Insignia identificativa de Facebook

Translate

ذروا الفتنة عن سورية وغيرها


17/6/2013


نتابع الكثير مما ينشر من موضوعات وتعليقات على انترنت وفى الصحف ومن خلال التليفزيونات ومن على منابر بعض الجوامع ,, ظاهر تلك المنشورات هو الدين ,, لكن المؤسف أنها أقاويل تسعى لتشويه وتدنيس العقول من خلال بث بعض الأفكار السامة، التى يزعم قائلوها أنها من الدين، والدين منها ومنهم براء

فالدين هو دين سلام ورحمة وتصالح وتعايش مع الآخر، وهو دين مودة ومساواة وكل مكارم الأخلاق. والدين هو دين عمل وإتقان فى العمل، وليس دين شعارات جوفاء لا تغنى ولا تسمن صاحبها ولا من يتبعه. والدين واحد، لا طائفية فيه ولا فرق .. لكن نعم، فيه فقه متنوع ومختلف، وفيه أراء وتفسيرات ووجهات نظر، حسبما يستفتى المرء قلبه ويرتاح لرأى عن آخر .. فالإختلاف رحمة بينما الخلاف معصية تؤدى إلى الفتنة، والفتنة أشد من القتل، وهى نائمة، لعن الله من أيقظها

أرانى أمام خطب وكتابات بل وفتاوى لأشخاص، أصفهم بأنهم مرضى نفسيين، يعانوا الغل والحقد والكره والضغينة، وهذا بفرض حسن نواياهم، أى بفرض أنهم يقولوا ما يقولولون عن قناعة لديهم، وليس لأنهم مدفوعين من جهة ما لبث الفتنة وللتحريض ولخلق العداوات .. والله وحده أعلم بالسرائر .. لكنى كمسلم، وقبل كونى مسلم فأنا كإنسان .. لي الظاهر وليس لي الباطن، وأجد لزاماً علي ألا أسكت ,, فالساكت عن الحق شيطان أخرس ,, وأتمنى أن يكون ما أقوله هو تعبير عن الحق، أنصح به أول من أنصح، أصحاب تلك الأقاويل أنفسهم، بفرض أنهم فعلاً أخوة مسلمين، فواجب الأخ على الأخ النصيحة وفيها نصرته

فلتعقلها إذاً يا هذا ويا ذاك ,, إن كنتم من أولى الألباب حقاً .. كل ما تقولونه كلام فاسد دينياً لا يستند على أى مرجعية صحيحة .. وإن تحججتم بآية أو بحديث، فاعلموا ,, أن القراءات والتفاسير لها عدة أوجه، ولها مدارس فقهية متخصصة، واضح مما تقولونه أنكم أبعد ما تكونوا عنها وعن علومها، وأنكم مجرد مرددين لكلام عرفتموه من مصادر أخرى مدسوسة على الدين أو مريضة أيضاً .. افهموا روح الإسلام قبل أن تتحدثوا عنه ,, اربطوا الأيات ببعضها البعض قبل أن تفسروا واحدة منها ,, لا تعادوا فكراً ولا مذهباً ولا منطقاً قبل أن تدرسوه جيداً وتقرروا رأي فيه عن علم وليس عن سمع من آخرين .. اعرفوا أن أمور التوحيد ليست قاصرة على فئة واحدة من الناس، ولا على فريق واحد، ولا على مذهب واحد، ولا حتى على عقيدة دينية واحدة ,, فالغالبية إن لم يكن الكل، يوحدون بالله ,, والإختلافات تكون فى التفاصيل ,, وان الخالق نفسه عز وجل، قسم الناس لقبائل ولشعوب ولمسلمين ولمؤمنين ولأولياء ولمهتدين ولمناصرين ولفئات أخرى ,, فلا أنتم ولا غيركم لكم أن تغيروا خلق الله، ولو كان لأحد أن يفعلها، لكان أى نبى أو رسول فعلها من آلاف السنين وارتاح العالم من بعدها ,, لكنها مشيئة الله ورحمته بنا، أن نتنوع ونختلف، فلا تسعوا لتغيير خلق الله .. دعوا الخلق لخالق الخلق .. قولوا آمنا بالله ثم استقيموا

أخيراً وليس آخراً .. إن كنتم صادقو النية فعلاً ولستم مدسوسين علينا لإفسادنا .. فكفوا عن التحريض ضد سوريا .. كفوا عن نشر الأكاذيب .. كفوا عن التضليل .. كفوا عن ترويج إشاعات لا يستفيد منها إلا الصهاينة وأعداء الأمة، عن كون الحرب فى سوريا هى حرب طائفية بين سنة وشيعة .. لأن هذا كلام فاسد كاذب لا أساس له على الإطلاق من الصحة ,, فكل قادة الدولة السورية والجيش السورى من أهل السنة، حتى زوجة بشار الأسد سنية ,, ولا يوجد سوى بشار وحده المنتمى للطائفة العلوية ,, فكفوا عن بث الفتنة .. كفوا عن بث الفتنة .. كفوا عن بث الفتنة

ولكل من يساهم فى ترويج تلك الأكاذيب والفتن حتى ولو بحسن نية، إعلم أنك وحدك، ستتحمل وزر كل من يتبعها أمام الله 
اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد