Insignia identificativa de Facebook

Translate

عناد متبادل ومصير مجهول خلال ساعات

25 سبتمبر 2017

حسب الإحصائيات الرسمية .. إرتفعت فى إقليم كتالونيا، نسبة الراغبين فى الإنفصال عن أسبانيا، من 10% إلى 48% خلال السنوات العشر الأخيرة.

كتالونيا تعيش حالة من التوتر لم ألحظها خلال الربع قرن الماضية. أما الحالة فى باقي أسبانيا، ومن خلال متابعة القنوات التليفزيونية، فتبدو أهدأ كثيراً فى الشارع .. إلا السياسيين بالطبع. فجميعهم لا حديث لهم إلا إستفتاء إنفصال كتالونيا يوم 1 أكتوبر.

الحكومة المركزية عازمة على بسط سلطة القانون على الإقليم بكل الوسائل ومهما كانت العواقب. وفى المقابل، الحكومة الكتالانية أيضاً مصممة حتى الآن على إجراء الإستفتاء بأى طريقة .. حتى وإن لجأت لجمع أوراقه من المنازل وليس عبر الصناديق كما هو معتاد.

الناس فى كتالونيا ..
المعارضين والغير مهتمين .. بدأوا جميعاً يشعرون بشئ من الخوف.
وبالنسبة للمؤيدين، فبدأوا يشعرون أخيراً بالقلق مما سيحدث. حتى وإن تظاهر بعضهم بالعكس.
وسط هذا العناد المتبادل، ومع تدفق قوات الأمن إلى كتالونيا وإتخاذهم لبعض الإجراءات التى إستفزت الكثيرين. إرتفعت نسبة المؤيدين لإجراء الإستفتاء بزعم أنه حق من حقوق المواطنة، يرفضون منعهم عنه ـ لا للتصويت بنعم ـ بل فقط لأنه حقهم.
وفى نفس الوقت، إنخفضت نسبة المؤيدين للإنفصال، بعدما بدأوا يتابعون ويقتنعون بالآراء المتباينة والحقائق حول القضية فى وسائل الإعلام.

المشهد مرتبك فعلاً. ووصل لحد قول الإنفصاليين لغير المؤيدين للإنفصال، أنهم كتالان "درجة ثانية".

ما يدهشنى حقيقةً؛ تأييد كثير من العرب المجنسين حديثاً (مغاربة فى غالبيتهم العظمى) لفكرة الإنفصال. فهى ظاهرة لا أجد لها تفسير منطقي حتى الآن.

عموماً .. أظل على قناعتى بأن شئ ما سيحدث أول أكتوبر، لكنه لن يؤدى لمصادمات دامية، ولا لإجراء الإستفتاء، ولا لإنفصال كتالونيا.

ولازلت أيضاً مقتنعاً، بأن الخاسر فى هذا الصراع المختلق بواسطة الإنفصاليين، سيكونوا هم أنفسهم أولاً. وكتالونيا ومواطنيها ثانياً. حتى وإن عدّلت الحكومة المركزية بعض القوانين لكسب ود مواطني كتالونيا. ستظل هى الخاسرة من هذا كله. فالأسبان لا ينسوا بسهولة.

كررت أكثر من مرة أن الخاسر من جراء المطالبة بإنفصال كتالونيا ,, هى كتالونيا نفسها .. وقد بدأ الرعب الحقيقي من إشتعال حرب أهلية "داخل كتالونيا نفسها" .. حيث بدأ الكتالان الرافضون للإنفصال (أشبه بحزب الكنبة الصامت عندنا فى مصر) فى حشد أنفسهم والتظاهر أمام مقرات الحكومة الكتالانية الإنفصالية .. وترديد الهتافات المؤكدة على وحدة أسبانيا. وعلى أن كتالونيا جزء من أسبانيا. وتشجع القوات الأمنية. وتندد بمن أسموهم (الإنقلابيين) فى كتالونيا. وتطالب حكام كتالونيا الإنفصاليين بالإستقالة. مع ترديد النشيد القومي الأسباني وغيره من الأناشيد الوطنية. إلى آخره ..

وهذا التحرك بطبيعة الحال، جاء كرد فعل للتحركات السابقة المشابهة العكسية للإنفصاليين .. ودون شك ستزداد الأمور سخونة ساعة بعد ساعة مع إقتراب الأول من أكتوبر (باقي 4 أيام). وهى بالمناسبة وكما ذكرت إحدى السيدات فى تسجيل فيديو من وسط مظاهرة، هي أجواء تشبه الأجواء التى سبقت بداية الحرب الأهلية الأسبانية التى اندلعت فى 1936 وراح ضحيتها الملايين.

ما يحدث خطير .. والحزبان الحاكمان فى كل من كتالونيا، والحكومة المركزية الأسبانية .. هما المسئولان.



كتالونيا .. أسبانية حتى الآن



24 سبتمبر 2017


منذ يوم 11 سبتمبر وإلى الآن، قررت الحكومة الأسبانية، التصدى بمنتهى الحزم، لحكومة مقاطعة كتالونيا، التى قرر برلمانها بغالبية 52% إجراء إستفتاء للإنفصال عن أسبانيا.

وعليه؛ ومنذ يومئذ؛ يستمر تدفق قوات التدخل السريع وقوات العمليات الخاصة وقوات المفرقعات، إضافة لقوات فض الشغب والشرطة التقليدية من عدة أنحاء فى اسبانيا إلى مقاطعة كتالونيا .. الأعداد تجاوزت الألف بعد يومين فقط من بدء وصولهم، أي من حوالى عشرة أيام. ولا زالت أعدادهم تتزايد حتى وصلت اليوم لحوالي 3000 عنصر أمني.

من أكثر الموضوعات التى يركز عليه الإنفصاليون فى تعليقاتهم، هي تكلفة هذه العملية وحجم الإنفاق عليها من جانب الحكومة المركزية فى مدريد.

المفارقة الساخرة فى هذه النقطة .. أن الكتالان يُعرفون فى باقي أسبانيا ببخلهم وحرصهم البالغ على المال .. ولتثبيت هذه الفكرة عنهم .. فإنه على الرغم من أهمية قضية الإنفصال بالنسبة لهم وخطورتها، يظل حساب التكلفة المادية لنقل القوات الأمنية، هو شغلهم الشاغل.

على أية حال .. الجميع يعرفون مسبقاً أن غالبية الكتالان لا يريدون الإنفصال ..
فلماذا إذاً إصرار الحكومة الكتالانية الحالية على إجراء الإستفتاء؟؟ وعلى الرغم من عدم شرعيته القانونية والدستورية !!؟؟!!
أحد أعلام أسبانيا قال:(أسبانيا أقوى دولة أوروبية، بدليل أن الأسبان أنفسهم يحاولون تفتيتها منذ مثات السنين، ولم يفلحوا).
رأي الشخصي:
لا الكتالان ولا الباسك (المقاطعتان الساعيتان للإنفصال) سيتمكنا (حالياً) من تحقيق رغبتيهما.
أولاً .. لأن الديموجرافيا فى صالح الإستمرار داخل أسبانيا. حيث أن الغالبية العظمى من أبناء المقاطعتين من أبناء المقاطعات الأسبانية الأخرى.
ثانياً .. لأن المشكلة الأساسية هى مشكلة إقتصادية يمكن حلها لو كفت الحكومة المركزية التى يحكمها حزب يميني متشدد (غبى فى رأيي الشخصي) عن عنادها. لأنه بالفعل؛ الكتالان والباسك يقدمان لأسبانيا النصيب الأكبر من مواردها، مقارنة بباقى المقاطعات، بما يرفع من مستوى الآخرين ويضعف من مستواهما. (على سبيل المثال: سعر رغيف الخبز فى كتالونيا ضعف سعره فى مقاطعات أخرى) ونفس الحال في كل شئ. ولهذا يشعر المواطن فى كتالونيا بالظلم. فلو وجدوا الحل لهذه المشكلة، سينتهي أهم سبب للرغبة فى الإنفصال.
ثالثاً .. حضور أسبانيا القوي فى الإتحاد الأوروبي يمنع تأييد دول الإتحاد الـ 27 للإنفصال. فلن يجد الكتالان أي نصير لهم، اللهم بعض الجماعات والمنظمات الغير مؤثرة إلا فى فيسبوك وتويتر.
رابعاً .. الإجراءات الأمنية الصارمة التى بدأ تنفيذها بالفعل، ستمنع الإنفصال بالقوة. ماذا وإلا، سيكون البديل هو الحرب الأهلية. وهو بديل مستبعد لأن الأسبان مازالوا يعانون آثار أشرس حرب أهلية عرفتها أوروبا (1936 ـ 1939) ولا أظن أن شرزمة الإنفصالين الكتالان مستعدين لها أو يجرأون عليها.
خامسا .. أتوقع .. أن يوم 1 أكتوبر سيمر ببعض المشاكل. لكن لن تكون هناك مصادمات دامية. على عكس ما يتوقع الكثيرين من الكتالان أنفسهم.


إنتحار محتوم

23 سبتمبر 2017


كل شعوب الأرض تريد المسكن والملبس والمأكل.ومن بعدهم تريد العلاج والتنقل والإتصال.ثم تريد التعلم والعمل والرفاهية.وتريد الحرية والسيادة.

كل شعوب الأرض تعيش داخل حدود بلادها تحت مظلة القوانين والدساتير والأنظمة السياسية التى تلائم طبيعتها وظروفها الثقافية والجغرافية والتاريخية.

النظام الفرنسي يختلف عن البريطاني. والنظام الأمريكي يختلف عن الصيني. والنظام الروسي يختلف عن الأسباني. والنظام السعودي يختلف عن السوري .. وهكذا .. لا يوجد نظام واحد يصلح للتطبيق على كل شعوب الأرض، لإختلاف شعوب الأرض.

كل شعوب الأرض تحتج على حكامها، لأنهم لا يمنحونهم كل ما يريدوا.البعض يغيرهم بالإنتخابات بعد نهاية مدتهم. والبعض يتظاهر ضدهم. والبعض ينقلب ضدهم بعنف مسلح.

لكنهم جميعاً يحتجون دائماً. لأنها سمة الكائن البشري فى العصر الحالي. عصر مفاهيم الحريات اللامحدودة. الحريات التى أودت ومازالت بحياة ملايين البشر كنتيجة للصراعات من أجلها.

هو عالم كان مجنوناً دائماً. وزاد جنونه مؤخراً بزيادة تلك المفاهيم الرائعة فى ظاهرها، المدمرة فى جوهرها.

صار الإنسان يبحث عن هلاكه بنفسه دون أن يدري. بعد أن اخترقت طموحاته كل الحواجز الطبيعية والفطرية. وبعد أن ظن أنه على حق فى أحلامه التى لا تنتهي. وبعد أن أصبحت الأنا عنده ذات أولية أولى. أي هو ومن بعده الطوفان. وبعد أن تحول إلى كائن لا تهمه أي إعتبارات سوى "أنا هنا الآن، وفقط، أنا هنا الآن". لا يكترث لمن حوله ولا بهم. ولا يهمه ما سبق. ولا يعيه ما سيأتي. المهم أنه "هو ـ هنا ـ الآن".

هذا العالم يسير نحو نهايته. والناجون فقط، هم من يعوا هذه الحقيقة.

يوم عصيب في "كل" أسبانيا


20 سبتمبر 2017


السلطات الأسبانية تحركت منذ صباح اليوم بقوة القانون فى عملية أمنية أطلقت عليها إسم إله الموت المصري القديم (العملية أنوبيس) لمنع الحكومة الكتالانية من إجراء إستفتاء الأستقلال، بأن قامت بإحتجاز 14 مسؤول كبير فى الحكومة الكتالانية، ومداهمة 41 مقر إداري ذو أهمية كبيرة. ومصادرة ملايين المطبوعات الورقية والإنترنتية الخاصة بالإستفتاء.

أيضاً فى الصباح .. كان البرلمان الأسباني مجتمعاً فى جلسة خاصة لمناقشة الحالة الكتالانية .. وحدثت مساجلات بين ممثلي الحكومة وممثلى الأحزاب المطالبة بالإنفصال، إنتهت بإنسحاب الإنفصاليين من الجلسة.

على الفور في برشلونة .. آلالف من الإنفصاليين تجمعوا فى وقفة إحتجاجية أمام مقر الحكومة الكتالانية وبإمتداد الساحة حتى شارع الرمبلا الشهير، حاملين أعلام كتالونيا وهاتفين ضد الحكومة الأسبانية ولصالح حقهم فى الإستفتاء والإنفصال. ومازالوا فى وقفتهم حتى هذه اللحظة.

مع مرور الوقت .. تجمعت آلاف آخرى أقل عدداً فى المحافظات الكتالانية الثلاثة الأخرى فى الميادين الكبرى فى كل محافظة. ومازالوا فى وقفتهم حتى هذه اللحظة.

الطرفان مصممان على موقفهما ,, الحكومة والأحزاب التقليدية متفقون على رفض إجراء الإستفتاء لعدم شرعيته القانونية .. والإنفصاليون مصممون على الإستمرار فيما هم عليه حتى إجراء الإستفتاء ومن ثم الإنفصال.

كتالونيا يعيش فيها حوالى 7 مليون نسمة ,, الإنفصاليون منهم ليسوا الأغلبية ,, على العكس تماماً هم أقلية فى الشعب الكتالاني .. لكن الإنفصاليين نجحوا حتى الآن في كسب تعاطف غيرهم بإشعارهم بالمظلومية التى يعانون منها. علماً بأن الدستور الأسباني يعطي مقاطعة كتالونيا حقوق سيادية لا تتمتع بها أي مقاطعة أخرى فى أى بلد أوروبية.

ظهر رئيس الحكومة الأسبانية لإلقاء بيان صحفي الساعة التاسعة مساءاً.

ملخص خطاب مانويل راخوي رئيس الوزراء (رئيس الدولة) الأسباني:
أن الحكومة الأسبانية لن تتراجع عن إتخاذ أي إجراء حازم لمنع إجراء إستفتاء الإنفصال فى كتالونيا. لكونه إستفتاء ضد الدستور. وفيه تعدي فج على القانون.
وبنبرة تحذيرية نصح المدبرين والمحرضين لهذا الإستفتاء ـ وهم قادة وكوادر الأحزاب الإنفصالية الذين يحكمون كتالونيا حالياً ـ بالإلتزام بالقانون الذى يجب عليهم أن يكونوا أول المدافعين عنه لكونهم أتوا للحكم من خلاله. وبعدم التعرض لغالبية الكتالان المعارضين للإستفتاء بأى أذى أو قمع مادي أو معنوي. حيث ثبت فعلياً أنهم تعرضوا لمضايقات خلال الأسابيع الماضية وإلى الآن.
وذكّر الإنفصاليون بأن مطلبهم مرفوض أسبانياً وأوروبياً ودولياً. فلن يجدوا أى داعم لهم مهما استمروا.
ملحوظة:
بإستثناء قناة الأخبار المحلية الكتالانية التى تعرض طوال اليوم مشاهد من أماكن التجمعات الشعبية المطالبة بالإنفصال .. باقي القنوات الأسبانية المختلفة تعرض برامجها العادية بشكل طبيعي.

رأيي الشخصى:الحزب الحاكم فى أسبانيا حالياً واسمه (الحزب الشعبي) .. وكذلك الحزب اليساري الكتالاني واسمه (حزب اليسار الجمهوري) هما سبب كل هذه الأحداث .. فالأول يميني محافظ متشدد بشكل بشع. والثاني إنفصالي متشدد بشكل بشع .. وتاريخ كليهما في هذا الصراع قديم، ويزداد يوماً بعد يوم بوجود كليهما على رأس السلطة فى كلا من الحكومة الأسبانية المركزية، والحكومة الكتالانية.
الأزمة مازالت معقدة وطويلة .. وسنرى.