Insignia identificativa de Facebook

Translate

ست وحورس ,, صراع أزلي متجدد


27/9/2015



إستوقفنى خبر نشره الموقع الإلكترونى لصحيفة "البوابة" عنوانه:
("داعش" يجهز "تسونامي نووي" لإبادة البشرية)

وبعيداً عن سخريتى المعتادة وتهكمى الدائم من تلك المخلوقات الشاذة التى تدعي إحتكارها للدين وتأخذه شعاراً ووسيلة لتحقيق مآربهم .. أعود بذاكرتى لعام 2001 حين أيقظ بوش الصغير، هذا التنين الشرير الذى كان نائماً (بتعبير القصص والروايات الشعبية) أو الجن الشرير يأجوج ومأجوج المحبوسين (بتعبير الكتب الدينية) .. عندما راح يقصف ويقتل ويحتل أفغانستان، متعللاً بالقضاء على الإرهاب .. حينها قلت وكررت فى أكثر من مكان وأكثر من مناسبة، أن القادم خطير، ولن تستطيع أمريكا ولا أوروبا منعه ,, خصوصاً ,, والحماسة تملأ قلوب المستضعفين فى الأرض المتهافتين على اللحاق بركب داعش ـ وما أكثرهم فى كل مكان على سطح البسيطة ـ وهم الذين تربوا فى القرن الأخير على كراهية كل مخالف لهم، وعلى مناصبة العداء لكل من ليس معهم، وعلى كون دينهم فى خطر.
هذا الدين؛ الذى هو بالنسبة لهم ليس مجرد وسيلة لعبادة الخالق، وإنما هو بمثابة ملاذهم الوحيد للخروج من شقائهم الدنيوى الذى لا ينتهى، للآخرة التى يأملون فيها خيراً كثيراً يعوضهم.

قلت ما قلت وقال غيرى ما قالوا، وبقيت الحالة على سعيرها المضطرد بسرعة رهيبة، بدءً من "طالبان" فى أفغانستان، وصولاً لـ "الدولة الإسلامية ـ داعش" فيما يُعرف بالشرق الأوسط وما حوله.


فى متن خبر "البوابة" ينقل المراسل الصحفى الألمانى الذى عاش وسط "داعش" 10 أيام، إستفحال وخطورة هذا التنظيم، وأن المتطوعين المنضمين إليه هم بالفعل من كل أنحاء العالم. كما يؤكد على سيطرة هذا التنظيم على مقدرات عسكرية نووية تشي بنوايا داعش القضاء على البشرية المعادية لها. مما جعله يؤكد فى نهاية شهادته على إستحالة القضاء عليه بالقدرات العسكرية الأمريكية والأوروبية، وأن الوحيدين القادرين على مجابهة هذا التنظيم هم العرب أنفسهم، أصحاب الأرض وذو الثقافة نفسها.

أى أنه توصل إلى المقولة العربية: لا يفل الحديد إلا الحديد.


أذهب لأعماق التاريخ، فأتذكر أسطورة الشرير "ست" الذى مثله قدماءنا المصريين بعدة أشكال، أهمها شكل الثعبان الضخم أو التنين، والذى يتمدد ويتمدد إلى أن يتصدى له "حورس" الطيب أخيراً، فيحدث صراعاً طويلاً دامياً بينهما، ينتهى بأن يقتله حورس، محققاً بقتله العدل والسلام فى مصر والعالم.
  

أعود للحاضر، ولمصر، وأرى أنها الوحيدة المتماسكة إلى الآن بتوحد شعبها مع جيشها (بإستثناء بعض الرمم البشرية المنتسبين إليها) .. وأن سيطرتها الأخيرة على أراضيها بعد فقدانها لكثير من أرواح أبناءها الذين راحوا غدراً .. هى بمثابة سيطرة أولية أساسية، إستعداد للإنطلاقة الأهم .. إنطلاقة لخارج حدودها الغربية (ليبيا) والشرقية (قطاع غزة أولاً ثم سوريا لاحقاً) .. ولعل نوعية التسليح الجديد التى تم شراءها من طائرات رافال القاذفة عن بعد أميال، وحاملتي الطائرات مسترال .. وغيرهما ,, تؤكد على تغيير الإستراتيجية العسكرية المصرية المعتادة، من الدفاع عن أراضيها، إلى القدرة على التحرك والهجوم خارج أراضيها.

وفى هذا التوقيت الذى تتنامى فيه مخاطر داعش والدول التى تقف خلف داعش، أصبح واضحاً أن مقولة هذا الصحفى الألمانى تعنى مصر فقط، وفقط مصر .. فمرة أخرى .. هى الدولة الوحيدة فى المنطقة، ذات القدرات، والمحتفظة بثباتها، والتى تعول عليها المنطقة بالكامل، بل والعالم كله، للقضاء على هذا الخطر (الداهم ـ الآنى) فى نفس ذات الوقت.

أتوقع أحداث خطيرة جداً فى المستقبل المنظور، وأتمنى من كل المصريين أن يكونوا على قدر المسئولية .. فهو ليس وقت مزاح، فقد دقت طبول الحرب، وبدأت بالفعل منذ شهور ..
لكن غالبيتنا نحن المصريين ـ للأسف ـ لا يدروا بعد.

ماشى يا نفسى .. ولا يهمنى !!



16/05/2015




ساعات أسأل نفسى بعد ما أقعد معاها وأعزمها على فنجان شاى وسيجارة ..

قوليلى يا نفسى .. تقولى قول يا اتش أؤمر .. 


أقول لها؛ هل يا ترى لو كل همومى اللى هما نفسهم هموم ناس كثير مع اختلاف التفاصيل، واللى بقوا كالماء والهواء بالنسبة لى وبالنسبة للناس الكثير ...


تقاطعنى نفسى وهى بتنفخ فى السيجارة: ها، هات من الآخر ..

أقول لها، حاضر ..


شوفى يا نفسى ,, أنا اتعودت عليها!!

نفسى تاخد بق شاى وتقولى: على مين؟؟


أرد أنا: على همومى .. اصحى معايا ,, ولو سابتنى حتوحشنى ويمكن ازعل لو خلصت منها وساعتها حيكون همى انى أرجع لهمومى حبيبتى اللى معاشرها ومعاشرانى وخلاص بقينا واحد، ما أعرفش أعيش من غيرها ..

نفسى طفت السيجارة فى الفنجان من غيظها .. ما أعرفش ليه!! وقالتلى انت نكدى .. واختفت.

ودلوقتى انا قاعد هنا .. بس نفسى مش هنا .. لكن الحمد لله .. همومى هنا.

لا جديد تحت الشمس




5 ابريل 2015



ذات مرة، كاد أحد أصدقائى المغاربة أن "يكفرنى". بل أنه فعلها.


قال لى أمام الحاضرين أنه لم يعد يعرف لي دين. ﻷنى أُعَرِّف نفسى بأنى (قبطى مسلم). ولأنى أؤكد وبالدليل على أن فكر عصابة الإخوان الإرهابية وأمثالها وملحقاتها، كله شرك صريح بالله. وصديقى المغربى هذا، من متبعي الأفكار التى تسوقها تلك العصابات المتأسلمة. هو كمن وصفهم الله بالأنعام، أى كالخروف لا يعي ما يفعل.



على الرغم من تواجدنا فى مكان وظرف يستلزم اللياقة، لم أستطع السيطرة على أعصابى وهدوءى .. صرخت .. زعقت .. شتمت .. كدت أن أضربه .. لولا تدخل الحاضرين .. لأنى بشر لي طاقة تحمل .. ولأن هذا الجاهل الغبى الذى أخرجته للأبد من دائرة أصدقائى، نصب نفسه بغير حق، حكماً على عقيدتى وإنتمائى.
نصّب نفسه إلهاً.

يذكر لنا التاريخ، أن الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعى وابن حنبل ,, تم التنكيل بهم فى عصرهم، وماتوا مقتولين فى زنازينهم من شدة التعذيب ,, لأنهم جاءوا فى وقتهم بما يخالف ما ألفه القوم عن آباءهم وأجدادهم.

مع حفظ الفارق الكبير بين قيمة كل منهم مقارنةً بالآخرين، إلا أن إسلام بحيرى، ومن قبله إبراهيم عيسى، ومن قبله نصر حامد أبو زيد، ومن قبله فرج فودة، ومن قبله نجيب محفوظ، ومن قبله الإمام محمد عبده، ومن قبله ابن رشد، ومن قبله ومن بعده أسماء وأسماء وأسماء عبر كل العصور .. كانت وستظل كلها تفكر وتقول أفكارها المعارضة لآراء "الجماعة". بعضهم أصاب وبعضهم أخطأ، بعضهم بَعد كثيراً عن الشائع، وبعضهم انحرف عنه قليلاً جداً بما لا يُذكر ..  لكنهم كلهم تعرضوا للعنات وللتكفير من قِبَل أباطرة وكهنة الدين وأتباعهم، أتباع مقولة (هذا ما ألفنا عليه آباءنا وآجدادنا) التى أتى الأنبياء كلهم ليمنعوها ويمنعوا قائليها، وما تلبث أن تمارسها البشرية من جديد بعد رحيل كل نبى أو واعظ أو مفكر.

فهل بعد هذا، يوجد جديد أو غريب فى تلك الحملة الشعواء ضد شخص ـ نتفق أو نختلف مع بعض آراؤه ـ لكن لا ننكر عليه أنه كشف وأظهر للكثيرين، من العامة والمثقفين ومَن بينهما، الكثير من العيوب والأخطاء الشائعة سواء فى النصوص أو الأفكار أو الأشخاص؟؟
لا، شخصياً لا أتعجب ولا أرى أى غرابة فيما يحدث ..
لأنى أتذكر وأذكر دائماً كلمة النبى سليمان الحكيم: لاجديد تحت الشمس.

لا أتخيل أو أستسيغ فكرة أن الدين الذى يدعو الناس لإستخدام العقل وللتفكير فى كل شئ، حتى فى كينونة الخالق ذاته، يسمح لأتباعه بأن يمنعوا من يستخدم عقله أو يفكر، حتى وإن تجاوز كل منطق يعرفونه.
ما أتخيله وأستسيغه، هو أن صاحب هذا الدين وهو الخالق جل شأنه، أكبر من كل هذا ومن كل شئ.
وهذا سبب إيمانى الكامل به.