Insignia identificativa de Facebook

Translate

مصر فوق الجميع



ديسمبر 2002


"يقول الملك سليمان بن داوود، الملك فى أورشليم، باطل الأباطيل الكل باطل، ولا جديد تحت الشمس".

(كلمات عن نبى الله سليمان من الإنجيل المقدس)

وحزب الوفد هو حزب الوفد بكل أسف .. لم ولن يتغير.

مصلحة وجوده وبقاؤه فوق أى إعتبار، وفوق مسئولياته الوطنية نفسها كحزب. تنصل كعادته عن مؤازرة الرأى العام، بتنصله عن مؤازرة الحملة الإنترنتية التى بدأها البعض على صفحات المنتدى الحوارى الوفدى لرفض توريث الحكم .. لأن حساباته من أجل البقاء والحفاظ على علاقته الودية مع الحكومة، لا يتفقان مع هذه الحملة ..

إن موقفه من الحملة والمشاركين فيها، لهو دليل إتهام جديد ضد هذا الحزب، ولا أعرف هل هو حزب لهذه الدرجة من الغباء .. كى يدين نفسه أمام من يبحث عن أصواتهم؟!؟!

وما أشبه اليوم بالبارحة .. ولا جديد تحت الشمس.

على أية حال؛ موضوع حملة لا لجمال مبارك، لم يعد ملك أحد، ولا ملك من من بدأه نفسه .. ولا يملك هو نفسه إلغاؤه أو لمه الآن. الموضوع أصبح بين الناس، وكل المنتديات كفت عن معظم حواراتها، وتفرغت تقريباً لهذا الموضوع.

ونتمنى جميعاً للأخوة فى المنتدى الحوارى الوفدى "سابقاً" .. أن يكونوا بخير، وألا يصيبهم مكروه، بعد تلك التهديدات الأمنية التى تلقوها حسبما قالوا .. والحمد لله على طمأنتهم لنا بأنهم بخير. لكن أخشى أن يكونوا قد أجبروا أيضاً على كتابة كلمات الطمأنة هذه .. نتمنى أن تكون كلماتهم هم فعلاً وبمحض إرادتهم.

موقف جديد، يوجد معادلة جديدة عن جدية القوى السياسية الحزبية فى مصر .. محتاجة إجابة وحل.

أكتفى بهذا التعليق عن الوفد، ولا أخوض أكثر فى أى كلام عنه، كى لا أخرج عن الموضوع الأصلى، وكى لا تحدث فرقة فى وقت نحن أشد مانكون فيها إلى التآلف فيما بيننا جميعاً، وأولنا وفى مقدمتنا الوفديين أنفسهم، ونكرر وعلى إستعداد للتكرار دائماً: أنه مهما كانت الفروق بيننا، فنحن ملتزمين الآن بالتعاون معاً، لأن الهدف واحد.

المهم ..

بعد قراءة مداخلات الناس فى المنتديات حول موضوع التوريث؛ وجدت أنهم يتضمنون الرد على بعض من تساءلوا عن البديل لجمال مبارك، ومن قالوا بأنه الوحيد المؤهل فعلاً لتولى منصب الرئاسة فى مصر ..

وأضيف إليهم: أننا لسنا من مؤيدى مرشح معين نسعى لرفعه للسلطة مقابل جمال مبارك، بل جميعنا ضد مبدأ توريثنا بهذا الشكل المهين وفرضه علينا.ولسنا جهلاء تماماً بأمور السياسة، فنحن نختلف فى الرؤى السياسية نعم، لكن لدى كل منا الحد الأدنى المطلوب للدلو بدلوه. إضافة إلى أن مشاكل الحياة اليومية، تجعل من أبسط البسطاء عالماً فى السياسة. ومقارنة آل مبارك بآل بوش، والتى طرحها البعض فى كلامه، غير ممكنة لا عملياً ولا نظرياً. لأن النظام الأمريكى لا يوجد على وجه الأرض نظام واحد متطابق معه، كما أن لكل دولة ظروفها ونظامها. وماحدث لأمثلة أخرى ذُكرت فى سياق النقاشات، كتركيا وغيرها، ليس بالضرورة أن يكون وضعنا لاحقاً، ففى مقابل تلك الأمثلة، توجد أمثلة أخرى مازالت صامدة رغم مشاكلها ككوريا الشمالية وإيران وكوبا، ولست بصدد مناقشة أوضاع كل منهم، فقط أذكر بوجودهم كأمثلة مضادة.

والحقيقة تعجبت من هذا الرأى المساوى بين حالنا وحال تلك الأمثلة، خاصةً حين نعرف ماهية قائليه. وأنهم كلهم من المدافعين الدائمين عن الحرية والإستقلال، وعن ثورة يوليو بكل قيمها ومبادئها، كيف يمكن لهم أن يقبلوا بتوريثهم ونقلهم كبضاعة من شخص لآخر بهذا الشكل؟

بغض النظر عن طبيعة وصفات المنقول إليه، لكنه المبدأ فى حد ذاته ..

الحمد لله أنها كانت آراء فردية لا تعبر عن توجه عام لكتل سياسية بعينها.

ثم من هو جمال مبارك هذا وماذا نعرف عنه كى نقبله بهذه الحفاوة؟ ما هو خطه السياسى؟ ما هى تطلعاته من أجل المستقبل؟ ما هو برنامجه؟ لماذا أوافق عليه وليس على غيره؟ ماذا قدم أفضل من غيره؟ وهل هناك غيره .. أصلاً؟ ثم من أين أتى؟ كيف ظهر فى الصورة فجأة؟ ماهى تلك المؤهلات التى جعلته شخصية مرشحة لرئاسة مصر؟ ما هى خبراته؟ وماذا عن قانون من أين لك هذا؟ كيف كون ثروته؟ كيف أصبح من أكبر رجال الأعمال فى مصر؟ الأسئلة لا تنتهى ..

والإجابات تكاد تكون معروفة ..

فبأى منطق مثقف وعلمى يمكن لأحد القبول به؟

يا سادة؛ مصر 70 مليون نسمة، أليس فيهم غيره؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رأيى فى الديموقراطية، أنها غير موجودة فى أى شبر من هذا العالم .. لكن أعترف بوجود الحد الأدنى منها فى مناطق كثيرة، وأول ما يطبق منها وفيها؛ هو ذلك الحق فى إختيار الحاكم، والمقارنة بين برامج سياسية معلنة .. فهل منحنا هذا الحق كى نوافق عليه؟

وإن كان الرد بأن السلطة إنتقلت من واحد لآخر عبر نصف قرن دون تدخلنا نحن كشعب .. فعلى الأقل، كان هناك مرتكزاً دستورياً يسمح بهذا الإنتقال، أما هذا التوريث، فما سنده؟

ودمتم ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق