Insignia identificativa de Facebook

Translate

رسالة قصيرة إلى جيل على وشك الإحباط


27/1/2013


إن كان ولابد من معاتبة النفس، فأول عتاب لها يكون لرفض الأجيال السابقة دون تمييز .. غير مدركين أن لولاهم ما كان هذا الجيل قد فكر مجرد التفكير فى إحداث أى تغيير .. فلولا كتبهم ومقالاتهم وأفلامهم ولوحاتهم وأشعارهم بل وحتى أحزابهم الضعيفة .. ما كان هذا الجيل قد تأثر وانفعل وتحرك .. وللتصحيح، يجب إنتقاء الجيد المفيد من السابقين واستخدامه، لا رفض كل شئ بحلوه ومره، وكأن المطلوب هو خلق جديد من العدم، وهو الشئ المستحيل الذى ينتهى إلى لاشئ فينتهى بأحلام الجيل إلى الإحباط ومن ثم إلى الإنتحار .. سواء كان معنوياً أو مادياً

 وثانى عتاب يكون لفقدان الرؤية .. أو للإندفاع دون تحديد الإتجاه ,, فالثورة تكون لتغيير وضع محدد بوضع آخر محدد، وتكون لها فكرة محددة، وخطوات تنفيذ محددة، وتعتمد على طاقات محددة، ويلزم لها قائد محدد، يمتلك قدرات محددة .. أما الإندفاع من أجل الإندفاع لمجرد التعبير عن الغضب والرغبة فى التغيير، فمآله إلى العدم لأنه لا يعدو كونه فوضى وعشوائية وليس ثورة

 هذا الجيل ليس "أوسخ" كما أنه ليس " أنقى" ,, بل هو إمتداد طبيعى لأجيال متعاقبة على مر التاريخ كله ,, كل منها ثار فى حينه حسب معطيات وظروف ومتطلبات عصره، وأدى دوره وسلم ثورته للجيل التالى له لتستمر حركة التاريخ. فيخطئ كل من ظن أو صدق تلك الأكذوبة التى روج لها المغرضين من البداية، بأن هذا الجيل مختلفاً عن غيره من الأجيال القريبة على الأقل .. وكأنه جيل من مخلوقات غريبة لا نعرفها، لم تأكل الفول والملوخية مثل غيرها، ولم تسمع عبد الحليم وفيروز مثل غيرها، ولم تتابع الأهلى والزمالك مثل غيرها  ,, إلى آخره .. فالثقافة بمفهومها الإجتماعى العام واحدة، رغم إختلاف بعض تفاصيلها

 الأمل مازال موجوداً ولن ينتهى إلا بالموت، والمستقبل لازال هناك بعيداً ولن يدركه المحبطين ولا المستسلمين ولا الرافضين لخبرات السابقين