الأحد 1 مايو 2016
السُذج فقط .. هم من يعتقدون أن كل أزمات الوطن العربى، سببها القيادات العربية وسوء إدارتهم وفسادهم وضعفهم إلى آخره.
السُذج فقط .. هم مَن لا يروا حتى الآن، أن صدام حسين ومعمر القذافى وعلى عبد الله صالح وزين العابدين بن علي ومحمد حسنى مبارك، قد اختفوا من المشهد السياسى تماماً منذ سنوات. وأن أحوال بلادهم قد إزدادت سوءاً بعد إزاحتهم. لدرجة أنها لم تعد بلاداً بل مجرد "خرابات" تعيش فيها الأشباح. اللهم إلا "مصر" التى أنقذتها العناية الإلهية "حتى الآن" بتصدر جيشها للمواجهة بحكمة وحزم.
السُذج فقط ,, هم من لا يعرفوا التاريخ المعاصر. ولا يروا ولا يسمعوا كل أخبار العالم عموماً، والمنطقة خصوصاً، ولا يُقَدِّرون مدى خطورة الأوضاع ـ عليهم هم أنفسهم قبل غيرهم ـ وما زالوا غير مدركين رغم الأحداث والأخبار المتتالية، أن بلادنا فى حرب شاملة حقيقية على كل المستويات ومن كل الإتجاهات.
السُذج فقط .. هم من لا يعوا بعد، أن هذه الحرب التى تخوضها بلادهم، تفرض على الجميع سلوكاً واعياً يُلزم الجميع بالتكاتف والتآزر التامين، والتغاضى عن بعض السلبيات أو عدم تضخيمها، كي لا تشتت ولا تُفرِّق فى وقت يحتاج الجميع فيه إلى التوحد أمام الأخطار المتعاظمة يوماً بعد يوم. وإلا إنهار المعبد فوق رؤوس الجميع.
السُذج فقط .. هم من لم يفهموا بعد، ما قيل ويقال مراراً، من أننا بالفعل نعيش فترة ستتوقف عندها كتب التاريخ طويلاً. هى مرحلة "الحرب العالمية الثالثة"، الدائرة بالفعل منذ بداية الألفية الثالثة، والمتفاقمة يوماً بعد يوم، والتى وصلت حالياً لأوج مراحلها فى منطقتنا.
السُذج فقط .. هم مَن لا يلاحظوا مِن ضمن ما يجب عليهم أن يلاحظوا، ما يجري الآن بين روسيا والولايات المتحدة، وما يجرى بين مصر وإسرائيل، وما يجرى بين سوريا وتركيا، وما يجرى بين السعودية وإيران، وما يجرى بين بريطانيا وفرنسا، وما يجرى بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى، وما يجرى بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وما يجرى فى ليبيا على الحدود المصرية، وما يجرى فى السودان على الحدود المصرية، وما يجرى من عصابة حماس على الحدود المصرية، وما يجرى من أثيوبيا فى المياه المصرية، وما يجرى بين اليمن والسعودية، وما يجرى فى العراق، وما يجرى فى نيجريا، وما يجرى في دول البلقان، وما يجرى فى أفغانستان، وما يجرى فى الجزائر، وما يجرى فى مالى .. إلى آخره .. وما ينتج عن كل تلك الصراعات العسكرية والإقتصادية والسياسية من تحالفات بين بعضهم البعض ضد بعضهم البعض، مؤداها تغيير خريطة العالم التى عهدناها جغرافياً وسياسياً وثقافياً وسكانياً. لمصلحة المنتصرين بنهاية تلك الحرب، وعلى أشلاء المهزومين فيها.
السُذج فقط .. هم مَن لا يعوا بعد أنه صراع بقاء .. نكون فيه أو لا نكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق