Insignia identificativa de Facebook

Translate

المشكلة (الكتالانية ـ الأسبانية) في نقاط

12 أكتوبر 2017


ـ أسبانيا من 500 سنة لها نفس حدودها السياسية الحالية.

ـ أسبانيا تتكون من 17 مقاطعة.

ـ كتالونيا هى واحدة من أغنى 3 مقاطعات فى أسبانيا. وتمد الخزانة الأسبانية حالياً بأكبر قدر من الميزانية العامة ولا تحصل فى المقابل على حصة مناسبة لما تقدمه.

ـ بعض المقاطعات ومنهم كتالونيا .. فيهم بعض الجماعات المطالبة بالإنفصال منذ زمن بعيد ـ وليس من الآن. والأسباب عديدة .. منها الحقيقي ومنها الأكذوبة .. منها السياسي ومنها الثقافى ومنها التاريخى ومنها الإقتصادى.

ـ الجماعة الإنفـصالية فى كتالونيا متنوعة .. بمعنى أن فيها اليسارى واليمينى والأناركى والإشتراكى والمتدين والملحد .. لا يجمعهم سوى النزعة القومية الإنفصالية.

ـ كتالونيا تتمتع بحكم ذاتى وبوضع خاص جداً فى الدستور الأسبانى .. أتاح للقوميين الأسبان على مدار النصف قرن الأخيرة، أن يشكلوا وجدان أبناءها من خلال المناهج التعليمية والراديو والتليفزيون وغيرهم بإتجاه النزعة الإنفصالية.

ـ كتالونيا يعيش بها قرابة 16% (حوالى 7.5 مليون نسمة) من تعداد سكان الشعب الأسبانى .. القوميون الراغبون فى الإنفصال منهم لا يتجاوزوا نسبة الـ 4% (حوالى 2 مليون نسمة) لا يشعرون بأى إنتماء لأسبانيا .. أما باقي الكتالان فينتمون بفخر لأرض كتالونيا ولجنسية أسبانيا. كمن ينتمى فى مصر مثلاً لأرض محافظة ما، لكنه يفخر بجنسيته المصرية. وهو الفارق بين الكتالان العاديون والقوميون.

ـ يسيطر القوميون الكتالان على كل مراكز عصب كتالونيا .. رئاسة وحكومة وبرلمان وإدارات محلية ووسائل إعلام ووزارة تعليم وغيرها من أدوات السيطرة على الإقليم. وهو ما جعل قدرتهم على الهيمنة داخل الإقليم واضحة ومسموعة، حتى يبدو للمراقب أن الجميع فى كتالونيا لهم نفس التوجه الإنفصالي. وهو غير صحيح.

ـ القوميون الكتالان متعالون نوعاً ما. وبالذات على باقى الشعب الأسباني. حيث يرددون دائماً أنهم أوروبيون بينما الأسبان أقرب إلى الأفارقة ـ وهى نزعة عنصرية بالطبع ـ وتظهر تلك النزعة فى كل شئ: قولاً وسلوكاً. وهو ما تسبب فى بعض المآخذ على الكتالان عموماً وليس فقط على القوميين منهم من قبل الكثيرين من الشعب الأسباني.

ـ لأول مرة فى التاريخ المعاصر، تتحالف حالياً كل الأحزاب الإنفصالية فى البرلمان حيث يحكمون كتالونيا معاً فى تحالف سياسي يجمع اليساري واليمينى وكل التوجهات .. بهدف وحيد وهو الإستقلال.

ـ فى نفس الوقت .. يحكم أسبانيا ككل حزب يمينى متشدد مكروه تماماً فى كتالونيا .. مما ساعد على إزجاء النزعة الإنفصالية .. خصوصاً مع إستفحال الأزمة الإقتصادية العالمية المؤثرة بشدة على إقتصاد أسبانيا، والتى زادت من نسبة البطالة وإرتفاع الأسعار وتقليل الخدمات الحكومية.

ـ منذ اللحظات الأولى لوصول تحالف القوميون الإنفصاليون للحكم، أعلنوا عن نواياهم فى الإنفصال. ولم تحرك الحكومة الأسبانية المركزية ساكناً تجاه ذلك. واكتفت بالسخرية والإستهانة بالأمر. لكن الإنفصاليون كانوا جادين وكانوا يستعدون بدراسة كل الإحتمالات وبوضع الخطط وبكيفية تنفيذها .. والحكومة الأسبانية لم تزل تسخر وتستهين.

ـ فى الأول من أكتوبر الجاري، ورغم كل التحذيرات والتهديدات .. أجرى الإنفصاليون إستفتاء الإستقلال بشكل درامي برعوا فى تسويقه إعلامياً لكسب التعاطف معهم محلياً ودولياً ـ وهم متمكنون من تقنيات الدعاية والإعلام ـ وأعلنوا نتيجته المتوقعة (حتى وإن كانت غير صحيحة وغير دقيقة) بأن مشيئة قرابة الـ 90% ممن أدلوا بأصواتهم، هى الإنفصال. وبناء عليه، تكون كتالونيا جمورية مستقلة إعتبارأ من تاريخ الإعلان, مع إرجاء الخطوات التنفيذية لذلك لأسابيع من أجل مزيد من المباحثات.

ـ جاء رد الفعل الأسباني أخيراً وإن كان متأخراً كثيراً، من خلال الملك ورئيس الحكومة والبرلمان وقادة الأحزاب والمفكرين .. إلى آخره .. بأن أعلنوا رفضهم القاطع لما جرى فى كتالونيا. وبالتمسك بوحدة أسبانيا وبدستورها الذى لا يسمح بذاك الإستفتاء الإنفصالي. وحاولوا منعه ثم لم يعترفوا بنتيجته. ولجأوا أيضاً للتلويح بتفعيل بنداً دستورياً يتيح للحكومة المركزية الأسبانية فى مثل تلك الظروف، إعتبار ما تم خيانة وحركة إنقلابية، ومن ثم يتيح للسلطات الأسبانية أيضاً إعتقال الرئيس الكتالانى وأعوانه ومحاكمتهم. وإلغاء أعمال البرلمان الكتالاني. وتعيين حكومة خاصة مؤقتة لإدارة كتالونيا حتى إجراء إنتخابات جديدة (أي إلغاء الحكم الذاتي). وأعطت لرئيس كتالونيا وبرلمان كتالونيا مهلة محددة تنتهي فى تمام الساعة العاشرة صباح يوم الإثنين 16 أكتوبر الجاري، لكي يعلنوا ويصدقوا رسمياً على إلتزامهم بالدستور الأسباني الذى أتى بهم إلى مناصبهم. وبأنهم لم ينفصلوا عن أسبانيا.

ـ في حال عدم إستجابة ورضوخ الرئيس الكتالاني ومن حوله لهذا الإنذار الدستوري. يكون لزاماً على الحكومة الأسبانية البدء فى تفعيل القانون بشكل تلقائى. وبحد أقصى يوم الخميس التالي أي الموافق 19 أكتوبر.

ـ كتالونيا لن تنفصل عن أسبانيا .. لكن المواطنين الكتالان أنفسهم، هم الذين انفصلوا عن بعضهم البعض. بين مؤيد ومعارض. ووصلت الأحوال بين الكثيرين منهم لدرجة القطيعة .. ناهينا عن الأضرار الإقتصادية الرهيبة التى يتعرض لها الإقليم حالياً، بهروب أكثر من نصف الشركات الكبرى لخارج الإقليم، وإنهيار البورصة بشكل مرعب. وغير متوقع أن يتم ترميم كل تلك الأضرار قريباً .. أما زعماء وقادة الإنفصاليون؛ فمعظمهم من الأثرياء الذين لن يتأثروا كثيراً بالنتائج الوخيمة الآتية لا محالة على شعب الإقليم.

عناد متبادل ومصير مجهول خلال ساعات

25 سبتمبر 2017

حسب الإحصائيات الرسمية .. إرتفعت فى إقليم كتالونيا، نسبة الراغبين فى الإنفصال عن أسبانيا، من 10% إلى 48% خلال السنوات العشر الأخيرة.

كتالونيا تعيش حالة من التوتر لم ألحظها خلال الربع قرن الماضية. أما الحالة فى باقي أسبانيا، ومن خلال متابعة القنوات التليفزيونية، فتبدو أهدأ كثيراً فى الشارع .. إلا السياسيين بالطبع. فجميعهم لا حديث لهم إلا إستفتاء إنفصال كتالونيا يوم 1 أكتوبر.

الحكومة المركزية عازمة على بسط سلطة القانون على الإقليم بكل الوسائل ومهما كانت العواقب. وفى المقابل، الحكومة الكتالانية أيضاً مصممة حتى الآن على إجراء الإستفتاء بأى طريقة .. حتى وإن لجأت لجمع أوراقه من المنازل وليس عبر الصناديق كما هو معتاد.

الناس فى كتالونيا ..
المعارضين والغير مهتمين .. بدأوا جميعاً يشعرون بشئ من الخوف.
وبالنسبة للمؤيدين، فبدأوا يشعرون أخيراً بالقلق مما سيحدث. حتى وإن تظاهر بعضهم بالعكس.
وسط هذا العناد المتبادل، ومع تدفق قوات الأمن إلى كتالونيا وإتخاذهم لبعض الإجراءات التى إستفزت الكثيرين. إرتفعت نسبة المؤيدين لإجراء الإستفتاء بزعم أنه حق من حقوق المواطنة، يرفضون منعهم عنه ـ لا للتصويت بنعم ـ بل فقط لأنه حقهم.
وفى نفس الوقت، إنخفضت نسبة المؤيدين للإنفصال، بعدما بدأوا يتابعون ويقتنعون بالآراء المتباينة والحقائق حول القضية فى وسائل الإعلام.

المشهد مرتبك فعلاً. ووصل لحد قول الإنفصاليين لغير المؤيدين للإنفصال، أنهم كتالان "درجة ثانية".

ما يدهشنى حقيقةً؛ تأييد كثير من العرب المجنسين حديثاً (مغاربة فى غالبيتهم العظمى) لفكرة الإنفصال. فهى ظاهرة لا أجد لها تفسير منطقي حتى الآن.

عموماً .. أظل على قناعتى بأن شئ ما سيحدث أول أكتوبر، لكنه لن يؤدى لمصادمات دامية، ولا لإجراء الإستفتاء، ولا لإنفصال كتالونيا.

ولازلت أيضاً مقتنعاً، بأن الخاسر فى هذا الصراع المختلق بواسطة الإنفصاليين، سيكونوا هم أنفسهم أولاً. وكتالونيا ومواطنيها ثانياً. حتى وإن عدّلت الحكومة المركزية بعض القوانين لكسب ود مواطني كتالونيا. ستظل هى الخاسرة من هذا كله. فالأسبان لا ينسوا بسهولة.

كررت أكثر من مرة أن الخاسر من جراء المطالبة بإنفصال كتالونيا ,, هى كتالونيا نفسها .. وقد بدأ الرعب الحقيقي من إشتعال حرب أهلية "داخل كتالونيا نفسها" .. حيث بدأ الكتالان الرافضون للإنفصال (أشبه بحزب الكنبة الصامت عندنا فى مصر) فى حشد أنفسهم والتظاهر أمام مقرات الحكومة الكتالانية الإنفصالية .. وترديد الهتافات المؤكدة على وحدة أسبانيا. وعلى أن كتالونيا جزء من أسبانيا. وتشجع القوات الأمنية. وتندد بمن أسموهم (الإنقلابيين) فى كتالونيا. وتطالب حكام كتالونيا الإنفصاليين بالإستقالة. مع ترديد النشيد القومي الأسباني وغيره من الأناشيد الوطنية. إلى آخره ..

وهذا التحرك بطبيعة الحال، جاء كرد فعل للتحركات السابقة المشابهة العكسية للإنفصاليين .. ودون شك ستزداد الأمور سخونة ساعة بعد ساعة مع إقتراب الأول من أكتوبر (باقي 4 أيام). وهى بالمناسبة وكما ذكرت إحدى السيدات فى تسجيل فيديو من وسط مظاهرة، هي أجواء تشبه الأجواء التى سبقت بداية الحرب الأهلية الأسبانية التى اندلعت فى 1936 وراح ضحيتها الملايين.

ما يحدث خطير .. والحزبان الحاكمان فى كل من كتالونيا، والحكومة المركزية الأسبانية .. هما المسئولان.



كتالونيا .. أسبانية حتى الآن



24 سبتمبر 2017


منذ يوم 11 سبتمبر وإلى الآن، قررت الحكومة الأسبانية، التصدى بمنتهى الحزم، لحكومة مقاطعة كتالونيا، التى قرر برلمانها بغالبية 52% إجراء إستفتاء للإنفصال عن أسبانيا.

وعليه؛ ومنذ يومئذ؛ يستمر تدفق قوات التدخل السريع وقوات العمليات الخاصة وقوات المفرقعات، إضافة لقوات فض الشغب والشرطة التقليدية من عدة أنحاء فى اسبانيا إلى مقاطعة كتالونيا .. الأعداد تجاوزت الألف بعد يومين فقط من بدء وصولهم، أي من حوالى عشرة أيام. ولا زالت أعدادهم تتزايد حتى وصلت اليوم لحوالي 3000 عنصر أمني.

من أكثر الموضوعات التى يركز عليه الإنفصاليون فى تعليقاتهم، هي تكلفة هذه العملية وحجم الإنفاق عليها من جانب الحكومة المركزية فى مدريد.

المفارقة الساخرة فى هذه النقطة .. أن الكتالان يُعرفون فى باقي أسبانيا ببخلهم وحرصهم البالغ على المال .. ولتثبيت هذه الفكرة عنهم .. فإنه على الرغم من أهمية قضية الإنفصال بالنسبة لهم وخطورتها، يظل حساب التكلفة المادية لنقل القوات الأمنية، هو شغلهم الشاغل.

على أية حال .. الجميع يعرفون مسبقاً أن غالبية الكتالان لا يريدون الإنفصال ..
فلماذا إذاً إصرار الحكومة الكتالانية الحالية على إجراء الإستفتاء؟؟ وعلى الرغم من عدم شرعيته القانونية والدستورية !!؟؟!!
أحد أعلام أسبانيا قال:(أسبانيا أقوى دولة أوروبية، بدليل أن الأسبان أنفسهم يحاولون تفتيتها منذ مثات السنين، ولم يفلحوا).
رأي الشخصي:
لا الكتالان ولا الباسك (المقاطعتان الساعيتان للإنفصال) سيتمكنا (حالياً) من تحقيق رغبتيهما.
أولاً .. لأن الديموجرافيا فى صالح الإستمرار داخل أسبانيا. حيث أن الغالبية العظمى من أبناء المقاطعتين من أبناء المقاطعات الأسبانية الأخرى.
ثانياً .. لأن المشكلة الأساسية هى مشكلة إقتصادية يمكن حلها لو كفت الحكومة المركزية التى يحكمها حزب يميني متشدد (غبى فى رأيي الشخصي) عن عنادها. لأنه بالفعل؛ الكتالان والباسك يقدمان لأسبانيا النصيب الأكبر من مواردها، مقارنة بباقى المقاطعات، بما يرفع من مستوى الآخرين ويضعف من مستواهما. (على سبيل المثال: سعر رغيف الخبز فى كتالونيا ضعف سعره فى مقاطعات أخرى) ونفس الحال في كل شئ. ولهذا يشعر المواطن فى كتالونيا بالظلم. فلو وجدوا الحل لهذه المشكلة، سينتهي أهم سبب للرغبة فى الإنفصال.
ثالثاً .. حضور أسبانيا القوي فى الإتحاد الأوروبي يمنع تأييد دول الإتحاد الـ 27 للإنفصال. فلن يجد الكتالان أي نصير لهم، اللهم بعض الجماعات والمنظمات الغير مؤثرة إلا فى فيسبوك وتويتر.
رابعاً .. الإجراءات الأمنية الصارمة التى بدأ تنفيذها بالفعل، ستمنع الإنفصال بالقوة. ماذا وإلا، سيكون البديل هو الحرب الأهلية. وهو بديل مستبعد لأن الأسبان مازالوا يعانون آثار أشرس حرب أهلية عرفتها أوروبا (1936 ـ 1939) ولا أظن أن شرزمة الإنفصالين الكتالان مستعدين لها أو يجرأون عليها.
خامسا .. أتوقع .. أن يوم 1 أكتوبر سيمر ببعض المشاكل. لكن لن تكون هناك مصادمات دامية. على عكس ما يتوقع الكثيرين من الكتالان أنفسهم.