Insignia identificativa de Facebook

Translate

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المؤامرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المؤامرة. إظهار كافة الرسائل

السُّذَج

الأحد 1 مايو 2016




السُذج فقط .. هم من يعتقدون أن كل أزمات الوطن العربى، سببها القيادات العربية وسوء إدارتهم وفسادهم وضعفهم إلى آخره.
السُذج فقط .. هم مَن لا يروا حتى الآن، أن صدام حسين ومعمر القذافى وعلى عبد الله صالح وزين العابدين بن علي ومحمد حسنى مبارك، قد اختفوا من المشهد السياسى تماماً منذ سنوات. وأن أحوال بلادهم قد إزدادت سوءاً بعد إزاحتهم. لدرجة أنها لم تعد بلاداً بل مجرد "خرابات" تعيش فيها الأشباح. اللهم إلا "مصر" التى أنقذتها العناية الإلهية "حتى الآن" بتصدر جيشها للمواجهة بحكمة وحزم.

السُذج فقط ,, هم من لا يعرفوا التاريخ المعاصر. ولا يروا ولا يسمعوا كل أخبار العالم عموماً، والمنطقة خصوصاً، ولا يُقَدِّرون مدى خطورة الأوضاع ـ عليهم هم أنفسهم قبل غيرهم ـ وما زالوا غير مدركين رغم الأحداث والأخبار المتتالية، أن بلادنا فى حرب شاملة حقيقية على كل المستويات ومن كل الإتجاهات.
السُذج فقط .. هم من لا يعوا بعد، أن هذه الحرب التى تخوضها بلادهم، تفرض على الجميع سلوكاً واعياً يُلزم الجميع بالتكاتف والتآزر التامين، والتغاضى عن بعض السلبيات أو عدم تضخيمها، كي لا تشتت ولا تُفرِّق فى وقت يحتاج الجميع فيه إلى التوحد أمام الأخطار المتعاظمة يوماً بعد يوم. وإلا إنهار المعبد فوق رؤوس الجميع.
السُذج فقط .. هم من لم يفهموا بعد، ما قيل ويقال مراراً، من أننا بالفعل نعيش فترة ستتوقف عندها كتب التاريخ طويلاً. هى مرحلة "الحرب العالمية الثالثة"، الدائرة بالفعل منذ بداية الألفية الثالثة، والمتفاقمة يوماً بعد يوم، والتى وصلت حالياً لأوج مراحلها فى منطقتنا.
السُذج فقط .. هم مَن لا يلاحظوا مِن ضمن ما يجب عليهم أن يلاحظوا، ما يجري الآن بين روسيا والولايات المتحدة، وما يجرى بين مصر وإسرائيل، وما يجرى بين سوريا وتركيا، وما يجرى بين السعودية وإيران، وما يجرى بين بريطانيا وفرنسا، وما يجرى بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى، وما يجرى بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وما يجرى فى ليبيا على الحدود المصرية، وما يجرى فى السودان على الحدود المصرية، وما يجرى من عصابة حماس على الحدود المصرية، وما يجرى من أثيوبيا فى المياه المصرية، وما يجرى بين اليمن والسعودية، وما يجرى فى العراق، وما يجرى فى نيجريا، وما يجرى في دول البلقان، وما يجرى فى أفغانستان، وما يجرى فى الجزائر، وما يجرى فى مالى .. إلى آخره .. وما ينتج عن كل تلك الصراعات العسكرية والإقتصادية والسياسية من تحالفات بين بعضهم البعض ضد بعضهم البعض، مؤداها تغيير خريطة العالم التى عهدناها جغرافياً وسياسياً وثقافياً وسكانياً. لمصلحة المنتصرين بنهاية تلك الحرب، وعلى أشلاء المهزومين فيها.
السُذج فقط .. هم مَن لا يعوا بعد أنه صراع بقاء .. نكون فيه أو لا نكون.

أزمة الموظفين فى أمريكا




2/9/2013


مصائب قوم عند قوم فوائد .. وأزمة عدم موافقة الحزب الجمهورى على الميزانية الجديدة فى الولايات المتحدة، والتى تسببت فى تعطيل العمل فى المصالح الحكومية الأمريكية منذ أمس "الثلاثاء" .. أسعدت الغالبية الساحقة من سكان الأرض، كشعور تلقائى بالشماتة فى أى مصيبة تضرب أمريكا التى تتسبب فى معظم مصائب العالم

الكثيرون يظنوا أن هذه الأزمة هى بداية إنهيار الولايات المتحدة، وعلى أقل تقدير، هى بداية إنهيار شعبية باراك أوباما فى الولايات المتحدة ,, والحقيقة، هى العكس تماماً

فتلك الأزمة، سترفع من شعبية أوباما داخل أمريكا أكثر من أى وقت سابق، لدرجة أنى أعتقد أنه "تعمد" طرح الميزانية الجديدة بهذا الشكل فى هذا الوقت بالذات، لترميم شعبيته التى تنهار يومياً منذ فترة، بسبب السياسات الخارجية الأمريكية، والتى بدأت تؤثر سلبياً فى تأييد الرأى العام الأمريكى لأوباما

أوباما كان بحاجة لمشروع ميزانية شديد الجرأة والتطرف طبقاً لمقاييس الأمريكان، ليبدو فيه هو وحزبه الديموقراطى، أكثر تعاطفاً وإهتماماً بالمواطن الأمريكى، وبطبيعة الحال يرفضه الحزب الجمهورى، فيبدو وكأنه الحزب الشرير المعادى للفقراء ولمتوسطى الدخل فى أمريكا، فيكون أوباما فى النهاية هو الـ "هيرو" البطل المنقذ حبيب الملايين، الذى تتكالب عليه قوى الرأسماليين الأشرار، والذى يضطر غصب عنه أن يتنازل عن مشروعه أمام ضغط ورفض الجمهوريين .. فترتفع أسهمه من جديد

هذه اللعبة، يجيدها الحزب الديموقراطى الأمريكى، فهى ليست المرة الأولى التى تحدث فيها تلك الأزمة كما يعتقد الناس، فقد حدثت عدة مرات سابقاً، فى عهد روزفلت وكيندى وكارتر وكلينتون، وانتهت جميعها بإرتفاع شعبية الديموقراطيين أمام الجمهوريين، دون المساس بأى تغيير حقيقى لصالح الناس هناك

متى سيعترف الجميع بوجود المؤامرة؟؟

18 ديسمبر 2011

كان المخطط أن يكون الإنسحاب الامريكى من العراق بعد سنة
فجأه وبعد الثوره المصرية .. أعلن أوباما أن الإنسحاب سيتم آخر 2011 
يا ترى ليه؟

وفى هذه الأثناء ,,

إحنا بنولع فى البلد وبنشتم فى الجيش وبنسب الدين لبعض .. والجيش شغال عسكرى مرور وشغال مُحضر نفقة وشغال فى كله .. ماحدش فاضى للكلام الكبير اللى فوق .. وماحدش عاوز يفهم ولا يصدق ولا يقتنع .. وأراهن .. ان فيه ناس بيقرأوا الكلام ده دلوقت حالاً وبيضحكوا .. المهم عندهم حاجة واحدة: يسقط المشير .. ده آخرهم، وهى دى البطولة عندهم!!
المهم .. وببساطة عالآخر ..

كل اللى بيحصل فى مصر حالياً من اضطرابات وعشوائية فى الشوارع وفى القرارات وفى كل شئ، وكل الإتهامات الساذجة الموجهة للجيش ولقادته .. مش ابن النهاردة .. كل اللى بيحصل مرسوم ومتخطط من زمان أوى .. ولولا غباوة مبارك .. أو بلاش غباوته، نقول عناده .. حاجات كثيرة ما كانتش حصلت .. مش بس فى مصر .. فى كل المنطقة .. يعنى بطريقة تانية، لو كان سمع كلام المعارضة من الثمانينات والتسعينات، ما كانتش أحداث كثيرة فى المنطقة كلها حصلت .. لأن مصر هى مركز كل الأحداث، وهى الهدف النهائى من كل اللى بيحصل حولنا .. يعنى لما تلاقى حاكم فاسد فى قطر، ما نستغربش لما نعرف انه وصل للحكم بسبب ضعف موقف مصر .. (لغز، مش كده؟) !!
نوصل ليناير 2011 وما بعد رحيل مبارك
الطبيعى، أن يكون الثوار هم من يحمون الثورة. لكن ما يحدث هو أن الثوار هم من يقضون على الثورة ـ بتصرفاتهم وبجهلهم وبهمجيتهم ـ والمفروض أن الجيش يكون محايداً، لكنه وجد نفسه مضطراً لحماية الثورة، وحماية البلد كلها ـ من جهل وغباء وهمجية الثوار ـ يعنى، المواضيع ماشية بالمشقلب

فى وسط الزحمة، يختلط الحابل بالنابل، ويدخل أى حد يقول ويعمل أى حاجة، وما حدش حاسس ولا حدش فاهم .. المهم كله يزعق وخلاص، واللى يزعق أكثر، يعملوه بطل وثورجى أكثر .. فتكون النتيجة، ان كثير استحلوها ولقوها فرصة عشان يبقوا بنى آدمين ومشاهير وبتاع .. فهاصت زيادة .. وهوباااااا .. فجأة .. اتغير السفير الإسرائيلى .. وما حدش أخد باله .. واتغير السفير الأمريكانى .. وما حدش أخد باله .. ووزير الدفاع الليبي الجديد قال ان مصر خطر على ليبيا (تخيلى) .. وما حدش أخد باله .. والطحن شغال فى سورية .. ويادوب، شوية أخدوا بالهم .. والأسطول السادس الأمريكى وقف على حدود المياه الإقليمية المصرية .. وما حدش أخد باله، واللى أخدوا بالهم، قالوا وإيه يعنى، مافيهاش حاجة .. والجيش الإسرائيلى تحرك بكامل قواته للحدود المصرية .. وما حدش "عاوز" ياخد باله .. والقوات الخاصة تمركز فى جنوب السودان بعد ما قسموه .. وما حدش واخد باله .. وقوات من الناتو تمركزت على حدود الصومال (مدخل باب المندب/ البحر الأحمر) .. وما حدش واخد باله .. والناحية التانية فى اليمن، شغالين حرب أهلية .. وواخدين بالهم ومطنشين .. وأمريكا حطت أكبر قاعدة عسكرية عندها فى قطر (فى الخليج العربى تحت إيران) .. وما حدش عاوز ياخد باله .. وسورية قفلت حدودها مع تركيا وحطت قوات قتالية كاملة بعمق 20 كيلومتر وأعلنتها منطقة مغلقة .. وماحدش واخد باله .. وغزة بتتعرض لقصف أسبوعياً بقالها شهرين .. وماحدش واخد باله .. وروسيا عملت تحالف إستراتيجى عسكرى مع الصين "عدوتها اللدودة" .. وما حدش فاهم ليه لازم ياخد باله (!!!)

ومصر .. !!
 

مصر زى الفل .. فيها شلة إعلاميين "مقدسين" لو جبت سيرة واحد منهم دلوقت، ممكن أهلى يخسرونى!! أكل عيشهم فى التسخين والشعللة، لأ وإيـــــــــــــــــــــــــــــــــــه .. نجوم وفنانين فى قدراتهم التعبيرية والتأثيرية أمام الكاميرا، وبالكلمات الرنانة التى لا تصد ولا ترد .. كلامهم بقى له مصداقية عند بعض الناس أكثر من القرآن نفسه .. (وأعنى ما أقول) .. ويا ويلك يا سواد ليلك لو نطقت حرف واحد ضدهم .. التهمة جاهزة: تبقى فلول علطول!!

مع ملاحظة ... انى لحد دلوقت، لا قلت فيه مؤامرة، ولا قلت فيه عملاء للموساد والسى أى إيه ولا حاجة خالص .. ولا قلت ان كل ما يتفقوا يعملوا خطوة مفيدة للبلد .. حد .. يولع الدنيا من أسوان لإسكندرية لماسبيرو للتحرير للبحر الأحمر .. ما قلتش أى حاجة لسه، أنا مؤدب عالآخر أهوه!!

بس بعد الصورة دى .. ياريت .. نفكر بيننا وبين نفسنا ونقول؛ إن كان فيه مخطط ضد مصر والا مافيش؟ وإن كان الجيش مسئول فعلاً عن اللى بيحصل؟ والا ناس معينة من جوه مصر هما المسئولين؟ وهل ينفع الجيش يسيب الجمل بما حمل فى الظروف دى كلها دلوقت؟ والا ما ينفعش؟؟

وتصبحون على خير ....

فن .. ما فيهاش حاجة


14 أغسطس 2003

إضافة لسجل غسيل العقول ونشرها بعد عصرها، والمُسمى بالتطبيع وسياسات السلام. وإمعاناً فى غرسه فى عقول النشء، بمباركة الأهل والحكام .. وقع تحت بصري اليوم خبر لذيذ طازة .. من موقع بى بى سي .. مفاده:
أن قائد الأوركسترا الإسرائيلى "دانيال بارينبويم" سوف يقود أوركسترا مكونة من 80 عازفاً من الشباب الإسرائيليين والفلسطينيين فى العاصمة المغربية الرباط، بدعوة من العاهل المغربى محمد السادس ، وبمباركة وإشراف المفكر الفلسطينى إدوارد سعيد ..

ويقول الخبر .. أن بارينبويم يأمل أن يساعد الحفل فى تنشيط عملية السلام، خصوصاً وأنه سيقام فى دولة المغرب التى كانت دائماً ـ حسب قوله ـ بين أكثر البلدان العربية نشاطاً فى عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كما يقول الخبر أيضاً .. أن بارينبويم والكاتب الفلسطينى إدوارد سعيد قالا؛ أنه لا توجد دوافع سياسية وراء ذلك ... وأنهما يرغبان فى تشجيع الإسرائيليين والفلسطينيين على التشارك فى ثقافة الموسيقى، وبالتالى تشجيعهما على تجاوز العداوات التاريخية.


إنتهى الخبر .. ولنلاحظ اللطافة فى الفقرتين التاليتين من نص الخبر:


ـ ويقول بارينبويم إنه يأمل أن يساعد الحفل الموسيقي، الذي سيقام بمسرح محمد السادس بالرياض، في تعزيز الصداقة والسلام والأمن.

تعليقى: الرياض: (غلطة مطبعية من بى بى سي، والصحيح هو "الرباط" .. ولسوء نيتى، أعتقد أنها غلطة متعمدة لخلق إرتباكاً وترك إنطباعاً معيناً عند القراء العرب).

ويضيف المايسترو العالمي "لقد كانت المغرب دوما بين أكثر البلدان العربية نشاطا في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

تعليقى: (أظن كلام واضح).
ثم
ـ غير أن بارينبويم، والكاتب الفلسطيني إدوارد سعيد، قالا إنه لا توجد دوافع سياسية وراء ذلك.
ويقول بارينبويم وسعيد إنهما يرغبان في تشجيع الإسرائيليين والفلسطينيين على التشارك في ثقافة الموسيقى وبالتالي تشجيعهما على تجاوز العداوات التاريخية.
تعليقى: (
مفيش دوافع سياسية لأ .. أنا بس اللى مش فاهم).

فن .. وما فيهاش حاجة!!

تجنيد الكُتاب


أغسطس 2003

هل تجند أمريكا الكُتاب في صحفنا للدعاية لها؟

سؤال يطرحه البعض فى بعض القنوات الفضائية والصحف والمنتديات الإنترنتية، وتدور حوله المناقشات والمناظرات
والغريب (بالنسبة لي على الأقل) .. أن هذا كله يحدث. أى أنه ما زال هناك من لا يعرفون الإجابة. والأغرب؛ أن هناك من ينفيها
لقد جندوا بعض الحكام، فهل يستكثرون عليهم تأجير كُتاب؟
بسيطة .. فليراجع المشككون بأنفسهم أفكار الشباب فى بلادنا، ومجال المراجعة والبحث واسع ومفتوح، وسيدركون حجم الكارثة، وحينها سيسألون أنفسهم إن كانوا فعلاً صادقين فى نواياهم:
ومن أين إستقى هؤلاء الشباب أفكارهم؟ كيف وصلت بهم عقولهم لهذا الحد المؤسف؟ فهو إما عقل خاوى تماماً، أو عقل مُضلَل تماماً، وصل ببعضهم للمناداة بسلخ مصر عن العروبة، وبالبعض الآخر للمناداة حتى بمحو كلمة العروبة من جذورها، والبعض الآخر يمجد فى السادات رغم كل أفعاله ونتائجها التى يعيشها حتى الآن العرب جميعهم وأولهم مصر، وبعض منهم لا يرى فى اللغات سوى الإنجليزية، وما سواها ـ وبالذات العربية ـ لا معنى له، وبعض آخر يوافق على الحل السلمى الوسط مع الصهاينة ويقبل التطبيع معهم، وبعض آخر صار يرى فى مسابقة ملكات الجمال ومثيلاتها من إحتفاليات؛ الحل لتقدم مصر وتحضرها، وبعض آخر همه الوحيد إقتناء أحدث موديل للمحمول حتى لو باع أهله ليحصل عليه ... أى عقلية الاستهلاك والإستغلال والنفعية.
لننظر لتلك العينات .. من ضمن كل ما حولنا الآن، ولنسأل من السبب؟
والسبب معلوم .. المدرسة، والإعلام بواسائله.
تُرى .. هل نام المدرسون بليل ليستيقظوا وقد تغيرت معلوماتهم أثر حلم أو كابوس إنتابهم أثناء نومهم؟ ـ كلا .. إنه المنهج الدراسى الذى تغير بفعل فاعل.
تُرى .. هل تغير كلاً من الرقيب ومُعد البرامج فى التليفزيون؟ ـ نعم .. تغيرا بفعل فاعل.
تُرى .. هل إختفت عواميد صحفية وظهرت أخرى؟ ـ نعم .. وبفعل فاعل.

وكله .. لخدمة الهدف .. ولخدمة المخطط ...
ثم يأتى بعد ذلك من ينفى فكرة وجود المؤامرة!
!!!!!!!

القصة


أغسطس 2003


الحديث عن "نظرية المؤامرة" صار "موضة" منذ فترة، تتلوكها ألسنة وأقلام الكثيرين بين مؤيد ومعارض.
وليثبت ويدافع كل فريق منهما عن معتقده، يشطح ويبالغ أحياناً، فيفقد الرأى توازنه، ولا يلقى إعجاباً إلا من فريقه المؤيد بالطبع.

وصلت شطحات أحد المعارضين لنظرية المؤامرة لحد القول بأن "نظرية المؤامرة هى استغناء مجانى عن العقل وإعاقة للمعرفة" من خلال قصة رائعة، ممتازة، غاية فى البلاغة .. من تأليفه.
لكنها لا تعدو أن تكون قصة .. أى محض خيال، لا أرض تستند عليها.
ولأنى أهوى القصص .. أعرض بدورى قصة أخرى. على الرغم من أنى مؤلفها، إلا أنها حقيقية، مأخوذة من تاريخ الإنسانية. علها توضح للرافضين لنظرية المؤامرة بعض الأمور.

القصة
تبدأ القصة برجل وإمرأة، يعيشان وحيدان فى أرض ما من أراض الله الواسعة.
الرجل والمرأة وحيدان، عراة، لا مأوى لهما، الدنيا كلها ملكهما، والدنيا كلها ضدهما، فهما يحاربان المناخ ويحاربان الجوع ويحاربان كل شئ.
سريعاً ينجبا ذكوراً وإناثاً، وتعمر بهم الأرض التى يعيشون عليها، وما كان يضطر الرجل لصيده للغذاء هو وزوجته، صار لا يكفى .. يحتاج لصيد المزيد لإطعام أطفاله، فيحتاج لبذل المزيد من الجهد، وبالتالى؛ يحتاج هو نفسه لمزيد من الطعام ليعطيه القوة اللازمة.
يتزايد نسله، ويكبر الأطفال، وتعمر بهم الأرض التى يعيشون عليها، وتزداد حاجة الأسرة لصيد أكثر، وملبس أكثر، ومأوى أكبر.
الرجل يكبر سنه، ويقل مجهوده، فيعينه أولاده، فيكتسبوا الخبرة. ويستمر التكاثر فيما بينهم، وتبقى الحاجات الأساسية كما هى، لكن الأرض باتت تضيق بهم جميعاً، فينزح بعض منهم لأرض أخرى، وبعض آخر لأرض أخرى وهكذا.
تمر السنين، والعقود والقرون، وتصبح كل جماعة نازحة شعباً، له أرضه وله موارده من الماء والطعام والملبس والمسكن، وتبدأ الإكتشافات، فيبتكروا الآلات التى تيسر عليهم الصيد والحرث والبناء، وحتى وسائل السفر والاتصال.
صاروا دولاً، وتقدموا علمياً وحضارياً، لكنهم مازالوا يكدون من أجل تلبية حاجاتهم .. البعض منهم، أسعده الحظ، فأنشأ دولته على أرض ثرية خصبة، والبعض الآخر لم يسعده نفس الحظ، فبنى دولته على أرض قفر، ثلجية أو صحراوية. لكن الجميع .. يحتاجون لنفس الصيد ونفس الحرث ونفس المنزل.
تشتد الحياة ببعض ممن قطنوا الأرض القفراء، فيقررون النزوح منها إلى غيرها .. ليستولوا عليها، وينعموا بخيراتها.
لكن فى الأرض الخيرة تلك، هناك من يعمرها وينعم بخيراتها، وطالما ساهم بجزء من تلك الخيرات لأخوته وأبناء عمومته البعيدة ... كلا ... أبناء الأرض الثلجية، لا يكتفوا بما قسم لهم وما ينالوه من الآخرين، لابد وأن يستولوا على كل الأرض، لضمان حاضرهم ومستقبلهم.
ـ وَيحَكُم .. وماذا أنتم فاعلون بمن يعيشوا بالفعل على تلك الأرض؟
ـ فليذهبوا إلى الجحيم .. الغاية تبرر الوسيلة، والبقاء للأقوى.
يشنوا الهجمات السَعِرة، والغارات العنيفة، يفوزون فى جولة ويخسرون فى أخرى، لكنهم أبداً لا يتمكنوا من القضاء على أصحاب الأرض والحلول محلهم .. فماذا يفعلون؟
ـ حسناً .. فلنبحث فى نقاط ضعفهم، ومنها نقضى عليهم، أو على الأقل .. نضمن خيراتهم لنا.
ويبدأون فى التفكير فى نقاط ضعف من إختصموهم. وتوضع الخطط وتبدأ المناورات والحيل للوصول للهدف ..... وينجحون.
يصرخ أحدهم:
ـ وجدتها وجدتها!
ـ ماذا وجدت؟
ـ حل المشكلة، ليس بإحتلالهم، بل بالبقاء فى أراضينا، لكن جعلهم عبيد لنا، نجعلهم يؤمنون بعكس الحقيقة .. بأنهم فى حاجة لنا، وبدوننا لا حياة لهم، ومن هنا .. نحصل على ما نريد، وأكثر مما نريد، ودون عناء يُذكر منا، وننعم بالرفاهية وبكل سُبل الحياة الرغدة، فهُم .. هناك، مُسَخرون من أجلنا.

وعند هذا الحد .. تقف قصتى.

لم يظهر فيها ولا وسط شخوصها لا إسم قائد ولا زعيم ولا دولة ولا إمبراطورية بعينها .. فقط ظهر الإنسان .. أياً كان إسمه، وأياً كان موقعه، بحاجاته وبرغباته، وبصراعه مع الطبيعة، الذى فرض ويفرض عليه .. حتى التآمر إن إضطر له. (وهو ليس بعذر له .. فقط للتفسير).
والواقع .. أن المؤامرة ليست بنظرية وهمية وقطط سوداء تمشى داخل الشمس ولا حمار يطير بجناح فوق الشجر ولا فيل بزلومتين بيعوم بزعانف فى بلاعة الحوض .. مثلما حاولت قصة صاحبنا المعارض للمؤامرة أن يصورها .. إنما المؤامرة حقيقة، واقع، صفة إنسانية، موجودة بداخل كل واحد منا دون إستثناء، تزيد أو تقل من فرد لآخر حسب حاجته، وحسب تربيته وحسب معتقده الدينى وأخلاقه. وتخرج من النطاق الفردى لتشكل طبيعة شعب بشكل إجمالى عام إن دعت الحاجة .. ولا أبلغ من مقارنة الشعب الإنجليزى فى بريطانيا، والذى يرضع المؤامرة من ثدى أمهاته، بشعب الإينكا فى جواتيمالا المسالم تماماً والمُعتدَى عليه والذى يصعب جداً أن نصفه بالمؤامرة أو بالخبث.
(والكلام دائماً بصفة عامة .. أى قابل للإستثناءات)

المؤامرة ليست نظرية .. المؤامرة حقيقة تعيشها وتعانى منها الشعوب الأكثر مسالمةً والأعمق تحضراً، ويُسببها لهم المقابلين لهم، أى الأكثر عنفاً والأسطح تحضراً.

والله أعلم