ديسمبر 2002
رغم إختلاف إتجاهاتنا السياسية، ومعتقداتنا الفكرية، إلا أننا نتفق جميعاً على سوء الحال الذى وصلت إليه بلادنا، والذى تجاوز تعبير السوء ووصل لحد الإنهيار، ونتفق جميعنا على ضرورة التغيير، ونتفق كذلك على أن المخطط المرسوم لنا والذى يسعون لتنفيذه رغماً عنا، هو أمر مرفوض مرفوض مرفوض ... مهما كانت الأسباب والمبررات.
لقد تجردنا جميعاً من الخلافات الشخصية، وإختلافات الرؤى، لنقف جميعاً فى خندق واحد دفاعاً عن مستقبلنا ومستقبل أبناءنا وبلادنا، وكى لانسمح لهم بالإستهانة بنا أكثر من ذلك، والإستخفاف بنا أكثر من ذلك، فكفاهم ما فعلوه بمصر، وبالقضية الفلسطينية، وبكل الأقطار العربية حتى الآن.
إننى أضم صوتى لصوت الجميع، مناشداً كل الأخوة فرداً فرداً، للمشاركة بفعالية فى حملة "لا لجمال مبارك"، ليتفاعل معها كل واحد، وكأنها خارجة منه، أى لينسى كل منا أنه يحتاج لقائد أو لموجه ليدله عما يجب عليه أن يفعل، وليتبنى هذا الموضوع بنفسه، فالقضية قضيته وليست لأحد غيره. ليعرف الحاكم أن هناك محكومين وأننا لسنا بحجارة صماء لاتسمع ولاتنطق، ليعرف أننا كائنات حية ولسنا جماد ساكن يفعل به مايشاء هو وأولاده.
إننا لا نعادى الحاكم ولا الحكومة، ولكن نريد تقويمها لما فيه خيرنا، هذا الخير الذى نسوه واكتفوا بالبحث عن خيرهم هم.
إننا كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام"فى رباط إلى يوم الدين" أى لا نسعى للفرقة، ولا نسعى لخراب، ولكن نسعى للوحدة وللإصلاح .. إصلاح ماقد خرب عن عمد أو عن جهل. وما يرمون لتحقيقه الآن إلا مزيداً من الخراب للبلاد، وإستغلالاً لبساطة الشعب وطيبته، لتحقيق مزيداً من السلطة ومن النفوذ الشخصى، وكأنهم قد ورثونا.
فإن إعتدلوا، فنحن معهم، وإن أصروا على ماهم فيه، فسنستمر على ما نحن فيه من فضح لهم ومقاومتهم بما ملكنا من أساليب.
إن كانت يد السلطة، وحساسيات حزب المعارضة "الوفد" .. قد منعت نشر رسائل تلك الحملة فى موقع الحزب المعارض، ومنعت ترك الناس من حتى القدرة على التعبير بالرأى، فلن يمنعونا عن التفكير ولا عن البوح بما نعتقد، سواء فرادى أو مجتمعين .. فلتنشروا ما تشاؤا وتبحثوا ما تشاؤا، وتدعوا لما تشاؤا .. لأننا لسنا بحزب يخشى ردع السلطة ولا بجماعة نخشى أن يحظرونا، بل نحن أفراد مستقلين تماماً وأحراراً تماماً .. ومصريين تماماً.
لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكن ..
ومع الحماس الشديد للحملة ..وبعد متابعة الكثير من المقالات والآراء حول موضوع التوريث وحملة لا لجمال مبارك، قعدت مع نفسى ساكت ومبلم أفكر معاها .. سألت نفسى وجاوبتنى، وإليكم الحوار الذى دار معها:
ـ عن أى شعب نتحدث؟
ـ الإجابة: عن شعب محصور بين حدى الجوع والموت منذ عقود. عن شعب لم يتعود المشاركة السياسية منذ بدء الخليقة، اللهم فى بعض المواقف التى اعتبرت تاريخية .. لندرتها. عن شعب قدرى بالدرجة الأولى، آمن دائماً بوصول الفيضان بعد الجفاف، والجفاف بعد الفيضان .. وهكذا دواليك، ودون تدخل شخصى منه. عن شعب تتجاوز فيه نسبة الأمية الثقافية (عموماً) أكثر بكثير من نصف تعداد سكانه. عن شعب لم يختار حاكمه أبداً. وحتى عندما أحب إخناتون .. تآمر من بالقصر عليه. (وأقصد إخناتون تحديداً، فلا يفسرها أحد بالسادات، شتان بين الشخصين). عن شعب مغيب تماماً بواسطة وسائل الإعلام، والمخدرات. عن شعب مكبوت بفعل قانون الطوارئ. عن شعب يخشى الإعلان عن دينه بالطريقة التى يحبها وإلا أعتبر إرهابياً. عن شعب يخشى المصارحة بيساريته وإلا إتهم بالشيوعية والإلحاد. عن شعب يخشى الحديث عن أفكاره الحرة، كى لايؤخذ بتهمة الجاسوسية والعمالة.
وسألت نفسى: ـ وما إمكانيات هذا الشعب، وما فرصه؟
ـ والإجابة: إمكانيات بالمنطق وبالحسابات الرياضية = معادلة ليس لها حل. إمكانيات إنفعالية وحماسية = هيصة وزيطة وزمبليطة لمدة كام يوم، ويا إما تنتهى على ولاحاجة، والناس تنسى بعد كام يوم .. يا إما تنسى برضه بس بعد مايتبهدلوا كثير فى السجون .. مشكلـــــــــــــة!
ـ طيب والحل؟ ـ ننضم لحزب نستخبى جواه زى ما بيفكر البعض؟
ـ ياريت، هو كان أكبر حزب معارض نفع نفسه؟ .. ما إحنا شوفنا اللى فيها، قالوله: بخ .. وقع من طوله، ورمى الفوطة البيضا.
ـ طيب نعمل إحنا حزب؟
ـ ياريت، ماكانش ينعز، حزب الوسط من 5 سنين منتظر .. وحيفضل منتظر إلى ماشاء الله، وإسمه حزب، من ناس لحم وشحم موجودة قدام عين الحكومة، وعارفين عنهم كل حاجة وأنهم فى السليم. فمن نحن ياترى لنعمل حزب والا تنظيم؟ إحنا حيالله شوية أسامى بترغى عبر الأثير وما حدش يعرفها .. من قال إن أنت إسمك هشام؟ إثبت .. والا مثلاً حد فى الدنيا يبقى إسمه عنكبوت والا الشبح والا بطيخة؟ .. يالله مش مهم، أهو كل واحد وظروفه، ومش موضوعنا .. بس من أول شروط تكوين الحزب؛ أن يكون الشخص كامل للأهلية، وعلشان يكون كامل لها، لازم أولاً نعرف ونتأكد هو مين .. ومن وراء الشاشة اللذيذة اللى إحنا وراها، ماينفعش.
أنا: ـ طيب بلاها الحزب، إحنا نخلينا فى الرسائل الإلكترونية، والمنتديات، وأهى جايز تضرب معانا، وتنفع وتجيب نتيجة، مين عارف، يوضع سره فى أضعف خلقه (الإلكترون طبعاً)، وبرضه العيار اللى مايصبش يدوش، ويا مسهل.
نفسى: ـ أهو ديه ممكن، لكن برضه مش مضمونة علطول، لو زودتم العيار حيضربوكوا بواحد هاك جو/جو معتبر يدمركوا واحد ورا التانى إن شاء الله ..، بس ما تقاطعش إنت بس.
ـ طيب والحل .. فى عرض النبى نفسى أعرف الحل؟ حأتخنق من اللى شايفه بيحصل فى البلد ..
ـ 1/ الأمر الواقع أن فيه حملة الكترونية بدأت بالفعل، كويس. ضرورى إستغلالها، ضرورى الإستمرار فيها، وبشدة، ضرورى تكثيف عملية البريد الإلكترونى، بحيث لا يمر يوم دون أن يتسلم كل من يقرأ العربية رسالة جديدة.
2/ الرسائل لازم تكون قصيرة جداً، حتى ولو جملة واحدة لا أكثر، أو صورة دون تعليق، كى لا يمل الناس من القراءة.
3/ لايجب التركيز على عناوين المصريين فقط، باقى العرب أيضاً لابد أن يتسلموها، فهم سينقلوها للمصرين من معارفهم، أو سينشروها فى مواقعهم أو منتديات لا نعرفها.
4/ بعد إرسال تلك الرسائل التلغرافية لمدة أسبوع مثلاً، يتم إرسال رسالة مطولة، فقد حدث لدى المتلقى التشويق اللازم لمعرفة من وراء تلك الرساثل (الشيقة) التى يتسلمها يومياً.
5/ يستمر الحال دون توقف إلى إشعار آخر.
6/ الكتابة فى كل المنتديات المعروفة، ونشر الدعوة أمر جيد، لكن يجب أن يكون هناك منتدى أساسى، قاعدة للتجمع والإنطلاق، حيث تتم مناقشة الأفكار الأساسية وعرض التفاصيل لمن يرغب فى الإطلاع عليها. ماذا وإلا، سيحدث تشتيت غير محمود.
7/ لابد من معرفة أن الشعب المصرى بأكمله، أو .. لنقل فى غالبيته العظمى، لايثق فى أى حزب سياسى قائم اليوم. فهى أحزاب أثبتت بجدارة فائقة تحسد عليها، فشلها الذريع. فالتفكير فى الإنطواء تحت لواء أى حزب لأخذه كحماية لأفكارنا وخططنا، سيؤدى لقتل حماس الناس، إضافة إلى أن قصور الكثيرين فى التفكير، سيمنع الليبرالى من الإنضمام لحزب شيوعى، وسيمنع الشيوعى من الإنضمام لحزب إسلامى، والرجعى من الإنضمام للوحدوى، وهكذا، تفقد القضية وحملتها أنصارها، بسبب الشكليات.
8/ وبما أننا مقتنعون بشبه إستحالة تكوين حزب جديد لنا، وبأننا دون أى صفة رسمية، لن نؤثر فى الشعب بما يجب، فالحل البديل والوحيد هنا، هو العمل على توحيد الأحزاب وتجميعها، كى يتفقوا جميعاً (وقد فعلوها مرة من قبل). أى يجب أن نصل مباشرةً إلى قيادات تلك الأحزاب، وأن نعرض عليهم تفصيلياً كل مقترحاتنا وآراءنا، ورغبتنا فى إتحادهم لمصلحة البلد والأمة، على نقاط بيان يوجه للشعب .. وبيان آخر يوجه للرياسة.
9/ الأحزاب متحدة من جهة، ومستخدمى انترنت من جهة أخرى، وطلاب الجامعة وأهاليهم من عمال المصانع والفلاحين .. ونسيبنا من الموظفين (قطاع عام وخاص) علشان دول خلاص واخدين على عيشتهم .. نضمن أن بوصول شهر فبراير، نكون عملنا حاجة إن شاء الله ...
10/ طرح أحدهم فكرة عن تنظيم أنفسنا، وهى فكرة جيدة، ولكن ليست لهذه المرحلة. ففى هذه المرحلة، قوتنا ومصداقيتنا تأتى من فرديتنا وعدم إنضمامنا لأى تنظيم. لأن أى تنظيم من أى نوع، سيسهل من تلفيق التهم، وسيبث الخوف فى عقول وقلوب الناس. خلينا كدة أحسن دلوقت. ضرورى نعرف مستلزمات كل مرحلة. والمرحلة الحالية، هى مرحلة لاتحتاج لأى تنظيم من هذا النوع، يكفى أن نتفق فيما بيننا وعلى الهواء وعلى الملأ، فهذا يؤكد للعالم كله مصداقيتنا. والا إيــــه؟
11/إضافتكم لما سبق سيكون شئ مفيد، أما الإنقاص، فأخشى أنه سيضرب كل ما نحاول عمله.
ودمتم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق