Insignia identificativa de Facebook

Translate

كتالونيا .. أسبانية حتى الآن



24 سبتمبر 2017


منذ يوم 11 سبتمبر وإلى الآن، قررت الحكومة الأسبانية، التصدى بمنتهى الحزم، لحكومة مقاطعة كتالونيا، التى قرر برلمانها بغالبية 52% إجراء إستفتاء للإنفصال عن أسبانيا.

وعليه؛ ومنذ يومئذ؛ يستمر تدفق قوات التدخل السريع وقوات العمليات الخاصة وقوات المفرقعات، إضافة لقوات فض الشغب والشرطة التقليدية من عدة أنحاء فى اسبانيا إلى مقاطعة كتالونيا .. الأعداد تجاوزت الألف بعد يومين فقط من بدء وصولهم، أي من حوالى عشرة أيام. ولا زالت أعدادهم تتزايد حتى وصلت اليوم لحوالي 3000 عنصر أمني.

من أكثر الموضوعات التى يركز عليه الإنفصاليون فى تعليقاتهم، هي تكلفة هذه العملية وحجم الإنفاق عليها من جانب الحكومة المركزية فى مدريد.

المفارقة الساخرة فى هذه النقطة .. أن الكتالان يُعرفون فى باقي أسبانيا ببخلهم وحرصهم البالغ على المال .. ولتثبيت هذه الفكرة عنهم .. فإنه على الرغم من أهمية قضية الإنفصال بالنسبة لهم وخطورتها، يظل حساب التكلفة المادية لنقل القوات الأمنية، هو شغلهم الشاغل.

على أية حال .. الجميع يعرفون مسبقاً أن غالبية الكتالان لا يريدون الإنفصال ..
فلماذا إذاً إصرار الحكومة الكتالانية الحالية على إجراء الإستفتاء؟؟ وعلى الرغم من عدم شرعيته القانونية والدستورية !!؟؟!!
أحد أعلام أسبانيا قال:(أسبانيا أقوى دولة أوروبية، بدليل أن الأسبان أنفسهم يحاولون تفتيتها منذ مثات السنين، ولم يفلحوا).
رأي الشخصي:
لا الكتالان ولا الباسك (المقاطعتان الساعيتان للإنفصال) سيتمكنا (حالياً) من تحقيق رغبتيهما.
أولاً .. لأن الديموجرافيا فى صالح الإستمرار داخل أسبانيا. حيث أن الغالبية العظمى من أبناء المقاطعتين من أبناء المقاطعات الأسبانية الأخرى.
ثانياً .. لأن المشكلة الأساسية هى مشكلة إقتصادية يمكن حلها لو كفت الحكومة المركزية التى يحكمها حزب يميني متشدد (غبى فى رأيي الشخصي) عن عنادها. لأنه بالفعل؛ الكتالان والباسك يقدمان لأسبانيا النصيب الأكبر من مواردها، مقارنة بباقى المقاطعات، بما يرفع من مستوى الآخرين ويضعف من مستواهما. (على سبيل المثال: سعر رغيف الخبز فى كتالونيا ضعف سعره فى مقاطعات أخرى) ونفس الحال في كل شئ. ولهذا يشعر المواطن فى كتالونيا بالظلم. فلو وجدوا الحل لهذه المشكلة، سينتهي أهم سبب للرغبة فى الإنفصال.
ثالثاً .. حضور أسبانيا القوي فى الإتحاد الأوروبي يمنع تأييد دول الإتحاد الـ 27 للإنفصال. فلن يجد الكتالان أي نصير لهم، اللهم بعض الجماعات والمنظمات الغير مؤثرة إلا فى فيسبوك وتويتر.
رابعاً .. الإجراءات الأمنية الصارمة التى بدأ تنفيذها بالفعل، ستمنع الإنفصال بالقوة. ماذا وإلا، سيكون البديل هو الحرب الأهلية. وهو بديل مستبعد لأن الأسبان مازالوا يعانون آثار أشرس حرب أهلية عرفتها أوروبا (1936 ـ 1939) ولا أظن أن شرزمة الإنفصالين الكتالان مستعدين لها أو يجرأون عليها.
خامسا .. أتوقع .. أن يوم 1 أكتوبر سيمر ببعض المشاكل. لكن لن تكون هناك مصادمات دامية. على عكس ما يتوقع الكثيرين من الكتالان أنفسهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق