Insignia identificativa de Facebook

Translate

2ـ العصور الموسيقية (القديم ـ النهضة ـ الباروك)



ديسمبر 2002


تقسم الموسيقى الكلاسيكية حسب الفترات التى ظهرت فيها، والخصائص التى تمتعت بها موسيقى كل فترة.

ويبدأ التقسيم بفترة ما قبل عصر النهضة فى إيطاليا، وعصر التنوير فى فرنسا، أى القرون السابقة للقرون الوسطى، أى ما قبل القرن الرابع عشر. ويطلق على موسيقى تلك الفترات :
موسيقى العصر القديم
أو أيضاً يطلق عليها إسم:
موسيقى ماقبل عصر النهضة
أول ما يلفت النظر لموسيقى تلك الفترة، هو إقتصارها على الملوك والأمراء وطبقة النبلاء فقط، أى لم تكن متاحة لأفراد الشعب.
وهى موسيقى تعتمد فى الأساس على الكلمة أكثر من اللحن، أى أن المغنى، وهو غالباً ما كان أيضاً هو نفسه الملحن ومؤلف الكلمات، يقوم بإلقاء الشعر بشكل ترتيلى رتيب، بمصاحبة خلفية موسيقية بسيطة جداً فى تركيبتها الموسيقية وجملها اللحنية، ويقوم بأدائها آلة موسيقية واحدة أو آلتان، ثلاثة فى أكثر الحالات تعقيداً.
حتى أن هناك ألحان عديدة، كانت تحتاج للصوتين المذكر والمؤنث، وكان يؤدى كليهما نفس الشخص مع تغيير نبرات صوته.
قليلاً ما كانت الآلات الموسيقية تستخدم فى هذه الفترة، كان الصوت البشرى هو العنصر الأساسى، وعند اللجوء للآلة، تكون آلة مشابهة لآلة الهارب سيكورد، أو آلة المندولين هما الآلات المستخدمة.
أشهر الأعمال المعروفة حتى يومنا هذا من تلك الفترات، هى لموسيقيين إيطاليين، وأسبان، وإنجليز وفرنسيين على الترتيب.
وفى الفيلم الشهير جداً "سبارتاكوس" لكيرك دوجلاس، لو نتذكر المشهد الذى وقف فيه "تونى كيرتس" الشاب الصغير الذى كان يخدم فى قصر القيصر، وهرب لينضم لجيش سبارتاكوس، عندما وقف وهُم فى رحلتهم الطويلة ليغنى لهم أغنية كان مطلعها:
I'll go home, I'll go home
هذه الأغنية، هى خير مثال على هذا النوع من الموسيقى، على الرغم من أن المراد منها إعطاء إنطباع عن العصر الرومانى، لكن المخرج قد إستعان بموسيقى عصر ما قبل النهضة، لأنه أقدم شئ معروف.
وكان الموسيقيون ينتقلون من مدينة أوروبية لأخرى لإحياء سهرة فى قصر هنا وحفلة فى قصر هناك ..... على طريقة عبد السلام النابلسى وفرقته فى أحد أفلامه مع عبد الحليم حافظ .. مع الفارق؛ إن حسب الله السادس عشر فى الفيلم، ماكانش بيحي حفلات فى قصور، بل فى الحوارى :)



مع دخول عصر النهضة، والتحولات التاريخية التى شهدهتها أوروبا، وتطوير الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) لنفسها، حيث سمحت بدخول الموسيقى إليها، وإعتمدت الترانيم الكنسية على أنغام الموسيقى، سواء بالغناء، أو بإستخدام الآلة الموسيقية. كان هذا بمثابة نقلة نوعية، بفضلها حدث كل ما حدث للموسيقى من تطور بعد ذلك، تماماً كما كان لها الفضل فى إبراز إبداعات المصورين التشكليين، وتشجيعهم والحفاظ على أعمالهم إلى يومنا هذا.
لكن بحكم التقاليد الكنسية الغربية السائدة فى ذاك الوقت، ومنها، قصر إرتياد الكنيسة لقضاء الشعائر الدينية على الأثرياء والنبلاء فقط، فقد ظل إنتشار الموسيقى خارج أسوارها محدوداً، ولم تخرج لعامة الشعب.
لذلك فموسيقى فترة عصر النهضة، تميزت بكونها موسيقى دينية بحتة، ما بين ترانيم وأنشودات وتراتيل. وهى موسيقى برز فيها الصوت البشرى، وإستعملت فيها بكثرة آلة الأورجان الخشبية (وهى بداية الأورج المعروف حالياً)، وهى آلة ضخمة الحجم، عبارة عن أنابيب أسطوانية متراصة بشكل متوازى، وغالباً ما تعلق على الحائط فى أحد جوانب الكنيسة، ويجلس العازف خلفها أو تحتها (حسب تصميم الآلة) ويعزف على أصابع تشبه أصابع البيانو المعروف حالياً، لكن ليس تماماً.
وقد تطورت هذه الآلة ككل شئ مع الوقت، فتغيرت بعض أجزائها لتستخدم أجزاء معدنية بدلاً من الخشبية، وصغر حجمها، وحتى طريقة العزف عليها.

والآن نقفز قفزة طويلة جداً، لنصل إلى القرن السابع عشر.
موسيقى عصر الباروك
وسبب القفزة، أن ما قبله ملئ بالتفاصيل الدقيقة، والتى لا تهم الكثيرين على ما أعتقد، فقط المتخصصون هم من يبحثوا فى تفاصيل تلك الفترة، أما عن خطوطها العريضة، فلا تحوى الكثير.
والواقع أن القفزة تصل بنا إلى النصف الثانى من القرن السادس عشر وليس السابع عشر، حيث بدأ ما يسمى "بعصر الباروك".
هذا العصر، فى رأيى الشخصى، هو نقطة الإنعطاف الأساسية فى الموسيقى.
وفيه ظهرت أسماء يعرفها الكثيرين من أمثال: فيفالدى، وباخ، وهاندل والكثيرين الكثيرين غيرهم. وهم بلا جدال، مؤسسو الموسيقى التى نعرفها حالياً.
وسأحاول أن أكتب لاحقاً، مختصرات مبسطة عن بعض منهم.
ولكن وقبل كل شئ، من الضرورى أن يعرف الجميع، أن النوتة الموسيقية المتداولة حالياً فى كل أنحاء العالم، لم تكن هى نفس النوتة قبل عصر الباروك، وتحديداً قبل "يوهان سباستيان باخ"، فهو من وضع تلك النوتة المستخدمة حتى يومنا هذا.
هذا العصر "الباروك"، كما يدل إسمه، هو العصر الذى إرتدى فيه علية القوم "الباروكة البيضاء كنوع من الوقار. وهى سمة هذا العصر بصفة عامة.
هذا العصر، هو ما واكب بداية إستقرار الإمبراطوريات والإمارات الأوروبية، بعدما عاشت قرون طويلة فى نزاعات حدودية.
وهو العصر الذى ظهرت فيه أفكار جديدة، وفلسفات حديثة غيرت من وجه العالم كله بعد ذلك.
وهو العصر الذى بدأت فيه التوسعات الإستيطانية الأوروبية فى مناطق أخرى من العالم، وتفتحها على الحضارات الأخرى.
وهو العصر الذى إنتشرت فيه العمارة بزخرفتها الشديدة والتى تبهر كل من يراها حتى الآن، وهذه الزخرفة نفسها، هى طابع كل أعمال عصر الباروك فى كل الأعمال الفنية ومنها الموسيقى بالطبع
وجدير بالذكر: أن لفظ "الباروك" معناه باللغة العربية ) شديد الزخرفة)، (لحد الإفراط أحياناً)

من هذا المعنى، ومن هذه الأمثلة، يمكننا أن نتصور موسيقى عصر الباروك.


إذن .. وللمراجعة ..

كلمة باروك، تعنى شديد الزخرفة، وهذه هى صفة كل فنون ذلك العصر.
أما أهمية عصر الباروك، فتتمثل فى كونه العصر الذى خرجت فيه الموسيقى من الكنيسة، وبيوت النبلاء، لتصل للناس فى كل مكان، وبالتالى، زيادة عدد الموسيقيين، وتنوع أعمالهم.
كما أنه العصر الذى شهد ميلاد النوتة الموسيقية المتعارف عليها إلى يومنا هذا، وكان ذلك على يد "يوهان سباستيان باخ".
أيضاً، هو العصر الذى بدأت الموسيقى تأخذ الشكل التعبيرى، وليس فقط نغمات متراصة لا تقول شيئاً، وأشهر الأمثلة على ذلك،"أنتونيو لوتشيو فيفالدى" ورائعته التى يعرفها الجميع "فصول السنة"، وأقول يعرفها الجميع، حتى وإن كان البعض لا يعرف إسمها، لأننا جميعاً نستمع إليها من وقت لآخر، من خلال الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام، أو حتى أفلام الكرتون، أو الإعلانات.
كذلك، فهو العصر الذى برع فيه الموسيقيين فى شأن إكتشاف وإستغلال إمكانات الآلات الموسيقية المختلفة، من خلال ألحانهم، وخير مثال على ذلك هو "جوزيف فريدريك هاندل"، وألحانه المميزة التى تتميز برشاقة تنقلاتها على السلم الموسيقى.
ومن ضمن نخبة الموسيقيين العظام لذلك العصر حسب ترتيب ظهورهم:
يوهان باتشلبل 1653 ـ 1706
هنرى بورسل 1659 ـ 1695
توماسو ألبينونى 1671 ـ 1750
أنتونيو لوتشيو فيفالدى 1678 ـ 1741
جورج فيليب تليمان 1681 ـ 1767
يوهان سباستيان باخ 1685 ـ 1750
جوزيف فريدريك هاندل 1685 ـ 1759



إستراحة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق