Insignia identificativa de Facebook

Translate

‏إظهار الرسائل ذات التسميات أحداث وتعليقات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أحداث وتعليقات. إظهار كافة الرسائل

أزمات الحكومة الأسبانية في عامين


28/12/2018
مع بدء إحتفالات الشعب الاسباني بأعياد الميلاد ونهاية سنة وبداية عام جديد. قرر بدرو سانشِث رئيس الوزراء الاسباني، عقد إجتماع حكومته يوم 21 ديسمبر الجاري، فى مقرها البرشلوني وليس فى مقرها الدائم فى العاصمة مدريد ـ لأول مرة منذ 40 سنة ـ وأقرن الإجتماع بإجتماع آخر ثنائى يجمعه مع رئيس إقليم كتالونيا الاسباني جواكيم تورا، وهو شخصياً أحد زعماء الإنفصال بإقليمه عن اسبانيا هذا القرار أتى قبل موعد الإجتماع بأيام وبشكل مفاجئ، أذهل جميع أطراف الصراعات الداخلية الاسبانية العديدة، وعلى رأسها صراع الإنفصال المستعر منذ أكثر من سنة فى إقليم كتالونيا الواقع شمال شرق اسبانيا جنوب الحدود الفرنسية

المغزى من قراره كما وصفته المتحدثة باسم الحكومة، هو التأكيد على سيادة أسبانيا على الإقليم الكتالاني من جهة. وإظهار مشاعر الود للشعب الكتالاني ـ وبخاصة ـ الإنفصاليين منهم من جهة أخرى. وبأن اللقاء الثنائي هو للتأكيد على رغبة االحكومة فى حل مشاكل كتالونيا بشكل ودي داخل إطار الدستور الاسباني. فور الإعلان؛ قررت الجماعات الإنفصالية الكتالانية تحركاً فى نفس ذات اليوم، للسيطرة على مفاصل الإقليم. بقطع الطرق وإيقاف المواصلات وإحتلال الأماكن الحكومية والتظاهر والإعتصام ونشر الأعلام واللافتات الإنفصالية، التى منها ما يهين الدولة الاسبانية. وبدأوا التحركات فعلاً قبل الموعد بحوالى أسبوع على نطاق محدود. تزايد مع مرور الوقت وصولاً لأقصاه يوم 21 من ناحية أخرى، عززت الدولة إجراءاتها الأمنية فى الأماكن العامة والحساسة، ودفعت بالآلاف من القوات الأمنية لضمان ذلك. وجاء اليوم الموعود ـ حيث شهد بعض أعمال العنف، أدت إلى إصابة 65 شخصاً، 35 منهم من قوات الأمن. إضافة إلى تعرض بعض الصحفيين والمراسلين لقنوات تليفزيونية اسبانية للإعتداء بالضرب والإهانة من قبل الإنفصاليين. كما أدى إلى تعطيل المرور وغلق الشوارع الكبيرة والمتاجر في عدد لا بأس به من مدينة برشلونة وبعض المناطق الأخرى من الإقليم الكتالاني. ألقت المتحدثة بإسم الحكومة بياناً صحفياً عقب إنتهاء الإجتماعين. تحدثت فيه بلهجتها الهادئة المعروفة عنها، عن إيجابيات اليوم ـ وكأن شئ آخر لم يحدث ـ وكان مضمون ما أعلنت، مجرد قرارات وزارية عادية. أضافت إليها تعليقاً وحيداً عن لقاء سانشِث بتورا، وهو أنهما إتفقا على لقاء آخر فى شهر يناير يحضره ممثلين عن الحكومة الأسبانية والحكومة الكتالانية. إضافةً لكلام عن التفكير فى تعديل الدستور الأسباني، وكذلك إعطاء مزيد من الإستقلالية لإقليم كتالونيا. هذا البيان جعل الأحزاب المعارضة تشتاط غضباً أكثر من ذى قبل. لأنهم اعتبروه تخاذلاً وإستسلاماً لمطالب الإنفصاليين الإنقلابيين. وإنهاء للسيادة الدستورية على أرض اسبانية. وكرروا مطالبتهم لرئيس الوزراء بإجراء إنتخابات رئاسية فوراً. فهو رئيس مؤقت لتسيير الأمور فقط. أتى بعد عزل الرئيس السابق راخوي منذ أقل من سنة. والذي تم عزله برلمانياً لكثرة فضائح الفساد بين أعضاء حكومته وحزبه. والذين صدرت أحكام قضائية بشأن بعضهم. وعليه، فلا يحق له ـ أي لسانشِث ـ الإستمرار لنهاية الدورة الإنتخابية الحالية. خصوصاً مع قراراته فى شتى الأمور، التى لم يوافق على أي منها حتى الآن، لا البرلمان ولا مجلس الشيوخ. وبالأخص، سلوكه مع قادة الإنفصال فى كتالونيا. الذى يعتبرونه مهيناً لأقصى درجة. ومن شأنه إنهاء الدولة الاسبانية بوضعها الحالي. وطالب الحزبان الأكثر شعبية فى اسبانيا حالياً ـ وهما حزبان يمينيان ـ بتطبيق البند 155 من الدستور على إقليم كتالونيا من جديد. بصرامة أشد من ذي قبل. وهو البند الدستوري القاضي بوقف صلاحيات الحكم الذاتي فى أي إقليم يخرج قادته عن سيطرة الدولة الاسبانية. ومن داخل كتالونيا، تقدمت أريماداس زعيمة الحزب صاحب الشعبية الأكبر فى كتالونيا حسب نتائج آخر إنتخابات. وهو حزب مواطنون، الدستوري المناهض للإنفصاليين، بدعوى قضائية ضد تورا الرئيس الكتالاني، لاحتضانه الجماعات الإنفصالية المشاغبة ودعمه لهم وإثارتهم وحثهم على مزيد من الضغط بكل الوسائل ضد اسبانيا ومؤيديها داخل كتالونيا. بهذه الأزمة الكتالانية الخطيرة، التى لا نهاية سلمية منظورة لها، إلا بحل يسفر عن بقاء الإقليم، كجزء لا يتجزأ من الدولة، وفى نفس الوقت، يوفر للإنفصاليين حلولاً لمشاكلهم الحياتية، تثنيهم عن فكرة الإنفصال ـ ولو مؤقتاً ـ يعيش بدرو سانشِث وحكومته الإشتراكية المؤقتة، هاجس الإطاحة به وبحزبه من الحياة السياسية كلها فى أي لحظة. ويُضاف إليها؛ أزمة الحكومة والنقابات العمالية من جهة، وباقي الأحزاب داخل البرلمان من جهة أخرى، حول قرار زيادة الحد الأدنى للأجور والمعاشات، بينما معدل النمو الإقتصادي لم يزد. ويُضاف إليها مشكلة زيادة الضرائب لتغطية العجز فى الميزانية. وكذلك مشكلة المهاجرين غير الشرعيين المتزايدين بصورة غير مسبوقة فى أسبانيا. ومشكلة إرتفاع معدل البطالة. وأزمة السيادة على مدينة جبل طارق، التى تحتلها بريطانيا منذ قرون ولا تكف أسبانيا عن المطالبة بها. والتى كانت هادئة نسبياً فى ظل الإتحاد الأوروبي الذي يلغي الحدود السياسية والتعريفة الجمركية بين الدول الأعضاء. لكنها احتدمت بإعلان بريكست القاضى بخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبى ... وغيرها من المشكلات .. فمنذ أن نجح بدرو فى جمع أصوات المعارضة لإقالة رئيس الوزراء السابق مانويل راخوي في الربع الأول من هذا العام 2018 وإعتلاء المنصب. لم يتمكن من تمرير أي من برامجه وخططه عبر البرلمان. ولا عبر مجلس الشيوخ. واضطُر لتمرير بعضها بقرارات وزارية حسبما يتيح له الدستور. فالواقع هو أن شعبية الحزب الإشتراكي العمالي الذى يتزعمه سانشيث حالياً، فى تدهور كبير منذ سنوات. وهي حالياً فى أسوأ مستوياتها. وخصوصاً بعد ظهور حزبين جديدين منذ قرابة العشر سنوات. هما حزب مواطنون اليمينى، وحزب قادرون اليساري. واللذان يتنافسان على إستقطاب جماهير الحزبين التقليديين فى أسبانيا، وهما الحزب الإشتراكي العمالى، والحزب الشعبي. ولهذا التدهور في شعبية حزبه، كان عليه أن يلجأ إلى الأحزاب الإنفصالية الكتالانية والباسكية، بما لديهما من شعبية وأصوات كبيرة نسبياً داخل البرلمان الأسباني. إضافةً إلى رفعه شعار "نحن اليسار" ليقنع بابلو إجليسياس زعيم حزب قادرون الشيوعي الصاعد بالتحالف معه. وبقدر ما نجحت تلك التحالفات فى ربيع 2018 فى إقصاء الحزب الشعبي عن الحكم، إلا أنها أقلقت غالبية الشعب الأسباني الذي لا يرغب فى تمكين أو حتى مهادنة من يسعون لإنفصال أي جزء من أراضيه، وهو ما يسعى إليه الإنفصاليون الكتالان والباسك صراحةً. وكذلك الثوريون الراغبون فى إنهاء الحكم الملكي والتحول إلى الحكم الجمهوري. فكان هذا التحالف ذاته، هو الأمر الذي عرقل وسيعرقل حكومة الحزب الإشتراكي الحالية، سواء فى السياسة الخارجية أو الداخلية. بل أكثر من هذا؛ لا يألو الحزب الشعبي المعزول عن الحكم مؤخراً، بما له من شعبية كبيرة فى أنحاء اسبانيا، ولا حزب مواطنون الصاعد بقوة ملفتة، على طلب إجراء إنتخابات مسبقة، وعدم إنتظار نهاية الفترة الرئاسية المعتادة. ولأن قرار إجراء الإنتخابات المسبقة، لا يصدر إلا من رئيس الوزراء أو من الملك. فمن غير المتوقع أن تُجرى قبل موعدها المحدد فى 2020 ـ إلا إذا ـ تمكنت القوى الرافضة لإستمراره من حشد الجماهير فى الشوارع. أما إقليم كتالونيا الذي يسعى بعض مواطنيه إلى الإنفصال، فالأمر يزداد تعقيداً بمرور الوقت. حيث كان المؤيدين داخله للإنفصال منذ عام واحد، أقلية مطلقة. لكن مع تصاعد الأحداث، ومع بلوغ المراهقين لسن التصويت، فقد إقتربوا اليوم من نسبة الخمسين بالمائة. وهو ما يعني زيادة فرصتهم فى تمرير الإستفتاء على الإنفصال لصالحهم، فى حال إجرائه بعد شهور. وهو أمر إن حدث، فلن يقبل به باقي الشعب الكتالانى ولا الشعب الأسباني ولا باقى الأحزاب ولا الملك. بل ولا حتى الإتحاد الأوروبي. وقد يؤدي إلى صدامات دموية عرفها الشعب الأسباني ولا تزال حاضرة فى ذهنه، فى حربه الأهلية التى استمرت ثلاث سنوات بين 1933 ـ 1936 وانتهت بملايين الضحايا وبتدمير كامل للبلد. جدير بالذكر، أن سياسة الحزب الإشتراكي الذي تمرس فيه بدرو سانشِث، تعتمد على المهادنة والمماطلة والتأجيل وكسب الوقت. لكن هذا لا يُرضي باقي الأحزاب، حيث يروا أن تلك المماطلة، فرضت على سانشِث تنازلات للإنفصااليين، غير مقبولة إطلاقاً. وأيضاً مرفوضة من الإنفصالين أنفسهم، لأنهم يروا أنها تعطيل لمطالبهم، واللاتى على رأسها الإفراج عن المسجونين بتهمة محاولة الإنقلاب على الدستور والحكم. والمتوقع هو إستمرار حالة عدم الإستقرار السياسي فى كتالونيا خلال العام القادم 2019 نظراً لعناد رئيس الوزراء الاسباني سانشِث، وإصراره على الاستمرار فى الحكم لنهاية الدورة الإنتخابية. مع إستمرار معارضة الأحزاب المعارضة لقراراته داخل البرلمان، مما سيعطل غالبية الإتفاقات التى قد يتخذها سانشِث مع تورا. وبالتالي ستستمر المشاحنات بين الإنفصاليين والدستوريين داخل الإقليم. بل قد يزداد فيه التوتر، لأن الدستوريين قد فاض بهم الكيل من سخافات الإنفصاليين. وبدأ بعضهم ينضم لجماعات يمينية متطرفة منادية بالقومية الأسبانية على غرار النازيين الجدد وغيرها فى بلدان أخرى. وهي فرضية ظهرت إرهاصاتها خلال هذا الشهر الجاري "ديسمبر"، حينما فاز حزب صوت الشعب بعدد لا بأس به من المقاعد فى إنتخابات إقليم الأندلس الذي كان الحزب الإشراكي يهيمن عليه تماماً على مدار 40 سنة متتالية. وحزب صوت الشعب هذا، مُصنف على أنه يميني عنصري متطرف. وتفسير نجاحه فى منطقة نفوذ الحزب الإشتراكي، هو غضب وسأم المواطنين من سياسات الإشتراكيين. وناقوس إنذار لهم بتوالي سقوطهم فى باقى المقاطعات السبعة عشر المكونة للمملكة الأسبانية. والتى تتأرجح شعبيتهم فيها دائماً وليست ثابتة كإقليم الأندلس. أغلب الظن إذاً، أن الجدل السياسي الداخلي المضطرب فى اسبانيا سيستمر عاماً آخر، أى لنهاية 2019. لكنه قد يشهد أحداث مثيرة وتاريخية، كتعديل بعض بنود الدستور. وكفوز حزب مواطنون اليمينى الصاعد فى إنتخابات المحليات لأول مرة. أو على أقل تقدير، سيتربع على مقاعد المعارضة الأقوى فى كل الإنتخابات القادمة. وسيشاركه الحزب الشعبي فى معظم الحالات لتقارب أيديولوجيتهما. بينما سيقف حزب قادرون مع الحزب الإشتراكي بين المركزين الثالث والرابع. بإستثناء إقليمي كتالونيا والباسك، حيث سيكون للأحزاب الإنفصالية دوراً ومركزاً هاماً فيهما كعادتهما. وكما تحولت معظم البلدان الأوروبية مؤخراً إلى الأحزاب اليمينية الرأسمالية المحافظة، ستسري نفس الموجة فى أسبانيا خلال العام الجديد.

أسبانيا على صفيح ساخن


22/12/2018




مع بدء إحتفالات الشعب الاسباني بأعياد الميلاد ونهاية سنة وبداية عام جديد. قرر بدرو سانشث رئيس الوزراء الاسباني، عقد إجتماع حكومته يوم 21 ديسمبر الجاري، فى مقرها البرشلوني وليس فى مقرها الدائم فى العاصمة مدريد ـ لأول مرة منذ 40 سنة ـ وأقرن الإجتماع بإجتماع آخر ثنائى يجمعه مع رئيس إقليم كتالونيا الاسباني جواكيم تورا، وهو شخصياً أحد زعماء الإنفصال بإقليمه عن اسبانيا.


هذا القرار أتى قبل موعد الإجتماع بأيام وبشكل مفاجئ، أذهل جميع أطراف الصراعات الداخلية الاسبانية العديدة، وعلى رأسها صراع الإنفصال المستعر منذ أكثر من سنة فى إقليم كتالونيا الواقع شمال شرق اسبانيا جنوب الحدود الفرنسية.

المغزى من قراره كما وصفته المتحدثة باسم الحكومة، هو التأكيد على سيادة أسبانيا على الإقليم الكتالاني من جهة. وإظهار مشاعر الود للشعب الكتالاني ـ وبخاصة ـ الإنفصاليين منهم من جهة أخرى. وبأن اللقاء الثنائي هو للتأكيد على رغبة االحكومة فى حل مشاكل كتالونيا بشكل ودي داخل إطار الدستور الاسباني.

لم يلق هذا التصريح أي ترحيب من الإنفصاليين الكتالان. ولا من الأحزاب الاسبانية المعارضة. فالإنفصاليون وصفوه بأنه ترسيخ لما وصفوه بالإحتلال الاسباني لمقاطعتهم. والأحزاب المعارضة ـ ذوات الأغلبية فى البرلمان الاسباني ـ اعتبروه إهانة للدولة، بعد كل ما جرى من الإنفصاليين الكتالان خلال الشهور الأخيرة فى حق اسبانيا وملكها ودستورها وحكومتها. بل وفى حق غالبية الكتالان الغير راغبين فى الإنفصال.

فور الإعلان؛ قررت الجماعات الإنفصالية الكتالانية تحركاً فى نفس ذات اليوم الموعود، للسيطرة على مفاصل الإقليم. بقطع الطرق وإيقاف المواصلات وإحتلال الأماكن الحكومية والتظاهر والإعتصام ونشر الأعلام واللافتات الإنفصالية، التى منها ما يهين الدولة الاسبانية. وبدأوا التحركات فعلاً من قبل الموعد بحوالى أسبوع على نطاق محدود ومؤقت. تزايد مع مرور الوقت وصولاً لأقصاه يوم 21

من ناحية أخرى، عززت الدولة إجراءاتها الأمنية فى الأماكن العامة والحساسة، ودفعت بالآلاف من القوات الأمنية لتنفيذ ذلك.

وجاء اليوم ـ حيث شهد بعض أعمال العنف، أدت إلى إصابة 65 شخصاً، 35 منهم من قوات الأمن. إضافة إلى تعرض بعض الصحفيين المراسلين لقنوات تليفزيونية اسبانية للإعتداء بالضرب والإهانة من قبل الإنفصاليين. كما أدى إلى إهانة وضرب سيدة حاولت نزع بعض لافتات الإنفصاليين من أمام منزلها. وإلى تعطيل المرور وغلق الشوارع الكبيرة والمتاجر في عدد لا بأس به من مدينة برشلونة وبعض المناطق الأخرى من الإقليم الكتالاني.

ألقت المتحدثة بإسم الحكومة بياناً صحفياً عقب إنتهاء الإجتماعين. تحدثت فيه بلهجتها الهادئة المعروفة عنها، عن إيجابيات اليوم ـ وكأن شئ آخر لم يحدث ـ وكان مضمون ما أعلنت، مجرد قرارات وزارية عادية. أضافت إليها تعليقاً وحيداً عن لقاء سانشث بتورا، وهو أنهما إتفقا على لقاء آخر فى شهر يناير يحضره ممثلين عن الحكومة الأسبانية والحكومة الكتالانية. إضافةً لكلام عن التفكير فى تعديل الدستور الأسباني، وكذلك إعطاء مزيد من الإستقلالية لإقليم كتالونيا.

هذا البيان جعل الأحزاب المعارضة الأسبانية تشتاط غضباً أكثر من ذى قبل. لأنهم اعتبروه تخاذلاً وإستسلاماً لمطالب الإنفصاليين الإنقلابيين. وإنهاء للسيادة الدستورية على أرض اسبانية. وكرروا مطالبتهم لرئيس الوزراء بإجراء إنتخابات رئاسية فوراً. لأنه رئيس مؤقت لتسيير الأمور فقط. أتى بعد عزل الرئيس السابق راخوي من حوالي سنة. والذي تم عزله برلمانياً لكثرة جرائم الفساد فى أعضاء حكومته وحزبه. وعليه، فلا يحق له ـ لسانشث ـ الإستمرار لنهاية الدورة الإنتخابية الحالية. خصوصاً مع قراراته فى شتى الأمور، التى لم يوافق البرلمان على أي منها حتى الآن. وبالأخص، سلوكه مع قادة الإنفصال فى كتالونيا. الذى اعتبروه مهيناً لأقصى درجة. ومن شأنه إنهاء الدولة الاسبانية بوضعها الحالي. وطالب الحزبان الأكثر شعبية فى اسبانيا حالياً ـ وهما حزبان يمينيان ـ بتطبيق البند 155 من الدستور الأسبانى على إقليم كتالونيا من جديد. بصرامة أشد عن ذي قبل. وهو البند الدستوري القاضي بوقف صلاحيات الحكم الذاتي فى أي إقليم اسباني يخرج قادته عن سيطرة الدولة الاسبانية.

ومن داخل كتالونيا، تقدمت أريماداس زعيمة الحزب الأكثر شعبية فى كتالونيا، وهو حزب دستوري مناهض للإنفصاليين، تقدمت بدعوى قضائية ضد تورا الرئيس الكتالاني، لاحتضانه الجماعات الإنفصالية المشاغبة ودعمه لهم وإثارتهم وحثهم على مزيد من الضغط بكل الوسائل ضد اسبانيا ومؤيديها داخل كتالونيا.

تلك هي أهم أخبار الساعة فى اسبانيا .. إضافة لأزمتها مع بريطانيا حول السيادة على مدينة جبل طارق فى جنوب اسبانيا. وإضافة لأزمة الحكومة والنقابات العمالية من جهة، وباقي الأحزاب داخل البرلمان من جهة أخرى، حول قرارات زيادة الحد الأدنى للأجور، والمعاشات، والضرائب، والمهاجرين غير الشرعيين، والبطالة، وغيرها من المشكلات.

والمتوقع هو استمرار حالة عدم الإستقرار السياسي فى كتالونيا ـ بحد أدنى ـ لنهاية العام القادم 2019 نظراً لعناد رئيس الوزراء الاسباني سانشث، وإصراره على الاستمرار فى الحكم لنهاية الدورة الإنتخابية. مع إستمرار معارضة الأحزاب المعارضة لقراراته داخل البرلمان، مما سيعطل غالبية الإتفاقات التى قد يتخذها سانشث مع تورا. وبالتالي ستستمر المشاحنات بين الإنفصاليين والدستوريين داخل الإقليم. بل قد يزداد فيه التوتر، لأن الدستوريين قد فاض بهم الكيل من سخافات الإنفصاليين. وبدأ بعضهم ينضم لجماعات يمينية متطرفة منادية بالقومية الأسبانية كالنازيين الجدد وغيرها.

المشكلة (الكتالانية ـ الأسبانية) في نقاط

12 أكتوبر 2017


ـ أسبانيا من 500 سنة لها نفس حدودها السياسية الحالية.

ـ أسبانيا تتكون من 17 مقاطعة.

ـ كتالونيا هى واحدة من أغنى 3 مقاطعات فى أسبانيا. وتمد الخزانة الأسبانية حالياً بأكبر قدر من الميزانية العامة ولا تحصل فى المقابل على حصة مناسبة لما تقدمه.

ـ بعض المقاطعات ومنهم كتالونيا .. فيهم بعض الجماعات المطالبة بالإنفصال منذ زمن بعيد ـ وليس من الآن. والأسباب عديدة .. منها الحقيقي ومنها الأكذوبة .. منها السياسي ومنها الثقافى ومنها التاريخى ومنها الإقتصادى.

ـ الجماعة الإنفـصالية فى كتالونيا متنوعة .. بمعنى أن فيها اليسارى واليمينى والأناركى والإشتراكى والمتدين والملحد .. لا يجمعهم سوى النزعة القومية الإنفصالية.

ـ كتالونيا تتمتع بحكم ذاتى وبوضع خاص جداً فى الدستور الأسبانى .. أتاح للقوميين الأسبان على مدار النصف قرن الأخيرة، أن يشكلوا وجدان أبناءها من خلال المناهج التعليمية والراديو والتليفزيون وغيرهم بإتجاه النزعة الإنفصالية.

ـ كتالونيا يعيش بها قرابة 16% (حوالى 7.5 مليون نسمة) من تعداد سكان الشعب الأسبانى .. القوميون الراغبون فى الإنفصال منهم لا يتجاوزوا نسبة الـ 4% (حوالى 2 مليون نسمة) لا يشعرون بأى إنتماء لأسبانيا .. أما باقي الكتالان فينتمون بفخر لأرض كتالونيا ولجنسية أسبانيا. كمن ينتمى فى مصر مثلاً لأرض محافظة ما، لكنه يفخر بجنسيته المصرية. وهو الفارق بين الكتالان العاديون والقوميون.

ـ يسيطر القوميون الكتالان على كل مراكز عصب كتالونيا .. رئاسة وحكومة وبرلمان وإدارات محلية ووسائل إعلام ووزارة تعليم وغيرها من أدوات السيطرة على الإقليم. وهو ما جعل قدرتهم على الهيمنة داخل الإقليم واضحة ومسموعة، حتى يبدو للمراقب أن الجميع فى كتالونيا لهم نفس التوجه الإنفصالي. وهو غير صحيح.

ـ القوميون الكتالان متعالون نوعاً ما. وبالذات على باقى الشعب الأسباني. حيث يرددون دائماً أنهم أوروبيون بينما الأسبان أقرب إلى الأفارقة ـ وهى نزعة عنصرية بالطبع ـ وتظهر تلك النزعة فى كل شئ: قولاً وسلوكاً. وهو ما تسبب فى بعض المآخذ على الكتالان عموماً وليس فقط على القوميين منهم من قبل الكثيرين من الشعب الأسباني.

ـ لأول مرة فى التاريخ المعاصر، تتحالف حالياً كل الأحزاب الإنفصالية فى البرلمان حيث يحكمون كتالونيا معاً فى تحالف سياسي يجمع اليساري واليمينى وكل التوجهات .. بهدف وحيد وهو الإستقلال.

ـ فى نفس الوقت .. يحكم أسبانيا ككل حزب يمينى متشدد مكروه تماماً فى كتالونيا .. مما ساعد على إزجاء النزعة الإنفصالية .. خصوصاً مع إستفحال الأزمة الإقتصادية العالمية المؤثرة بشدة على إقتصاد أسبانيا، والتى زادت من نسبة البطالة وإرتفاع الأسعار وتقليل الخدمات الحكومية.

ـ منذ اللحظات الأولى لوصول تحالف القوميون الإنفصاليون للحكم، أعلنوا عن نواياهم فى الإنفصال. ولم تحرك الحكومة الأسبانية المركزية ساكناً تجاه ذلك. واكتفت بالسخرية والإستهانة بالأمر. لكن الإنفصاليون كانوا جادين وكانوا يستعدون بدراسة كل الإحتمالات وبوضع الخطط وبكيفية تنفيذها .. والحكومة الأسبانية لم تزل تسخر وتستهين.

ـ فى الأول من أكتوبر الجاري، ورغم كل التحذيرات والتهديدات .. أجرى الإنفصاليون إستفتاء الإستقلال بشكل درامي برعوا فى تسويقه إعلامياً لكسب التعاطف معهم محلياً ودولياً ـ وهم متمكنون من تقنيات الدعاية والإعلام ـ وأعلنوا نتيجته المتوقعة (حتى وإن كانت غير صحيحة وغير دقيقة) بأن مشيئة قرابة الـ 90% ممن أدلوا بأصواتهم، هى الإنفصال. وبناء عليه، تكون كتالونيا جمورية مستقلة إعتبارأ من تاريخ الإعلان, مع إرجاء الخطوات التنفيذية لذلك لأسابيع من أجل مزيد من المباحثات.

ـ جاء رد الفعل الأسباني أخيراً وإن كان متأخراً كثيراً، من خلال الملك ورئيس الحكومة والبرلمان وقادة الأحزاب والمفكرين .. إلى آخره .. بأن أعلنوا رفضهم القاطع لما جرى فى كتالونيا. وبالتمسك بوحدة أسبانيا وبدستورها الذى لا يسمح بذاك الإستفتاء الإنفصالي. وحاولوا منعه ثم لم يعترفوا بنتيجته. ولجأوا أيضاً للتلويح بتفعيل بنداً دستورياً يتيح للحكومة المركزية الأسبانية فى مثل تلك الظروف، إعتبار ما تم خيانة وحركة إنقلابية، ومن ثم يتيح للسلطات الأسبانية أيضاً إعتقال الرئيس الكتالانى وأعوانه ومحاكمتهم. وإلغاء أعمال البرلمان الكتالاني. وتعيين حكومة خاصة مؤقتة لإدارة كتالونيا حتى إجراء إنتخابات جديدة (أي إلغاء الحكم الذاتي). وأعطت لرئيس كتالونيا وبرلمان كتالونيا مهلة محددة تنتهي فى تمام الساعة العاشرة صباح يوم الإثنين 16 أكتوبر الجاري، لكي يعلنوا ويصدقوا رسمياً على إلتزامهم بالدستور الأسباني الذى أتى بهم إلى مناصبهم. وبأنهم لم ينفصلوا عن أسبانيا.

ـ في حال عدم إستجابة ورضوخ الرئيس الكتالاني ومن حوله لهذا الإنذار الدستوري. يكون لزاماً على الحكومة الأسبانية البدء فى تفعيل القانون بشكل تلقائى. وبحد أقصى يوم الخميس التالي أي الموافق 19 أكتوبر.

ـ كتالونيا لن تنفصل عن أسبانيا .. لكن المواطنين الكتالان أنفسهم، هم الذين انفصلوا عن بعضهم البعض. بين مؤيد ومعارض. ووصلت الأحوال بين الكثيرين منهم لدرجة القطيعة .. ناهينا عن الأضرار الإقتصادية الرهيبة التى يتعرض لها الإقليم حالياً، بهروب أكثر من نصف الشركات الكبرى لخارج الإقليم، وإنهيار البورصة بشكل مرعب. وغير متوقع أن يتم ترميم كل تلك الأضرار قريباً .. أما زعماء وقادة الإنفصاليون؛ فمعظمهم من الأثرياء الذين لن يتأثروا كثيراً بالنتائج الوخيمة الآتية لا محالة على شعب الإقليم.

عناد متبادل ومصير مجهول خلال ساعات

25 سبتمبر 2017

حسب الإحصائيات الرسمية .. إرتفعت فى إقليم كتالونيا، نسبة الراغبين فى الإنفصال عن أسبانيا، من 10% إلى 48% خلال السنوات العشر الأخيرة.

كتالونيا تعيش حالة من التوتر لم ألحظها خلال الربع قرن الماضية. أما الحالة فى باقي أسبانيا، ومن خلال متابعة القنوات التليفزيونية، فتبدو أهدأ كثيراً فى الشارع .. إلا السياسيين بالطبع. فجميعهم لا حديث لهم إلا إستفتاء إنفصال كتالونيا يوم 1 أكتوبر.

الحكومة المركزية عازمة على بسط سلطة القانون على الإقليم بكل الوسائل ومهما كانت العواقب. وفى المقابل، الحكومة الكتالانية أيضاً مصممة حتى الآن على إجراء الإستفتاء بأى طريقة .. حتى وإن لجأت لجمع أوراقه من المنازل وليس عبر الصناديق كما هو معتاد.

الناس فى كتالونيا ..
المعارضين والغير مهتمين .. بدأوا جميعاً يشعرون بشئ من الخوف.
وبالنسبة للمؤيدين، فبدأوا يشعرون أخيراً بالقلق مما سيحدث. حتى وإن تظاهر بعضهم بالعكس.
وسط هذا العناد المتبادل، ومع تدفق قوات الأمن إلى كتالونيا وإتخاذهم لبعض الإجراءات التى إستفزت الكثيرين. إرتفعت نسبة المؤيدين لإجراء الإستفتاء بزعم أنه حق من حقوق المواطنة، يرفضون منعهم عنه ـ لا للتصويت بنعم ـ بل فقط لأنه حقهم.
وفى نفس الوقت، إنخفضت نسبة المؤيدين للإنفصال، بعدما بدأوا يتابعون ويقتنعون بالآراء المتباينة والحقائق حول القضية فى وسائل الإعلام.

المشهد مرتبك فعلاً. ووصل لحد قول الإنفصاليين لغير المؤيدين للإنفصال، أنهم كتالان "درجة ثانية".

ما يدهشنى حقيقةً؛ تأييد كثير من العرب المجنسين حديثاً (مغاربة فى غالبيتهم العظمى) لفكرة الإنفصال. فهى ظاهرة لا أجد لها تفسير منطقي حتى الآن.

عموماً .. أظل على قناعتى بأن شئ ما سيحدث أول أكتوبر، لكنه لن يؤدى لمصادمات دامية، ولا لإجراء الإستفتاء، ولا لإنفصال كتالونيا.

ولازلت أيضاً مقتنعاً، بأن الخاسر فى هذا الصراع المختلق بواسطة الإنفصاليين، سيكونوا هم أنفسهم أولاً. وكتالونيا ومواطنيها ثانياً. حتى وإن عدّلت الحكومة المركزية بعض القوانين لكسب ود مواطني كتالونيا. ستظل هى الخاسرة من هذا كله. فالأسبان لا ينسوا بسهولة.

كررت أكثر من مرة أن الخاسر من جراء المطالبة بإنفصال كتالونيا ,, هى كتالونيا نفسها .. وقد بدأ الرعب الحقيقي من إشتعال حرب أهلية "داخل كتالونيا نفسها" .. حيث بدأ الكتالان الرافضون للإنفصال (أشبه بحزب الكنبة الصامت عندنا فى مصر) فى حشد أنفسهم والتظاهر أمام مقرات الحكومة الكتالانية الإنفصالية .. وترديد الهتافات المؤكدة على وحدة أسبانيا. وعلى أن كتالونيا جزء من أسبانيا. وتشجع القوات الأمنية. وتندد بمن أسموهم (الإنقلابيين) فى كتالونيا. وتطالب حكام كتالونيا الإنفصاليين بالإستقالة. مع ترديد النشيد القومي الأسباني وغيره من الأناشيد الوطنية. إلى آخره ..

وهذا التحرك بطبيعة الحال، جاء كرد فعل للتحركات السابقة المشابهة العكسية للإنفصاليين .. ودون شك ستزداد الأمور سخونة ساعة بعد ساعة مع إقتراب الأول من أكتوبر (باقي 4 أيام). وهى بالمناسبة وكما ذكرت إحدى السيدات فى تسجيل فيديو من وسط مظاهرة، هي أجواء تشبه الأجواء التى سبقت بداية الحرب الأهلية الأسبانية التى اندلعت فى 1936 وراح ضحيتها الملايين.

ما يحدث خطير .. والحزبان الحاكمان فى كل من كتالونيا، والحكومة المركزية الأسبانية .. هما المسئولان.



كتالونيا .. أسبانية حتى الآن



24 سبتمبر 2017


منذ يوم 11 سبتمبر وإلى الآن، قررت الحكومة الأسبانية، التصدى بمنتهى الحزم، لحكومة مقاطعة كتالونيا، التى قرر برلمانها بغالبية 52% إجراء إستفتاء للإنفصال عن أسبانيا.

وعليه؛ ومنذ يومئذ؛ يستمر تدفق قوات التدخل السريع وقوات العمليات الخاصة وقوات المفرقعات، إضافة لقوات فض الشغب والشرطة التقليدية من عدة أنحاء فى اسبانيا إلى مقاطعة كتالونيا .. الأعداد تجاوزت الألف بعد يومين فقط من بدء وصولهم، أي من حوالى عشرة أيام. ولا زالت أعدادهم تتزايد حتى وصلت اليوم لحوالي 3000 عنصر أمني.

من أكثر الموضوعات التى يركز عليه الإنفصاليون فى تعليقاتهم، هي تكلفة هذه العملية وحجم الإنفاق عليها من جانب الحكومة المركزية فى مدريد.

المفارقة الساخرة فى هذه النقطة .. أن الكتالان يُعرفون فى باقي أسبانيا ببخلهم وحرصهم البالغ على المال .. ولتثبيت هذه الفكرة عنهم .. فإنه على الرغم من أهمية قضية الإنفصال بالنسبة لهم وخطورتها، يظل حساب التكلفة المادية لنقل القوات الأمنية، هو شغلهم الشاغل.

على أية حال .. الجميع يعرفون مسبقاً أن غالبية الكتالان لا يريدون الإنفصال ..
فلماذا إذاً إصرار الحكومة الكتالانية الحالية على إجراء الإستفتاء؟؟ وعلى الرغم من عدم شرعيته القانونية والدستورية !!؟؟!!
أحد أعلام أسبانيا قال:(أسبانيا أقوى دولة أوروبية، بدليل أن الأسبان أنفسهم يحاولون تفتيتها منذ مثات السنين، ولم يفلحوا).
رأي الشخصي:
لا الكتالان ولا الباسك (المقاطعتان الساعيتان للإنفصال) سيتمكنا (حالياً) من تحقيق رغبتيهما.
أولاً .. لأن الديموجرافيا فى صالح الإستمرار داخل أسبانيا. حيث أن الغالبية العظمى من أبناء المقاطعتين من أبناء المقاطعات الأسبانية الأخرى.
ثانياً .. لأن المشكلة الأساسية هى مشكلة إقتصادية يمكن حلها لو كفت الحكومة المركزية التى يحكمها حزب يميني متشدد (غبى فى رأيي الشخصي) عن عنادها. لأنه بالفعل؛ الكتالان والباسك يقدمان لأسبانيا النصيب الأكبر من مواردها، مقارنة بباقى المقاطعات، بما يرفع من مستوى الآخرين ويضعف من مستواهما. (على سبيل المثال: سعر رغيف الخبز فى كتالونيا ضعف سعره فى مقاطعات أخرى) ونفس الحال في كل شئ. ولهذا يشعر المواطن فى كتالونيا بالظلم. فلو وجدوا الحل لهذه المشكلة، سينتهي أهم سبب للرغبة فى الإنفصال.
ثالثاً .. حضور أسبانيا القوي فى الإتحاد الأوروبي يمنع تأييد دول الإتحاد الـ 27 للإنفصال. فلن يجد الكتالان أي نصير لهم، اللهم بعض الجماعات والمنظمات الغير مؤثرة إلا فى فيسبوك وتويتر.
رابعاً .. الإجراءات الأمنية الصارمة التى بدأ تنفيذها بالفعل، ستمنع الإنفصال بالقوة. ماذا وإلا، سيكون البديل هو الحرب الأهلية. وهو بديل مستبعد لأن الأسبان مازالوا يعانون آثار أشرس حرب أهلية عرفتها أوروبا (1936 ـ 1939) ولا أظن أن شرزمة الإنفصالين الكتالان مستعدين لها أو يجرأون عليها.
خامسا .. أتوقع .. أن يوم 1 أكتوبر سيمر ببعض المشاكل. لكن لن تكون هناك مصادمات دامية. على عكس ما يتوقع الكثيرين من الكتالان أنفسهم.


يوم عصيب في "كل" أسبانيا


20 سبتمبر 2017


السلطات الأسبانية تحركت منذ صباح اليوم بقوة القانون فى عملية أمنية أطلقت عليها إسم إله الموت المصري القديم (العملية أنوبيس) لمنع الحكومة الكتالانية من إجراء إستفتاء الأستقلال، بأن قامت بإحتجاز 14 مسؤول كبير فى الحكومة الكتالانية، ومداهمة 41 مقر إداري ذو أهمية كبيرة. ومصادرة ملايين المطبوعات الورقية والإنترنتية الخاصة بالإستفتاء.

أيضاً فى الصباح .. كان البرلمان الأسباني مجتمعاً فى جلسة خاصة لمناقشة الحالة الكتالانية .. وحدثت مساجلات بين ممثلي الحكومة وممثلى الأحزاب المطالبة بالإنفصال، إنتهت بإنسحاب الإنفصاليين من الجلسة.

على الفور في برشلونة .. آلالف من الإنفصاليين تجمعوا فى وقفة إحتجاجية أمام مقر الحكومة الكتالانية وبإمتداد الساحة حتى شارع الرمبلا الشهير، حاملين أعلام كتالونيا وهاتفين ضد الحكومة الأسبانية ولصالح حقهم فى الإستفتاء والإنفصال. ومازالوا فى وقفتهم حتى هذه اللحظة.

مع مرور الوقت .. تجمعت آلاف آخرى أقل عدداً فى المحافظات الكتالانية الثلاثة الأخرى فى الميادين الكبرى فى كل محافظة. ومازالوا فى وقفتهم حتى هذه اللحظة.

الطرفان مصممان على موقفهما ,, الحكومة والأحزاب التقليدية متفقون على رفض إجراء الإستفتاء لعدم شرعيته القانونية .. والإنفصاليون مصممون على الإستمرار فيما هم عليه حتى إجراء الإستفتاء ومن ثم الإنفصال.

كتالونيا يعيش فيها حوالى 7 مليون نسمة ,, الإنفصاليون منهم ليسوا الأغلبية ,, على العكس تماماً هم أقلية فى الشعب الكتالاني .. لكن الإنفصاليين نجحوا حتى الآن في كسب تعاطف غيرهم بإشعارهم بالمظلومية التى يعانون منها. علماً بأن الدستور الأسباني يعطي مقاطعة كتالونيا حقوق سيادية لا تتمتع بها أي مقاطعة أخرى فى أى بلد أوروبية.

ظهر رئيس الحكومة الأسبانية لإلقاء بيان صحفي الساعة التاسعة مساءاً.

ملخص خطاب مانويل راخوي رئيس الوزراء (رئيس الدولة) الأسباني:
أن الحكومة الأسبانية لن تتراجع عن إتخاذ أي إجراء حازم لمنع إجراء إستفتاء الإنفصال فى كتالونيا. لكونه إستفتاء ضد الدستور. وفيه تعدي فج على القانون.
وبنبرة تحذيرية نصح المدبرين والمحرضين لهذا الإستفتاء ـ وهم قادة وكوادر الأحزاب الإنفصالية الذين يحكمون كتالونيا حالياً ـ بالإلتزام بالقانون الذى يجب عليهم أن يكونوا أول المدافعين عنه لكونهم أتوا للحكم من خلاله. وبعدم التعرض لغالبية الكتالان المعارضين للإستفتاء بأى أذى أو قمع مادي أو معنوي. حيث ثبت فعلياً أنهم تعرضوا لمضايقات خلال الأسابيع الماضية وإلى الآن.
وذكّر الإنفصاليون بأن مطلبهم مرفوض أسبانياً وأوروبياً ودولياً. فلن يجدوا أى داعم لهم مهما استمروا.
ملحوظة:
بإستثناء قناة الأخبار المحلية الكتالانية التى تعرض طوال اليوم مشاهد من أماكن التجمعات الشعبية المطالبة بالإنفصال .. باقي القنوات الأسبانية المختلفة تعرض برامجها العادية بشكل طبيعي.

رأيي الشخصى:الحزب الحاكم فى أسبانيا حالياً واسمه (الحزب الشعبي) .. وكذلك الحزب اليساري الكتالاني واسمه (حزب اليسار الجمهوري) هما سبب كل هذه الأحداث .. فالأول يميني محافظ متشدد بشكل بشع. والثاني إنفصالي متشدد بشكل بشع .. وتاريخ كليهما في هذا الصراع قديم، ويزداد يوماً بعد يوم بوجود كليهما على رأس السلطة فى كلا من الحكومة الأسبانية المركزية، والحكومة الكتالانية.
الأزمة مازالت معقدة وطويلة .. وسنرى.


القدس عربية

29 يوليو 2017


حماس عميلة خائنة، والجبهة الشعبية راكدة نائمة، وفتح حائرة متخبطة
وفلسطين تائهة ضائعة.
وحل القضية الوحيد، قاله القذافي منذ سنوات، وسخر منه الجميع. وهو تجمع كل اللاجئين الفلسطينيين والمهجرين قسراً والمهاجرين فى شتات الأرض، على كل الحدود الفلسطينية، ليقتحموا الحدود دفعةً واحدة ويدخلوا أراضيهم المحتلة على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
لكن الحقيقة الغير قابلة لأي جدال .. هي أن المهاجرين الفلسطينيين استقروا فى أوطانهم الجديدة بجنسياتهم الجديدة، ولا يفكروا فى العودة، لا هم ولا أبناءهم ولا أحفادهم. والكثيرون منهم يقتاتون على القضية التى صارت مصدر رزق لهم .. واللاجئين فى المخيمات العربية، اعتادوا حياتهم الفقيرة الجديدة منذ عقود، ولا يفكرون كذلك فى العودة .. أما فلسطينو الداخل، الذين يعاني غالبيتهم حقاً .. فهؤلاء لم يعد لديهم سوى الله.

أين هتاف وا أقصاه يا متأسلمين؟
ألا تهتفون به إلا ضد الحكومات والشعوب العربية؟

أرجو من الجميع، وبالذات من الفلسطينيين .. عدم الخلط بين موقفنا من القدس كأرض عربية مقدسة محتلة، واجبنا هو نصرتها حتى تحريرها .. وبين جرزان العصابات الفلسطينية الملعونة، وعلى رأسها عصابة حماس الصهيونية الإرهابية التي نتمنى زوالها من الوجود، شأنها شأن الكيان الصهيوني والكيان الإخوانجى المنحل .. فلن ننخدع بأى منهم مرة أخرى. ولم يعد يهمنا تحرير أرض من يتاجرون بأرضهم وبقضية بلادهم. ويخوننا سراً وعلانيةً .. ومن الخلف كجبناء .. وإنما فقط نهتم بالقدس، مهد المسيح وأولى القبلتين. وبإخواننا المقدسيين الشرفاء الذين لم يغادروا أرضهم ابداً، ويضربون يومياً ومنذ عقود، أعظم الأمثلة في البطولة والفداء.

إختفى عن مشاهد القدس وما يجري فيها حالياً .. مغاوير وأشاوس منظمات: سرايا القدس / كتائب القسام / بيت المقدس / أنصار بيت المقدس / كتائب شهداء الأقصى / جيش الأمة / جيش الإسلام / مجلس شورى المجاهدين / كتائب المجاهدين .. (يعنى منظمة حماس ومشتقاتها) .. فرجاءً لمن يعثر عليهم أن يبلغهم بخطورة الموقف في القدس .. الذي يحملون اسمه في شعاراتهم.


مر أسبوع
وأنا مازلت أتابع الأخبار
منتظراً خبر ظهور أشاوس ومغاوير وأسود الفصائل الحمساوية
لنصرة بيت المقدس وأهله

مصـــــــــر
تطلب جلسة طارئة لمجلس الأمن .. من أجل الأقصى
فرنسا والسويد .. تضامنا
حماس الإخوانية .. مختفية

للتاريخ
السيسي وسلمان وعبد الله وعباس
اتشتموا واتسبوا .. بعد دورهم في فك حصار الأقصى
من جمهور حماس فى فلسطين المحتلة

اللطيف فى القصة .. انهم لم يشتموا ولم يلعنوا ولم يسبوا صهاينة اليهود الذين حاصروا الأقصى ومنعوا الناس عن الصلاة ... ولم يظهروا إطلاقا خلال فترة الحصار .. وكنا نبحث عنهم ليل نهار ليطبقوا شعار واحد من شعاراتهم .. لكن فص ملح وذابوا .. إلى أن انتهت الأزمة .. فظهروا.
والألطف ... استمرار الكائنات الغير مفهوم طبيعتها وان كانت تشبه البشر، فى تأييد حماس وأمثالها إلى الآن!

رد فعل الحمساوية على إنهاء بعض قادة العرب لحصار الأقصى
وسكوت الفلسطينين عليهم
(علامة رضا أو خنوع)
شئ مُستفز


بعد عشرات من السنين، وبعد أن بذلوا ملايين الشهداء وملايين التضحيات ..
المغاربة والموريتانيين، حرروا بلادهم بأنفسهم من الأسبان والفرنسيين.
الجزائريون والتوانسة واللبنانيون والجيبوتيين، حرروا بلادهم بأنفسهم من الفرنسيين.
الليبيون والصوماليون، حرروا بلادهم بأنفسهم من الإيطاليين.
المصريون والسودانيون والعراقيون والسوريون واليمنيون والخليجيون، حرروا بلادهم بأنفسهم من البريطانيين.
والفلسطينيون .. !!!!!
لماذا ينتظرون غيرهم ليحرر بلادهم من الإسرائيليين؟؟ بل ويكيلون الإتهامات لغيرهم، ناهينا عن صفاقة ألسنة معظمهم ونكرانهم لكل جميل؟؟


(ما كنت أحب أن أتحدث فى هذا، ولا حتى أن أفكر فيه .. لكن كم البذاءات المتتالية منهم ـ وقبلها وبعدها ـ غدر بعضهم وتآمره وضلوعه فى إغتيال الجنود المصريين، بدلاً من جنود الصهاينة المحتلين لأرضهم .. دفعني لهذا. وأخشى أن يدفعني لأكثر منه لاحقاً إن لم يكفوا).

هناك مشكلة خطيرة في المفاهيم، وجب توضيحها ليكون الكلام مقبولاً وله معنى:
رقم 1 : المسجد الأقصى نفسه ليس محتلاً. ولا يجروء العدو الصهيوني على إحتلاله .. بدليل تعاقب الصلاوات فيه .. والتي إن توقفت مرة .. يهيج العالم كله ولا يهدأ، حتى يعود الناس لممارسة شعائرهم فيه. وإنما المحتل هو المدينة المحيطة به، وكل التراب الوطني الفلسطيني.

رقم 2 : صحيح أن المسجد الأقصى ليس ملكاً للفلسطينيين وحدهم، كما أن مكة ليست ملكاً للسعوديين وحدهم. وإنما هم حراس عليه بحكم نشأتهم في جواره ولا فضل لهم في ذلك.

رقم 3 : مصطلح "الأمة الإسلامية" هو مصطلح يخص العقيدة فقط. وكلمة "العقيدة" تعني فكرة الخالق عند المخلوق، وأسلوب المخلوق في عبادة الخالق .. وبهاتين الخاصتين تكون العقيدة هي العنصر الجامع لمجموعة أو مجموعات متناثرة من الناس، المتفقين على فكرة واحدة وأسلوب واحدة. فيكون اسمهم "أمة". وفى حالة أتباع رسول الله محمد بن عبد الله، يكون اسمهم "الأمة الإسلامية".


رقم 4 : حيث أن مفهوم "الأمة الإسلامية" هو مفهوم خاص بالعقيدة الدينية فقط، ولا يشترط أتباعه (لجهلهم) إدراج مفهوم "الوطنية" فيه .. فقد جرت العادة للأسف، على فصل الأمة عن الوطن .. وبالتالي .. تحولت عقيدة الأمة الإسلامية "لغباء أتباعها وجهلهم بحقيقة عقيدتهم" إلى عقيدة "عنصرية". تلغي حق أصحاب العقائد الدينية الأخرى في المشاركة في الدفاع عن أوطانهم. وتجعل مَن يقاوم منهم المحتل، مهمشاً وكأنه غير موجود .. فنرى مثلاً المناضل البطل الذي يصعب تكراره "جورج حبش" مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهى أقوى جماعة عرفها تاريخ النضال الفلسطيني، وأكثر جماعة كان لها إنجازات .. وكأنه لم يكن. بل ويقللون من شأنه، ويبالغ بعضهم فيرفضون حتى المشاركة مع جماعته، حتى ولو على حساب تحرير الأقصى. لأنهم أغبياء وجهلاء وعنصريين.
رقم 5 : يجب أن يكون الفرق واضحاً، بين تحرير التراب الفلسطيني، وهو مسئولية الشعب الفلسطيني وحده وليس غيره. ويأتي دورنا نحن (كعرب) إن أمكننا، في المقام الثاني.وبين تحرير بيوت الله في مدينة القدس .. وهي مسئولية كل المؤمنين من كل الأديان .. حائط البراق مسئولية اليهود، وكنيسة القيامة مسئولية المسيحيون، والمسجد الأقصى مسئولية المسلمون. ولكونهم يقعون في أرض يقطنها شعب (المقدسيون)، وفيهم من أبناء الطوائف الثلاثة .. فمرة أخرى، القضية في يدهم هم. وليس لنا إلا مد العون بقدر استطاعتنا.وبشرط .. أن يحترموا أنفسهم بعدم المساس بنا .. ولا أقول بعدم الغدر بجنودنا، ولا بعدم سب ولعن قادتنا ورموز دولنا. فهذا أمر مُفترض على الرغم من أنهم يقترفونه غيلةً وغدراً دائماً. مش كده والا إيه؟؟

وأخيراً وليس آخراً ..
يمكن لفلسطيني الشتات بجنسياتهم الجديدة وبأموالهم، العودة لفلسطين وتعديل ديموغرافيتها .. بدلاً من إتهام العرب. فهل فعلاً يريدونها؟!

المصالح تغلب

19 سبتمبر 2016 من حوالى سنة .. قصفت إحدى المروحيات المصرية حافلة، بالقرب من الحدود الغربية، لدخولها فى منطقة عسكرية محظورة. كانت الحافلة تحمل من قيل عنهم أنهم من السياح المكسيكيين ـ والله أعلم ـ ومخابرات الجيش المصرى أعلم ـ بحقيقة أمرهم. وقتئذ؛ قامت الدنيا ولم تقعد ضد الجيش المصرى .. وتألق نشطاء فيس بوك ويوتيوب المصريين "الثورجية وفلول الإخوانجية" للحد الذى زاد من الضغط الخارجى على مصر وجيشها .. وهو ما أوضح للجميع مرة أخرى بعد مرات، مدى كراهية هؤلاء لجيش بلدهم وبغضهم لبلدهم نفسه.
أول أمس .. قصف طيران الولايات المتحدة ومعه الطيران البريطانى والطيران الإسرائيلى، مناطق تمركز "الجيش العربى السورى" ـ جيش الدولة السورية ـ والذى بات يسيطر على مناطق إستراتيجية توفر له السيطرة شبه الكاملة على أرضه، في سبيل تحريرها من القاذورات البشرية المسمون بـ "الثورجية" ـ فرع سورية ـ على إختلاف مرجعياتهم، وعلى رأسهم هؤلاء الأوباش السفاحين الجبناء الذين يطلقون على أنفسهم "داعش". نعم ... قصف التحالف (الانجلو صهيو أمريكى) قوات الجيش السوري، المنوط بها تحرير الأرض السورية من دنس الإرهابيين !! ومنذئذ، لم يحدث أى رد فعل تهكمى قذر أو ساخر دنيئ من هؤلاء النشطاء ضد قوات التحالف المذكورة، ولم يحدث أى ضغط دولى على جيوش الكيانات الأرهابية الثلاثة المشاركة فيما يسمى بـ "قوات التحالف"، والتى حشدت نفسها وذهبت لسوريا بحجة محاربة الأرهاب !!!
الذى أدهش البعض ولم يدهشنى، أن الدولة الروسية الداعمة لسورية، قررت التفاوض مع الولايات المتحدة حول الحدث .. ليس إلا .. ولم ولن يدهشنى لأنى أفهم معنى أن تنظر كل دولة لمصالحها الخاصة، وأن العلاقات الدولية هى علاقات نفعية لا تعرف المشاعر. وأن الساذج المغفل فقط هو من يعتقد أن روسيا تدعم سوريا حباً فيها وليس حباً فى مصلحتها هى نفسها.
وهو ما يجب أن يكون عبرة للمصريين العاطفيين بطبعهم، الذين ينجرفون بمشاعر تأييدهم لدولة ما أكثر من غيرها، ظناً منهم أن أي منها ستهتم بمصالح مصر حباً فى سواد عيون مصر.

انتخابات أسبانيا 2015

28 سبتمبر 2015 



انتهى الآن عد الأصوات فى انتخابات الرئاسة والبرلمان بإقليم كتالونيا الأسبانى، بنتيجة كارثية بالنسبة لأسبانيا، ومن ثم للاتحاد الأوروبى .. بينما هى نتيجة سعيدة بالنسبة لنصف المجتمع الكتالانى الساعى للإنفصال عن اسبانيا .. حيث فاز الإنفصاليون بمجموع 73 مقعداً من مجموع 135 مقعد فى البرلمان الكتالانى، بينما بقي المعارضين للإنفصال بـ 63 مقعداً.

وفى أول تصريحات زعماء الأحزاب الإنفصالية بعد إعلان النتيجة، أكدوا على نيتهم العمل من صباح الغد من أجل تحقيق هذا الهدف، وهو الإنفصال عن أسبانيا .. وهو ما قد أعلنت الحكومة الأسبانية سابقاً أنها لن تقبل به وستمنعه بكل الوسائل ومهما كان الثمن، فى إشارة واضحة لإستخدام الجيش إن استدعى الأمر لمنع ذلك.
أسبانيا سوف تشهد أحداث سياسية داخلية محمومة جداً الفترة القادمة، وسيكون لها تأثير مباشر على الإتحاد الأوروبى كله، وقد يمتد تأثيرها على السياسة الدولبة كلها. فلنتابعها.

ست وحورس ,, صراع أزلي متجدد


27/9/2015



إستوقفنى خبر نشره الموقع الإلكترونى لصحيفة "البوابة" عنوانه:
("داعش" يجهز "تسونامي نووي" لإبادة البشرية)

وبعيداً عن سخريتى المعتادة وتهكمى الدائم من تلك المخلوقات الشاذة التى تدعي إحتكارها للدين وتأخذه شعاراً ووسيلة لتحقيق مآربهم .. أعود بذاكرتى لعام 2001 حين أيقظ بوش الصغير، هذا التنين الشرير الذى كان نائماً (بتعبير القصص والروايات الشعبية) أو الجن الشرير يأجوج ومأجوج المحبوسين (بتعبير الكتب الدينية) .. عندما راح يقصف ويقتل ويحتل أفغانستان، متعللاً بالقضاء على الإرهاب .. حينها قلت وكررت فى أكثر من مكان وأكثر من مناسبة، أن القادم خطير، ولن تستطيع أمريكا ولا أوروبا منعه ,, خصوصاً ,, والحماسة تملأ قلوب المستضعفين فى الأرض المتهافتين على اللحاق بركب داعش ـ وما أكثرهم فى كل مكان على سطح البسيطة ـ وهم الذين تربوا فى القرن الأخير على كراهية كل مخالف لهم، وعلى مناصبة العداء لكل من ليس معهم، وعلى كون دينهم فى خطر.
هذا الدين؛ الذى هو بالنسبة لهم ليس مجرد وسيلة لعبادة الخالق، وإنما هو بمثابة ملاذهم الوحيد للخروج من شقائهم الدنيوى الذى لا ينتهى، للآخرة التى يأملون فيها خيراً كثيراً يعوضهم.

قلت ما قلت وقال غيرى ما قالوا، وبقيت الحالة على سعيرها المضطرد بسرعة رهيبة، بدءً من "طالبان" فى أفغانستان، وصولاً لـ "الدولة الإسلامية ـ داعش" فيما يُعرف بالشرق الأوسط وما حوله.


فى متن خبر "البوابة" ينقل المراسل الصحفى الألمانى الذى عاش وسط "داعش" 10 أيام، إستفحال وخطورة هذا التنظيم، وأن المتطوعين المنضمين إليه هم بالفعل من كل أنحاء العالم. كما يؤكد على سيطرة هذا التنظيم على مقدرات عسكرية نووية تشي بنوايا داعش القضاء على البشرية المعادية لها. مما جعله يؤكد فى نهاية شهادته على إستحالة القضاء عليه بالقدرات العسكرية الأمريكية والأوروبية، وأن الوحيدين القادرين على مجابهة هذا التنظيم هم العرب أنفسهم، أصحاب الأرض وذو الثقافة نفسها.

أى أنه توصل إلى المقولة العربية: لا يفل الحديد إلا الحديد.


أذهب لأعماق التاريخ، فأتذكر أسطورة الشرير "ست" الذى مثله قدماءنا المصريين بعدة أشكال، أهمها شكل الثعبان الضخم أو التنين، والذى يتمدد ويتمدد إلى أن يتصدى له "حورس" الطيب أخيراً، فيحدث صراعاً طويلاً دامياً بينهما، ينتهى بأن يقتله حورس، محققاً بقتله العدل والسلام فى مصر والعالم.
  

أعود للحاضر، ولمصر، وأرى أنها الوحيدة المتماسكة إلى الآن بتوحد شعبها مع جيشها (بإستثناء بعض الرمم البشرية المنتسبين إليها) .. وأن سيطرتها الأخيرة على أراضيها بعد فقدانها لكثير من أرواح أبناءها الذين راحوا غدراً .. هى بمثابة سيطرة أولية أساسية، إستعداد للإنطلاقة الأهم .. إنطلاقة لخارج حدودها الغربية (ليبيا) والشرقية (قطاع غزة أولاً ثم سوريا لاحقاً) .. ولعل نوعية التسليح الجديد التى تم شراءها من طائرات رافال القاذفة عن بعد أميال، وحاملتي الطائرات مسترال .. وغيرهما ,, تؤكد على تغيير الإستراتيجية العسكرية المصرية المعتادة، من الدفاع عن أراضيها، إلى القدرة على التحرك والهجوم خارج أراضيها.

وفى هذا التوقيت الذى تتنامى فيه مخاطر داعش والدول التى تقف خلف داعش، أصبح واضحاً أن مقولة هذا الصحفى الألمانى تعنى مصر فقط، وفقط مصر .. فمرة أخرى .. هى الدولة الوحيدة فى المنطقة، ذات القدرات، والمحتفظة بثباتها، والتى تعول عليها المنطقة بالكامل، بل والعالم كله، للقضاء على هذا الخطر (الداهم ـ الآنى) فى نفس ذات الوقت.

أتوقع أحداث خطيرة جداً فى المستقبل المنظور، وأتمنى من كل المصريين أن يكونوا على قدر المسئولية .. فهو ليس وقت مزاح، فقد دقت طبول الحرب، وبدأت بالفعل منذ شهور ..
لكن غالبيتنا نحن المصريين ـ للأسف ـ لا يدروا بعد.

مؤتمر دعم وتنمية الإقتصاد المصري





12 مارس 2015





لتصل مصر إلى يوم إنعقاد المؤتمر الإقتصادى الذي سيبدأ بمشيئة الله غداً الجمعة 13 مارس 2015، والذى هو "دراع مصر" كما يصفه الرئيس السيسي، كان لابد على شعبها أن يمر بفترة عصيبة حالكة ممتدة منذ عقود طويلة تصل لقرون، تعثر خلالها كثيراً بفعل المؤامرات المتتالية المتعاقبة عليه، والتى انتهت "مؤقتاً" بفصلها الأخير المعروف باسم "سنة الإحتلال الإخوانجى البغيض" فى 30 يونيو 2013، حين ثارت ملايين الشعب؛ أفراداً وجماعات وأحزاب ونقابات وهيئات، ضد أولئك الخوارج السفهاء الخونة العملاء المحتلين، فأزاحوهم بمعاونة الجيش، وطهروا البلد من نخاستهم ونجاستهم عن سدة الحكم، وألقوا بهم إلى مزبلة التاريخ وإلى غير رجعة، ليلحقوا بسابقيهم من المحتلين الذين تعاقبوا عبر التاريخ على أرض مصر المحروسة.


النجاح بدرجة إمتياز لهذا المؤتمر، هو ضرورة حتمية لا تقبل أى إحتمال لأى هزة أو أى عبث .. وتكفي متابعة الجنون المسعور المحموم لمنع إقامة المؤتمر، من قبل الدول والدويلات والعصابات المعادية لمصر (اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا وقطر، إضافة لمجرمى عصابة حماس الفلسطينية) ، لتكون دليلاً جلياً على أهميته بالنسبة لمصر وللدول الصديقة لها.

لن تكون هناك حياة رغدة أو حتى معتدلة، دون توفر فرص العمل المناسبة والمجدية للمواطنين. ولن تتوفر فرص العمل تلك، بدون توفر المشاريع المختلفة. ولن تتوفر المشاريع، بدون توفر الأموال الطائلة. ولن تتوفر الأموال، بدون توفر المستثمرين. ولن يتوفر المستثمرين بعد ما مرت به مصر من أزمات سياسية وإقتصادية وأمنية طاحنة مؤخراً، بدون عقد هذا المؤتمر ..

هو إذاً بمثابة الحدث الأم لكل ما سيطرأ من أحداث إقتصادية ذات تأثيرات سياسية وإجتماعية. ووجب على كل المصريين وكل من المهتمين حقاً بتحسين أحوال مصر، أن يساهموا قدر استطاعتهم فى إنجاحه النجاح الكامل. 

مصر ـ فلسطين .. وحماس الصهيونية

11 أغسطس 2014

ما يحدث فى غزة حالياً كشف للأعمى حقيقة حماس والحمساوية .. ومن بقى على تأييدهم بعد افتضاحهم، فهو ملعون مثلهم، ولا يستحق أى رحمة أو شفقة

كما كشف للأعمى أيضاً، صدق المواقف المصرية وأنها الوحيدة
 بين كل بلاد الكرة الأرضية التى تدعم القضية الفلسطينة والشعب الفلسطينى بحق وبالأفعال وليس بالكلام والشعارات والأشعار الباكية الرنانة


ومن لا يرى مواقفها تلك فهو إما جاهل معذور على جهله، وإما حقير من الحقراء الذين لا عدد لهم ولا حصر من كثرتهم مؤخراً .. وسيبقى على وضاعته وحقارته حتى يفنى غير مأسوف عليه، بينما ستبقى مصر وفلسطين فى النهاية .. والأيام بيننا!




صحيح اننا كمصريين تعودنا على سماع النباح، ولهذا لا نرد عليه منذ فترة .. لكن الحق يقال .. الجهل والغباء والبجاحة ـ وبالذات البجاحة ـ لما يجتمعوا، ينجحوا فى استفزازى جداً أنا شخصياً


المهم

ان كان المدافعين عن صهاينة العرب "حماس" لا يعلموا شئ .. فالأفضل لهم أن يصمتوا حتى يعلموا ,, أما إن كانوا يعلموا ورغم هذا "يقاوحوا" على طريقة صهاينة العرب "حماس" .. فليعلموا أيضاً ان الرد عليهم لإخراسهم سهل سهولة إخراس صهاينة العرب "حماس" للأبد وعما قريب إن شاء الله.


وبدايةً أحب توضيح أن كاتب هذا الكلام التالى لاحقاً ـ يعنى أنا ـ أمضى 50 سنة هى عمره كله، مدافعاً بمنتهى الشراسة وبكل الأساليب عن فلسطين وعن الشعب الفلسطينى، معارضاً لسياسات مصر أحياناً إن كانت فى تقديرى آنذاك تتعارض مع مصالح فلسطين والفلسطينيين ,, لكن ما حدث ويحدث وما تم اكتشافه مؤخراً ,, جعلنى أنا نفسى ,, ألعن كل يوم وقفت فيه موقفاً معهم ,, فقد صدق من كان يقول عنهم جاحدين .. خونة خونة خونة 


(والكلام دائماً عمن يتهموا مصر وعمن يؤيدوا الخونة الرمم الحمساوية)

فبفرض حسن النوايا، وأن المدافعين من أبناء الشعب الفلسطينى أو غيره، عن صهاينة العرب "حماس" جهلة .. فليعلموا تمام العلم، أننا فى مصر لم نبخل أبداً وفى أى وقت عن دعم فلسطين والفلسطينية منذ الأزل، وأن قضيتهم هى قضيتنا للأبد ,, وأنه لم يحدث ولم يذكر التاريخ ,, أن أى بلد فى العالم فعل ربع ما فعلته ولازالت تفعله مصر لصالح فلسطين وقضيتها ,,


قد لا يعرف المدافعين عن "حماس" أن من جعل قضية فلسطين هى قضية االعرب كلهم ,, كانت مصر .. ومن لفت إهتمام العالم كله لقضية فلسطين .. كانت مصر ,, ومن دعمت المقاومة .. بل وأسستها .. كانت مصر .. ومن ومن ومن ومن ومن ... كانت مصر


فلا مجال للمزايدة على مصر .. ولا يقدر أى فلسطينى من شمالها لجنوبها أن ينكر فضل مصر إلا إذا كان جاحداً حقير ـ أو بطريقة أخرى ـ إلا إذا كان حمساوى عفن هالك بإذن الله



حماس تلك؛ تم إغتيال جنود مصر على الحدود بإشرافها وبمعرفة قاداتها ,, ومن لا يعرف عليه أن يصمت, 

ونعم، حدثت مصيبة ونكبة مصر فى 2011 بسبب ميليشيات حماس التى تسربت كالجرزان القذرة من الأنفاق التى كانت مصر تسكت عنها لدعم المقاومة بالأسلحة ولدعم الشعب فى غزة بالغذاء وبكل شئ ,, فإذ بالخونة الأنذال معدومو الشرف .. يستغلون كل هذا لطعن مصر التى إئتمنتهم من الخلف ,,
منتهى الحقارة والوضاعة والنذالة ,, منتهى الخسة، وحق عليهم الفناء قريباً وبأيدينا لا بيد غيرنا إن شاء الله .. وهذا وعد وقسم أخذناها على أنفسنا فى مصر .. ولن نهدأ حتى نثأر لشهداءنا الذين راحوا غدراً لمصلحة عصابة إرهابية مجرمة .. وقسماً بالله، لنقضى عليهم واحد واحد .. حتى ولو كان أفراد حماس هم كل الشعب الفلسطينى ,, فالخيانة لا تغتفر أبدااااا .. والمصرى لا ينسى ثأره أبداااااااااااااااا والأيام بيننا


وعلى الرغم من ثأرنا مع العصابة الصهيونية "حماس" .. وعلى الرغم من الظروف الداخلية الحرجة جداً والتى لم تحدث فى مصر من مئات السنين ,, وعلى الرغم من الضغوط الخارجية المكثفة على مصر ,, لم نتوقف عن دعم الشعب الفلسطينى المكلوم فى أزمته بكل المتاح عندنا ,, ورغم هذا ,, طلعوا علينا بجحودهم الذى صار عادة وسمة فيهم ,, تارةً يدعون أن المواد الغذائية فاسدة، وتارةً يدعون كذباً أننا نغلق مدخل رفح أمام المصابين منهم .. وتارةً يزعمون أن المبادرة المصرية هى لصالح إسرائيل، فيرفضوها بعد أن قبلوها ..
وتارةً وتارةً وتارة ...

خلاص .. صار الجحود سمتهم ,, وإنكار الجميل صفتهم ,, والغدر والخيانة فى دمهم


هل سمعتم عن أى بلد فى العالم كله، تفتح مدخلها الحدودى بدون رابط ولا نظام .. ليدخل منه ويخرج كل من هب ودب دون حسيب؟؟؟؟؟ متى وأين وكيف حدث هذا من قبل؟؟؟ لنتعلم منه ونقتدى به، ونترك حدودنا هكذا كأنها سبيل مفتوح؟؟


ولماذا يريدون مدخل رفح بالذاااااات؟؟؟؟ أليس عندهم 6 معابر أخرى؟؟ 
(6 معابر .. وليس مدخل حدودى)
لماذا رفح بالذاااااات؟؟؟؟؟؟؟


هل نيتهم هى تنفيذ مخطط الصهاينة اليهود (إسرائيل) والصهاينة العرب (حماس) بالنزوح من غزة إلى الأبد وإلإستيطان فى سيناء كوطن بديل؟؟؟
 


بالطبع سيرد العاقل منهم ـ إن كان فيهم عاقل ـ وسينفى هذه النية.
لكن هذا العاقل إن وُجد، يغيب عنه هذا المخطط الصهيوحمساوى .. والثابت بالوثائق المؤكدة، أنهم اتفقوا عليه بالفعل وبدأوا فى محاولة تنفيذه!!!

ثم يتهمون مصر .. وليس حماس ,,, بأنها ضد القضية الفلسطينية!!!


القصف يأتى من جيش الصهاينة ,,, فيسبون مصر ويلعونها!!!
وكأن مصر هى التى تقصفهم ,,, (جاتهم 60 نيلة على غباءهم المفضوح)


مصر عرضت الهدنة بالإتفاق مع كل الأطراف بعد 24 ساعة من بدأ الأحداث لمنع الكوارث البشرية والمادية
ورفضت حماس فى آخر لحظة ,,, فلعنوا مصر!!!



حماس هى التى استفزت الصهاينة فى البداية وبدون أى مبرر واضح فى هذا التوقيت بالتحديد
وردت إسرائيل بعنف كعادتها .... فاتهموا مصر!!!



حماس ألقت بقرابة 2000 مواطن مدنى فلسطينى للجحيم ومثل هذا العدد أو أكثر صاروا جرحى بعاهات مستديمة ,, ولم يتعرض أفراد حماس أنفسهم لأى أذى .. ورغم هذا رفضت الهدنة مرتين
فألقوا بالسبب على مصر!!!



حماس تسببت فى إفساد علاقة مصر كلها ـ حكومة وشعب ـ بالشعب الفلسطينى وبالقضية الفلسطينية
فلاموا مصر!!!



حماس قتلت آلاف الشباب الفتحاوى فى غزة ,, ومئات الشباب السلفى ,, وعشرات من شباب الفصائل الأخرى .. إضافة للمواطنين المحايدين لمجرد أنهم ليسوا مؤيدين لها ـ وكلها أخبار مؤكدة وموثقة باليوم والساعة وبأسماء الضحايا وأسماء مرتكبو الجرائم ـ ومسجلة فيديو ومنشورة على يوتيوب وكل انترنت ليراها الجاهل الغبى البجح إن أراد قبل أن يقاوح
ومع كل هذا ,, رأوا أن مصر هى العدو!!! 



ملعون أبو الغباء على أبو الجحود على أبو الجهل على أبو البجاحة

ملعونة الخيانة ,, ملعون كل من يؤيد خائن .. واللهم لا شماتة فيما يحدث للخونة