Insignia identificativa de Facebook

Translate

لا جديد تحت الشمس




5 ابريل 2015



ذات مرة، كاد أحد أصدقائى المغاربة أن "يكفرنى". بل أنه فعلها.


قال لى أمام الحاضرين أنه لم يعد يعرف لي دين. ﻷنى أُعَرِّف نفسى بأنى (قبطى مسلم). ولأنى أؤكد وبالدليل على أن فكر عصابة الإخوان الإرهابية وأمثالها وملحقاتها، كله شرك صريح بالله. وصديقى المغربى هذا، من متبعي الأفكار التى تسوقها تلك العصابات المتأسلمة. هو كمن وصفهم الله بالأنعام، أى كالخروف لا يعي ما يفعل.



على الرغم من تواجدنا فى مكان وظرف يستلزم اللياقة، لم أستطع السيطرة على أعصابى وهدوءى .. صرخت .. زعقت .. شتمت .. كدت أن أضربه .. لولا تدخل الحاضرين .. لأنى بشر لي طاقة تحمل .. ولأن هذا الجاهل الغبى الذى أخرجته للأبد من دائرة أصدقائى، نصب نفسه بغير حق، حكماً على عقيدتى وإنتمائى.
نصّب نفسه إلهاً.

يذكر لنا التاريخ، أن الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعى وابن حنبل ,, تم التنكيل بهم فى عصرهم، وماتوا مقتولين فى زنازينهم من شدة التعذيب ,, لأنهم جاءوا فى وقتهم بما يخالف ما ألفه القوم عن آباءهم وأجدادهم.

مع حفظ الفارق الكبير بين قيمة كل منهم مقارنةً بالآخرين، إلا أن إسلام بحيرى، ومن قبله إبراهيم عيسى، ومن قبله نصر حامد أبو زيد، ومن قبله فرج فودة، ومن قبله نجيب محفوظ، ومن قبله الإمام محمد عبده، ومن قبله ابن رشد، ومن قبله ومن بعده أسماء وأسماء وأسماء عبر كل العصور .. كانت وستظل كلها تفكر وتقول أفكارها المعارضة لآراء "الجماعة". بعضهم أصاب وبعضهم أخطأ، بعضهم بَعد كثيراً عن الشائع، وبعضهم انحرف عنه قليلاً جداً بما لا يُذكر ..  لكنهم كلهم تعرضوا للعنات وللتكفير من قِبَل أباطرة وكهنة الدين وأتباعهم، أتباع مقولة (هذا ما ألفنا عليه آباءنا وآجدادنا) التى أتى الأنبياء كلهم ليمنعوها ويمنعوا قائليها، وما تلبث أن تمارسها البشرية من جديد بعد رحيل كل نبى أو واعظ أو مفكر.

فهل بعد هذا، يوجد جديد أو غريب فى تلك الحملة الشعواء ضد شخص ـ نتفق أو نختلف مع بعض آراؤه ـ لكن لا ننكر عليه أنه كشف وأظهر للكثيرين، من العامة والمثقفين ومَن بينهما، الكثير من العيوب والأخطاء الشائعة سواء فى النصوص أو الأفكار أو الأشخاص؟؟
لا، شخصياً لا أتعجب ولا أرى أى غرابة فيما يحدث ..
لأنى أتذكر وأذكر دائماً كلمة النبى سليمان الحكيم: لاجديد تحت الشمس.

لا أتخيل أو أستسيغ فكرة أن الدين الذى يدعو الناس لإستخدام العقل وللتفكير فى كل شئ، حتى فى كينونة الخالق ذاته، يسمح لأتباعه بأن يمنعوا من يستخدم عقله أو يفكر، حتى وإن تجاوز كل منطق يعرفونه.
ما أتخيله وأستسيغه، هو أن صاحب هذا الدين وهو الخالق جل شأنه، أكبر من كل هذا ومن كل شئ.
وهذا سبب إيمانى الكامل به.

مؤتمر دعم وتنمية الإقتصاد المصري





12 مارس 2015





لتصل مصر إلى يوم إنعقاد المؤتمر الإقتصادى الذي سيبدأ بمشيئة الله غداً الجمعة 13 مارس 2015، والذى هو "دراع مصر" كما يصفه الرئيس السيسي، كان لابد على شعبها أن يمر بفترة عصيبة حالكة ممتدة منذ عقود طويلة تصل لقرون، تعثر خلالها كثيراً بفعل المؤامرات المتتالية المتعاقبة عليه، والتى انتهت "مؤقتاً" بفصلها الأخير المعروف باسم "سنة الإحتلال الإخوانجى البغيض" فى 30 يونيو 2013، حين ثارت ملايين الشعب؛ أفراداً وجماعات وأحزاب ونقابات وهيئات، ضد أولئك الخوارج السفهاء الخونة العملاء المحتلين، فأزاحوهم بمعاونة الجيش، وطهروا البلد من نخاستهم ونجاستهم عن سدة الحكم، وألقوا بهم إلى مزبلة التاريخ وإلى غير رجعة، ليلحقوا بسابقيهم من المحتلين الذين تعاقبوا عبر التاريخ على أرض مصر المحروسة.


النجاح بدرجة إمتياز لهذا المؤتمر، هو ضرورة حتمية لا تقبل أى إحتمال لأى هزة أو أى عبث .. وتكفي متابعة الجنون المسعور المحموم لمنع إقامة المؤتمر، من قبل الدول والدويلات والعصابات المعادية لمصر (اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا وقطر، إضافة لمجرمى عصابة حماس الفلسطينية) ، لتكون دليلاً جلياً على أهميته بالنسبة لمصر وللدول الصديقة لها.

لن تكون هناك حياة رغدة أو حتى معتدلة، دون توفر فرص العمل المناسبة والمجدية للمواطنين. ولن تتوفر فرص العمل تلك، بدون توفر المشاريع المختلفة. ولن تتوفر المشاريع، بدون توفر الأموال الطائلة. ولن تتوفر الأموال، بدون توفر المستثمرين. ولن يتوفر المستثمرين بعد ما مرت به مصر من أزمات سياسية وإقتصادية وأمنية طاحنة مؤخراً، بدون عقد هذا المؤتمر ..

هو إذاً بمثابة الحدث الأم لكل ما سيطرأ من أحداث إقتصادية ذات تأثيرات سياسية وإجتماعية. ووجب على كل المصريين وكل من المهتمين حقاً بتحسين أحوال مصر، أن يساهموا قدر استطاعتهم فى إنجاحه النجاح الكامل. 

أمة أم دولة؟

الخميس 5 مارس 2015


كلمتان متشابهتان فى المعجم هما (أمة ـ دولة). لكنهما مختلفتان فى المدلول. وهما سر وسبب ومدخل العبث فى أمخاخ بسطاء العقول فى بلادنا عبر العصور وحالياً.


نقول: أمة الإسلام ـ أمة الكفر ـ أمة العرب ـ أمة السوفييت ـ أمة الآريين ـ أمة الفرس
ونقول: دولة مصر ـ دولة العراق ـ دولة الشام ـ دولة اليمن ـ دولة فرنسا ـ دولة ألمانيا

الأمة: هى مدلول وحدة عرقية أو ثقافية.
يعنى .. الأمة الإسلامية تضم كل المسلمين فى كل بقاع الأرض، المتواجدين تحت ظل أنظمة دول العالم المختلفة التى يعيشون فيها. أى أنها كيان "معنوى" وليس مادى. فلا حاكم لها ولا وزراء ولا حدود ولا أى شئ من هذا القبيل نهائياً.

الدولة: هو مدلول كيان مجتمعى، منظم حتى وإن كان مختلف الأعراق والثقافات.
يعنى .. الدولة هى الكيان القابع داخل حدود سياسية متعارف ومتفق عليها. يتجمع داخله أفراد بعقائد ولهجات وعادات قد تكون متشابهة أو قد تكون متباينة تماماً. لكن يجمعهم نظام واحد اسمه القانون، ينظم حياتهم داخل تلك الحدود. وما أن يتفقوا كلهم أو غالبيتهم على هذا القانون فيصير هو نظام الدولة، حتى وان اختلف معه أو عارضه بعضهم. ويظلوا كأشخاص مواطنين وأبناء لتلك الدولة، رغم إختلافاتهم فيما بينهم من حيث العقائد والعادات والصفات .. 

أما المضحوك عليهم بالشعارات الدينية التى لا تخدع إلا المغفلين .. فلا يعرفوا ولا يميزوا بين الكلمتين (أمة ـ دولة).
ولجهلهم الصارخ، يخدعونهم بشعار "خلافة الدولة الإسلامية" .. الذى هو شعار باطل لغةً ومعناً ومضموناً .. لا يجوز .. لا يوجد .. لا يستقيم. ولم ولن يحدث مطلقاً.

ألا قد بلغت، اللهم فاشهد.