Insignia identificativa de Facebook

Translate

عيد كئيب

14 سبتمبر 2016 قلت لها: كل عيد وانت طيبة .. فقالت: عيد كئيب. ثم سألتنى: ايه الموضوع؟ الكل مكتئب جداً فى كل مكان!! فقلت لها: نهاية العالم!! فضحكت هى. فانتابنى صمت للحظة ثم قلت لها: عندما يعاني العالم كله بدون إستثناء من أزمة إقتصادية طاحنة (الناس مش لاقيين يأكلوا) من لديه عمل يضطر لتركه، ومن يحصل على راتب 1000 يخفضوه له لـ 600 وإن لم يعجبه فعليه الرحيل. وعندما يعانى العالم كله من الحروب. وعندما يكون ملايين من البشر مشردين ولاجئين. وعندما يعانى العالم من جرائم الذبح الجارية يومياً لبشر مثلنا فى أماكن عدة .. فمَن ذا الذى يمكنه أن يفرح أو أن يشعر بأى شئ جميل؟ عندما يحس أكثر من مليار مسلم حول العالم إذ فجأةً؛ أنهم تلقوا أكبر صفعة فى التاريخ، بعبادتهم لدين لا تخرج منه إلا أخطاء (علماً وقطعاً بأنها ليست أخطاء الدين نفسه حاشا لله) وإنما هى النصوص المزيفة المدسوسة عليه وتفسيرات الشيوخ تجار الدين له، وهى التى تأمر كلها بالقتل والذبح والحرب والسبي وخلافه .. فلابد وأن يكون المسلمين مصدومين صدمة العمر .. فعقل بالهم يتساءل إن كنا عشنا كل هذا التاريخ فى حالة من الغباء والجهل، سمحت بالضحك علينا واستغفالنا؟ أم أن هناك مستجدات تم تسريبها للدين فى غفلة من الجميع لإفشاله؟ ماذا حدث وماذا يحدث؟ ماذا هنالك؟؟ إنها حالة من التوتر والقلق والخوف والخجل عندهم، لا يعرفون سببها ولا يجيدون التعبير عنها. تلك هى حالة المسلمين .. فالمتعصبين المتطرفين منهم يقعون تحت وطأة الحرب على الإرهاب، فيتم قتلهم وإعتقالهم يومياً. وتعيش أسرهم حالة من النكد والأسى لا شك فيها. والعقلاء المعتدلين منهم، يشعرون بأن هناك ثمة خطأ ما. فالدين بالنسبة لهم إما أن ثمة تفسير خطأ حدث لنصوصه. وإما أن هناك متربصين يستقطعوا منه كلمات مجتزأة للتعريض به بجهل مقصود .. أى أنهم بين أن أتباعه يفسرونه خطأ، وأن أعداؤه يهاجمونه بشراسة. فهؤلاء المعتدلين فى النهاية مظلومين .. فأنى لهم أن يفرحوا؟ وغير المسلمين .. فى البلاد المسلمة يشعرون بالإضطهاد. وفى غيرها يعانون من المشاكل الإقتصادية والسياسية، ومن الرعب من هذا الإسلام القادم لقتلهم. يا عزيزتى .. إذا دققتى النظر فيما حولك، فستجدى أن الناس كلها مكتئبة، بسبب حرب إقتصادية وحرب دينية وحرب سياسية، تدور رحاها فى آن واحد حالياً فى العالم كله .. لا يوجد شبر على الأرض يعيش فى سلام .. انظرى حولك .. من المغرب للجزائر لموريتانيا لتونس لمصر للسودان للبنان لسورية للعراق للكويت للسعودية لليمن للبحرين إلخ إلخ .. وكذلك إيران وتركيا وفرنسا وبلجيكا وأسبانيا وأمريكا وإنجلترا والصين وكوريا وروسيا وأزربيجان والشيشان والتبت وبورما وكينيا ونيجريا وبوروندى وأثيوبيا واريتريا .. ناهينا عن قارة أمريكا الجنوبية بكاملها إلخ إلخ .. حتى الكيان الصهيونى المزعوم، فمنذ نشأته يعيش فى قلق وحالة حرب وسيظل هكذا فى رعب وذعر إلى الأبد (رغم التظاهر بالعكس). إذاً من أقصاها إلى أقصاها مشاكل مشاكل وحروب بكل الوسائل، من حرب عصابات لحرب طائرات لحرب معلومات لحرب فضاء لحرب إقتصاد لحرب نفسية لحرب ثقافية لحرب دينية .. كل الأنواع .. وبالتالى .. لايوجد بلد فى العالم يعيش فى أمان .. الإرهاب الإسلامى من ناحية والتطرف المسيحى من ناحية والتعصب اليهودى من ناحية ومافيا الإقتصاد العالمى من ناحية وصراع القوة من ناحية .. فكيف يمكن للعالم أن يعيش فى سلام؟؟ هى من علامات نهاية العالم يا بُنيتى .. واعلمى .. حين تحاربت ألمانيا مع إنجلترا وفرنسا فى أربعينات القرن العشرين .. أطلقوا عليها (الحرب العالمية) .. ثلاث أو أربع أو حتى 5 دول شاركوا فى الحرب .. سموها حرباً عالمية .. فما بالك بحروب اليوم التى تشارك فيها بالفعل كل بلاد العالم مخيرة أو مسيرة !!! ما هذا الذى نعيشه !! طبيعى إذاً ألا يكون هناك أحد "مبسوط". ومن يرسم على وجهه إبتسامة، فهذا فقط كي لا يضايق من حوله. هو لا يغش الناس بإبتسامته ولا يغش نفسه .. هو فقط لا يريد أن يكون ثقيلاً عليهم، فهو يعلم أنهم مثله "قرفانين" .. ومن يدعي عكس هذا، فليثبته. وكل هذا له أثره المباشر على العلاقات الفردية والأسرية والمجتمعية. فتلاحظى زيادة حالات الخيانة الزوجية المباشرة والغير مباشرة فى كل مكان، وزيادة حالات الطلاق والإنفصال، وزيادة حالات إنشقاق الأبناء عن أسرهم .. الغالبية تمثل على الغالبية .. نادرون هم من يتمسكوا بنقائهم إلى الآن. بعد كل ذلك .. مَن مِن الممكن أن يكون سعيداً !! المضحك أحياناً، أنك تجدى خبراً عن شراء عشرات الآلاف لجهاز تليفون محمول ثمنه يتعدى الـ 1000 دولار فى بلد يعانى الفقر والأزمة الإقتصادية العنيفة .. ثم تجدى نفس الأشخاص وهم يحرضون البسطاء والغلابة ضد حكومة بلدهم التى تحافظ على بقائهم. بل وينادون بإسقاط الدولة لأن رفاهيتهم فيها ليست كما يتمنوها .. وبعضهم ممن "يختشى" قليلاً، يزيد فى شعاراته فيطالب أيضاً بحقوق للفقراء لحفظ ماء وجهه. وهؤلاء ستجديهم فى كل بلاد العالم. بينما الفقراء البسطاء فعلاً، "كافيين خيرهم شرهم" وحامدين ربهم على أقل القليل الذى يأتيهم، ولا يعنيهم أى شئ مما يقوله هؤلاء المرفهين ورجال الأعمال وأباطرة السياسة فى العالم كله. فهل بعد كل هذا وذاك .. وما هذا وذاك إلا قطرة من بحر الواقع الذى يعيشه العالم حالياً .. هل تتوقعين مقابلة أى شخص سعيد؟ أنهيت كلامى معها .. فردت علي بجملة واحدة صغيرة ومقتضبة: بتتكلم صح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق