Insignia identificativa de Facebook

Translate

إنتحار محتوم

23 سبتمبر 2017


كل شعوب الأرض تريد المسكن والملبس والمأكل.ومن بعدهم تريد العلاج والتنقل والإتصال.ثم تريد التعلم والعمل والرفاهية.وتريد الحرية والسيادة.

كل شعوب الأرض تعيش داخل حدود بلادها تحت مظلة القوانين والدساتير والأنظمة السياسية التى تلائم طبيعتها وظروفها الثقافية والجغرافية والتاريخية.

النظام الفرنسي يختلف عن البريطاني. والنظام الأمريكي يختلف عن الصيني. والنظام الروسي يختلف عن الأسباني. والنظام السعودي يختلف عن السوري .. وهكذا .. لا يوجد نظام واحد يصلح للتطبيق على كل شعوب الأرض، لإختلاف شعوب الأرض.

كل شعوب الأرض تحتج على حكامها، لأنهم لا يمنحونهم كل ما يريدوا.البعض يغيرهم بالإنتخابات بعد نهاية مدتهم. والبعض يتظاهر ضدهم. والبعض ينقلب ضدهم بعنف مسلح.

لكنهم جميعاً يحتجون دائماً. لأنها سمة الكائن البشري فى العصر الحالي. عصر مفاهيم الحريات اللامحدودة. الحريات التى أودت ومازالت بحياة ملايين البشر كنتيجة للصراعات من أجلها.

هو عالم كان مجنوناً دائماً. وزاد جنونه مؤخراً بزيادة تلك المفاهيم الرائعة فى ظاهرها، المدمرة فى جوهرها.

صار الإنسان يبحث عن هلاكه بنفسه دون أن يدري. بعد أن اخترقت طموحاته كل الحواجز الطبيعية والفطرية. وبعد أن ظن أنه على حق فى أحلامه التى لا تنتهي. وبعد أن أصبحت الأنا عنده ذات أولية أولى. أي هو ومن بعده الطوفان. وبعد أن تحول إلى كائن لا تهمه أي إعتبارات سوى "أنا هنا الآن، وفقط، أنا هنا الآن". لا يكترث لمن حوله ولا بهم. ولا يهمه ما سبق. ولا يعيه ما سيأتي. المهم أنه "هو ـ هنا ـ الآن".

هذا العالم يسير نحو نهايته. والناجون فقط، هم من يعوا هذه الحقيقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق