Insignia identificativa de Facebook

Translate

عريس السماء وحور العين


25/10/2003

من المفترض أن تُترك الأسئلة والاستفسارات الدينية للمتخصصين فى تلك الشئون، فهم يبحثون أكثر مني فى تلك الموضوعات.
لكنى ألاحظ إنتشاراً لتلك النوعية من التساؤلات بما يجعلها (موضة) أو (ظاهرة) .. على الرغم من أن غالبيتها لا يحتاج لأي متخصص، لبداهة الردود عليها، لذلك أجيب فيما يلي على إثنين منها، سؤلت فيهما، ببساطة ودون
 تقديم مراجع ومستندات .. 
الشهيد .. عريس السماء
ـ إذا أطلقنا وصف "العريس" على الشهيد الذكر سيكون ذلك مفهوماً جداً ، فهو ـ بإذن الله ـ ذاهب إلى الجنة حيث الحور العين فى انتظاره ، لكن ماذا عن العروس الأنثى ، هل هناك مقابل للحور العين خاص بالنساء ؟ هل ستجد هذه العروس فى انتظارها عريساً فى الضفة الأخرى ؟؟ وبصورة إجمالية : ما هو الموقف بالنسبة للمؤمنات فى الجنة فيما يتعلق بشهوتهن الجنسية ؟؟ 

ـ لفظ "عريس" ولفظ "عروس" هما لفظان بلاغيان ليس أكثر
. ففى جميع الثقافات وسائر الشعوب، يكون اليوم الأعظم فى حياة الشخص، ذكراً كان أو أنثى، هو يوم العرس، لما فيه من نقلة إنعطافية أساسية فى حياة الشخص، من حياته كفرد، إلى حياته كشريك لآخر.

جرت العادة أيضاً فى جميع الثقافات وكل الشعوب، أن يزف "العريس" و"العروسة" على حد سواء فى يوم عرسهم هذا، الذى هو يوم إنتقالهم من حياة إلى حياة أخرى كما قلت.

فى حالة الشهداء ... يكون التعبير مجازياً .. ولا حرج فيه .. فهو إنتقال الشخص من حياة الدنيا، إلى حياة الآخرة. والفارق بين الشهيد وغيره كما تعلم جيداً، هو أن الشهيد معلوم مسبقاً مكانه فى الدار الآخرة .. وهذا ... حسب جميع المعتقدات الدينية، وليس فقط الاسلام كما تعلم أيضاً.

لذلك .. فعندما يقال .. "زف عريس أو عروس جنين أو غزة أو كفر الشيخ إلى السماء" أو "إلى جنات الخلد" أو إلى أى تسمية أخرى، فالعقول تترجم فوراً هذا التعبير لتستنتج منه أن الفقيد أو الفقيدة من الشهداء.
حور العينى
ـ الحور العين هن ـ وحسب التعريف القاموسى ـ نساء اجتمع فى أعينهن شدة البياض وشدة السواد ، وهذا معيار للجمال والفتنة لكنه معيار عربى محلى صرف ، وكما تعلم فإن الجمال هو من الأمور النسبية تماما ، والحَوّر ليس بالضرورة معياراً جمالياً لكل البشر ولا لمعظم البشر ، والسؤال : ماذا عن المؤمنين من أهل الجنة الذين لهم معاييرهم الجمالية الخاصة ؟ ماذا عن الذين يفضلون النساء ذوات العيون الزرقاء أو العسلية أو الخضراء مثلاً ؟؟

ـ حور العين ووصفهم "القاموسى" ... من المتفق عليه،
 أن التفسيرات تكون لشرح المعنى ولتقريب الفكرة إلى أذهان المستمعين، فتخاطبهم بلغتهم وبالأسلوب السهل عليهم فهمه وإدارك معناه، وتستخدم تشبيهات وإستعارات قريبة من مداركهم.

فعندما نقوم بترجمة نص ما من لغة إلى لغة أخرى، لا نستطيع أن تترجمه ترجمةً حرفيةً، بل نترجم المعنى أو الفكرة، ولا غبار على هذا، طالما أننا نوصل الفكرة لمن نترجم له.

وبالتالى .. فوصف "حور العين" بذوات العيون شديدة البياض وشديدة السواد، هو وصف يرتبط بمقاييس الجمال فى العصر الذى كتب فيه هذا "القاموس"، وبمقاييس الجمال المتعارف عليها فى المنطقة التى ظهر فيها هذا "القاموس"، وبالأوصاف القابلة للفهم بالنسبة للمخاطبين فى العصر الذى كتب فيه هذا "القاموس".

تماماً كوصف الجنة بأنها حدائق وأنهار، فهذا شئ طبيعى عندما أن نعلم أن المخاطبين يعيشون فى الصحراء القفراء ويتوقون إلى قطرات الماء، أما لو كان المخاطبون من سكان القطب المتجمد الشمالى أو الجنوبى، فكان ممكناً أن تكون التشبيهات مرتبطة بالشمس والدفء، ولو كانوا من سكان الغابات الخضرات فى الأمازون أو فى وسط وجنوب أوروبا، وهم من يعيشون وسط حداثق وأنهار بالفعل، فكان من الممكن أن ترتبط التشبيهات بوسائل المواصلات التى ستنقلهم من الحدائق التى يعيشون فيها فى أعلى الجبال إلى الأنهار التى تجرى من تحتها، فيسهل عليهم عناء البحث عن ماء الشرب.

وهكذا .. لو ظهر الوصف وخاطب الناس بلغة هذا العصر الذى نعيش فيه الآن، لما حدثهم مثلاً عن الدواب، بل عن الصواريخ والطائرات، ولا كلمهم عن الأكواب والنمارق بل حدثهم عن الروبوت الآلى والريموت كنترول ... وتخيل معى، أنه إستخدم كلمة "الرادار" أو "الموبايل" أو "الانترنت" فى القرن السادس الميلادى ومخاطباً أشخاص من عينة أبو جهل أو أبو لهب أو مسليمة الكذاب ... تخيل معى ماذا سيكون رد فعلهم !!!!!!!!

إذن ... لا تأخذ الكلمات حرفياً ... كن مع المعنى ومع روح النص .. وإحمد ربنا، إنه ميزك عن سائر المخلوقات بالعقل، لتكون قادراً على الفهم والتمييز والتفسير.

أما آخر جزء فى السؤال .. الخاص بالإستفهام عن مصير حور العين.

فبالعقل والمنطق
والبديهة، عندما أقول مثلاً: "أنا أجلس مع فلان". ماذا نفهم؟ .... نفهم أن "فلان يجلس مع هشام" ... أليس كذلك؟؟؟
فإذا قيل أن "لهم أزواج مطهرة" ... فمن البديهى أن نفهم أن "الأزواج المطهرة لها نفس الرجال" ..
مش كده والا إيه؟!!؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق