Insignia identificativa de Facebook

Translate

عن إغتيال المهاجرين العرب



4 فبراير 2018



إغتيال جديد بطلق ناري لشاب من أصول جزائرية، فى فرنسا. هو الإغتيال العاشر من نوعه وبنفس الطريقة. فى الأسابيع الأخيرة. ففي الوقت الذى ينشر السذج من الإخوانجية وأمثالهم، بمنتهى البهجة والشعور المتخلف بالإنتصار على العدو الوهمي الذى صنعوه فى مخيلاتهم، أخبار وصور صلاة المسلمين فى شوارع أوروبا وأمريكا. وإسلام فلان وتأييد علان للدين الإسلامي والمسلمين. ووصول واحد أو اثنين من أصول عربية إلى مناصب وزارية فى بعض تلك الدول ـ في نفس الوقت ـ تتصاعد بين شعوب هذه البلاد، النعرات القومية التى تأخذ أحياناً شكلاً عنصرياً ضد العرب والمسلمين المقيمين عندهم. بحيث لا يمر شهر إلا وتحدث فيه عملية إغتيال لمواطن مسلم أو من أصول عربية. ولا يمر أسبوع إلا ويتم إعتقال مواطن مسلم أو من أصول عربية بتهمة الإرهاب أو الإشتباه فيه. ولا يمر يوم إلا ويشكو فيه الكثير من المسلمين ذوي الأصول العربية من التهميش المجتمعي لهم فى تلك البلاد.
الواقع؛ أن تلك الشعوب لا تعادي العرب ولا المسلمين المقيمين بينهم هكذا دون مبرر. لكنها ضجرت مع مرور الوقت من أفعالهم التى باتت تهدد ثقافتها. كما تهدد الأمن والسلم العام فيها. أي أن الخطأ يقع بالأساس على من يصورون أنفسهم ضحايا، بينما هم يتمتعون بما لا يحلمون به فى بلادهم الأصلية فى معظم مناحي الحياة. وما أن يزداد عددهم فى منطقة ما، حتى يشرعون فى محاولات فرض ثقافتهم وأنماط حياتهم على المجتمع المضيف لهم، الذى استقبلهم واحتواهم ومنحهم نفس الفرص التى يمنحها لمواطنيه الأصليين. دون مراعاة لأبسط قواعد الأصول، ناهينا عن الشكر والعرفان. ولأن بلاد أوروبا وأمريكا كما وصفهم الإمام محمد عبده، منذ أكثر من مائة سنة "بلاد إسلام بدون مسلمين" .. أي أن شرائعها وقوانينها وسلوك شعوبها اليومي، أقرب لتعاليم الدين الإسلامى من المسلمين أنفسهم. فنجد وسط تلك الشعوب، مَن ينبروا للدفاع عن حقوق المهاجرين وطلب المزيد لهم. تحت ذرائع عديدة، أبسطها "مراعاة الحالة النفسية للمغتربين بعيداً عن أوطانهم". ونجد فى المقابل إستغلالاً لا هوادة فيه لهؤلاء "الطيبين" من "بعض" المهاجرين بطرق عديدة. صحيح أن الناس ليسوا كلهم سواء فى كلا الطرفين. فكما يوجد أناس طيبة وخيرة وشريفة، يوجد أناس جاحدة وحقودة ونذلة. لكن بسبب السيئين تنشأ الأزمات وتتفاقم .. وتنشر الصحف فى النهاية أخبار العنف الممنهج الذى يحصد الأرواح من الجانبين. كلمة حق .. الضيوف بسلوكهم هم المسئولين أولاً. ولأنها كلمة حق ـ فكالعادة ـ لن تعجب أصدقائى المهاجرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق