Insignia identificativa de Facebook

Translate

Contra La Corriente

16/6/2011


Algunos quieren derribar el régimen sirio, porque es salvaje según dicen, y, para dar credibilidad a su acusación, nos hablan de una masacre cometida por los militares sirios en un pueblo del norte de Siria el año 1981. ¡"hace ya 30 años"! Sin comentarnos por qué ni cómo sucedió ..!!! De hecho da lo mismo, porque una masacre es una masacre.

Hace 30 años; NO SE HABLABA de los derechos humanos como se habla ahora .. Hace 30 años; el mundo aún estaba en medio de la guerra fría, que permitía muchas salvajadas en TODAS PARTES, desde China en el este lejano hasta USA en el occidente lejano.

Hace 30 años; las obras del MOSSAD israelita en la zona árabe, estuvieron en su punto máximo que acabó con la famosa masacre de Sabra y Chatila de Líbano, mientras el mundo estaba mirando, ¡sólo mirando! 

Hace 30 años el régimen sirio actuaba como los otros regímenes, en China, Cuba, Uganda, Chile, USA, Italia, Francia, Alemania ... Todos hacían lo mismo.

Para esto están los libros de historia, sobretodo la historia contemporánea. Y .. afortunado aquel que se acuerda de los acontecimientos de todos, no de un solo lado.

Y ahora, hoy en día ...

Lo que pasa allí en Siria, es la aplicación de una obra, perfectamente diseñada por la CIA hace exactamente 3 años atrás "Primavera del 2008", bajo el mando directo de G.W. BUSH, con el objetivo de CAMBIAR el régimen sirio definitivamente, y sustituirlo por otro aliado, que resigna los planes de resistencia contra el estado sionista, y que acepte un pacto de paz con Israel sin reclamar Al Julan "Terreno sirio ocupado desde 1967". El plan tiene un nombre "comercial" conocido por "Plan Bandar". Algunos han conseguido publicarlo en Internet si a alguien le interesa leerlo detallado.

No me acuerdo que estuve ni una sola vez, al favor del relevo escandaloso de presidencia sirio, pero también, y por mis intentos de ser justo, admito que Bachar logró muchos cambios positivos en tiempo récord en Siria. 
Si el cambio es necesario para el pueblo, no soy nadie para opinar distinto, y menos sobre un asunto interno de ellos, y sólo de ellos. PERO, que me tomen el pelo con sus falsedades distribuidas por todos los medios, para que dejo todas las informaciones y datos que sé, siguiéndoles con ojos y oídos tapados y por la escusa de la buena fe y la buena intención ... Pues ... No. 

Una anécdota para a quien le interesa y por si hace falta reflexionar;
Bachar y su gobierno no paran de poner nuevas leyes tal como revindican los manifestantes desde el primer día. Él llamaba al dialogo, y todos los lideres de la oposición y los cultos "dentro del País" rechazan rotundamente seguir en las manifestaciones .. Más, la mayoría del pueblo " 24 millones" no participan ni están al favor a las manifestaciones.

¿Que será si cae este sistema? 
Tenemos POCO tiempo para adivinarlo. 

.. Y? A caso estoy defendiendo la brutalidad del régimen sir?
Por su puesto que no. Pero como digo: "intento ser justo", y para serlo, tengo que ver todo el panorama, no desde un sólo angulo.

Y .. Condeno la actuación militar en Siria, porque una cosa no quita la otra!  

Es complicado sí!

الحدوتة .. وحلها؟؟

16/6/2010

المصريين شعب لذيذ طول عمره .. فى حاله .. مالوش دعوة بمين يحكمه .. يكون مصرى، يكون هكسوس، يكون إغريق أو رومان أو عرب أو فرس .. هو مالوش دعوة غير بأرضه وبس .. مرتبط بيها زى ما يكون جزء منها وهى جزء منه .. أى حد عاوز يحكمها، ولا تفرق معاه .. مش موضوعه .. المهم انه ما يقسمهاش، ما ياخدش منها شبر، ويسيبه لازق فى أرضه يزرع فيها وينتج جنبها .. حلو لحد كده؟

فضل المصريين على كده لحد ما وصل محمد على بسلامته .. واللى هرونا شحن فى دماغنا انه مؤسس مصر الحديثة ومش عارف ايه وايه كمان .. وهو فى رأيى .. كان بداية الإنهيار اللى بنعيشه النهاردة، والدلائل كثيرة ومثبتة لمن يهمه الأمر ..... المهم .. وصلنا لثورة 52 .... ولازم نعرف ان دراسة التاريخ لا تعيق دراسة المستقبل زى ما فهمت من كلام شباب كثير ... ولولا ان اليابان درست تاريخها، ما كانتش قدرت تقوم على رجليها بعد هيروشيما وتبقى أهم دولة فى العالم النهاردة

قامت الثورة على أساس 6 مبادئ، كنا بنمتحن فيهم فى المدرسة فى أولى إعدادى، كل مبدأ فيهم قصة لوحده ومش موضوعنا دلوقت .. لكن المهم نعرف أنهم كانوا مبادئ مثالية وجادة، وقابلة للتنفيذ، وبدأوا فى تنفيذها حرفياً بالفعل، ونتائج التنفيذ بانت بسرعة مذهلة، لدرجة ان مصر أصبحت وقتها قبلة لكل شعوب العالم بإستثناء أمريكا وأوروبا الغربية طبعاً .. يعنى من الآخر .. العالم كله بإستثناء حوالى 15 دولة، اللى هما الدول الإستعمارية اللى كانوا مقسمين العالم كله كمناطق نفوذ لهم بالتساوى .. فطبيعى .. انهم ما يسكتوش وما يقفوش يتفرجوا على مصر وهى فى 4 سنين بس .. كانت على وشك التحول لدولة عظمى عسكرياً وإقتصاديا وصناعيا وثقافيا وغيره وغيره .. فاشتغلوا علينا .. واشتغلونا .. طابور خامس، عدوان ثلاثى، فك الوحدة مع سوريا، مراكز قوى، نكسة .. وفين يوجعك يا مصر .. واديله .. فيتحول إقتصاد الدولة لإقتصاد حرب، وإعلام الدولة لإعلام حرب، وكله، حتى هوا الدولة .. إلى هوا حرب ... وده كان شئ طبيعى وقتها طبعاً، ولو تكرر اليوم بنفس الترتيب حيحصل بنفس الطريقة اللى تم بها وقتها
ومعلهش انى طولت فى الجزء التاريخى .. ولسه فيه شوية كمان .. بس كان لازم فى رأيى

طبعاً قرأتوا وشفتوا أفلام وبرامج توك شو كثير وعارفين كثير عن التغيير الإجتماعى اللى حصل فى مصر بعد الثورة ,, وشقلبة الطبقات الإجتماعية .. اللى كانوا باشوات ما بقوش .. واللى كانوا بيعانوا قبل الثورة بقوا قيادات .. ولأنهم بشر، فطبيعى ان كان عند الكثير منهم أحقاد تجاه الطبقة الإقطاعية قبل الثورة .. فبهدلوهم بعدها .. ودى كانت غلطة خطيرة .. وبعدين .. حصل ان الثورة اهتمت بكل حاجة، وده يحسب لها طبعاً .. إلا حاجة واحدة وهى الإنسان نفسه .. اهتمت ببنائه ليكون ثورى، عامل، منتج، متحمس .. لكن نسيت تبنيه أخلاقياً، ونسيت توظفه صح .. يعنى مثلاً، لما تجيب فلاح متربى فى عشة، ومتعود يمصمص قصب ويرمى القشر على باب الدار، لأنه المعيز حتعدى تاكله بعد شوية ,,, وتوديه يعيش فى المدينة، فيمصمص القصب برضو ويرمى القشر برضو على باب العمارة، وماياخدش باله ان مافيش معيز .. وماحدش يقوله كده غلط يا شاطر .. فده يعتبر عيب فى التخطيط وعيب فى التوزيع الجغرافى وعيب فى تطبيق مقولة الرجل المناسب فى المكان المناسب، رغم انه مثال بسيط وشكله عبيط، لكن لو نطبقه على حاجات تانية كثيرة وعلى كل المستويات .. حنفهم أسباب اللخبطة اللى حصلت

بعد كده وصلنا للسبعينات، والكل يعرف ما عمله السادات من تغييرات حادة فى السياسة 180 درجة عكس إتجاه الخمسينات والستينات .. يعنى اللى الثورة قعدت تبنى فيه على مدار 21 سنة، هده هو فى سنتين 2 بالعدد .. إنفتاح اقتصادى ومبادرة سلام .. قلبوا موازين البلد تماماً .. غيروا مفاهيم الناس رأساً على عقب، نسفوا كل المبادئ والقيم اللى أجيال كاملة اتربت عليها .. خلقت طبقات إجتماعية جديدة، ومسحت من الوجود طبقات تانية كانت موجودة، وخسفت الأرض بطبقات تالتة وهكذا .. ما بقاش حد عارف فيه ايه .. مين بيعمل ايه إمتى وليه وإزاى .. كأن واحد مسك إزازة وقعد يرج فيها ويتفرج على الفتافيت اللى بتتخانق جواها بحركة عشوائية ... وهوباااااااا ... ظهرت العشوائيات .. ظهرت الناس اللى وصلوا من الريف ومن مناطق الله أعلم هى ايه .. وبالدراع استولوا على أراضى مش بتاعتهم .. اغتصاب .. وبنوا عليها بوضع اليد .. وصاروا حقيقة واقعة لا يمكن تغييرها .. هما نفسهم، اللى خرج منهم سواقين الميكروباص اللى بيسوقوا بعشوائية، وخرج منهم قطاع الطرق والمحامين النصابين والدكاترة الفاسدين وكل ما هو عشوائى فى البلد وفاسد ومقرف .. لأنهم نشأوا وتربوا على ثقافة اهجم وخد اللى تقدر عليه .. مش مهم يكون من حقك والا لأ .. المهم تغتصب وتاخد على أد ما تقدر، وبكرة كله حيتنسى وكله حيبقى بتاعك بوضع اليد

ما بين الإنفتاح الإستهلاكى، والإعارات للدول البترولية بفلوسها وبتدينها الشاذ، والعشوائيات، وثقافة السلام والإستسلام لواقع الوجود للكيان الصهيونى، وثقافة مصر مالهاش دعوة بالعرب ولا بحد، وثقافة وإحنا مالنا ويالله نفسى، وثقافة الهامبورجر السريع والتاك أواى وانجز وخلص يا عم، وما بين مسح الذاكرة المتعمد من الحكومات المتعاقبة، وتدمير وتشويه أعمال وإنجازات كل من سبقوا، وبين سخافة وحقارة ووقاحة سياسة تسخين المصريين على غيرهم من الشعوب العربية والأفريقية، وهى نقطة غاية فى الخطورة ولعب متعمد بالنار ونتائجه واضحة للأعمى حالياً من كره كل العرب والأفريقيين للمصريين .. وهو كره يحدث لأول مرة فى التاريخ كله من أيام سيدنا آدم .. بين كل هذه السياسات المتعمدة .. أو بفرض حسن النية .. السياسات الغبية .. تكون النتيجة .. أنى أقولك بصوت عالى: (أنا أحسن منك .. أنا أفضالى عليك) .. رغم انى من جوه .. متأكد ومقتنع انى أخيب منك بكثر، وانى جنبك ما أوصلش حتى أكون أد الصرصار .. لكن لأ .. علمونى وزرعوا جوايا انى أبصلك وأقولك: (ما تقــــــــــــدرش) ... زى القزم الهزيل فى مسرحية محمد صبحى ... لخبطونا ولخبطوا مفاهيمنا وغيروا مبادئنا وشقلبوا قيمنا من نص السبعينات ولحد النهاردة بدون توقف .. فشوفنا لأول مرة فى التاريخ قضية مسلم ومسيحى، وقضية غنى وفقير وكل القضايا اللى بنتابعها كل يوم

والنتيجة النهاردة؟ الوضع الحالى يعنى؟.. إن نفس الـ 15 دولة إستعمارية اللى تكلمنا عنهم فى البداية ,. وبعد ما غيروا أسلوبهم الإستعمارى، وبعد ما وقعوا حائط برلين، وبقوا أكثر من 15 الضعف تقريباً .. وبعد ما بقت إسرائيل أمر واقع وحماية دولية رغم كل إحتجاجاتنا، وبعد ما ضمنوا من خلال توصيات البنك الدولى اننا نبيع أرضنا اللى أجدادنا استشهدوا عشانها، ونبيع ممتلكاتنا اللى حاربنا عشان نأممها، يعنى نعملها ملك للأمة المصرية، وبعد ما ضربنا فى بعض بكل الطرق ولكل الأسباب، وإحنا اللى المفروض خير أجناد الأرض وفى رباط واحد إلى يوم الدين، وبعد ما البانجو والهيروين والفياجرا أكلوا دماغنا وفلسوا جيوبنا، وبعد ما روبى وهيفاء احتلوا مكان أم كلثوم وفيروز، وبعد راديو اف ام احتل مكانة البرنامج الموسيقى، وميلودى والجزيرة مكان التليفزيون العربى من ماسبيرو .. اللى هو تليفزيون مصر بالمناسبة (اسمه الأصلى: التليفزيون العربى) .. وبعد مامشاكلنا تبدلت، من إزاى نبنى مصنع الحديد والصلب وبرج الجزيرة .. لإزاى نعمل منتجعات جديدة فى شرم والساحل الشمالى ... فى وقت فيه مئات بيموتوا كل يوم من الجوع ومن حوادث الطريق ومن طوابير العيش والبوتاجاز .... مين بعد كده ممكن يفكر فى
أخلاقيات المجتمع؟؟؟ ده مين الرايق ده؟؟؟ مين مستعد يشارك فى انتخابات؟؟؟ طيب حيشارك ليه؟؟؟ وعشان مين؟؟؟ مين حيفرق معاه ان الأقصى محتل؟؟؟ مين حيهمه يعرف تفاصيل تقارير المركز القومى للمحاسبات التى تفضح مئات حالات الفساد على كل المستويات بدءً من الوزراء ولغاية أصغر موظف فى الدولة؟؟؟ بلاش ..... مين حيهتم لو اسرائيل قررت تضربنا بكره؟؟؟ وليه نفترض؟؟؟ طب ماهى ضربتنا فعلاً فى يناير 2009 وهى بتضرب غزة، وبيوت فى رفح المصرية اتهدت ومصريين استشهدوا ... وشغالة الله ينور فى موضوع النيل بقالها سنين .. عملنا ايه؟؟ وحنعمل ايه؟؟ ولا حاجة غير الزعل .. ليه؟؟ علشان كل ما سبق من كلامكم وكلامى وكلام غيرنا فى كل مكان

والحل؟؟

الحل .. اننا أولاً نعرف الموضوع بدأ إزاى .. ونفهم رايح على فين ... بس نفهمه صح بموضوعية .. مش بيأس أو غضب وشكراً .. لأ .. بفهم حقيقى .. وبعدين .. كل واحد من مكانه يعمل اللى يقدر عليه .. يفهم اللى حواليه .. مش حتكلفه كثير ... ده كفاية، ونتيجته مضمونة .. ولو فيه شئ ممكن يتعمل غير تفهيم اللى مش فاهمين .. يبقى لازم يتعمل ... إنتخابات ننتخب، مظاهرات نتظاهر .. إضرابات نضرب .. شغل نشتغل .. كله .. لأنه من أعمالنا سلط علينا، ولا يغير الله قوماً حتى يغيروا ما بأنفسهم ... واسع يا عبد وأنا أسع معك .. ناهينا عن الشعارات والأشعار الحماسية الكثيرة المحفوظة .. وكلها صح .. المهم التنفيذ فوراً ....... إنما اليأس .. ما ينفعش .. الإحباط .. عيب .. غلط ... كلنا تهمنا مصالحنا الشخصية .. ده أكيد .. لكن لما نفهم ونتأكد انها مش حتتحقق أبداً .... والله فى سماه لو عملنا فيها قرود حتى .. لا جوه البلد ولا براها .. إلا إذا النظام فى البلد اتغير .. ساعتها بس حتكون كرامتنا محفوظة جوه وبره، زى ما كانت محفوظة ولها هيبة لحد سنة 1975 بتاعة الإنفتاح .. وساعتها حيكون سهل نحقق طموحات ونحس بنتائجها حتى ولو بسيطة .. مش زى دلوقت .. مهما حققنا .. مابنحسش بطعم أى حاجة

الخلاصة .. بداية التغيير للأحسن تكمن فى الفهم والوعي
مصر يعنى أرض وناس .. يجوز لهم خصائص وصفات مختلفة شوية عن غيرهم، لكن يظلوا أرض وناس، تؤثر فيها كل الظروف مثلهم مثل غيرهم .. فلكي يعودوا لطبيعتهم المميزة، لابد من تغيير الظروف، ولكي تتغير الظروف، لابد من تغيير الأولويات، ولكي تتغير الأولويات لابد من الفهم والوعي

قصة جيلين

مارس 2009


لو لاحظ الجميع، فغالبية المنزعجين لما يجرى فى مجتمعنا العربى عامةً والمصرى خاصةً فى هذه الفترة، من تغيرات إجتماعية حادة، ومظاهر راديكالية فى كل المجالات .. هم فى غالبيتهم من كبار السن نسبياً. 
بينما المتحمسين لصالح النقيض، ولصالح بعض تلك المظاهر والسلوكيات .. هم فى غالبيتهم من مرحلة عمرية صغيرة نسبياً .. أو من نطلق عليهم لفظ: الشباب.

من هنا، رأيت حاجتنا جميعاً لفهم ظروف نشأة "الكبار"، والجو العام الذى أحاط بهم من طفولتهم وحتى ثلاثة عقود مضت من الزمان .. ليفهم "الشباب" أسباب إمتعاضهم ونقدهم المستمر للأوضاع الحالية.


هؤلاء؛ هم من نشأوا وسط مجتمع متآلف، متوحد بكل أطيافه وقطاعاته، جمعتهم آمال وأهداف واحدة، حزنوا معاً وفرحوا معاً .. عاشوا صعود برج القاهرة للسماء كرمز لمصر الحديثة، كما عاشوا بدء البث التليفزيونى من ماسبيرو كإشارة لإرتفاع صوت مصر فى العالم. تعاونوا فى بناء السد العالى وفرض هيمنة المصريين على الفيضان وكوارثه، فجروا المناجم، شقوا الطرق، بنوا المصانع، كونوا النقابات، تبنوا مشروع محو الأمية وتعليم الكبار، تبرعوا للمدارس والجامعات ودور العبادة. انفعلوا وتفاعلوا مع أقوى نهضة ثقافية عرفتها مصر فى تاريخها كله. حافظوا على الجيرة، والعشرة، والحياة الأسرية .. كان أهل الفتاة مطمئنين إن تركوها بمفردها، لأن أولاد البلد كانوا "جدعان"، لم يخشى أحد من أى خلاف أسرى لأن يؤدى للطلاق، فهذه الكلمة لم تكن متداولة، لم يكن أحد يتذكر ديانة الآخر إلا يومى الجمعة والأحد، فالدين كان لله والوطن كان للجميع دون تفرقة، المسلم مسلم مع نفسه، والمسيحى مسيحى مع نفسه، وفى الأعياد والمناسبات يتزاورون مهنئين بسعادة حقيقية واضحة. كان الشباب يتسارع لتأدية الخدمة العسكرية لأنه شعر بأهميتها وبواجبه تجاه وطنه، كما سارعت الفتيات للخدمة العامة لنفس الدافع .. كانوا يشتركون جميعاً صباح كل يوم لسماع أخبار عائلة مرزوق، ويتجمعون مساءً يومياً كأسر وكأصدقاء لمشاهدة القاهرة والناس، وأول خميس من كل شهر موعدهم مع أم كلثوم، والمسارح القومية تعرض عليهم كل نهاية أسبوع رائعة من روائع الأدب العالمى والعربى، والأطفال كان من حظهم مسارح الجيب والعرائس والسيرك بما يعرضوه من أعمال هادفة ..

إيــــــــــــــــــــــه .. دنيا 

هو جيل أو أجيال .. ظهر فيها ومنها أسماء مثل الباز وزويل، والباقورى والشعراوى وكيرلس، وجاهين ودنقل وحداد، وأم كلثوم وعبد الحليم، والجوهرى وحسن شحاتة، وعبد المنعم رياض والجمسى، ألفريد فرج ولويس عوض وسعد الدين وهبه والشرقاوى، ومصطفى محمود ويوسف إدريس ... عــــــــــــــــــــــــالم تانى خالص ... عالم لم يكن لديه وقت يضيعه فى العبث وفى الأمور الشخصية كالدين والموضة وغيرهما .. ناس تربت على أن العمل فضيلة، وأن النظافة من الإيمان، فكانت البلد نظيفة، والعمل فى كل مكان أشبه بخلية النحل .. كان من يشترى مجلة الصياد أو الشبكة أو البوردا، يصنف على أنه شخص فاضى ليس لديه ما يفعله..

هل فهم "الشباب" الآن كيف كانت مصر، وكيف تربت ونشأت الأجيال السابقة لهم مباشرة؟؟
هل عرفوا لماذا يحتجوا على كل ما نعيشه اليوم؟؟ ولماذا يستغربون تلك الظواهر الفتاكة بمجتمعنا والتى تزداد يوماً بعد يوم بشكل إضطرادى؟؟
هل يحاول أحدهم مقارنة تلك الأمثلة البسيطة جداً السابق ذكرها، بما نعيشه اليوم ليقف على حقيقة المآساة؟؟ وعلى زيف ما نحن غرقى فيه؟؟
هل نقارن أم كلثوم بهيفاء مثلاً؟؟ أم نقارن مشروع السد العالى بــــ ... بماذا؟؟ لا أجد له مقابل حالياً!! 

المقارنة غير معقولة بين الحقبتين .. وأعذر جيل الشباب فى عدم إستيعابهم لما تقوله الأجيال الأكبر منهم .. فما يحكونه .. يصعب عليهم مجرد تخيله .. 
لا عجب إن ظن بعضهم أنه كلام خيال فى خيال، فواقعنا البشع لا يسمح لهم حتى برفاهية هذا التخيل وتصديق أنه كان حقيقة وواقع وإختفى هكذا فجأة.

كيف لهم اليوم أن يتخيلوه؛ وهم قد نشأوا فى مجتمع نصفه تقريباً عاطلاً عن العمل؟ ومرافقه لا تصلح للإستخدام الآدمى، وحالات الإنفكاك الأسرى سواء بين الزوجين أو بين الأبوين والأبناء هى السائدة، والتعليم الذى هو أساس أى أمل .. يعتبر أفشل تعليم بين كل بلاد الأرض، والفساد هو الطبيعى، والشرف والنزاهة والجدية والأمانة والصدق والنخوة والحب .. كلها مصطلحات لا وجود لها فى واقعهم، ومن يفعل شئ منها ينال تقديراً وجائزة، وكأنه فعل المستحيل .. كيف لهم أن يتخليوه، وهم محاصرون بمدعين للأديان المختلفة، ممن يحفظون نصوصاً لا يفهمون منها شيئاً على الإطلاق .. كالحمير يحملون أسفارهم .. والمساكين من الشباب الذين لم ينالوا أى حظ فى أى تعليم جيد يجعلهم قادرين على التمييز الصحيح بين الغث والثمين من كل ما يسمعونه ويرونه .. يقعون فريسة لهؤلاء المدعين، يتلقفونهم ويشكلونهم كيفما يشاؤا، فهم فى سن التشكل مدعومين بالحماس، والحديث الدينى هو الأكثر تأثيراً فى النفوس. 

وليكتمل سواد الصورة .. يجدون من جهة: 
"قمص" فاسق لئيم كاذب .. لا هم له سوى تشويه الإسلام والتحريض ضده مستخدماً كل الوسائل القذرة فى حربه تلك التى أشعلها هو وأبى لها أن تخمد .. 
ومن الجهة الأخرى .. 
"شيخ" يدعى العلم وهو أبعد ما يكون عنه، يستغل وقاحة القمص ليظهر وقاحة مماثلة لا تعبر إلا عن ما بداخله من مرض نفسى وجهل تام بالدين الإسلامى الذى يدعى أنه يمثله، ومقت كامل للمسيحية.
ولا يجد الإثنان أى صعوبة فى حشد أتباع لهما، ولا يجدا أى موقف رادع من أولى الأمر فى الدولة، ولا من المثقفين فيها .. فيستمرا .. وتستمر الضغائن بين أهل الشعب الواحد، وتزداد الأفكار الشاذة شذوذاً
.
وكرد فعل تلقائى .. تزداد السلوكيات المتخلفة الهدامة إنتشاراً، بزعم أنها هى الدين 
وكأن الدين الذى يحكم بلادنا من مئات مئات مئات السنين .. لم يكن ديناً 
وكأن كل من عاشوا على هذه الأرض طيلة ما يقرب من 1500 سنة، لم يكونوا متدينين .. ومصيرهم جهنم وبئس المصير 
وكأننا لم نعرف الدين الصحيح إلا فى الخمسة وعشرين سنة الماضية فقط .. بفضل حضراتهم 
!!!!!


قلتها كثيراً وسأقولها كثيراً ... الموضوع كبير .. كبيـــر .. كبيـــــر .. وربنا يستر.


أتمنى .. أن يعى كل جيل، ظروف نشأة الجيل الآخر .. ليسهل عليه فهم مرجعياته ومنطلقاته وأسباب كلامه وشكاواه .. 
علنا بهذه الطريقة .. نصل إلى أقرب ما يمكن من فهم الآخر .. بفرض أنه فعلاً آخر .. مع الأخذ فى الإعتبار؛ أن مجرد التذكير بتلك القيم وهذه المعانى، هى مساعدة للجيل الحديث، ليستفيد منها من يريد الإستفادة فعلاً

وعمتم مساءً