Insignia identificativa de Facebook

Translate

عن الجيش المصرى ودوره


25/11/2013


اتضح وتأكد مؤخراً ان معظم ـ إن لم يكن كل ـ الكلام السلبى للبعض فى الفترة الأخيرة عن الجيش المصرى، كان إشاعات وتشنيع لتعبئة الناس ضده تمهيداً لتنفيذ المؤامرة الرامية لتفكيكه، تمهيداً لإسقاط الدولة كلها .. وهو ما حدث بالضبط، حين وقع الكثيرين جداً فى شبكة هذا الخداع .. ونجا من نجا مبكراً ونجا البعض متأخراً، وظل السفهاء غارقين فيها إلى اليوم
لنكون عادلين قبل الكلام عن الجيش نسأل أنفسنا الأسئلة التالىة:
ـ مَن مِن دول العالم، حدوده مهددة بشكل دائم من سنة 1948 "على الأقل"؟
ومَن مِن الدول المتحضرة يعالج مخلفات وآثار وتبعات إحتلال وإستعمار متعدد الجنسيات وممتد من قرابة 2000 سنة؟؟
ومَن مِن جيوش العالم يُحمله جيرانه مسئولية الدفاع عن بقاؤهم؟؟
الإجابة: لا يوجد سوى الجيش المصرى

والحقيقة هى أن الجيش مش كائن فضائى نازل من السما/ ولا مرتزقة مستأجرين من بلد تانية.  الجيش فى مصر هو الشعب والشعب هو الجيش ,, فلسنا مثل الجيش الأمريكى أو الأسبانى أو التركى أو القطرى أو غيرهم ,, حيث معظم قادة وأفراد الجيش فى تلك الدول مستوردين  من بلاد تانية .. لذلك يسهل الكلام عندهم عن الجيش بمفرده والشعب بمفرده لأنهما غير مرتبطين جينياً أو عضوياً بالبلد .. أما فى مصر فالإثنين واحد، وما يمس الجيش يمس الشعب والعكس بالعكس صحيح


وإذا كان الجيش يحتاج لمنظومة دفاعية لحماية الحدود تكلفتها مثلاً مليون جنيه، وأيضاً وزارة التعليم تحتاج مليون جنيه، وخزينة الدولة بها مليون جنيه فقط .. ولدينا عدو على الحدود متحفز ومترقب لأول لحظة ضعف كي ينقض على البلد .. فأيهما أولى بالمليون جنيه؟ أهى المنظومة الدفاعية المطلوبة فوراً لتجنب حدوث الكارثة الآنية؟؟ أم هى وزارة التعليم لتخطط للمستقبل المتوسط والبعيد؟؟ أيهما أولى بالمليون جنيه؟؟


توجد بديهيات ومسلمات قدرية، لا يمكن لأى مسئول وطنى غير خائن أن يتغافل عنها، أولها الأمن القومى "أساس وجود الدولة وشعبها" والتعامل مع الأخطار المهددة للدولة بأولويات يفرضها الواقع. فإن كنا نفخر بقوة جيش مصر، وتصنيفه المتقدم بين كل جيوش العالم، رغم عدم إمتلاكه لأسلحة تدمير شاملة، فهذا يعود لحسن تقدير من خططوا لحماية البلد منذ سنوات، رغم شكوانا المستمرة من السلبيات المعيشية اليومية على مدار كل تلك السنوات. ولولا نجاحهم فى تنفيذ خططهم الأمنية، لكانت البلد قد ضاعت تماماً خلال هذه السنوات الثلاثة الأخيرة. لكنها لازلت موجودة بل وواعدة، رغم كل ما حيك ويحاك ضدها


نعم، كان فيه فساد وكان فيه أخطاء فى إدارة الدولة سابقاً. لكن كان فيه دولة، بمعنى ان كان فيه نظام وحدود وقيم محددة لأفعال كل فرد وكل جماعة، داخل نطاق الإمكانيات المتاحة طبقاً لظروف البلد .. والزعم بأن البلاد الأخرى سبقتنا .. هو حق رددوه كثيراً سابقاً ولا يزالوا، لكن يقصدوا به باطل، وهو تأليب الناس على الدولة بكل أركانها الأساسية كما وضح فى السنوات الثلاثة الأخيرة والمستمرة .. ويردده البعض عن حسن نية مصحوبة بقصور شديد فى الرؤية والفهم .. لأنه لا توجد دولة فى العالم كله، تعرضت لما تتعرض له مصر، لا من قبل ثورة يوليو 52 ولا من بعد ثورة يوليو ولا إلى يومنا هذا مروراً بالثلاثين سنة الأخيرة التى نُحمل عليها "غبناً" كل مساوئنا وقصورنا كشعب وكدولة.


وللتوضيح أكثر ,, أضرب مثالاً بالولايات المتحدة نفسها ,, أقوى دولة فى العالم كما يدعون ويروجون ,, عندما حدثت حادثة برجى التجارة فى نيو يورك سنة 2001 هل استمرت الحياة طبيعية فى أمريكا كلها؟؟ أم تغيرت تماماً منذ ذاك التاريخ وإلى الآن؟؟ وليس فى نيو يورك فقط، بل فى الولايات المتحدة كلها .. وليس فى الولايات المتحدة فقط، بل فى كل الدول الحليفة لها .. لم تعد الحياة كما كانت قبل 2001 ومن يزعم غير هذا فهو كذاب وعليه إثبات كلامه إن إستطاع .. ولن يستطيع


إذاً .. ومن هذا المثال ,, الذى غير كل شئ فى العالم كله رغم تفاهته مقارنةً بما حدث ويحدث عندنا ,, وإن كنا منصفين ,, سنفهم أسباب مشاكلنا الحقيقية، وسنكتفى بمحاسبة من حكمونا على تجاوزاتهم الحقيقية، وسنبتعد عن ترديد الأقاويل الباطلة المغرضة التى تهدم ولا تبنى .. الخلاصة . لازم نكون موضوعيين مش هتيفة

قوانين التظاهر المشتركة للبنات والبنين

25 نوفمبر 2013

حدث معى من حوالى سنتين فى برشلونة ,, إحدى أكثر المدن "حرية وديموقراطية" فى العالم ,, حين وقفت مع بعض الأصدقاء والصديقات فى أحد الميادين، وكان عددنا حوالى 25 فرد .. وقفنا نرغى ونهزر لمدة تجاوزت الساعة ,, فإذا بسيارة البوليس تقف أمامنا ويسألنا الشرطى عن سبب وقوفنا وهل معنا تصريح بالوقوف أم لا ,, وأنه ممنوع تجمع (20 شخص لأكثر من دقائق) بدون إخطار البوليس أولاً والحصول منه على موافقة ,, وأنه يجب علينا المغادرة فوراً والا يتم القبض علينا
ملحوظة: كنت العربى الوحيد وسط هذه المجموعة، والباقيين كلهم أسبان رجال ونساء، وكلهم ناس محترمين، يعنى مافيش حد منهم شكله عربجى أو مثير للشك

الخلاصة .. فى الأحوال العادية .. فى الدول الديموقراطية الليبرالية ,, هذا هو القانون
ومَن يرفض القانون، يرفض النظام، ويدعو الفوضى

فى المقابل، وفى حالتنا الآن فى مصر: نحتاج لقانون شديد وصارم .. وليس لقانون يصلح (بتحفظ) للأحوال العادية

كفاكم تشدق بالديموقراطية حتى تفهموا معناها أولاً


 
سأفترض (حسن نية) رافضى قانون التظاهر الجديد، وأنك فعلاً لا يفهمون .. ولن أفترض أنهم إخوانجية جقراء، أو أنهم فوضوية عملاء .. لا لا لا خالص نهائى .. سأفترض أنهم أناس محترمين جداً وأنهم يسعون للحرية والكرامة الإنسانية وكل الشعارات الجذابة التى يتمناها كل إنسان طبيعى .. وأقول لهم أن بعض تلك الشعارات الجذابة ـ لم ولا ولن ـ توجد أبداً فى العالم كله، وأن السعي يكون نحو تحقيق جزء منها وليس كلها .. وأقول لهم أيضاً .. أنه لا توجد دولة فى العالم، ممن يتزعمون الشعارات الديموقراطية والحقوقية والملوخية ,, تطبق شعاراتها .. والدليل سهل وبسيط ,, أنهم لو كانوا يطبقونها، ما كان الناس إحتجوا أصلاً .. لأن حياتهم ستكون وردية عالآخر والدنيا لونها بمبى وكله تمام ,, فما الداعى إذاً للإحتجاج وللتظاهر؟؟

هم يحتجون ويتظاهرون ويضربون ويعتصمون لأنهم يعانون من إنعدام الحرية والمساواة والعدالة
أى من إنعدام (الديموقراطية) طبقاً لتفسيراتهم (الوهمية) لها

وعن أحد أسباب إعتراض المعترضين على القانون الجديد، وهو حق الحكومة فى رفض الإخطار ,, يجب توضيح أنه فى تلك الدول "النموذج" بالنسبة للمتشدقين والمقلدين لشعاراتهم الجذابة .. (الإخطار وحده لا يعطى المتظاهرين حق التظاهر) .. فبعد أن يخطروا الجهات المسئولة عن سبب التظاهر، والعدد المتوقع للمتظاهرين، وساعة التظاهر، ومكان التظاهر .. وبعد أن يوقعوا على تعهد بالإلتزام بالقوانين وعدم الخروج عليها، وبأنهم لن يتسببوا فى أى أضرار للمنشآت العامة والخاصة .. ينتظرون الموافقة .. التى قد تأتيهم وقد لا تأتيهم ,, فهى من حق الجهاز الأمنى ومن حق الإدارة المحلية
والحقيقة .. أن العادة جرت على الموافقة .. لكنها (العادة) وليست بحكم القانون

وللعلم أيضاً ,, هذا الكلام ليس عن دولة أوروبية واحدة .. بل عن كل دول الإتحاد الأوروبى وعددهم 26 دولة .. كلهم ديموقراطيين وليبراليين أوى خالص جداً

ونعود لمصر ,, التى تعيش فترة مهببة من الفوضى وعدم الإستقرار وإنعدام الأمن والأمان للناس فيها، وتوقف الدراسة وتوقف الإنتاج وتوقف كل مظاهر الحياة الطبيعية منذ سنوات .. ففى دولة بحالة مصر حالياً ,, يكون (التشدق) بالشعارات الوردية "رفاهية" لسنا بصددها على الإطلاق

أطفئوا الحريق أولاً .. ثم إوجدوا الدولة ,, وبعد ذلك حدثونا عن مجالات الترفيه فيها