه بسيجارتين، وأشعلت سيجارتي .. مضيعاً بضع ثوان بين تعليقها وبين ردي عليه، علها تضيف إليه كل ما لديها قبل أن أرد. وجاءت الإضافة منه هو رداً عليها. قال: الإعلام كله مزيف، لا تعتمدي عليه. قلت: صحيح، ما يصلكم من خلال الإعلام، موجّه. وشخصياً سألت ذات يوم المديرة السابقة للأخبار فى القناة التليفزيونية الكتالانية ـ وهي بالمناسبة صديقة شخصية لي ـ خلال حديث ودي عن نفس الموضوع، أي عن زيف المعلومات التى يبثونها فى القناة، وفى غيرها من القنوات الأسبانية .. ولماذا تعتمد كل أخبارهم عن المنطقة العربية، على مصدر واحد وهو قناة الجزيرة القطرية؟ فكان ردها: ببساطة، لأن بيننا وبينهم عقد، وهم المصدر الحصري لأخبارنا طبقاً لهذا العقد. ولا يمكننا الأخذ بأي مصدر آخر حتى ينتهي العقد، وما لم يتم تجديده. أكملت كلامي لهما: وقناة الجزيرة هى الذراع الإعلامي للعصابة الإجرامية المعروفة بإسم الإخوان المسلمين. وتلك العصابة بقناتها الإعلامية، ممنوعة فى معظم البلاد العربية. لكنها مصدر حصري للأخبار المزيفة فى الإعلام الأوروبي. أما العصابة الإجرامية نفسها، فقاداتها وجمعياتها الأهلية ومراكز نشاطها، منتشرين فى أوروبا. ويستقطبون كل يوم مؤيدين وأنصار وأعضاء فاعلين من داخل أبناء أوروبا نفسها، سواء من أبناء العرب المهاجرين أو من أبناء الشعب الأوروبى الأصلي. وتلك العصابة، هي المسئولة عن نشر الأفكار الشاذة عن العقيدة المحمدية أو (الإسلامية). ولها تشعبات وفروع مثل القاعدة وداعش وحتى بعض الطوائف ذات المظهر الصوفي. وبسببها، ساءت سمعة العقيدة وأتباعها فى العالم كله. علماً بأن أتباع تلك العصابة الإجرامية، لا يمثلوا سوى نسبة مئوية ضئيلة جداً من المحمديين فى العالم. قالت هي: أعتقد أنك على حق. وقال هو: أصارحك بأنى عنصري ضد العرب. أو هكذا يصفوننى لمواقفي وآرائى فيمن يعيشون بيننا من المغاربة. لكنك بكلامك هذا، وضحت لي بعض الأمور التى غيرت من بعض آرائى. بل أكثر من هذا؛ لم أفكر أبداً فى زيارة أى دولة عربية. أما الآن حالاً (قالها وهو يبتسم) عندي رغبة فى السفر لمصر. بدوري .. ضحكت. ثم قلت له: لا أنصحك. فتعجب، وتعجبت هى أيضاً وبادرت هي بالسؤال: لماذا؟ لا أفهمك! قلت لهما: اشبعوا أولاً من كل رحلاتكما حول العالم. واتركوا زيارة مصر للنهاية. لأنكم إذا زرتوا مصر، ستجدوا فيها كل شئ. كل الحضارات والثقافات والمعالم، اللاتى ستغنيكما عن زيارة أى بلد آخر. اجعلوها مسك الختام.

العام الجديد؛ هو بداية للعالم الجديد

2 يناير 2018

نحن الآن فى بداية عام 2018 ـ أى نهاية السبع سنوات العجاف فى مصر، وبداية السمان بإذن الله.

مَن سيكون منا على قيد الحياة بعد عشر سنوات، أي فى عام 2028 سيشهد عالماً غير الذي نعيش فيه الآن. عالماً مختلفاً كل الإختلاف. سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وعلمياً. حيث ستتغير حدود بلاد، وتتغير قوى عالمية، وتتغير أنظمة سياسية حاكمة، وتتغير منظومات أخلاقية ودينية تقليدية، وتتغير تقنيات الإتصال والمعلومات لمستوى يصعب علينا اليوم تخيله.
سوف ينتهى النظام المالي المتحكم فى العالم من خلال البورصات المالية. ستختفي الأوراق المالية، وسيعود التعامل اليومي للذهب والفضة، والتعامل الدولي بالتحويلات الرقمية البنكية.
سوف تتغير القوى العالمية .. فستتحد أجزاء من الأراضي الليبية الحالية والسودانية الحالية مع الدولة المصرية، وستكون مصر دولة محورية كبرى فى العالم لأنها ستشهد تقدماً إقتصادياً وعلمياً وعسكرياً غير مسبوق. وسوف تستقل بعض الولايات الأمريكية عن الحكومة الفيدرالية بعد تصاعد الأزمات الداخلية، وستظل الولايات المتحدة كقوة عالمية لكن بنفوذ أقل. وسوف تتحد الكوريتان ويشكلان قوة عالمية ثالثة. وسوف تستمر الصين فى تقدمها الإقتصادى والتقني والعسكري، لتصبح الدولة الأقوى فى العالم. وسوف يتفكك الإتحاد الأوروبي الحالي، وتتكون بديلاً عنه تحالفات ثنائية وثلاثية داخل أوروبا، سيكون أقواهم هو تحالف ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. بينما ستتقوقع باقي الدول الأوروبية على نفسها، خصوصاً بعد إنفصال عدداً من أقاليمها ما لم تشهد حروب أهلية محدودة. وسوف تتنامى الدول الأفريقية ودول أمريكا اللاتينية عما هم عليه الآن، لكن سيظلوا بعيدين عن مستوى النفوذ العالمي. وسوف يشتد الصراع بين الهند من ناحية وباكستان وأفغانستان من ناحية أخرى، بما سيعرقل نموهما، وإن كانت الهند ستصبح مركزاً علمياً عالمياً. وسوف تنمو روسيا وتصعد عسكرياً أكثر مما هى عليه الآن، لكنها لن تتقدم إقتصادياً كثيراً. وسوف يتغير نظام الملالي فى إيران، لنظام جمهوري ليبرالي، تؤسس من خلاله لعلاقات طبيعية مع جيرانها العرب. وسوف يحدث إنضمام لبعض الإمارات الخليجية، وإنفصال لبعض المناطق منها. وسوف ينتهى الحكم الملكي فى أرض الحجاز ويتحول لنظام أشبه بالجمهوري. وسوف يندمج الفلسطينيون مع الكيان الصهيونى فى دولة واحدة، وسيصل للحكم فيها عربي ليس يهودي الديانة.
سوف ينحصر التشدد الديني الإسلامي في آسيا الوسطى وفي غرب أفريقيا وفي بريطانيا. وسوف تستمر باقي الشعوب على عقائدها الدينية مع التحرر من بعض مفاهيمها الغير منطقية.
سوف يرتفع متوسط الأعمار وستقل نسبة الوفيات، مع زيادة الوعي الصحي وإرتفاع مستوى الأمان فى كل وسائل المعيشة. وسيزيد إستخدام الآلة وتقل الحاجة لليد العاملة. وهى عوامل ستؤدي لإرتفاع نسب البطالة فى أنحاء العالم. وسيكون الشغل الشاغل للحكومات ومهمتهم الأولى هي إيجاد حلول لهذه المسألة.
سوف تتغير تضاريس مناطق عديدة فى العالم بتغير المناخ وبالظواهر الطبيعية التى بدأت تنشط منذ فترة وستنشط أكثر من الآن. وستكون علوم الحفاظ على البيئة والمناخ هى العلوم الأكثر إهتماماً.
سوف تختفي مهن تقليدية وتظهر مهن جديدة لم يكن لها وجود. وسوف يظهر الإنسان الآلي فى حياة الأفراد اليومية. وسوف تتطور وسائل الإتصال لتكون بنظام الأبعاد الثلاثية. وسوف تظهر وسائل المواصلات الطائرة فى المدن. وسوف تختفي الكتب الورقية تماماً مقابل الشاشات الإلكترونية والرقمية المضغوطة.
سوف يعود الناس للإهتمام بالفنون الشعبية التقليدية القديمة. وستزيد النزعات القومية.
سوف يكون عالماً غير هذا العالم .. والفرق بيننا وبينه لا تزيد عن عشر سنوات. فلنستعد له.