20 سبتمبر 2017
السلطات الأسبانية تحركت منذ صباح اليوم بقوة القانون فى عملية أمنية أطلقت عليها إسم إله الموت المصري القديم (العملية أنوبيس) لمنع الحكومة الكتالانية من إجراء إستفتاء الأستقلال، بأن قامت بإحتجاز 14 مسؤول كبير فى الحكومة الكتالانية، ومداهمة 41 مقر إداري ذو أهمية كبيرة. ومصادرة ملايين المطبوعات الورقية والإنترنتية الخاصة بالإستفتاء.
أيضاً فى الصباح .. كان البرلمان الأسباني مجتمعاً فى جلسة خاصة لمناقشة الحالة الكتالانية .. وحدثت مساجلات بين ممثلي الحكومة وممثلى الأحزاب المطالبة بالإنفصال، إنتهت بإنسحاب الإنفصاليين من الجلسة.
على الفور في برشلونة .. آلالف من الإنفصاليين تجمعوا فى وقفة إحتجاجية أمام مقر الحكومة الكتالانية وبإمتداد الساحة حتى شارع الرمبلا الشهير، حاملين أعلام كتالونيا وهاتفين ضد الحكومة الأسبانية ولصالح حقهم فى الإستفتاء والإنفصال. ومازالوا فى وقفتهم حتى هذه اللحظة.
مع مرور الوقت .. تجمعت آلاف آخرى أقل عدداً فى المحافظات الكتالانية الثلاثة الأخرى فى الميادين الكبرى فى كل محافظة. ومازالوا فى وقفتهم حتى هذه اللحظة.
الطرفان مصممان على موقفهما ,, الحكومة والأحزاب التقليدية متفقون على رفض إجراء الإستفتاء لعدم شرعيته القانونية .. والإنفصاليون مصممون على الإستمرار فيما هم عليه حتى إجراء الإستفتاء ومن ثم الإنفصال.
كتالونيا يعيش فيها حوالى 7 مليون نسمة ,, الإنفصاليون منهم ليسوا الأغلبية ,, على العكس تماماً هم أقلية فى الشعب الكتالاني .. لكن الإنفصاليين نجحوا حتى الآن في كسب تعاطف غيرهم بإشعارهم بالمظلومية التى يعانون منها. علماً بأن الدستور الأسباني يعطي مقاطعة كتالونيا حقوق سيادية لا تتمتع بها أي مقاطعة أخرى فى أى بلد أوروبية.
ظهر رئيس الحكومة الأسبانية لإلقاء بيان صحفي الساعة التاسعة مساءاً.
ملخص خطاب مانويل راخوي رئيس الوزراء (رئيس الدولة) الأسباني:
أن الحكومة الأسبانية لن تتراجع عن إتخاذ أي إجراء حازم لمنع إجراء إستفتاء الإنفصال فى كتالونيا. لكونه إستفتاء ضد الدستور. وفيه تعدي فج على القانون.
وبنبرة تحذيرية نصح المدبرين والمحرضين لهذا الإستفتاء ـ وهم قادة وكوادر الأحزاب الإنفصالية الذين يحكمون كتالونيا حالياً ـ بالإلتزام بالقانون الذى يجب عليهم أن يكونوا أول المدافعين عنه لكونهم أتوا للحكم من خلاله. وبعدم التعرض لغالبية الكتالان المعارضين للإستفتاء بأى أذى أو قمع مادي أو معنوي. حيث ثبت فعلياً أنهم تعرضوا لمضايقات خلال الأسابيع الماضية وإلى الآن.
وذكّر الإنفصاليون بأن مطلبهم مرفوض أسبانياً وأوروبياً ودولياً. فلن يجدوا أى داعم لهم مهما استمروا.
ملحوظة:بإستثناء قناة الأخبار المحلية الكتالانية التى تعرض طوال اليوم مشاهد من أماكن التجمعات الشعبية المطالبة بالإنفصال .. باقي القنوات الأسبانية المختلفة تعرض برامجها العادية بشكل طبيعي.
رأيي الشخصى:الحزب الحاكم فى أسبانيا حالياً واسمه (الحزب الشعبي) .. وكذلك الحزب اليساري الكتالاني واسمه (حزب اليسار الجمهوري) هما سبب كل هذه الأحداث .. فالأول يميني محافظ متشدد بشكل بشع. والثاني إنفصالي متشدد بشكل بشع .. وتاريخ كليهما في هذا الصراع قديم، ويزداد يوماً بعد يوم بوجود كليهما على رأس السلطة فى كلا من الحكومة الأسبانية المركزية، والحكومة الكتالانية.
الأزمة مازالت معقدة وطويلة .. وسنرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق