Insignia identificativa de Facebook

Translate

القرداتى والبيانولا



ديسمبر 2002


وأنا صغير فى مرحلة الحضانة ..

كان الراجل بتاع البيانولا بيعدى من تحت بيتنا

وكان معاه قرد بيعمل حركات بهلوانية ..

ويقلد عجين الفلاحة، ونوم العازب ...  

حركات قرود يعنى على أنغام البيانولا ..
وكان القرد هو اللى بيلم الفلوس من الناس فى الآخر.

طبعاً البيانولا إنقرضت .. 

والقرداتى إنقرض .. 

زى حاجات تانية كتيرة ....

لكن لما بأتخيل طبيعة العيشة اللى كانوا بيعيشوها .. 

بأقول أحسن إنهم إنقرضوا ..

كانت حياتهم صعبة جداً .....


نقطة البداية ..


ديسمبر 2002


بسم الله الرحمن الرحيم

مرة أخرى أقوم بإعادة قراءة ما كُتِب عن حملة لا لجمال مبارك من أولها لآخرها، وقد سمح لى هذا الخروج بمحصلة ، أعرضها عليكم، لتكون بمثابة إيجاز لكل ما سبق حول الموضوع، ولتكون نقطة يبدأ منها المقتنعين بأهمية الحملة فى خطوتهم التالية.

أولاً: السبب

ـ تعيش مصر منذ عقود فى حالة من التدهور على كل الأصعدة، وهى حالة تسير من سيئ إلى أسوء دون رابط لها.

ـ مظاهر هذا السوء تبدو جلية على الحالة الإقتصادية للدولة كدولة، وعلى أفراد الشعب كمواطنين، وهى الحالة الأكثر مساساً بالناس.

ـ تبدو أيضاً على الحالة الثقافية، والإجتماعية، وهما الحالتان المؤثرتان فى تكوين عقلية الشعب وسلوكه.

ـ وأكثر ما يظهر فيه هذا التدهور، هو الحالة السياسية، وخاصةً للمتابعين المهتمين، والراغبين جدياً وعملياً فى مصير أفضل لمصر.

ـ من العنصر السابق، لوحظ إتجاه القيادة السياسية فى مصر، وهى المتحكم الأوحد فى القرار السياسى بالبلد، إلى إعداد نجل الرئيس المصرى الحالى، لخلافته وتوريث مقاليد السلطة له بشكل تلقائى. وهذا الإعداد يتم بشكل جيد وبخطوات سريعة، حتى أصبح المتلقى من عامة أفراد الشعب، مؤهلاً تماماً لتلقى خبر نقل السلطة إلى نجل الرئيس عن حب ورضا، وهو ما يقلق من لديهم قدر من حرية التفكير وإستقراء الأمور ووضعها فى مصبها الصحيح، والباحثين عن ديموقراطية حقيقية ومستقبل أفضل لمصر.

ثانياً: ما حدث

ـ قام أحد هؤلاء المتابعين لمجريات الأمور، بعمل شبه دراسة مبدأية عن تطور الأمور، وبخاصة، مسألة توريث الحكم، ودعا غيره من المهتمين لمناقشة الأمر، والبحث فيما يجب عمله لمصلحة البلاد وخيرها.ـ لاقت الدعوة إقبالاً من الكثيرين على إختلاف إتجاهاتهم الفكرية والسياسية وإنتماءاتهم الحزبية والعقائدية، من أبناء مصر فى الداخل والخارج، وكان لمن هم فى الخارج فرصة أكبر وأفضل للتعبير عن أرائهم بقدر أكبر من الحرية، دون خوف من بطش السلطة.

ـ لاقى الموقع الإنترنتى الذى بدأت منه الدعوة مضايقات، يمتنع القائمين عليه حتى الآن التصريح صراحةً بمصدرها، وإنتهى الأمر بنقل الدعوة، التى تطورت لتصبح حملة كبيرة عبر شبكة إنترنت، لعدة مواقع إنترنتية أخرى مستقلة، لتفادى مضايقات السلطة أو المتحالفين معها.

ـ مع إستمرار النقاشات حول الموضوع، ظهرت آراء عديدة متباينة أحياناً، ومتطابقة أحياناً، هدفها جميعها واحد، لكن إختلافها يتركز حول النمط الواجب إتباعه.

ثالثاً: الآراء والمقترحات

ـ يرى البعض ضرورة إستخدام الصيغة الثورية فى الخطابات الموجهة إلى الناس، بينما يرى البعض الآخر ضرورة البعد عن تلك الصيغة، ومخاطبة العقول وليس العواطف.

ـ يرى البعض ضرورة التركيز فقط على موضوع التوريث والعمل على منعه، بينما يرى آخرون حتمية ربطه بكل الوضع السياسى القائم وضرورة إسقاط هذا النظام.

ـ يرى البعض أن التوريث ليس هو المشكلة، وإنما الإصلاح هو مايجب البحث عنه، بينما يرى الآخرون أن التوريث فى حد ذاته، ومهما كانت صفات نجل الرئيس، هو سبة فى وجه الإصلاح والديموقراطية المنشودة، ومجرد القبول به، يحيد بنا بعيداً عن أى أمل مشرق منتظر.

رابعاً: ثانويات

حدث خروج عن جوهر الموضوع أثناء المناقشات، وتطرق المتناقشون لموضوعات ثانوية، كانت دائماً السبب الرئيسى وراء تفكك القوى السياسية فى مصر، وضعف شوكتها فى مواجهتها للنظام الحاكم. فنجد إختلافات بين المشتركين فى النقاش، حول اللغة، وحول الصيغة، وحول الإنتماء السياسى، وحول التاريخ النضالى لكل فئة وما إلى غير ذلك من أمور تضعف من شأن الحوار والعمل الذى تجمع الجميع لأجله.

خامساً: نتائج

ـ على مستوى النقاش: مازال مستمراً.

ـ على مستوى الوصول للناس: وصل الموضوع إلى عدة مواقع إنترنتية، وأظهرته بعض المواقع فى صدر صفحاتها الأولى، وإنتقل عبر البريد الإلكترونى لغالبية مستخدمى الشبكة فى مصر وبعض الدول العربية الأخرى، ونوقش فى عدة منتديات إنترنتية. وهو مايعنى أيضاً وصوله للشارع المصرى، عن طريق مستخدمى الشبكة.

ـ على مستوى المشاركة النقابية والحزبية: لوحظ ظهور بعض المقالات لأسماء معروفة، تتناول الموضوع بشكل أو بآخر، وبالطبع بأساليب الإستعارة والبلاغة اللغوية للهروب من الرقابة.

سادساً: المطلوب فى المرحلة القادمة

ـ تحجيم الإختلافات بين المتحاورين، والأفضل تناسيها تماماً.

ـ الإتفاق على الأفكار والنقاط التى يجب مناقشتها. وتحديد عدد محدد من الأهداف كى لا يخرج الأمر من نطاق السيطرة عليه، وتفقد الدعوة أو الحملة مصداقيتها لدى الناس.

ـ الإتفاق على الصيغ المناسبة لعرض ما تثمر عنه المناقشات، لتوزيعها على الناس عبر الشبكة.

ـ سرعة تنفيذ تلك المطاليب الثلاثة السابقة.

وأخيراً ...

هل للجميع أن يبدأوا من هذا الملخص مرة أخرى، بترتيب الأمور وتنسيق ماذا يجب عمله من الآن ؟؟؟

أعجبتنى صيغ لبيانات من بعض المشاركين، لكنها لم توضح للناس ما يجب عليهم عمله فى النهاية بشكل محدد ..

هل هو الإضراب؟

هل هو التظاهر؟

هل هو .... ماذا؟


تحياتى ..


مصر فوق الجميع



ديسمبر 2002


"يقول الملك سليمان بن داوود، الملك فى أورشليم، باطل الأباطيل الكل باطل، ولا جديد تحت الشمس".

(كلمات عن نبى الله سليمان من الإنجيل المقدس)

وحزب الوفد هو حزب الوفد بكل أسف .. لم ولن يتغير.

مصلحة وجوده وبقاؤه فوق أى إعتبار، وفوق مسئولياته الوطنية نفسها كحزب. تنصل كعادته عن مؤازرة الرأى العام، بتنصله عن مؤازرة الحملة الإنترنتية التى بدأها البعض على صفحات المنتدى الحوارى الوفدى لرفض توريث الحكم .. لأن حساباته من أجل البقاء والحفاظ على علاقته الودية مع الحكومة، لا يتفقان مع هذه الحملة ..

إن موقفه من الحملة والمشاركين فيها، لهو دليل إتهام جديد ضد هذا الحزب، ولا أعرف هل هو حزب لهذه الدرجة من الغباء .. كى يدين نفسه أمام من يبحث عن أصواتهم؟!؟!

وما أشبه اليوم بالبارحة .. ولا جديد تحت الشمس.

على أية حال؛ موضوع حملة لا لجمال مبارك، لم يعد ملك أحد، ولا ملك من من بدأه نفسه .. ولا يملك هو نفسه إلغاؤه أو لمه الآن. الموضوع أصبح بين الناس، وكل المنتديات كفت عن معظم حواراتها، وتفرغت تقريباً لهذا الموضوع.

ونتمنى جميعاً للأخوة فى المنتدى الحوارى الوفدى "سابقاً" .. أن يكونوا بخير، وألا يصيبهم مكروه، بعد تلك التهديدات الأمنية التى تلقوها حسبما قالوا .. والحمد لله على طمأنتهم لنا بأنهم بخير. لكن أخشى أن يكونوا قد أجبروا أيضاً على كتابة كلمات الطمأنة هذه .. نتمنى أن تكون كلماتهم هم فعلاً وبمحض إرادتهم.

موقف جديد، يوجد معادلة جديدة عن جدية القوى السياسية الحزبية فى مصر .. محتاجة إجابة وحل.

أكتفى بهذا التعليق عن الوفد، ولا أخوض أكثر فى أى كلام عنه، كى لا أخرج عن الموضوع الأصلى، وكى لا تحدث فرقة فى وقت نحن أشد مانكون فيها إلى التآلف فيما بيننا جميعاً، وأولنا وفى مقدمتنا الوفديين أنفسهم، ونكرر وعلى إستعداد للتكرار دائماً: أنه مهما كانت الفروق بيننا، فنحن ملتزمين الآن بالتعاون معاً، لأن الهدف واحد.

المهم ..

بعد قراءة مداخلات الناس فى المنتديات حول موضوع التوريث؛ وجدت أنهم يتضمنون الرد على بعض من تساءلوا عن البديل لجمال مبارك، ومن قالوا بأنه الوحيد المؤهل فعلاً لتولى منصب الرئاسة فى مصر ..

وأضيف إليهم: أننا لسنا من مؤيدى مرشح معين نسعى لرفعه للسلطة مقابل جمال مبارك، بل جميعنا ضد مبدأ توريثنا بهذا الشكل المهين وفرضه علينا.ولسنا جهلاء تماماً بأمور السياسة، فنحن نختلف فى الرؤى السياسية نعم، لكن لدى كل منا الحد الأدنى المطلوب للدلو بدلوه. إضافة إلى أن مشاكل الحياة اليومية، تجعل من أبسط البسطاء عالماً فى السياسة. ومقارنة آل مبارك بآل بوش، والتى طرحها البعض فى كلامه، غير ممكنة لا عملياً ولا نظرياً. لأن النظام الأمريكى لا يوجد على وجه الأرض نظام واحد متطابق معه، كما أن لكل دولة ظروفها ونظامها. وماحدث لأمثلة أخرى ذُكرت فى سياق النقاشات، كتركيا وغيرها، ليس بالضرورة أن يكون وضعنا لاحقاً، ففى مقابل تلك الأمثلة، توجد أمثلة أخرى مازالت صامدة رغم مشاكلها ككوريا الشمالية وإيران وكوبا، ولست بصدد مناقشة أوضاع كل منهم، فقط أذكر بوجودهم كأمثلة مضادة.

والحقيقة تعجبت من هذا الرأى المساوى بين حالنا وحال تلك الأمثلة، خاصةً حين نعرف ماهية قائليه. وأنهم كلهم من المدافعين الدائمين عن الحرية والإستقلال، وعن ثورة يوليو بكل قيمها ومبادئها، كيف يمكن لهم أن يقبلوا بتوريثهم ونقلهم كبضاعة من شخص لآخر بهذا الشكل؟

بغض النظر عن طبيعة وصفات المنقول إليه، لكنه المبدأ فى حد ذاته ..

الحمد لله أنها كانت آراء فردية لا تعبر عن توجه عام لكتل سياسية بعينها.

ثم من هو جمال مبارك هذا وماذا نعرف عنه كى نقبله بهذه الحفاوة؟ ما هو خطه السياسى؟ ما هى تطلعاته من أجل المستقبل؟ ما هو برنامجه؟ لماذا أوافق عليه وليس على غيره؟ ماذا قدم أفضل من غيره؟ وهل هناك غيره .. أصلاً؟ ثم من أين أتى؟ كيف ظهر فى الصورة فجأة؟ ماهى تلك المؤهلات التى جعلته شخصية مرشحة لرئاسة مصر؟ ما هى خبراته؟ وماذا عن قانون من أين لك هذا؟ كيف كون ثروته؟ كيف أصبح من أكبر رجال الأعمال فى مصر؟ الأسئلة لا تنتهى ..

والإجابات تكاد تكون معروفة ..

فبأى منطق مثقف وعلمى يمكن لأحد القبول به؟

يا سادة؛ مصر 70 مليون نسمة، أليس فيهم غيره؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رأيى فى الديموقراطية، أنها غير موجودة فى أى شبر من هذا العالم .. لكن أعترف بوجود الحد الأدنى منها فى مناطق كثيرة، وأول ما يطبق منها وفيها؛ هو ذلك الحق فى إختيار الحاكم، والمقارنة بين برامج سياسية معلنة .. فهل منحنا هذا الحق كى نوافق عليه؟

وإن كان الرد بأن السلطة إنتقلت من واحد لآخر عبر نصف قرن دون تدخلنا نحن كشعب .. فعلى الأقل، كان هناك مرتكزاً دستورياً يسمح بهذا الإنتقال، أما هذا التوريث، فما سنده؟

ودمتم ..


2ـ العصور الموسيقية (القديم ـ النهضة ـ الباروك)



ديسمبر 2002


تقسم الموسيقى الكلاسيكية حسب الفترات التى ظهرت فيها، والخصائص التى تمتعت بها موسيقى كل فترة.

ويبدأ التقسيم بفترة ما قبل عصر النهضة فى إيطاليا، وعصر التنوير فى فرنسا، أى القرون السابقة للقرون الوسطى، أى ما قبل القرن الرابع عشر. ويطلق على موسيقى تلك الفترات :
موسيقى العصر القديم
أو أيضاً يطلق عليها إسم:
موسيقى ماقبل عصر النهضة
أول ما يلفت النظر لموسيقى تلك الفترة، هو إقتصارها على الملوك والأمراء وطبقة النبلاء فقط، أى لم تكن متاحة لأفراد الشعب.
وهى موسيقى تعتمد فى الأساس على الكلمة أكثر من اللحن، أى أن المغنى، وهو غالباً ما كان أيضاً هو نفسه الملحن ومؤلف الكلمات، يقوم بإلقاء الشعر بشكل ترتيلى رتيب، بمصاحبة خلفية موسيقية بسيطة جداً فى تركيبتها الموسيقية وجملها اللحنية، ويقوم بأدائها آلة موسيقية واحدة أو آلتان، ثلاثة فى أكثر الحالات تعقيداً.
حتى أن هناك ألحان عديدة، كانت تحتاج للصوتين المذكر والمؤنث، وكان يؤدى كليهما نفس الشخص مع تغيير نبرات صوته.
قليلاً ما كانت الآلات الموسيقية تستخدم فى هذه الفترة، كان الصوت البشرى هو العنصر الأساسى، وعند اللجوء للآلة، تكون آلة مشابهة لآلة الهارب سيكورد، أو آلة المندولين هما الآلات المستخدمة.
أشهر الأعمال المعروفة حتى يومنا هذا من تلك الفترات، هى لموسيقيين إيطاليين، وأسبان، وإنجليز وفرنسيين على الترتيب.
وفى الفيلم الشهير جداً "سبارتاكوس" لكيرك دوجلاس، لو نتذكر المشهد الذى وقف فيه "تونى كيرتس" الشاب الصغير الذى كان يخدم فى قصر القيصر، وهرب لينضم لجيش سبارتاكوس، عندما وقف وهُم فى رحلتهم الطويلة ليغنى لهم أغنية كان مطلعها:
I'll go home, I'll go home
هذه الأغنية، هى خير مثال على هذا النوع من الموسيقى، على الرغم من أن المراد منها إعطاء إنطباع عن العصر الرومانى، لكن المخرج قد إستعان بموسيقى عصر ما قبل النهضة، لأنه أقدم شئ معروف.
وكان الموسيقيون ينتقلون من مدينة أوروبية لأخرى لإحياء سهرة فى قصر هنا وحفلة فى قصر هناك ..... على طريقة عبد السلام النابلسى وفرقته فى أحد أفلامه مع عبد الحليم حافظ .. مع الفارق؛ إن حسب الله السادس عشر فى الفيلم، ماكانش بيحي حفلات فى قصور، بل فى الحوارى :)



مع دخول عصر النهضة، والتحولات التاريخية التى شهدهتها أوروبا، وتطوير الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) لنفسها، حيث سمحت بدخول الموسيقى إليها، وإعتمدت الترانيم الكنسية على أنغام الموسيقى، سواء بالغناء، أو بإستخدام الآلة الموسيقية. كان هذا بمثابة نقلة نوعية، بفضلها حدث كل ما حدث للموسيقى من تطور بعد ذلك، تماماً كما كان لها الفضل فى إبراز إبداعات المصورين التشكليين، وتشجيعهم والحفاظ على أعمالهم إلى يومنا هذا.
لكن بحكم التقاليد الكنسية الغربية السائدة فى ذاك الوقت، ومنها، قصر إرتياد الكنيسة لقضاء الشعائر الدينية على الأثرياء والنبلاء فقط، فقد ظل إنتشار الموسيقى خارج أسوارها محدوداً، ولم تخرج لعامة الشعب.
لذلك فموسيقى فترة عصر النهضة، تميزت بكونها موسيقى دينية بحتة، ما بين ترانيم وأنشودات وتراتيل. وهى موسيقى برز فيها الصوت البشرى، وإستعملت فيها بكثرة آلة الأورجان الخشبية (وهى بداية الأورج المعروف حالياً)، وهى آلة ضخمة الحجم، عبارة عن أنابيب أسطوانية متراصة بشكل متوازى، وغالباً ما تعلق على الحائط فى أحد جوانب الكنيسة، ويجلس العازف خلفها أو تحتها (حسب تصميم الآلة) ويعزف على أصابع تشبه أصابع البيانو المعروف حالياً، لكن ليس تماماً.
وقد تطورت هذه الآلة ككل شئ مع الوقت، فتغيرت بعض أجزائها لتستخدم أجزاء معدنية بدلاً من الخشبية، وصغر حجمها، وحتى طريقة العزف عليها.

والآن نقفز قفزة طويلة جداً، لنصل إلى القرن السابع عشر.
موسيقى عصر الباروك
وسبب القفزة، أن ما قبله ملئ بالتفاصيل الدقيقة، والتى لا تهم الكثيرين على ما أعتقد، فقط المتخصصون هم من يبحثوا فى تفاصيل تلك الفترة، أما عن خطوطها العريضة، فلا تحوى الكثير.
والواقع أن القفزة تصل بنا إلى النصف الثانى من القرن السادس عشر وليس السابع عشر، حيث بدأ ما يسمى "بعصر الباروك".
هذا العصر، فى رأيى الشخصى، هو نقطة الإنعطاف الأساسية فى الموسيقى.
وفيه ظهرت أسماء يعرفها الكثيرين من أمثال: فيفالدى، وباخ، وهاندل والكثيرين الكثيرين غيرهم. وهم بلا جدال، مؤسسو الموسيقى التى نعرفها حالياً.
وسأحاول أن أكتب لاحقاً، مختصرات مبسطة عن بعض منهم.
ولكن وقبل كل شئ، من الضرورى أن يعرف الجميع، أن النوتة الموسيقية المتداولة حالياً فى كل أنحاء العالم، لم تكن هى نفس النوتة قبل عصر الباروك، وتحديداً قبل "يوهان سباستيان باخ"، فهو من وضع تلك النوتة المستخدمة حتى يومنا هذا.
هذا العصر "الباروك"، كما يدل إسمه، هو العصر الذى إرتدى فيه علية القوم "الباروكة البيضاء كنوع من الوقار. وهى سمة هذا العصر بصفة عامة.
هذا العصر، هو ما واكب بداية إستقرار الإمبراطوريات والإمارات الأوروبية، بعدما عاشت قرون طويلة فى نزاعات حدودية.
وهو العصر الذى ظهرت فيه أفكار جديدة، وفلسفات حديثة غيرت من وجه العالم كله بعد ذلك.
وهو العصر الذى بدأت فيه التوسعات الإستيطانية الأوروبية فى مناطق أخرى من العالم، وتفتحها على الحضارات الأخرى.
وهو العصر الذى إنتشرت فيه العمارة بزخرفتها الشديدة والتى تبهر كل من يراها حتى الآن، وهذه الزخرفة نفسها، هى طابع كل أعمال عصر الباروك فى كل الأعمال الفنية ومنها الموسيقى بالطبع
وجدير بالذكر: أن لفظ "الباروك" معناه باللغة العربية ) شديد الزخرفة)، (لحد الإفراط أحياناً)

من هذا المعنى، ومن هذه الأمثلة، يمكننا أن نتصور موسيقى عصر الباروك.


إذن .. وللمراجعة ..

كلمة باروك، تعنى شديد الزخرفة، وهذه هى صفة كل فنون ذلك العصر.
أما أهمية عصر الباروك، فتتمثل فى كونه العصر الذى خرجت فيه الموسيقى من الكنيسة، وبيوت النبلاء، لتصل للناس فى كل مكان، وبالتالى، زيادة عدد الموسيقيين، وتنوع أعمالهم.
كما أنه العصر الذى شهد ميلاد النوتة الموسيقية المتعارف عليها إلى يومنا هذا، وكان ذلك على يد "يوهان سباستيان باخ".
أيضاً، هو العصر الذى بدأت الموسيقى تأخذ الشكل التعبيرى، وليس فقط نغمات متراصة لا تقول شيئاً، وأشهر الأمثلة على ذلك،"أنتونيو لوتشيو فيفالدى" ورائعته التى يعرفها الجميع "فصول السنة"، وأقول يعرفها الجميع، حتى وإن كان البعض لا يعرف إسمها، لأننا جميعاً نستمع إليها من وقت لآخر، من خلال الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام، أو حتى أفلام الكرتون، أو الإعلانات.
كذلك، فهو العصر الذى برع فيه الموسيقيين فى شأن إكتشاف وإستغلال إمكانات الآلات الموسيقية المختلفة، من خلال ألحانهم، وخير مثال على ذلك هو "جوزيف فريدريك هاندل"، وألحانه المميزة التى تتميز برشاقة تنقلاتها على السلم الموسيقى.
ومن ضمن نخبة الموسيقيين العظام لذلك العصر حسب ترتيب ظهورهم:
يوهان باتشلبل 1653 ـ 1706
هنرى بورسل 1659 ـ 1695
توماسو ألبينونى 1671 ـ 1750
أنتونيو لوتشيو فيفالدى 1678 ـ 1741
جورج فيليب تليمان 1681 ـ 1767
يوهان سباستيان باخ 1685 ـ 1750
جوزيف فريدريك هاندل 1685 ـ 1759



إستراحة ..