Insignia identificativa de Facebook

Translate

قوانين التظاهر المشتركة للبنات والبنين

25 نوفمبر 2013

حدث معى من حوالى سنتين فى برشلونة ,, إحدى أكثر المدن "حرية وديموقراطية" فى العالم ,, حين وقفت مع بعض الأصدقاء والصديقات فى أحد الميادين، وكان عددنا حوالى 25 فرد .. وقفنا نرغى ونهزر لمدة تجاوزت الساعة ,, فإذا بسيارة البوليس تقف أمامنا ويسألنا الشرطى عن سبب وقوفنا وهل معنا تصريح بالوقوف أم لا ,, وأنه ممنوع تجمع (20 شخص لأكثر من دقائق) بدون إخطار البوليس أولاً والحصول منه على موافقة ,, وأنه يجب علينا المغادرة فوراً والا يتم القبض علينا
ملحوظة: كنت العربى الوحيد وسط هذه المجموعة، والباقيين كلهم أسبان رجال ونساء، وكلهم ناس محترمين، يعنى مافيش حد منهم شكله عربجى أو مثير للشك

الخلاصة .. فى الأحوال العادية .. فى الدول الديموقراطية الليبرالية ,, هذا هو القانون
ومَن يرفض القانون، يرفض النظام، ويدعو الفوضى

فى المقابل، وفى حالتنا الآن فى مصر: نحتاج لقانون شديد وصارم .. وليس لقانون يصلح (بتحفظ) للأحوال العادية

كفاكم تشدق بالديموقراطية حتى تفهموا معناها أولاً


 
سأفترض (حسن نية) رافضى قانون التظاهر الجديد، وأنك فعلاً لا يفهمون .. ولن أفترض أنهم إخوانجية جقراء، أو أنهم فوضوية عملاء .. لا لا لا خالص نهائى .. سأفترض أنهم أناس محترمين جداً وأنهم يسعون للحرية والكرامة الإنسانية وكل الشعارات الجذابة التى يتمناها كل إنسان طبيعى .. وأقول لهم أن بعض تلك الشعارات الجذابة ـ لم ولا ولن ـ توجد أبداً فى العالم كله، وأن السعي يكون نحو تحقيق جزء منها وليس كلها .. وأقول لهم أيضاً .. أنه لا توجد دولة فى العالم، ممن يتزعمون الشعارات الديموقراطية والحقوقية والملوخية ,, تطبق شعاراتها .. والدليل سهل وبسيط ,, أنهم لو كانوا يطبقونها، ما كان الناس إحتجوا أصلاً .. لأن حياتهم ستكون وردية عالآخر والدنيا لونها بمبى وكله تمام ,, فما الداعى إذاً للإحتجاج وللتظاهر؟؟

هم يحتجون ويتظاهرون ويضربون ويعتصمون لأنهم يعانون من إنعدام الحرية والمساواة والعدالة
أى من إنعدام (الديموقراطية) طبقاً لتفسيراتهم (الوهمية) لها

وعن أحد أسباب إعتراض المعترضين على القانون الجديد، وهو حق الحكومة فى رفض الإخطار ,, يجب توضيح أنه فى تلك الدول "النموذج" بالنسبة للمتشدقين والمقلدين لشعاراتهم الجذابة .. (الإخطار وحده لا يعطى المتظاهرين حق التظاهر) .. فبعد أن يخطروا الجهات المسئولة عن سبب التظاهر، والعدد المتوقع للمتظاهرين، وساعة التظاهر، ومكان التظاهر .. وبعد أن يوقعوا على تعهد بالإلتزام بالقوانين وعدم الخروج عليها، وبأنهم لن يتسببوا فى أى أضرار للمنشآت العامة والخاصة .. ينتظرون الموافقة .. التى قد تأتيهم وقد لا تأتيهم ,, فهى من حق الجهاز الأمنى ومن حق الإدارة المحلية
والحقيقة .. أن العادة جرت على الموافقة .. لكنها (العادة) وليست بحكم القانون

وللعلم أيضاً ,, هذا الكلام ليس عن دولة أوروبية واحدة .. بل عن كل دول الإتحاد الأوروبى وعددهم 26 دولة .. كلهم ديموقراطيين وليبراليين أوى خالص جداً

ونعود لمصر ,, التى تعيش فترة مهببة من الفوضى وعدم الإستقرار وإنعدام الأمن والأمان للناس فيها، وتوقف الدراسة وتوقف الإنتاج وتوقف كل مظاهر الحياة الطبيعية منذ سنوات .. ففى دولة بحالة مصر حالياً ,, يكون (التشدق) بالشعارات الوردية "رفاهية" لسنا بصددها على الإطلاق

أطفئوا الحريق أولاً .. ثم إوجدوا الدولة ,, وبعد ذلك حدثونا عن مجالات الترفيه فيها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق