Insignia identificativa de Facebook

Translate

‏إظهار الرسائل ذات التسميات ملاحظات وتأملات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ملاحظات وتأملات. إظهار كافة الرسائل

ما دام الدين تجارة ..

17 - 3 - 2019
الحكاية بدأت لما أتى رسول من عند الله مؤمناً بما أتى ممن سبقوه من الرسل. ومتمماً لمكارم الأخلاق بين الناس، والتى كانت متداولة ومعمول بها من قبل وصوله. أي أنه أتى ليكمل ويتمم جهود سابقيه. وقد فعل ومات. بمجرد موته. وكما توقع بنفسه من خلال الرسالة الآلهية التى كان يحملها، إنقلب من معه على أعقابهم، أي عادوا لما كانوا عليه قبل وصوله. فتكالبوا على السلطة والحكم والنفوذ. فوقعوا فى الأخطاء المتتالية حتى تغير شكل الدين الذي رفعوه كشعار أجوف لا يؤمنوا به ولا يعملوا بتعاليمه. وصل الأمر بينهم لحد الإقتتال والتمثيل بالجثث. ولحد الإعتداء على بلاد وشعوب بزعم أنهم ينشرون الدين. والحقيقة أنهم كانوا يتوسعون فى ملكهم. ومَن عارضهم ممن حاولوا تذكيرهم بأصل الدين ومغزاه، وأنه للتعريف بالله ولحسن المعاملات بين البشر ولإعمار الأرض بالخير بالتى هى أحسن. أطلقوا عليهم فقهاءهم المسيسين لتكفيرهم وتشريع إعدامهم، وتحذير الناس منهم، ومن التفكير، ومن مخالفة ما يقولونه هم. تتابعت الصراعات بين أصحاب النفوذ، فتتابع ظهور الدول المنتسبة لأسماء مؤسسيها بعد قضاء الواحدة منهم على الأخرى. وتعمقت الخلافات بتعدد الفتاوي التي أطلقتها كل فئة. وتاه الدين. تاه الدين بفعل الإنسان، كما تاه من قبل بفعل الإنسان أيضاً بعد رحيل كل رسول. لكنه ظل محفوظاً كنص جامد غير قابل للعبث. مرت القرون، وزادت المعرفة بين الناس، ووضح للكثيرين منهم مدى العبث الذى لحق بأصل الدين الحنيف، البسيط فى معانيه، السهل فى إتباعه، الجامع لكل بني البشر رغم إختلافاتهم. فثاروا فكرياً وبهدوء ضد القوالب الخاطئة المتوارثة. فلم يسلموا من المنتفعين منها وأتباعهم. وإذ بالصراع الذى كان دائماً بين أصحاب النفوذ وأتباعهم، وبينهم البعض. يتحول إلى صراع بين كل أولئك المنتفعين وأذنابهم من جهة، وبين الراغبين فى إتباع الدين المسالم الشامل المتحرر من الجمود والتخلف والخوف، المفروضين عليه بواسطة الدجالين المعروفين خطأً بمُسمى رجال الدين. تشدد الطرفان في إثبات صحة موقفيهما. وأدى هذا التشدد من طرف أصحاب النفوذ، لظهور عناصر تحمل فكراً متطرفاً وآخر مغالياً فى تطرفه. فما كان منهما إلا معاداة الجميع. حتى غير أصحاب نفس الدين. فراحوا يهددون ويرهبون بكل السبل كل مخالفيهم فى كل بقاع الأرض. فزاد أعداءهم. وظهر متطرفون ضدهم من أقوام أخرى. راحوا يناصبونهم العدوان بالعدوان. بل زادوا، فناصبوا العداء حتى للمعتدلين من أتباع هذا الدين. ومن هنا؛ يمكن القول بأن المتسبب والمسؤول الأول عن سوء الفهم لهذا الدين، ولأتباعه، هم أتباعه أنفسهم. وأن المتسبب والمسؤول غن كل ما يجري من أحداث قمع وإضطهاد وقتل وإعتداء بشتى الطرق، على أتباع هذا الدين من قِبَل آخرين. هم المتطرفين بدرجاتهم من أتباع الدين نفسه. الجريمة هى الجريمة .. ومرتكبها مجرم ويجب عقابه .. لكن سنظل نرى مجرمين، ما دام الدين تجارة، وله منتفعين.

مستقبل مُقلق


1/3/2019
مشهد كوميدي في فيلم الناظر صلاح الدين، يقف فيه مدرس التاريخ مع الناظر وصديقه داخل الفصل، يسأل الطالب عن اسم قائد ثورة 19 فلا يعرف. رغم أن اسم الطالب سعد زغلول. ثم يسأل طالب آخر عن اسم قاتل علي بك الكبير، فيرد مذعوراً: (والله ما أنا يا استاذ). وأخيراً، يسأل الصديق صديقه الناظر عن قاتل علي بك الكبير، فيرد بثقة (أكيد طالب من مدرسة تانية).
هذا المشهد الكوميدي بالنسبة لي، هو Masterpiece الفيلم. أو واحد منهم. فقد عبر بعبقرية عن حال معظم أبناء الأجيال المعاصرة. وخصوصاً مَن منهم تحت سن الخمسين.
جهل وبجاحة. غباء وتجروء. لا يفقهون شيئاً. ويدعون أنهم أعلم العلماء. وأنهم على الحق المبين وغيرهم على ضلال وسبب مآسي البشرية كلها. وأن بهم ستتغير الحياة للأفضل.
أناس لا يعرفون تاريخهم. ولا يدركون هويتهم. ولا يفهمون خصائصهم. ولا يعون مصلحتهم. لكنهم على ثقة من أنهم وحدهم هم الأصلح.
يبنون آراءهم على غير أساس. فقط من كلمة هنا أو هناك يلتقطونها من فتات كلمات غيرهم. حتى ولو كان غيرهم عدو لهم وهم لا يعلمون.
يعترضون على كل شئ. وياليت إعتراضهم بمنطق. لكنه إعتراض لمجرد الإعتراض وإثبات الذات.
يحلمون بالعيش داخل مشاهد المليونيرات فى الأفلام الهوليودية. ولا يفهمون أنها مجرد أفلام. ولا أنها تركز فقط على فئة محدودة جداً من المجتمع الأمريكي. بينما حقيقة الحياة هناك وفي غيرها من البلاد، مختلفة كل الإختلاف عن تلك المشاهد الحالمة. وأصعب بكثير من حياتهم التى يعيشونها فى بلدهم التى يرتعون فيها (برخص التراب) رغم إرتفاع الأسعار فيها مؤخراً.
بل لا يعرفون أن ما وصلت إليه تلك البلاد التى يحلمون بها، قد وصلت لما وصلت إليه بعد أن إحتلت وسحقت ونهبت بلاد وشعوب أخرى. وهو ما سيرفضونه لو أن حاكم من بلدهم فكر مجرد التفكير في إرتكاب جريمة مثيلة في أي دولة أخرى. وأن تلك البلاد الحلم عندهم، صارت تعاني مؤخراً على كل الأصعدة، بعدما إنتهى عصر إستعمارها لغيرها. وصارت تعتمد على مقوماتها الذاتية.
أجيال مغيبة وجاهلة وصفيقة. أخشى عليها من نفسها. وأخشى أكثر على مستقبل البلد حين يكونوا فيها بمفردهم. وحين يتولون هم أمر تربية الأجيال القادمة .. ففاقد الشئ لا يعطيه.
ربنا يستر

هل تعديل الدستور، معركة؟


6/2/2019



لا أرى معركة أساساً ليتصدى لها البعض وكأنها مسألة حياة أو موت فقط أراها معركة فى خيال أصحاب الرأي المعارض والرافض دائمأ وأبداً فكيف لهم أن يصفونها بالمعركة في حين أنها لا تعدو إختلافاً على رؤية مجموعة من المواطنين مقابل رؤية أخرى لمجموعة أخرى، هي الأكبر عدداً بالمناسبة؟
في مقالي هنا، والذي سبقه مقالات أخرى منشورة فى أماكن مختلفة، على مدار عقدين من الزمن على الأقل، أؤكد دائماً على وجهة نظري الشخصية فى ماهية الدستور وكنهه والغاية منه. بل وضرورته من عدمها بالنسبة لشعب بعينه فى دولة بعينها اسمها مصر.وأؤكد دائماً أن مصر بخصوصيتها، لا تحتاج إلى دستور. فلديها ما يكفى ويزيد من الأعراف والتقاليد والقوانين والموروثات اللاتى تؤسسن لدولة ذات شأن. وأقول أيضاً أنها لن تكون حالة فريدة إن تخلت عن الدستور .. فبريطانيا العريقة لا تسير بدستور. وكذلك نيوزيلاندا ودول أخرى عديدة.
أما إن أراد بعض المعارضين لنظام الحكم القائم فى مصر، تأسيس نظاماً غريباً على مصر وشعبها، تحت مُسمى الحداثة أو أي تسمية يختارونها. فالأمر بسيط .. عليهم أن يعرضوا على الملأ نظاماً نموذجياً من وجهة نظرهم، ليرى الجميع إمكانية ملاءمته من عدمها مع دولتنا وشعبنا. مع ملاحظة أن أعظم الدول الأوروبية حالياً وهى ألمانيا .. لا تحدد عدد مرات الرئاسة. فميركل منتخبة للفترة الرابعة على التوالي.ومع ملاحظة أن الصين، أعظم دول العالم إقتصادياً وصناعياً وثقافياً، لا يوجد بها ترشح ولا فترات حكم من أساسه.ومع ملاحظة أن الولايات المتحدة، أعظم دول العالم علمياً وعسكرياً إلخ. إستثنت قاعدة الترشح مرتين فقط مع شخص مثل الرئيس روزفلت.ومع ملاحظة أن تركيا التى يضرب بها البعض المثل حالياً، وبكل أسف .. ليس لديها تحديد لعدد مرات الترشح.ومع ملاحظة أن بلير فى بريطانيا. حكم لأكثر من 12 أو 14 سنة متتالية. الخلاصة .. أن الأمثلة من نفس النماذج التى يريدوننا أن نحتذيها ..كثيرة. فليختاروا منها وليعرضوها علينا.
وفى المقابل لا يجب عليهم أن ينسوا .. أن برلسكونى إيطاليا، وساركوزي فرنسا .. وغيرهما .. إلتزموا بالفترتين "وبهدلوا" بلادهم. وإلى اليوم يعانوا من آثارهم.
وبالتالى .. فإن تبادل السلطات المرجو .. لا يعني إطلاقاً المعنى العقيم الذي يروجه البعض وهو (أنا اليوم وأنت غداً والآخر بعد غد) .. هى ليست لعبة الكراسى الموسيقية .. ولا يجب أن تكون هكذا .. فلا يجب أن نضع مصير الشعب ـ أي شعب ـ تحت رحمة لعبة الكراسى الموسيقية .. ولا يجب كذلك أن نترك مصير الشعب تحت رحمة إختياراته الغير واعية فى أغلب الأحيان
ونعم، الشعب غير واعي بمصلحته .. والدليل هو إختياره لمحمد مرسي. ومن قبله إختياره لرئيس الوزراء عصام شرف .. ومن قبله إختياره للفاسدين من الحزب الوطني .. ومن قبلهم إختياره للصمت حين كان يجب عليه الكلام مع كل حالة فساد تقابله .. وإختياره للثورة فى أحداث يناير 77 حين كان يجب عليه الإنصياع والقبول. وإختياره الإستمرار فى الميادين، وقت كان عليه الإستجابة والإنتظار ستة أشهر فقط لا غير فى 2011 الشعب لا يعرف إلا "بطنه" وإحتياجاتها. وعندما تحدث له المصائب نتيجة لهذا، يصرخ رافضاً الحاكم أياً كان اسمه. فلا يمكن وهذا هو واقع وحقيقة الشعب، أن يطالب البعض بلعبة الكراسي الموسيقية لمنصب كمنصب رئاسة الدولة.
ومع هذا وغيره الكثير .. ورغم إعتراضي الشخصي على فكرة وجود الدستور، إلا أنهم سيعملون حالياً ومستقبلاً من خلال دستور .. وبدون أن أقرأ الطالع .. أؤكد .. على أنهم سيضعون بكل أسف، مدة محددة لمنصب الرئاسة، وعدد محدد لمرات شغل المنصب من نفس الشخص.
وبالمناسبة .. أقترح على أولئك الرافضين، القيام برحلات لقرى وكفور ونجوع مصر. من شمالها لجنوبها .. ليتأكدوا حينئذ من أن الكلام عن مصر يكون فاسداً وغير صحيح، إن كانت القاهرة والأسكندرية فقط، هما الترمومتر والمقياس للحديث عنها. شعب مصر، يختلف عن شعب ليفربول وعن شعب برشلونة وشعب ميلانو ... فلا يجوز أبداً أن تُفرَض عليه شرائع وقوانين وأنظمة حياة تلك الشعوب. والله أعلم

الدستور

3/2/2019

مرة أخرى أكرر آرائى عن الدستور

ليس صحيحاً أن كل الدول المتحضرة تسير بدستور ثابت مكتوب وافقت عليه شعوبها. فبريطانيا العظمى مثلاً، وهى أم الحضارة الحديثة كما يدّعون، ليس بها دستور.

أما وإن كان العامة، الذين تشربوا فكرة أن الدستور هو الروح بالنسبة للدولة، مصرون على أنه ضروري وأن بدونه لا تسير البلاد. فليكن. وليكون لدينا دستور.

هذا الدستور، يجب أن يراعي خصائص الشعب الذي سيحكمه، وتاريخه وجغرافيته وثقافته. فلا يجوز ولا يليق أن يُطبَق دستور شعب على شعب آخر مختلف كل الإختلاف عنه. فإن حدث هذا النسخ، فسيفشل فشلاً ذريعاً. وسيؤدي إلى كوارث مجتمعية وسياسية وإقتصادية وثقافية لا تُحصى.

ولدينا أمثلة؛ كدستور ألمانيا الذي يختلف تماماً عن دستور جارتها فرنسا، التى يختلف دستورها تماماً عن دستور جارتها أسبانيا، وكلهم يختلفون تماماً عن دستور حليفتهم الولايات المتحدة الأمريكية .. وهكذا .. لأن كل شعب منهم رغم تشابههم، له سماته الخاصة التى تميزه عن غيره من الشعوب.

الدستور المصري الحالي، هو دستور مشوه لا يليق بمصر ولا يراعي ظروفها الخاصة. تمت الموافقة عليه فى 2014 للضرورة فى حينه. وفى ظرف أني محدد. وقد أدى دوره وانتهى الأمر. ووجب التفكير جدياً وسريعاً فى إعادة النظر فيه.

رأيي الشخصي ـ ولن أمل من التكرار ـ أنه لا داعي لوجود الدستور. فالتشريعات والقوانين كافية لتسيير البلاد على الوجه الأكمل ـ مرة أخرى ـ كما فى بريطانيا العظمى وغيرها.

لكن لو كان ولابد من وجوده .. فليكن مختصراً لا يزيد عن عشرة أوعشرين فقرة لا غير. يتحدد خلالهم اسم الدولة وحدودها السياسية وشكل نظام الحكم السياسي فيها، وطريقة الوصول إليه وتطبيقه، من رئاسة ومجالس إستشارية ونيابية وتنفيذية ورقابية. وصفات المواطنة فيها بحقوقها وواجباتها.

أرى أيضاً، أن الأنسب لمصر هو النظام الرئاسي كامل الصلاحيات، وليس منزوع الصلاحيات كما هو الآن.

وأرى أن تحديد مدة الرئاسة بأربع سنوات فقط، قد تصلح في دولة مستقرة تماماً وأركانها ثابتة ومكتملة فى كل المجالات، وليست معرضة لمخاطر أمنية من أي نوع ـ وهو ليس حال مصر حالياً ـ فيجب إطالة مدة الرئاسة لتجنب التخبط فى السياسات مع تغير القيادة. بأن تكون من 5 إلى 10 سنوات حسبما تتفق عليه الغالبية.

كما أرى أن تحديد مرات الرئاسة هو أمر سخيف لا معنى له. فلو كان الرئيس ناجحاً ومقبولاً من الشعب، فلماذا لا يستمر؟
كذلك أرى أن فكرة الإنتخابات العامة، فكرة فاشلة تماماً.فكيف لمزارع، أن يختار جيداً الأصلح فى سياسات التعليم؟؟ وكيف لتربوي، أن يختار جيداً الأصلح فى السياسات الزراعية؟؟ وهكذا فى كل المجالات !! كيف لجاهل بمعنى الأمن القومي وبأولويات وضروريات الأمن القومي، أن يختار قائداً للأمن القومي؟؟

لذا؛ يجب أن يكون التصويت الشعبي لكل فئة فى مجال تخصصها فقط. لإختيار أعضاء المجالس التشريعية.

أما رئيس الدولة، فيكون ترشيحه من قِبَل أعضاء المجالس التشريعية والإستشارية والرقابية. لكونهم الأكثر علماً وتمرساً فى السياسات العامة. والأكثر دراية بالأصلح لتولي تلك المهمة.

ويجب عدم إغفال دور المخضرمين وأصحاب الخبرات الطويلة. بإشراكهم في مجلس المخضرمين أو مجلس الشورى أو مجلس الشيوخ أو كيفما يسمونه. على أن يكون أعضائه منتخبين شعبياً ـ كلٌ حسب فئته المهنية التى ينتمي إليها ـ بحيث يكون مجلسهم قاصر فقط على من أنهوا عملهم العام بحكم كبر السن، وبشرط التأكد طبياً من سلامة قواهم العقلية وقدرتهم على العطاء، للإستفادة منهم في تقنين القوانين التى تخرج من المجلس التشريعي (البرلمان).

أما باقي التفاصيل التى إزدحمت بها دساتير مصر بعد دستور 23 وإلى اليوم .. فلا معنى لها. وأعظم نتائجها الواضحة حتى اليوم، أنها عرقلت مسيرة الدولة لعقود كاملة.

والله أعلم

اليمين واليسار الأسباني

3 ديسمبر 2018

بإختصار غير مخل ..
مع الحرب الأهلية الأسبانية التى انتهت سنة 1939 حكم البلاد القائد فرانكو منذ بداية الحرب سنة 1936 وحتى وفاته سنة 1975 أى لمدة 39 سنة تقريباً، بنظام حكم يميني ثلاثي الأبعاد: (ديني عسكري شمولي). بوفاته وبعودة الحكم للنظام الملكي طبقاً لوصيته .. إختار الملك خوان كارلوس الأول النظام (الملكي البرلمانى) لحكم البلاد. حيث سمح بوضع الدستور. الذى سمح بدوره بإنشاء الأحزاب وتبادل السلطة التى يديرها رئيس الوزراء من خلال الإنتخابات. وأيضاً، قسم الدستور الدولة إلى 17 إقليم، يكون كل منهم متمتعاً بالحكم الذاتي، تحت إشراف وإدارة الحكومة المركزية ومقرها العاصمة مدريد.
في أول إنتخابات بعد إقرار الدستور، ظهرت عدة أحزاب، بعضها قومي محلى، أى مهتم بالإقليم الناشئ منه فقط. وبعضها قومي شمولي، أى مهتم بأسبانيا ككل.
وهذه الأحزاب جميعها، كان منها ذو الميول اليسارية وأخرى ذو الميول الوسطية، وأخرى ذات ميول يمينية.
فاز فى الإنتخابات العامة بإكتساح آنذاك ـ أى فى انتخابات 1982 ـ الحزب العمالي الإشتراكي، وهو حزب يسار الوسط. وتلاه مباشرةً فى عدد الأصوات، الحزب الشعبي، وهو حزب يمين الوسط، والذى كان مؤسسه وقادته وغالبية اعضاؤه، من رجال النظام السابق اليميني (الديني العسكري الشمولي). وهنا إتضح إستمرار الشعب الأسباني على إنقسامه السابق للحرب الأهلية فى ثلاثينيات القرن العشرين.
إستمر فوز وحكم الحزب العمالي الإشتراكي لثلاث دورات متتالية وحتى 1996. نجح خلالهم فى نقل أسبانيا من مستوى تحت الفقر إلى مستوى الدولة الصناعية ذات الأهمية فى وسطها الأوروبى وخارجه.
لأسباب ومشاكل كثيرة، على رأسها الفساد وعدم الوفاء ببعض الوعود الإنتخابية، هبطت شعبية الحزب هبوطاً حاداً، فى مقابل إرتفاع كبير للحزب الشعبي المنافس. الذى فاز فى الدورة التالية من الإنتخابات بنسبة ضئيلة. أرغمته على التحالف مع أحزاب أخرى ليتمكن من الحكم وقتئذ.
هذا التحالف، لم يلق ترحيباً من بعض عناصر الحزب الشعبي، فانشقوا عنه وكونوا أحزاب جديدة. ونفس الشئ حدث من عناصر من الأحزاب المتحالفة معه. ونفس الشئ أيضاً من عناصر من الحزب الإشتراكي العمالي. وهكذا .. حدثت إنشقاقات فى معظم الأحزاب، سواء القومية الأسبانية أو القومية الإقليمية.
في الوقت ذاته؛ كان عدد المهاجرين إلى أسبانيا فى تصاعد ملحوظ. فبعدما كانت أسبانيا مصدرة للمهاجرين خلال القرن العشرين كله. صارت منذ بداية القرن الحالي، قبلة للمهاجرين من كل مكان. في وقت تزامن معه إنشاء الإتحاد الأوروبي بعملته الموحدة، بما له وما عليه من آثار على الداخل الأسباني. وأيضاً إستفحال الأزمة الإقتصادية العالمية، والإرهاب المتأسلم، وإرتفاع نبرة القوميين الإقليميين فى الداخل الأسبانى، كالباسك والكتالان.
من هنا، ضج كثير من الأسبان من تلك الأوضاع، ووجدوا خلاصهم فى الأصوات شديدة التطرف وطنياً وإقتصادياً وإجتماعياً. وبات هؤلاء يخشون على هويتهم من جراء الزيادة في عدد المهاجرين الآتين بهويات ومرجعيات مختلفة. فكانت البداية منذ سنوات فى كتالونيا، كونها تحتضن أكبر نسبة من المهاجرين. بأن ظهر حزب شديد العنصرية اسمه "قاعدة من أجل كتالونيا"، لا هم له سوى إقصاء المهاجرين من أسبانيا كلها, ثم أعقب ظهوره، ظهور أحزاب مشابهة فى الأندلس، ثم فى جاليثيا، ثم فى فالينثيا .. إلى آخره.
تلا ذلك مباشرةً، تصاعد النبرة الإنفصالية فى الأقاليم الحدودية (كتالونيا والباسك) .. مما زاد من غضب الناس وشعورهم بأن الأحزاب التقليدية هى المسؤولة عما وصل إليه الإنفصاليون وما وصلت إليه البلاد عموماً.
ومع هبوط شعبية الحزب الإشتراكي العمالي (يسار الوسط). وكذلك حزب اليسار المتحد (شيوعي معتدل). ظهر حزب جديد اسمه: حزب قادرون (أقصى اليسار). تمكن من جمع أصوات الكثير من الأصوات اليسارية على إختلافها. وبالذات أصوات الشباب المتحمس والغاضب من أنظمة الحكم كلها بصفة عامة، ومن تأثير الكنيسة على السياسة. أو لنقل أنه حزب لكل المتمردين على كل شئ. واستطاع الحزب الحصول على مقاعد كثيرة فى كل الإنتخابات، سواء المحلية أو الإقليمية أو العامة. لكنه لم يتمكن من الوصول للحكم.
مع تقدم هذا الحزب اليساري المتمرد، ظهر فى المقابل حزب مواطنون اليميني (رأسمالي إجتماعي) وهو أقل حدة فى رأسماليته من الحزب الشعبي التقليدي، وأقل إرتباطاً منه بالكنيسة، مما جعله منافساً قوياً وبسرعة مذهلة فى كل الإنتخابات. بل أنه إستطاع إستقطاب أعلام سياسية معروفة بيساريتها.
ومع تصاعد الأصوات الإنفصالية فى عدد من الأقاليم، ظهرت أحزاب إنفصالية قومية يمينية، وأخرى إنفصالية قومية يسارية، ترفض معظمها التحالف مع الأحزاب المثيلة لها على المستوى الأسبانى، ترسيخاً لفكرتهم عن الإنفصال عن الدولة الأسبانية. وقد حققت تلك الأحزاب نجاحات فى داخل أقاليمها.
أدى هذا فى عام 2013 إلى إنشقاق جديد فى الحزب الشعبي اليمينى التقليدي، وظهور حزب جديد اسمه صوت الشعب، المصنف كحزب يمينى متطرف (قومي أسباني ديني محافظ رأسمالي). ولم يتوقع له أكثر المتفاءلين أي نجاح، لتوجهاته المضادة لكل ما يجري على الساحة السياسية والإجتماعية الأسبانية. إلا أنه فاجأ الجميع بالأمس، فى أول إنتخابات يخوضها، بحصد 12 مقعداً فى البرلمان الأندلسي المكون من 109 مقعد. وهو ما جعله متحكماً فى مصير حكم إقليم الأندلس. حيث سيتحالف مع الحزبين اليمينيين الآخرين ليحكم اليمين الأندلس لأول مرة منذ نشأة النظام الإنتخابي فى أسبانيا من 40 سنة. ويدعم معنوياً باقي زملائه فى باقى الأقاليم لتحقيق نتائج أفضل أو مماثلة.
إذاً .. يمكن تلخيص خريطة الأحزاب اليمينية الأسبانية الحالية كالتالي: ـ أحزاب إنفصالية رأسمالية دينية محافظة. ـ أحزاب إنفصالية رأسمالية غير دينية. ـ أحزاب أسبانية رأسمالية دينية محافظة. ـ أحزاب أسبانية رأسمالية غير دينية. ـ أحزاب أسبانية رأسمالية تقبل بالدين فى حدود.
أما خريطة الأحزاب اليسارية الأسبانية فهي كالتالى: ـ أحزاب إنفصالية يسارية غير دينية. ـ أحزاب أسبانية يسارية غير دينية.
حزب الوسط الوحيد على الساحة الأسبانية: ـ حزب أسباني وسطي يميل لليسار لا يمانع فى تواجد الدين ويرفض إشراكه فى السياسة
وبالمتابعة والملاحظة .. أرى أن الحاضر والمستقبل القريب فى السياسة الأسبانية، فى صالح الأحزاب اليمينية على إختلافها. شأنها فى هذا شأن باقي الدول الأوروبية. أما المستقبل الوسيط والبعيد .. فسيكون لصالح الأحزاب اليسارية. لأن الأجيال الجديدة متشبعة بالأفكار المتمردة.

حال عالمنا

12/10/2018


لم يتبق دولياً من معسكر الفكر الشيوعي ـ وإلى حين ـ سوى كوريا الشمالية وبعض الأحزاب ضعيفة الجماهيرية فى بلادها. ومعها بعض المثقفين المهمشين حول العالم.فرضت الرأسمالية نفسها على إقتصاديات العالم، وهيمنت على سياساته.تحول الشيوعييين التقليديين إلى الإشتراكية. والإشتراكيين إلى الرأسمالية.
وفى نفس الوقت .. وعلى العكس ..إنتقل تأييد الهيئات الدينية المختلفة، من تأييد قوي وصريح للرأسمالية، لتأييد خجول للإشتراكية. بعد فقدان تلك الهيئات لمصداقيتها ـ وبالتبعية ـ فقدان كثير من مؤيديها وأتباعها.
وأيضاً ..صعدت فى كل أنحاء العالم، وبقوة .. الأصوات والأحزاب القومية، بعد أن كانت أحزاب منبوذة ومهمشة منذ نهاية النصف الأول من القرن العشرين، وحتى نهاية العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين. بل كانت مُلاحقة أمنياً وشعبياً فى بعض البلدان. واليوم تكتسح كل الإنتخابات وتصل لحكم غالبية البلاد. وتهدد بصراعات جديدة، داخلية وخارجية غير محددة الأدوات ولا النهايات.
ووسط كل هذا ..تتم السيطرة الكاملة على عقول الناس والتحكم فى آرائهم وتوجهاتهم وميولهم وأذواقهم وأمزجتهم الشخصية، من خلال وسائل الإعلام المختلفة .. كما تتم مراقبة كل خصوصياتهم حتى فى غرف نومهم ـ كلامهم وأفعالهم ونواياهم وخطوط سيرهم ـ بوساطة أجهزة يسعون جاهدين بأنفسهم لإقتنائها!! فصار الناس أشبه بالدمى التى يحركونها من خلف الستار.
السياسة العالمية تتخبط. والحدود تختلف. والإقتصاد يتحول. وحتى المناخ، يتغير.عالمنا الذى عرفناه ينتهي. وعالمنا الذي نعيشه يتشكل. وعالمنا القادم مختلف. وغريب.

إختلاف ساعات الصيام

29/5/2018
منذ سنوات وأنا أفكر وأشك شكاً يصل إلى حد اليقين، فى عدم صحة عدد ساعات الصيام حسب التوقيت المحلي

فالخالق اسمه العادل والحق. ولا عدل أو حق في أن تصوم شعوب بعض المناطق حوالى 6 ساعات فقط. بينما شعوب مناطق أخرى تصوم قرابة 23 ساعة يومياً

الدين والقرآن للناس كافة. وليس لسكان المنطقة العربية وما حولها فقط
فكيف يمكن تصديق أن الله سبحانه وتعالى، يجعل الزمن بين شروق الشمس ومغربها بين منطقة وأخرى من العالم، مختلف لهذه الدرجة المهولة الغير معقولة؟؟
بل حتى الإختلاف لدقائق بين محافظة إلى أخرى من نفس البلد، ليس فيه لا حق ولا عدل كيفما يجب أن يكون.
فهل يُعقل أن الخالق سبحانه وتعالى (الحق العدل) يعذب بعض الصائمين بزيادة عدد ساعات صيامهم فى مكان ما أكثر بكثير من الصائمين فى مكان آخر؟؟!!؟؟ وإن إعتقد أحدهم أن فيه هذا عدل .. فكيف يكون هذا العدل؟؟

ما أراه هو أن الإعتقاد بصحة هذا الإختلاف، ليس سوى ظن سيئ فى الله (الرحمن الرحيم).  ففيه تناقض مع صفة الخالق ومع روح الدين ومع المساواة المفترضة فيه. هو إنتفاء كامل للعدل مهما حاول بعضهم تبريره بكلام يفتقد للمنطق وغير مقنع

من هنا، بحثت فى القرآن، ولم أجد فيه ما يقول بما نفعل خطأَ فى ظني منذ مئات السنين
ولم أجد عن ساعات الصوم، إلا الحديث النبوي (صوموا لرؤيته .. إلى آخر الحديث). دون تحديد إن كان المقصود فى كل مكان على حدة، أم فى مكان محدد كنقطة مركزية يسير على ميقاتها جميع من على الأرض
كذلك وجدت فتاوى الأقدمين عن أن رؤيته فى مكان ما من دولة ما، تُلزم سكان باقى مناطق نفس الدولة (مهما إتسعت مساحتها الجغرافية) بالصوم والإفطار حسب ظهور الهلال فى أى منطقة منها. حتى ولو اختلفت الساعة فيها، مثل الولايات المتحدة التى تختلف ساعة  شرقها فى نيويورك مثلا عن غربها فى كاليفورنيا مثلا. ومثل اسبانيا التى تختلف ساعة شبه جزيرتها فى مدريد مثلا، عن جزرها فى كنارياس مثلا. والمدهش .. أن تلك الرؤية ذاتها (لا تلزم الدول المجاورة لها). فلا سلطان لحاكم الدولة الأولى على الدولة الثانية

ومؤكد أنه لو زادت رقعة الدولة ـ أى دولة ـ بضمها للبلاد المجاورة لها وتوحيدها معها، كما كان يحدث فى العصور السابقة. فإن تحديد تاريخ الصيام والافطار سيتوحد أيضا ويشمل الأراضى الجديدة
أي أن تحديد المواعيد مرتبطاً منذ مئات السنين (للأسف الشديد) بالحدود السياسة وليس بالفلك

وأعتقد والله وحده أعلم .. أن حديث صوموا لرؤيته .. كان موجهاُ لعرب شبه الجزيرة العربية كمركزاً لوجود الكعبة هناك. بحيث تكون مواقيت الفجر والمغرب بمكة .. هى نفس مواعيد كل من هم خارجها
بمعنى
لو كان الفجر فى مكة (مثلاً) الساعة الثالثة والنصف صباحاً. والمغرب الساعة الخامسة والنصف مساءاَ .. فيكونا أيضاً الساعة الثالثة والنصف صباحاً والساعة الخامسة والنصف مساءاً .. فى كل مكان على سطح البسيطة

والله أعلم

وإلى أن يهتم رجال الأزهر بهذا الموضوع .. أستمر أنا فى تطبيق ساعات الصوم حسب التوقيت المحلى لكل مكان أتواجد فيه ... وأنا غير مقتنع وأمرى لله

عن إغتيال المهاجرين العرب



4 فبراير 2018



إغتيال جديد بطلق ناري لشاب من أصول جزائرية، فى فرنسا. هو الإغتيال العاشر من نوعه وبنفس الطريقة. فى الأسابيع الأخيرة. ففي الوقت الذى ينشر السذج من الإخوانجية وأمثالهم، بمنتهى البهجة والشعور المتخلف بالإنتصار على العدو الوهمي الذى صنعوه فى مخيلاتهم، أخبار وصور صلاة المسلمين فى شوارع أوروبا وأمريكا. وإسلام فلان وتأييد علان للدين الإسلامي والمسلمين. ووصول واحد أو اثنين من أصول عربية إلى مناصب وزارية فى بعض تلك الدول ـ في نفس الوقت ـ تتصاعد بين شعوب هذه البلاد، النعرات القومية التى تأخذ أحياناً شكلاً عنصرياً ضد العرب والمسلمين المقيمين عندهم. بحيث لا يمر شهر إلا وتحدث فيه عملية إغتيال لمواطن مسلم أو من أصول عربية. ولا يمر أسبوع إلا ويتم إعتقال مواطن مسلم أو من أصول عربية بتهمة الإرهاب أو الإشتباه فيه. ولا يمر يوم إلا ويشكو فيه الكثير من المسلمين ذوي الأصول العربية من التهميش المجتمعي لهم فى تلك البلاد.
الواقع؛ أن تلك الشعوب لا تعادي العرب ولا المسلمين المقيمين بينهم هكذا دون مبرر. لكنها ضجرت مع مرور الوقت من أفعالهم التى باتت تهدد ثقافتها. كما تهدد الأمن والسلم العام فيها. أي أن الخطأ يقع بالأساس على من يصورون أنفسهم ضحايا، بينما هم يتمتعون بما لا يحلمون به فى بلادهم الأصلية فى معظم مناحي الحياة. وما أن يزداد عددهم فى منطقة ما، حتى يشرعون فى محاولات فرض ثقافتهم وأنماط حياتهم على المجتمع المضيف لهم، الذى استقبلهم واحتواهم ومنحهم نفس الفرص التى يمنحها لمواطنيه الأصليين. دون مراعاة لأبسط قواعد الأصول، ناهينا عن الشكر والعرفان. ولأن بلاد أوروبا وأمريكا كما وصفهم الإمام محمد عبده، منذ أكثر من مائة سنة "بلاد إسلام بدون مسلمين" .. أي أن شرائعها وقوانينها وسلوك شعوبها اليومي، أقرب لتعاليم الدين الإسلامى من المسلمين أنفسهم. فنجد وسط تلك الشعوب، مَن ينبروا للدفاع عن حقوق المهاجرين وطلب المزيد لهم. تحت ذرائع عديدة، أبسطها "مراعاة الحالة النفسية للمغتربين بعيداً عن أوطانهم". ونجد فى المقابل إستغلالاً لا هوادة فيه لهؤلاء "الطيبين" من "بعض" المهاجرين بطرق عديدة. صحيح أن الناس ليسوا كلهم سواء فى كلا الطرفين. فكما يوجد أناس طيبة وخيرة وشريفة، يوجد أناس جاحدة وحقودة ونذلة. لكن بسبب السيئين تنشأ الأزمات وتتفاقم .. وتنشر الصحف فى النهاية أخبار العنف الممنهج الذى يحصد الأرواح من الجانبين. كلمة حق .. الضيوف بسلوكهم هم المسئولين أولاً. ولأنها كلمة حق ـ فكالعادة ـ لن تعجب أصدقائى المهاجرين.

ألا يكفي البرلمان؟

24 يناير 2018

رأيي مخالف لمعظم الآراء المتداولة حول ضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية. لأن الدولة نهجت أفضل نهج منذ تولي الرئيس السيسي، ألا وهو نهج المصارحة فى معظم الأمور الداخلية. كالإقتصاد والفساد والتعليم وخلافه. وكان يجب عليها أن تصارح الشعب أيضاً بحقيقة المخاطر التى تعيشها بسبب حالة الحرب الشاملة التى تخوضها والمفروضة عليها ـ أي علينا جميعاً ـ لكنها لم تفعل. مثلاً، أنت تعلم أننا فى حالة حرب عسكرية. نفقد فيها بمعدل شبه يومي، أرواح شهداء، ونخسر معدات عسكرية وأموال طائلة. بينما الدولة تكتفى بإعلان خجول من حين لآخر عن بعض العمليات. وكأنها أحداث عادية. فكانت النتيجة هى أن الناس يعيشون حياتهم بنفس النمط الطبيعي وكأن ما يحدث هو شئ طبيعي، أو أنه ليس فى بلدهم. كنت أسير بين الناس منذ أسابيع، وفى كل مكان تواجدت فيه على إختلاف المستويات الإجتماعية. لم ألحظ من سلوك الناس وكلامهم أى إحساس حقيقي بتلك الحرب ـ إلا مَن رحم ربي منهم ـ الناس فعلاً مغيبة. والمسئولة هى الدولة. التى تتركهم هكذا بحجة عدم إشعارهم بالذعر والرعب، وليستمروا فى أعمالهم وإنتاجهم. لكن النتيجة كما لاحظت سلبية .. الناس فى الطراوة تماماً. المهم .. أرى أن أقل ما يمكن على الدولة أن تفعله فى مثل هذه الظروف ـ الحالة ج ـ هو أن تلغي لعبة الإنتخابات. ولو شاءت تطبيق القوانين العرفية سيكون أفضل. فنحن بالفعل فى حالة طوارئ معلنة، تسمح بإتخاذ مثل هذه الإجراءات. خصوصاً؛ والكل يعلم بأن الغالبية الساحقة من الشعب حالياً لن تقبل بأي تغييرات سياسية جديدة. الناس فى أمس الحاجة إلى الراحة والإستقرار بعد حوالى 18 سنة إضطرابات، اختتمناهم بسبعة ما يعلم بهم إلا ربنا. وفى ظل إنعدام تام لأى بديل حقيقي مقنع للرئيس الحالي. ناهينا عن الرغبة العامة فى انتظار نتائج ما بدأه .. وغيرهم من الأسباب. ولا تقنعني تلك المبررات عن ضرورة إجراء الإنتخابات لإقناع العالم. فما يهمنا هو نحن وليس العالم. والعالم لا يهمه منا غير المصالح الإقتصادية. ولن يخسرنا أبداً كي لا يخسرها. لهذا؛ طالبت هنا منذ أيام بإلغاء الإنتخابات. والإكتفاء بإستفتاء ـ إن كان لازم ولابد يعنى ـ وفوجئت مؤخراً بترشيح الرئيس من حوالى 95% من نواب الشعب فى البرلمان. حقيقي فوجئت .. وكانت مفاجأة سارة لأنها دعمت وجهة نظرى. فالبرلمان هو مصغر البلد .. النواب بداخله يمثلون الشعب كله. فإن كانت هذه هى نسبة ترشيحهم للرئيس .. وهم يمثلون الشعب .. فالأمر إذاً محسوم. ولا يحتاج للعبة إنتخابات ولا يحزنون, ولا قلق من العالم كذلك، فالرد ـ إن أراد أحدهم أن يرد ـ هو أن البرلمان قد رشحه بأغلبية ساحقة تشبه الإجماع. وانتهى الأمر. أما إنفاق مليار جنيه هباءً وسط ظروفنا الإقتصادية الحساسة جداً. إضافة لمليارات أخرى تنفقها القنوات الإعلامية على نفس الموضوع. إضافة لشغل الناس وتشتيتهم بعيداً عن الحقيقة التى يجب أن يركزوا عليها ـ حالة الحرب والطوارئ ـ فرأيي أنه أكبر خطأ ولا أوافق عليه. ومع ذلك .. سأصوت كالعادة لو أجروا الإنتخابات فى النهاية.

العام الجديد؛ هو بداية للعالم الجديد

2 يناير 2018

نحن الآن فى بداية عام 2018 ـ أى نهاية السبع سنوات العجاف فى مصر، وبداية السمان بإذن الله.

مَن سيكون منا على قيد الحياة بعد عشر سنوات، أي فى عام 2028 سيشهد عالماً غير الذي نعيش فيه الآن. عالماً مختلفاً كل الإختلاف. سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وعلمياً. حيث ستتغير حدود بلاد، وتتغير قوى عالمية، وتتغير أنظمة سياسية حاكمة، وتتغير منظومات أخلاقية ودينية تقليدية، وتتغير تقنيات الإتصال والمعلومات لمستوى يصعب علينا اليوم تخيله.
سوف ينتهى النظام المالي المتحكم فى العالم من خلال البورصات المالية. ستختفي الأوراق المالية، وسيعود التعامل اليومي للذهب والفضة، والتعامل الدولي بالتحويلات الرقمية البنكية.
سوف تتغير القوى العالمية .. فستتحد أجزاء من الأراضي الليبية الحالية والسودانية الحالية مع الدولة المصرية، وستكون مصر دولة محورية كبرى فى العالم لأنها ستشهد تقدماً إقتصادياً وعلمياً وعسكرياً غير مسبوق. وسوف تستقل بعض الولايات الأمريكية عن الحكومة الفيدرالية بعد تصاعد الأزمات الداخلية، وستظل الولايات المتحدة كقوة عالمية لكن بنفوذ أقل. وسوف تتحد الكوريتان ويشكلان قوة عالمية ثالثة. وسوف تستمر الصين فى تقدمها الإقتصادى والتقني والعسكري، لتصبح الدولة الأقوى فى العالم. وسوف يتفكك الإتحاد الأوروبي الحالي، وتتكون بديلاً عنه تحالفات ثنائية وثلاثية داخل أوروبا، سيكون أقواهم هو تحالف ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. بينما ستتقوقع باقي الدول الأوروبية على نفسها، خصوصاً بعد إنفصال عدداً من أقاليمها ما لم تشهد حروب أهلية محدودة. وسوف تتنامى الدول الأفريقية ودول أمريكا اللاتينية عما هم عليه الآن، لكن سيظلوا بعيدين عن مستوى النفوذ العالمي. وسوف يشتد الصراع بين الهند من ناحية وباكستان وأفغانستان من ناحية أخرى، بما سيعرقل نموهما، وإن كانت الهند ستصبح مركزاً علمياً عالمياً. وسوف تنمو روسيا وتصعد عسكرياً أكثر مما هى عليه الآن، لكنها لن تتقدم إقتصادياً كثيراً. وسوف يتغير نظام الملالي فى إيران، لنظام جمهوري ليبرالي، تؤسس من خلاله لعلاقات طبيعية مع جيرانها العرب. وسوف يحدث إنضمام لبعض الإمارات الخليجية، وإنفصال لبعض المناطق منها. وسوف ينتهى الحكم الملكي فى أرض الحجاز ويتحول لنظام أشبه بالجمهوري. وسوف يندمج الفلسطينيون مع الكيان الصهيونى فى دولة واحدة، وسيصل للحكم فيها عربي ليس يهودي الديانة.
سوف ينحصر التشدد الديني الإسلامي في آسيا الوسطى وفي غرب أفريقيا وفي بريطانيا. وسوف تستمر باقي الشعوب على عقائدها الدينية مع التحرر من بعض مفاهيمها الغير منطقية.
سوف يرتفع متوسط الأعمار وستقل نسبة الوفيات، مع زيادة الوعي الصحي وإرتفاع مستوى الأمان فى كل وسائل المعيشة. وسيزيد إستخدام الآلة وتقل الحاجة لليد العاملة. وهى عوامل ستؤدي لإرتفاع نسب البطالة فى أنحاء العالم. وسيكون الشغل الشاغل للحكومات ومهمتهم الأولى هي إيجاد حلول لهذه المسألة.
سوف تتغير تضاريس مناطق عديدة فى العالم بتغير المناخ وبالظواهر الطبيعية التى بدأت تنشط منذ فترة وستنشط أكثر من الآن. وستكون علوم الحفاظ على البيئة والمناخ هى العلوم الأكثر إهتماماً.
سوف تختفي مهن تقليدية وتظهر مهن جديدة لم يكن لها وجود. وسوف يظهر الإنسان الآلي فى حياة الأفراد اليومية. وسوف تتطور وسائل الإتصال لتكون بنظام الأبعاد الثلاثية. وسوف تظهر وسائل المواصلات الطائرة فى المدن. وسوف تختفي الكتب الورقية تماماً مقابل الشاشات الإلكترونية والرقمية المضغوطة.
سوف يعود الناس للإهتمام بالفنون الشعبية التقليدية القديمة. وستزيد النزعات القومية.
سوف يكون عالماً غير هذا العالم .. والفرق بيننا وبينه لا تزيد عن عشر سنوات. فلنستعد له.

إنتحار محتوم

23 سبتمبر 2017


كل شعوب الأرض تريد المسكن والملبس والمأكل.ومن بعدهم تريد العلاج والتنقل والإتصال.ثم تريد التعلم والعمل والرفاهية.وتريد الحرية والسيادة.

كل شعوب الأرض تعيش داخل حدود بلادها تحت مظلة القوانين والدساتير والأنظمة السياسية التى تلائم طبيعتها وظروفها الثقافية والجغرافية والتاريخية.

النظام الفرنسي يختلف عن البريطاني. والنظام الأمريكي يختلف عن الصيني. والنظام الروسي يختلف عن الأسباني. والنظام السعودي يختلف عن السوري .. وهكذا .. لا يوجد نظام واحد يصلح للتطبيق على كل شعوب الأرض، لإختلاف شعوب الأرض.

كل شعوب الأرض تحتج على حكامها، لأنهم لا يمنحونهم كل ما يريدوا.البعض يغيرهم بالإنتخابات بعد نهاية مدتهم. والبعض يتظاهر ضدهم. والبعض ينقلب ضدهم بعنف مسلح.

لكنهم جميعاً يحتجون دائماً. لأنها سمة الكائن البشري فى العصر الحالي. عصر مفاهيم الحريات اللامحدودة. الحريات التى أودت ومازالت بحياة ملايين البشر كنتيجة للصراعات من أجلها.

هو عالم كان مجنوناً دائماً. وزاد جنونه مؤخراً بزيادة تلك المفاهيم الرائعة فى ظاهرها، المدمرة فى جوهرها.

صار الإنسان يبحث عن هلاكه بنفسه دون أن يدري. بعد أن اخترقت طموحاته كل الحواجز الطبيعية والفطرية. وبعد أن ظن أنه على حق فى أحلامه التى لا تنتهي. وبعد أن أصبحت الأنا عنده ذات أولية أولى. أي هو ومن بعده الطوفان. وبعد أن تحول إلى كائن لا تهمه أي إعتبارات سوى "أنا هنا الآن، وفقط، أنا هنا الآن". لا يكترث لمن حوله ولا بهم. ولا يهمه ما سبق. ولا يعيه ما سيأتي. المهم أنه "هو ـ هنا ـ الآن".

هذا العالم يسير نحو نهايته. والناجون فقط، هم من يعوا هذه الحقيقة.

عيد كئيب

14 سبتمبر 2016 قلت لها: كل عيد وانت طيبة .. فقالت: عيد كئيب. ثم سألتنى: ايه الموضوع؟ الكل مكتئب جداً فى كل مكان!! فقلت لها: نهاية العالم!! فضحكت هى. فانتابنى صمت للحظة ثم قلت لها: عندما يعاني العالم كله بدون إستثناء من أزمة إقتصادية طاحنة (الناس مش لاقيين يأكلوا) من لديه عمل يضطر لتركه، ومن يحصل على راتب 1000 يخفضوه له لـ 600 وإن لم يعجبه فعليه الرحيل. وعندما يعانى العالم كله من الحروب. وعندما يكون ملايين من البشر مشردين ولاجئين. وعندما يعانى العالم من جرائم الذبح الجارية يومياً لبشر مثلنا فى أماكن عدة .. فمَن ذا الذى يمكنه أن يفرح أو أن يشعر بأى شئ جميل؟ عندما يحس أكثر من مليار مسلم حول العالم إذ فجأةً؛ أنهم تلقوا أكبر صفعة فى التاريخ، بعبادتهم لدين لا تخرج منه إلا أخطاء (علماً وقطعاً بأنها ليست أخطاء الدين نفسه حاشا لله) وإنما هى النصوص المزيفة المدسوسة عليه وتفسيرات الشيوخ تجار الدين له، وهى التى تأمر كلها بالقتل والذبح والحرب والسبي وخلافه .. فلابد وأن يكون المسلمين مصدومين صدمة العمر .. فعقل بالهم يتساءل إن كنا عشنا كل هذا التاريخ فى حالة من الغباء والجهل، سمحت بالضحك علينا واستغفالنا؟ أم أن هناك مستجدات تم تسريبها للدين فى غفلة من الجميع لإفشاله؟ ماذا حدث وماذا يحدث؟ ماذا هنالك؟؟ إنها حالة من التوتر والقلق والخوف والخجل عندهم، لا يعرفون سببها ولا يجيدون التعبير عنها. تلك هى حالة المسلمين .. فالمتعصبين المتطرفين منهم يقعون تحت وطأة الحرب على الإرهاب، فيتم قتلهم وإعتقالهم يومياً. وتعيش أسرهم حالة من النكد والأسى لا شك فيها. والعقلاء المعتدلين منهم، يشعرون بأن هناك ثمة خطأ ما. فالدين بالنسبة لهم إما أن ثمة تفسير خطأ حدث لنصوصه. وإما أن هناك متربصين يستقطعوا منه كلمات مجتزأة للتعريض به بجهل مقصود .. أى أنهم بين أن أتباعه يفسرونه خطأ، وأن أعداؤه يهاجمونه بشراسة. فهؤلاء المعتدلين فى النهاية مظلومين .. فأنى لهم أن يفرحوا؟ وغير المسلمين .. فى البلاد المسلمة يشعرون بالإضطهاد. وفى غيرها يعانون من المشاكل الإقتصادية والسياسية، ومن الرعب من هذا الإسلام القادم لقتلهم. يا عزيزتى .. إذا دققتى النظر فيما حولك، فستجدى أن الناس كلها مكتئبة، بسبب حرب إقتصادية وحرب دينية وحرب سياسية، تدور رحاها فى آن واحد حالياً فى العالم كله .. لا يوجد شبر على الأرض يعيش فى سلام .. انظرى حولك .. من المغرب للجزائر لموريتانيا لتونس لمصر للسودان للبنان لسورية للعراق للكويت للسعودية لليمن للبحرين إلخ إلخ .. وكذلك إيران وتركيا وفرنسا وبلجيكا وأسبانيا وأمريكا وإنجلترا والصين وكوريا وروسيا وأزربيجان والشيشان والتبت وبورما وكينيا ونيجريا وبوروندى وأثيوبيا واريتريا .. ناهينا عن قارة أمريكا الجنوبية بكاملها إلخ إلخ .. حتى الكيان الصهيونى المزعوم، فمنذ نشأته يعيش فى قلق وحالة حرب وسيظل هكذا فى رعب وذعر إلى الأبد (رغم التظاهر بالعكس). إذاً من أقصاها إلى أقصاها مشاكل مشاكل وحروب بكل الوسائل، من حرب عصابات لحرب طائرات لحرب معلومات لحرب فضاء لحرب إقتصاد لحرب نفسية لحرب ثقافية لحرب دينية .. كل الأنواع .. وبالتالى .. لايوجد بلد فى العالم يعيش فى أمان .. الإرهاب الإسلامى من ناحية والتطرف المسيحى من ناحية والتعصب اليهودى من ناحية ومافيا الإقتصاد العالمى من ناحية وصراع القوة من ناحية .. فكيف يمكن للعالم أن يعيش فى سلام؟؟ هى من علامات نهاية العالم يا بُنيتى .. واعلمى .. حين تحاربت ألمانيا مع إنجلترا وفرنسا فى أربعينات القرن العشرين .. أطلقوا عليها (الحرب العالمية) .. ثلاث أو أربع أو حتى 5 دول شاركوا فى الحرب .. سموها حرباً عالمية .. فما بالك بحروب اليوم التى تشارك فيها بالفعل كل بلاد العالم مخيرة أو مسيرة !!! ما هذا الذى نعيشه !! طبيعى إذاً ألا يكون هناك أحد "مبسوط". ومن يرسم على وجهه إبتسامة، فهذا فقط كي لا يضايق من حوله. هو لا يغش الناس بإبتسامته ولا يغش نفسه .. هو فقط لا يريد أن يكون ثقيلاً عليهم، فهو يعلم أنهم مثله "قرفانين" .. ومن يدعي عكس هذا، فليثبته. وكل هذا له أثره المباشر على العلاقات الفردية والأسرية والمجتمعية. فتلاحظى زيادة حالات الخيانة الزوجية المباشرة والغير مباشرة فى كل مكان، وزيادة حالات الطلاق والإنفصال، وزيادة حالات إنشقاق الأبناء عن أسرهم .. الغالبية تمثل على الغالبية .. نادرون هم من يتمسكوا بنقائهم إلى الآن. بعد كل ذلك .. مَن مِن الممكن أن يكون سعيداً !! المضحك أحياناً، أنك تجدى خبراً عن شراء عشرات الآلاف لجهاز تليفون محمول ثمنه يتعدى الـ 1000 دولار فى بلد يعانى الفقر والأزمة الإقتصادية العنيفة .. ثم تجدى نفس الأشخاص وهم يحرضون البسطاء والغلابة ضد حكومة بلدهم التى تحافظ على بقائهم. بل وينادون بإسقاط الدولة لأن رفاهيتهم فيها ليست كما يتمنوها .. وبعضهم ممن "يختشى" قليلاً، يزيد فى شعاراته فيطالب أيضاً بحقوق للفقراء لحفظ ماء وجهه. وهؤلاء ستجديهم فى كل بلاد العالم. بينما الفقراء البسطاء فعلاً، "كافيين خيرهم شرهم" وحامدين ربهم على أقل القليل الذى يأتيهم، ولا يعنيهم أى شئ مما يقوله هؤلاء المرفهين ورجال الأعمال وأباطرة السياسة فى العالم كله. فهل بعد كل هذا وذاك .. وما هذا وذاك إلا قطرة من بحر الواقع الذى يعيشه العالم حالياً .. هل تتوقعين مقابلة أى شخص سعيد؟ أنهيت كلامى معها .. فردت علي بجملة واحدة صغيرة ومقتضبة: بتتكلم صح.

أجيال حلزونية مجيدة

24 يونيه 2016


أعرف ناس كثيرة صغيرين فى السن، معجبين أوى بصفحات عيال، أقل ما يقال عنهم أنهم عيال بشخة. لا يكتبوا أو ينشروا أى شئ إلا وفيه هجوم شرس ووقح لفظاً ومضموناً على فخامة الرئيس السيسي وعلى الحكومة وعلى مجلس الشعب وعلى الجيش وعلى الشرطة وعلى القضاء. بإختصار؛ على كل مفاصل الدولة وأركانها الأساسية.
وهذا الإعجاب مستمر عندهم على غرار ثورتهم المستمرة اللى مالهاش أول من آخر ولا لها معنى ولا هدف ولا أى حاجة غير الإعتراض فالإعتراض ثم الإعتراض.
لا هم من الخونة المتأسلمين، ولا هم من المتشردين الثوريين .. ورغم ذلك، معترضين على طول الخط، ومعجبين بكل المعترضين أمثالهم على طول الخط.
الممتع بقى .. إنهم ومعظم أمثالهم، ممن ينتسبون للطبقة المتوسطة والفوق متوسطة، المفترض أنها شريحة مجتمعية نوعاً ما واعية وفاهمة وعندها قدر أفضل من غيرها على التمييز .. ورغم ذلك .. معترضين معترضين ولآخر نفس معترضين. العالم كله يموج بالإضطرابات السياسية والإقتصادية والعسكرية بل وحتى المجتمعية ,, والمنطقة المحيطة بمصر صارت فى خبر كان منذ بدء ثورتها المجيدة الله يلعنها.لكن أصدقائى المذكورين لا يروا ولا يسمعوا .. لكنهم يعترضوا ويتربصوا ويتحفزوا .. يبثوا التشاؤم بين الناس ويحرضونهم ليعترضوا مثلهم .. دون تقديم أى بديل لأى حل لأى مشكلة من المشاكل.وإن سُئِلوا عن طلباتهم ومقترحاتهم .. ردوا بالرد الحلزونى الذى لا يصد ولا يرد: (دى مش وظيفتنا). فنعاود سؤالهم عن فهمهم لأسباب الأزمات الإقتصادية والمعيشية الحالية .. فيجيبوا حلزونياً: (بسبب نقص الحرية) .. فنقول لهم بأن مجرد إعتراضهم هذا دليل على وجود الحرية .. فيردوا بحلزونية منقطعة النظير: (خليهم يقبضوا علينا ما يهمناش) .. نسألهم: هما مين؟ فيتحلزنوا: (العسكر الفاشل) .. نبرهن لهم على أن لولا الجيش وحصافته لكان مصير البلد مثل مصير كل من حولنا ,, فيسخروا ويتهكموا كمرضى نفسيين لا سبيل لعلاجهم .. نوضح لهم الإنجازات الغير مسبوقة فى زمن قياسى للخروج بالبلد من أزماتها الأزلية الطاحنة .. فتتفاقم خيبتهم: (الأسعار غليت). لذا .. قررت منذ شهور ألا أناقشهم أو حتى أنصحهم .. ومع ذلك يحاولون إستفزازى من وقت لآخر، وهو ما أكد لي أنهم فعلاً يستمتعون بالمعارضة لمجرد إثبات الذات لا لشئ عندهم.هم كمن نشير له بالشمس، فيقول أنها برتقالة .. نحلف له بالله أنها شمس .. فيصر على أنها برتقالة .. نثبت له بالأدلة الحسية والعلمية أنها شمس، فيصمم على أنها برتقالة ,,أصدقائى هؤلاء .. حتى وإن تأكدوا من كونها شمس .. سيظلوا يرددون أنها برتقالة كي لا يفقدوا مركزهم الإعتراضى الغبى المجيد، الذى يبرزهم بيننا بأى شكل، ولو كان شكل الدمامل المقرفة على جسد الوطن. ولك الله يا مصر .. يحميك من أجيالك الجديدة.

لا جديد تحت الشمس




5 ابريل 2015



ذات مرة، كاد أحد أصدقائى المغاربة أن "يكفرنى". بل أنه فعلها.


قال لى أمام الحاضرين أنه لم يعد يعرف لي دين. ﻷنى أُعَرِّف نفسى بأنى (قبطى مسلم). ولأنى أؤكد وبالدليل على أن فكر عصابة الإخوان الإرهابية وأمثالها وملحقاتها، كله شرك صريح بالله. وصديقى المغربى هذا، من متبعي الأفكار التى تسوقها تلك العصابات المتأسلمة. هو كمن وصفهم الله بالأنعام، أى كالخروف لا يعي ما يفعل.



على الرغم من تواجدنا فى مكان وظرف يستلزم اللياقة، لم أستطع السيطرة على أعصابى وهدوءى .. صرخت .. زعقت .. شتمت .. كدت أن أضربه .. لولا تدخل الحاضرين .. لأنى بشر لي طاقة تحمل .. ولأن هذا الجاهل الغبى الذى أخرجته للأبد من دائرة أصدقائى، نصب نفسه بغير حق، حكماً على عقيدتى وإنتمائى.
نصّب نفسه إلهاً.

يذكر لنا التاريخ، أن الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعى وابن حنبل ,, تم التنكيل بهم فى عصرهم، وماتوا مقتولين فى زنازينهم من شدة التعذيب ,, لأنهم جاءوا فى وقتهم بما يخالف ما ألفه القوم عن آباءهم وأجدادهم.

مع حفظ الفارق الكبير بين قيمة كل منهم مقارنةً بالآخرين، إلا أن إسلام بحيرى، ومن قبله إبراهيم عيسى، ومن قبله نصر حامد أبو زيد، ومن قبله فرج فودة، ومن قبله نجيب محفوظ، ومن قبله الإمام محمد عبده، ومن قبله ابن رشد، ومن قبله ومن بعده أسماء وأسماء وأسماء عبر كل العصور .. كانت وستظل كلها تفكر وتقول أفكارها المعارضة لآراء "الجماعة". بعضهم أصاب وبعضهم أخطأ، بعضهم بَعد كثيراً عن الشائع، وبعضهم انحرف عنه قليلاً جداً بما لا يُذكر ..  لكنهم كلهم تعرضوا للعنات وللتكفير من قِبَل أباطرة وكهنة الدين وأتباعهم، أتباع مقولة (هذا ما ألفنا عليه آباءنا وآجدادنا) التى أتى الأنبياء كلهم ليمنعوها ويمنعوا قائليها، وما تلبث أن تمارسها البشرية من جديد بعد رحيل كل نبى أو واعظ أو مفكر.

فهل بعد هذا، يوجد جديد أو غريب فى تلك الحملة الشعواء ضد شخص ـ نتفق أو نختلف مع بعض آراؤه ـ لكن لا ننكر عليه أنه كشف وأظهر للكثيرين، من العامة والمثقفين ومَن بينهما، الكثير من العيوب والأخطاء الشائعة سواء فى النصوص أو الأفكار أو الأشخاص؟؟
لا، شخصياً لا أتعجب ولا أرى أى غرابة فيما يحدث ..
لأنى أتذكر وأذكر دائماً كلمة النبى سليمان الحكيم: لاجديد تحت الشمس.

لا أتخيل أو أستسيغ فكرة أن الدين الذى يدعو الناس لإستخدام العقل وللتفكير فى كل شئ، حتى فى كينونة الخالق ذاته، يسمح لأتباعه بأن يمنعوا من يستخدم عقله أو يفكر، حتى وإن تجاوز كل منطق يعرفونه.
ما أتخيله وأستسيغه، هو أن صاحب هذا الدين وهو الخالق جل شأنه، أكبر من كل هذا ومن كل شئ.
وهذا سبب إيمانى الكامل به.

أمة أم دولة؟

الخميس 5 مارس 2015


كلمتان متشابهتان فى المعجم هما (أمة ـ دولة). لكنهما مختلفتان فى المدلول. وهما سر وسبب ومدخل العبث فى أمخاخ بسطاء العقول فى بلادنا عبر العصور وحالياً.


نقول: أمة الإسلام ـ أمة الكفر ـ أمة العرب ـ أمة السوفييت ـ أمة الآريين ـ أمة الفرس
ونقول: دولة مصر ـ دولة العراق ـ دولة الشام ـ دولة اليمن ـ دولة فرنسا ـ دولة ألمانيا

الأمة: هى مدلول وحدة عرقية أو ثقافية.
يعنى .. الأمة الإسلامية تضم كل المسلمين فى كل بقاع الأرض، المتواجدين تحت ظل أنظمة دول العالم المختلفة التى يعيشون فيها. أى أنها كيان "معنوى" وليس مادى. فلا حاكم لها ولا وزراء ولا حدود ولا أى شئ من هذا القبيل نهائياً.

الدولة: هو مدلول كيان مجتمعى، منظم حتى وإن كان مختلف الأعراق والثقافات.
يعنى .. الدولة هى الكيان القابع داخل حدود سياسية متعارف ومتفق عليها. يتجمع داخله أفراد بعقائد ولهجات وعادات قد تكون متشابهة أو قد تكون متباينة تماماً. لكن يجمعهم نظام واحد اسمه القانون، ينظم حياتهم داخل تلك الحدود. وما أن يتفقوا كلهم أو غالبيتهم على هذا القانون فيصير هو نظام الدولة، حتى وان اختلف معه أو عارضه بعضهم. ويظلوا كأشخاص مواطنين وأبناء لتلك الدولة، رغم إختلافاتهم فيما بينهم من حيث العقائد والعادات والصفات .. 

أما المضحوك عليهم بالشعارات الدينية التى لا تخدع إلا المغفلين .. فلا يعرفوا ولا يميزوا بين الكلمتين (أمة ـ دولة).
ولجهلهم الصارخ، يخدعونهم بشعار "خلافة الدولة الإسلامية" .. الذى هو شعار باطل لغةً ومعناً ومضموناً .. لا يجوز .. لا يوجد .. لا يستقيم. ولم ولن يحدث مطلقاً.

ألا قد بلغت، اللهم فاشهد.

معايا يا ريس؟؟



الخميس 5 مارس 2015


*قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين* صدق الله العظيم


طبقاً لتخاريف الخوان المتأسلمين، فإن الفساد أغرق مصر خلال الستين سنة الماضية. وقد خصوا بالذكر؛ الثلاثين الأخيرة منها. وبناء عليه، فقد وجب عليهم حرق ونسف وتدمير كل أثر لهذا الفساد .. من محاكم لجامعات، ومن نقابات لحافلات، ومن جوامع لكنائس لمتاحف لقاعة مؤتمرات .. كل شئ .. حتى المجمع العلمي الذى هو تاريخ مصر كله أحرقوه، لأنه كان فى رأيهم تاريخ فاسد .. والضباط والجنود وحتى المواطنين الغير مبالين بالسياسة، قتلوهم لأنهم يرونهم أعوان للطاغوت وفاسدين.

حسناً، هم يعتقدون أن العالم كله فاسد، وأن الحياة كلها فاسدة وحرام، وأن الجنات التى تجرى من تحتها الأنهار والحور العين بالمئات أو بالآلاف ينتظرونهم هم بالذات وتحديداً دون غيرهم. بل ويتعجلون لقاءهم.

والله جل شأنه فى القرآن يخاطبهم هم وأمثالهم بأسلوب متهكم وساخر ومستهزئ بهم، يفضح من خلاله ضلالهم، ويحثهم على تمني الموت إن كانوا صادقين .. وهو سبحانه، يعلم أنهم لن يفعلوا لأنهم فاسدين ومفسدين وكاذبين حتى النخاع.

فإن كان الله يراهم هكذا، ويخاطبهم هكذا، ويصفهم هكذا .. فهل يمكن لي أو لغيرى من المؤمنين بالله، أو من أصحاب العقول، أن أعتبرهم أفضل من هكذا؟

وحيث أنهم هكذا:
*وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون* صدق الله العظيم
فعقابهم يجب أن يكون هكذا: (أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) صدق الله العظيم .. وتكون أى نحنحة أو طبطبة معهم، هى تجاوز صارخ بحق الدين والدنيا.

والجهلاء الأغبياء المعقدين نفسياً من طائفة الثورجية الجدد مدعو الليبرالية الوهمية، ممن يسيرون على نفس نهج الخرفان فى مهاجمة الدولة والشعب، وفى عدم فهم المخاطر والظروف الدولية والإقليمية والمحلية، رغم كل ما حدث ويحدث أمام أبصارهم وتحت أسماعهم، ومصممين على الإستمرار فى التربص بكل صغيرة قبل الكبيرة فى هذا الوقت الحرج جداً، للصريخ والعويل بعدها، وتحميل البلد وقادتها كل أسباب غباءهم وجهلهم وعقدهم النفسية .. ليسوا بمختلفين عنهم ـ هم أيضاً مفسدون رغم أنهم يظنوا أنهم مصلحون ـ ويجب على الدولة معاملتهم بنفس معاملتهم للخوان المجرمين.

معايا يا ريس؟؟

الرئيس مبارك لازم يتحاكم



1 ديسمبر 2014




مبارك لازم يتحاكم

لأنه ترك فئة من الشعب غبية وجاهلة وحقودة وغلاوية

ترك فئة من الشعب غير قادرة على فهم حيثيات حكم قضية تحاكمه على قتل 239 شخص فى أحداث يناير 2011 منهم 36 "فقط" فى ميادين مصر "كلها" وليس التحرير فقط، والتى ادعوا ان الشرطة بكامل أفرادها وعتادها ومعداتها وأسلحتها كانت تقتلهم فيها (شوف إزاي!!!)، والباقين وعددهم 203 تم قتلهم أثناء مهاجمتهم لأقسام الشرطة، والشرطة فى حالة دفاع عن النفس، حيث كان الخيار لأفرادها (إما قاتل أو مقتول).

ترك فئة من الشعب تنادى بدولة القانون، وهي أول من يرفض أحكام القانون.

ترك فئة من الشعب لا تعرف الفرق بين حكم القضية فى الدرجة الأولى، وبين حكم النقض لنفس القضية. ولا بين إعادة المحاكمة من البداية، وحكم النقض للمحاكمة المعادة.

ترك فئة من الشعب تريد معاقبة مبارك نفسه على "أخطاء سياسية" (كسابقة تاريخية عالمية) من خلال محاكمته على "جريمة جنائية" عنوانها (قتل المتظاهرين) ليس إلا.

ترك فئة من الشعب تردد كالببغاوات إتهامات لمبارك نفسه بأنه جرف الحياة السياسية والثقافية والملوخية والطعمية للشعب، وينسون أنهم هم أنفسهم تحدثون كفصحاء وعباقرة وعلماء، وكأنهم ليسوا من نفس الشعب المجرف!! ولم يسألوا أنفسهم من أين أتوا بتلك الفصاحة والمفهومية النادرة وهم من نفس الشعب ونفس الجيل الذى تم تجريفه في عهده حسب زعمهم؟

ترك فئة من الشعب لا تعي بعد، أنهم منساقون ومتأثرون بكل الأقاويل والإشاعات التى تم بثها وتضخيمها وترويجها على مدار سنوات، ليصلوا هم أنفسهم لهذه الحالة من العته والغباء والجهل والغل والهمجية والفوضوية، حتى بعد أن بانت أسرار كثيرة كانت خافية عن الجميع سابقاً، وتأكد للجميع أن الدولة بأسرها وبكامل مكوناتها من شعب وحكومة، كانت واقعة تحت ضغوط مؤامرة محكمة، شاركت فيها (ولا تزال تشارك) أطراف عديدة داخلية وخارجية، هدفها إسقاط مصر والمنطقة كلها.

ترك فئة من الشعب تعاني من إزدواجية مرضية حادة، تجعلها متأكدة من إرتكاب العصابة الإرهابية لكل الجرائم، وفى الوقت ذاته، يتهمون مبارك نفسه بأنه هو من ارتكب نفس وذات الجرائم!!

ترك فئة من الشعب تعيش إلى الآن ورغم مرور قرابة الأربع سنوات بدون أى إنتاج حقيقي ولا أى دخل فعلي، ورغم هذا يعيشون حياتهم بنفس نمطهما السابق إلا من بعض التغييرات الطفيفة!! ولا يدركوا أن الفضل فى هذا يعود لما تمكن مبارك نفسه من توفيره كمخزون إستراتيجي للدولة، لولاه لكانوا هم أنفسهم ماتوا جوعاً دون أى جدال خلال تلك الفترة الكالحة من حياة مصر.

ترك فئة من الشعب تتبارى على مدار ساعات ودقائق اليوم، فى لعن مبارك نفسه لأنه لم يطور البلد، مستخدمين فى هذا أحدث أساليب العالم المتطورة من تقنيات الإتصال، بدءً من القنوات الفضائية التى تبثها الأقمار الصناعية المصرية التى أنجزها مبارك، مروراً بشبكات التليفونات المتعددة، الأرضية منها والمحمولة والتى أنجزها لهم مبارك، ووصولاً لشبكة انترنت بكل ما فيها، والتى وفرها لهم مبارك ذاته.

ترك فئة من الشعب لا تطالب بمحاكمته ـ عفواً ـ تطالب بإعدامه والتمثيل بجثته وبتاريخه بما له وما عليه، وفئة تطالب بإعدام تاريخ السادات بما له وما عليه، وفئة تطالب بإعدام عبد الناصر بما له وما عليه، وفئة تطالب بإعدام العصر الجمهوري كله بما له وما عليه، وفئة تطالب بإعدام العصر الملكى كله بما له وما عليه، وفئة تطالب بإعدام التاريخ المصرى والعربى كله بما له وما عليه .. وكل هؤلاء ـ أو للدقة معظمهم ـ لا يقدمون أي بديل عملي واقعي، ولا ينشغلون بمستقبلهم ومستقبل بلدهم، ولا حتى بحاضرهم .. كل همهم هو لعن كل ما سبق والتشفي لأقصى درجة من كل من سبقوا .. هكذا بمنتهى الغل ودون أى تنازل.

ترك فئة من الشعب ـ أو لأكون أكثر وضوحاً ـ ترك كل الشعب إلا فئة، يدمر نفسه ذاتياً.

لهذه الأمثلة القليلة (وغيرها كثير) من الغباء والجهل والوقاحة التى ظهرت منذ 2011 وإلى اليوم .. لابد من محاكمة مبارك. 

التعليم كالماء والهواء .. ولكن

الإثنين 13/10/2014


التعليم كالماء والهواء قالها / طه حسين .. ولكن ...


مشاكل (الوعي والبطالة والإقتصاد) تبدأ حلولها بمراجعة ملف مجانية التعليم .. وأقترح:
ـ تعليم أساسى للطفل حتى سن البلوغ، أى من سن 5 إلى 15 سنة (مجاني تماماً) يستطيع الفرد بعده الحياة كبني أدم طبيعي وتتوفر له فرص العمل.
ـ تعليم إعدادى "نوعين": 1ـ تأهيلى للدراسة الجامعية 4 سنوات مقسمين إلى: سنتين دراسة عامة. وسنتين تحضير للقبول فى الكليات. 2ـ تعليم فني متخصص 4 سنوات. (كليهما نصف مجاني) أي يدفع المتعلم نصف ما تتكلف دراسته.
ـ تعليم جامعي (غير مدعوم من الدولة على الإطلاق) تحدد الكليات تكلفته.

الفرق بين الخيال الجميل والواقع الحقيقي كالفرق بين السماء والأرض

في مصر .. كما في غيرها فى بعض بلاد الشرق الأوسط، طبقت الحكومات الثورية الإشتراكية منذ منتصف القرن العشرين، مجانية التعليم في جميع المراحل التعليمية بدون تقنين صحيح .. فكانت النتيجة وبالاً على البلد، بحيث أدت لمشاكل إجتماعية ووظيفية وإقتصادية وعملية وعلمية أيضاً. 

لأن بريق التعليم الجامعي يزغلل عيون الناس؛ أرسل الفلاح والعامل أبناؤهم للجامعة المجانية، وتركوا الحقول والمصانع .. فأصبح عدد خريجي الجامعات أكبر من حاجة الدولة، وأصبح عدد الفلاحين والعمال أقل من حاجة الدولة، واضطرت الدولة بهذا النظام المجاني، للإنفاق بكثرة على المتعلمين. وكان هذا الإنفاق على حساب مرافق أخرى حيوية كالصحة والثقافة والصناعة والزراعة وغيرهم .. مما أدى إلى اضمحلال مستواهم الذى أثر بدوره على كافة المواطنين بما فيهم المتعلمين أنفسهم.

وبعد تخرجهم ـ وهم يعدوا بعشرات وأحياناً بمثات الآلاف من الخريجين سنوياً ـ طالبوا جميعهم بوظائف تناسب شهاداتهم العلمية وسنوات عمرهم الطويلة التى قضوها فى الدراسة، وهو ما لا تستطيع أى دولة فى العالم توفيره بطبيعة الحال. فنتج عن ذلك بطالة مرتفعة بين الشباب المتخرج ـ وهى البطالة التى تكلف الدولة فوق طاقتها مادياً وسياسياً ـ كما أدت تلك البطالة أيضاً لحالة من اليأس عند هؤلاء الخريجين، وفجرت مشكلة جديدة وخطيرة عندهم وهي الغضب من كل شئ يعقبه عدم الإنتماء، بل وصل الحال ببعضهم حتى للإلحاد حين شعر أن الله لا يقف إلى جانبه لتحقيق طموحاته. وهى مشاكل أدت لتأخر سن الزواج وأحياناً للعنوسة عند الجنسين، كما أدت إلى أرتفاع نسبة المتطرفين دينياً وفكرياً وإرتفاع نسبة الجريمة بأشكالها داخل المجتمع.

الأحلام الوردية والشعارات الرنانة شئ .. والواقع الحقيقي شئ آخر

المساواة مطلوبة قي البداية، فالطفل الوليد ليس مسئولاً عن المستوى المادي لأهله، لذا وجب على المجتمع كله، متمثلاً فى الجهاز الإداري للدولة، أن تدعم تعليم الطفل حتى سن البلوغ، وهو السن الذى يبدأ فيه الفرد التمرد، ويكون إلزامه بشئ، أمر صعب. إذاً مسئولية الدولة فى تلك السن المبكرة للطفل، أن تمده بالتعليم الأساسي الذي يكفل له القدرة على الحياة بقدر كاف من المعرفة.

وإن أراد (هو أو أهله) الإرتقاء بمستواه المعرفي، فعليه تحمل نصف ما تتكلفه العملية التعليمية، وعلى الدولة أن تعاونه هو وأهله بأن تتحمل النصف الآخر. وعموماً فى تلك المرحلة، لا تتكلف العملية التعليمية الكثير، فهذا النصف لن يكون صعب المنال بالنسبة لأهله، لكنه سيضمن مستوى راقي من التعليم، أفضل مائة مرة من المستوى الذى يتلقونه اليوم فى ظل المجانية الكاملة. حيث لا تستطيع الدولة توفير الإحتياجات الكاملة لعملية تعليمية ممتازة ولا جيدة ولا حتى مقبولة.
مع ملاحظة: أن تلك المرحلة فيها خيارين: 1ـ التعليم الفني 2ـ التأهيل الجامعي.

أما المرحلة الجامعية، فقد ثبت فشلها الذريع الذى لا يجادل فيه إلا مجادل من أجل المجادلة ذاتها .. فالتعليم الجامعي يُفترض فيه الإعتماد شبه الكلي على البحث العلمي، سواء فى الكليات النظرية أو العلمية، وهذا البحث العلمي يتطلب نفقات كبيرة في كثير من الأحيان، لم تستطع الدولة توفيرها في أغلب إن لم يكن في كل الأحيان. وصرنا نرى خريجين جامعيين (أحمر من الحمير) لكنهم حاصلين على الشهادة، ويطالبون بحقهم فى الوظائف الإدارية (الغير متوفرة)، وإن عملوا، فلا يثبتون أي كفاءة، بل يتسببون فى مشاكل وخسائر جمة، وهم من عوامل تخلف الدولة، والدول المحيطة المتبعة لنفس النظام. ولتصحيح الوضع، يجب اختيار الكفاءات فقط لإستكمال التعليم الجامعي، من خلال إمتحانات قبول للكليات المختلفة، تضعها الكليات نفسها، كلٍ على حدة. وأن يكون المتعلم قادراً على نفقات تعليمه وبحثه العلمي .. وهي ليست معضلة .. فقد لجأ العالم لعدة وسائل لتسهيل الأمر على راغبي التعلم، منها على سبيل المثال؛ تقسيط المبلغ على عدد شهور السنة، ومنها تحديد عدد محدد للمواد سنوياً كي لا يكون المبلغ السنوي كبير, وغيرها من الوسائل الكثير.

النظرة الواقعية العملية للأمور، تسفر نتائج أفضل من النظرة الوهمية الحالمة

آلهة الأرض .. ورحيل روبين ويليامز


12 أغسطس 2014




كالكثيرين حول العالم، أشعر بحزن لوفاة الممثل الأمريكى "روبين ويليامز"، والذى اعتبرته من المرة الأولى التى شاهدته فيها فى أحد الأفلام، خليفة "تشارلى تشابلن"، أو القرين الأمريكى المعاصر لـ "نجيب الريحانى"، بنفس ذكاء إختياراتهما للموضوعات، ونفس عبقريتهما فى الأداء، ونفس قدرتهما على إستثارة دموع المتفرجين بينما الإبتسامة لا تزال مرسومة على وجوههم .. كان إنساناً راقياً فى كل ما عرفناه عنه من أخبار .. كان فناناً عظيماً فى حياته، ترك لنا أفلام لا تخلو من القيم الإنسانية السامية .. كان متميزاً ..  قد لا يظهر مثيلاً له قبل سنوات عديدة.

أكتب فيه هذا الرثاء، علماً بأن كتابة الرثاء ليس من عاداتى .. لكنى فوجئت بأقوال وآراء غريبة ضده!! انتشرت اليوم على فيس بوك. لأنه ـ حسبما يظن أهله ـ قد انتحر!!

وكأن أصحاب هذه الآراء قد نصبوا من أنفسهم "قضاة آخرة" يصنفون البشر حسب مفاهيمهم .. هذا فى الجنة وذاك فى النار!! 

ما لهم ومال مصيره فى الآخرة؟؟
أليس هناك رب نؤول له جميعاً ويحكم علينا جميعاً؟؟

لماذا لا يكتفوا بتقييمه ـ هو وغيره ـ من خلال أعماله فى الدنيا فقط؟؟ 
وليلعنوه كيفما شاءوا إن كان قد أضرهم بشكل أو بآخر يوماً ما .. 
أما هذه الرغبة المسعورة فى أن يشغلوا وظيفة الإله ـ فهى حالة تستدعى الدراسة!!

الرجل لم يضر أحداً فى حياته ,, بل على العكس؛ أسعد مئات الملايين حول العالم
فلماذا يتربصون به هكذا؟؟ لا أفهم!!

أومال لو كان إخوانجى معفن خائن إرهابى واطى خسيس .. كانوا عملوا فيه إيه؟!

لك الله يا مصر فى متعلمينك



3/7/2014

كان عمرى 9 سنوات حين عبر الجيش المصرى قناة السويس. ولكنى أذكر الكثير من الأحداث بالتفاصيل وكأنها حدثت بالأمس القريب لما كانت عليه مصر قبل وأثناء وبعد العبور.

- أذكر أن الجزارين كانوا يبيعون اللحم يومين فقط فى الأسبوع وبمقدار محدد لكل أسرة .. للقادرين .. والناس كانت متفهمة لأحوال البلد وصابرة وقنوعة.
- أذكر أن "بونديرة" أو عداد التاكسى .. كانت
 تبدأ من 6 قروش .. وكان لا يركبه إلا كبار الموظفين لأنه غالى. بينما باقى المواطنين "تتشعبط" فى وسائل المواصلات العامة المزدحمة جدآ. درجة أولى ب "تلاتة تعريفة" ودرجة تانية ب قرش .. والناس كانت متفهمة 
أحوال البلد وصابرة وقنوعة.
- أذكر الإنفجار الروتينى لمواسير الصرف الصحى والمياه فى كل أحياء القاهرة الكبرى. وتعطل سير المرور فيها. إضافة للإنقطاع
المتكرر للكهرباء، تارةً لعطل فنى وتارة لدواعى أمنية حين تمر غارة صهيونية .. والناس كانت متفهمة لأحوال البلد وصابرة وقنوعة.

 أذكر أشياء كثيرة أحتاج لساعات طويلة لسردها، تبدو لمن لم يعيشها وكأنها نوادر أو طرائف أو من حكايات ألف ليلة وليلة. وقد لا
 !!!يصدق أنها كانت واقع حقيقى فى مصر منذ فقط عدة سنوات

 أتذكر كل هذا الآن وأنا أتابع شكاوى الناس .. وبخاصة؛ من أحسبهم من المثقفين أو حتى من أشباه المثقفين .. وأتعجب من كثرة
شكاواهم وقلة صبرهم وإنعدام وعيهم بظروف وأحوال البلد حالياً

أتذكر ما سبق وأقول فى نفسى: لك الله يا مصر فى "متعلمينك" .. وما أكثرهم