Insignia identificativa de Facebook

Translate

الحدوتة .. وحلها؟؟

16/6/2010

المصريين شعب لذيذ طول عمره .. فى حاله .. مالوش دعوة بمين يحكمه .. يكون مصرى، يكون هكسوس، يكون إغريق أو رومان أو عرب أو فرس .. هو مالوش دعوة غير بأرضه وبس .. مرتبط بيها زى ما يكون جزء منها وهى جزء منه .. أى حد عاوز يحكمها، ولا تفرق معاه .. مش موضوعه .. المهم انه ما يقسمهاش، ما ياخدش منها شبر، ويسيبه لازق فى أرضه يزرع فيها وينتج جنبها .. حلو لحد كده؟

فضل المصريين على كده لحد ما وصل محمد على بسلامته .. واللى هرونا شحن فى دماغنا انه مؤسس مصر الحديثة ومش عارف ايه وايه كمان .. وهو فى رأيى .. كان بداية الإنهيار اللى بنعيشه النهاردة، والدلائل كثيرة ومثبتة لمن يهمه الأمر ..... المهم .. وصلنا لثورة 52 .... ولازم نعرف ان دراسة التاريخ لا تعيق دراسة المستقبل زى ما فهمت من كلام شباب كثير ... ولولا ان اليابان درست تاريخها، ما كانتش قدرت تقوم على رجليها بعد هيروشيما وتبقى أهم دولة فى العالم النهاردة

قامت الثورة على أساس 6 مبادئ، كنا بنمتحن فيهم فى المدرسة فى أولى إعدادى، كل مبدأ فيهم قصة لوحده ومش موضوعنا دلوقت .. لكن المهم نعرف أنهم كانوا مبادئ مثالية وجادة، وقابلة للتنفيذ، وبدأوا فى تنفيذها حرفياً بالفعل، ونتائج التنفيذ بانت بسرعة مذهلة، لدرجة ان مصر أصبحت وقتها قبلة لكل شعوب العالم بإستثناء أمريكا وأوروبا الغربية طبعاً .. يعنى من الآخر .. العالم كله بإستثناء حوالى 15 دولة، اللى هما الدول الإستعمارية اللى كانوا مقسمين العالم كله كمناطق نفوذ لهم بالتساوى .. فطبيعى .. انهم ما يسكتوش وما يقفوش يتفرجوا على مصر وهى فى 4 سنين بس .. كانت على وشك التحول لدولة عظمى عسكرياً وإقتصاديا وصناعيا وثقافيا وغيره وغيره .. فاشتغلوا علينا .. واشتغلونا .. طابور خامس، عدوان ثلاثى، فك الوحدة مع سوريا، مراكز قوى، نكسة .. وفين يوجعك يا مصر .. واديله .. فيتحول إقتصاد الدولة لإقتصاد حرب، وإعلام الدولة لإعلام حرب، وكله، حتى هوا الدولة .. إلى هوا حرب ... وده كان شئ طبيعى وقتها طبعاً، ولو تكرر اليوم بنفس الترتيب حيحصل بنفس الطريقة اللى تم بها وقتها
ومعلهش انى طولت فى الجزء التاريخى .. ولسه فيه شوية كمان .. بس كان لازم فى رأيى

طبعاً قرأتوا وشفتوا أفلام وبرامج توك شو كثير وعارفين كثير عن التغيير الإجتماعى اللى حصل فى مصر بعد الثورة ,, وشقلبة الطبقات الإجتماعية .. اللى كانوا باشوات ما بقوش .. واللى كانوا بيعانوا قبل الثورة بقوا قيادات .. ولأنهم بشر، فطبيعى ان كان عند الكثير منهم أحقاد تجاه الطبقة الإقطاعية قبل الثورة .. فبهدلوهم بعدها .. ودى كانت غلطة خطيرة .. وبعدين .. حصل ان الثورة اهتمت بكل حاجة، وده يحسب لها طبعاً .. إلا حاجة واحدة وهى الإنسان نفسه .. اهتمت ببنائه ليكون ثورى، عامل، منتج، متحمس .. لكن نسيت تبنيه أخلاقياً، ونسيت توظفه صح .. يعنى مثلاً، لما تجيب فلاح متربى فى عشة، ومتعود يمصمص قصب ويرمى القشر على باب الدار، لأنه المعيز حتعدى تاكله بعد شوية ,,, وتوديه يعيش فى المدينة، فيمصمص القصب برضو ويرمى القشر برضو على باب العمارة، وماياخدش باله ان مافيش معيز .. وماحدش يقوله كده غلط يا شاطر .. فده يعتبر عيب فى التخطيط وعيب فى التوزيع الجغرافى وعيب فى تطبيق مقولة الرجل المناسب فى المكان المناسب، رغم انه مثال بسيط وشكله عبيط، لكن لو نطبقه على حاجات تانية كثيرة وعلى كل المستويات .. حنفهم أسباب اللخبطة اللى حصلت

بعد كده وصلنا للسبعينات، والكل يعرف ما عمله السادات من تغييرات حادة فى السياسة 180 درجة عكس إتجاه الخمسينات والستينات .. يعنى اللى الثورة قعدت تبنى فيه على مدار 21 سنة، هده هو فى سنتين 2 بالعدد .. إنفتاح اقتصادى ومبادرة سلام .. قلبوا موازين البلد تماماً .. غيروا مفاهيم الناس رأساً على عقب، نسفوا كل المبادئ والقيم اللى أجيال كاملة اتربت عليها .. خلقت طبقات إجتماعية جديدة، ومسحت من الوجود طبقات تانية كانت موجودة، وخسفت الأرض بطبقات تالتة وهكذا .. ما بقاش حد عارف فيه ايه .. مين بيعمل ايه إمتى وليه وإزاى .. كأن واحد مسك إزازة وقعد يرج فيها ويتفرج على الفتافيت اللى بتتخانق جواها بحركة عشوائية ... وهوباااااااا ... ظهرت العشوائيات .. ظهرت الناس اللى وصلوا من الريف ومن مناطق الله أعلم هى ايه .. وبالدراع استولوا على أراضى مش بتاعتهم .. اغتصاب .. وبنوا عليها بوضع اليد .. وصاروا حقيقة واقعة لا يمكن تغييرها .. هما نفسهم، اللى خرج منهم سواقين الميكروباص اللى بيسوقوا بعشوائية، وخرج منهم قطاع الطرق والمحامين النصابين والدكاترة الفاسدين وكل ما هو عشوائى فى البلد وفاسد ومقرف .. لأنهم نشأوا وتربوا على ثقافة اهجم وخد اللى تقدر عليه .. مش مهم يكون من حقك والا لأ .. المهم تغتصب وتاخد على أد ما تقدر، وبكرة كله حيتنسى وكله حيبقى بتاعك بوضع اليد

ما بين الإنفتاح الإستهلاكى، والإعارات للدول البترولية بفلوسها وبتدينها الشاذ، والعشوائيات، وثقافة السلام والإستسلام لواقع الوجود للكيان الصهيونى، وثقافة مصر مالهاش دعوة بالعرب ولا بحد، وثقافة وإحنا مالنا ويالله نفسى، وثقافة الهامبورجر السريع والتاك أواى وانجز وخلص يا عم، وما بين مسح الذاكرة المتعمد من الحكومات المتعاقبة، وتدمير وتشويه أعمال وإنجازات كل من سبقوا، وبين سخافة وحقارة ووقاحة سياسة تسخين المصريين على غيرهم من الشعوب العربية والأفريقية، وهى نقطة غاية فى الخطورة ولعب متعمد بالنار ونتائجه واضحة للأعمى حالياً من كره كل العرب والأفريقيين للمصريين .. وهو كره يحدث لأول مرة فى التاريخ كله من أيام سيدنا آدم .. بين كل هذه السياسات المتعمدة .. أو بفرض حسن النية .. السياسات الغبية .. تكون النتيجة .. أنى أقولك بصوت عالى: (أنا أحسن منك .. أنا أفضالى عليك) .. رغم انى من جوه .. متأكد ومقتنع انى أخيب منك بكثر، وانى جنبك ما أوصلش حتى أكون أد الصرصار .. لكن لأ .. علمونى وزرعوا جوايا انى أبصلك وأقولك: (ما تقــــــــــــدرش) ... زى القزم الهزيل فى مسرحية محمد صبحى ... لخبطونا ولخبطوا مفاهيمنا وغيروا مبادئنا وشقلبوا قيمنا من نص السبعينات ولحد النهاردة بدون توقف .. فشوفنا لأول مرة فى التاريخ قضية مسلم ومسيحى، وقضية غنى وفقير وكل القضايا اللى بنتابعها كل يوم

والنتيجة النهاردة؟ الوضع الحالى يعنى؟.. إن نفس الـ 15 دولة إستعمارية اللى تكلمنا عنهم فى البداية ,. وبعد ما غيروا أسلوبهم الإستعمارى، وبعد ما وقعوا حائط برلين، وبقوا أكثر من 15 الضعف تقريباً .. وبعد ما بقت إسرائيل أمر واقع وحماية دولية رغم كل إحتجاجاتنا، وبعد ما ضمنوا من خلال توصيات البنك الدولى اننا نبيع أرضنا اللى أجدادنا استشهدوا عشانها، ونبيع ممتلكاتنا اللى حاربنا عشان نأممها، يعنى نعملها ملك للأمة المصرية، وبعد ما ضربنا فى بعض بكل الطرق ولكل الأسباب، وإحنا اللى المفروض خير أجناد الأرض وفى رباط واحد إلى يوم الدين، وبعد ما البانجو والهيروين والفياجرا أكلوا دماغنا وفلسوا جيوبنا، وبعد ما روبى وهيفاء احتلوا مكان أم كلثوم وفيروز، وبعد راديو اف ام احتل مكانة البرنامج الموسيقى، وميلودى والجزيرة مكان التليفزيون العربى من ماسبيرو .. اللى هو تليفزيون مصر بالمناسبة (اسمه الأصلى: التليفزيون العربى) .. وبعد مامشاكلنا تبدلت، من إزاى نبنى مصنع الحديد والصلب وبرج الجزيرة .. لإزاى نعمل منتجعات جديدة فى شرم والساحل الشمالى ... فى وقت فيه مئات بيموتوا كل يوم من الجوع ومن حوادث الطريق ومن طوابير العيش والبوتاجاز .... مين بعد كده ممكن يفكر فى
أخلاقيات المجتمع؟؟؟ ده مين الرايق ده؟؟؟ مين مستعد يشارك فى انتخابات؟؟؟ طيب حيشارك ليه؟؟؟ وعشان مين؟؟؟ مين حيفرق معاه ان الأقصى محتل؟؟؟ مين حيهمه يعرف تفاصيل تقارير المركز القومى للمحاسبات التى تفضح مئات حالات الفساد على كل المستويات بدءً من الوزراء ولغاية أصغر موظف فى الدولة؟؟؟ بلاش ..... مين حيهتم لو اسرائيل قررت تضربنا بكره؟؟؟ وليه نفترض؟؟؟ طب ماهى ضربتنا فعلاً فى يناير 2009 وهى بتضرب غزة، وبيوت فى رفح المصرية اتهدت ومصريين استشهدوا ... وشغالة الله ينور فى موضوع النيل بقالها سنين .. عملنا ايه؟؟ وحنعمل ايه؟؟ ولا حاجة غير الزعل .. ليه؟؟ علشان كل ما سبق من كلامكم وكلامى وكلام غيرنا فى كل مكان

والحل؟؟

الحل .. اننا أولاً نعرف الموضوع بدأ إزاى .. ونفهم رايح على فين ... بس نفهمه صح بموضوعية .. مش بيأس أو غضب وشكراً .. لأ .. بفهم حقيقى .. وبعدين .. كل واحد من مكانه يعمل اللى يقدر عليه .. يفهم اللى حواليه .. مش حتكلفه كثير ... ده كفاية، ونتيجته مضمونة .. ولو فيه شئ ممكن يتعمل غير تفهيم اللى مش فاهمين .. يبقى لازم يتعمل ... إنتخابات ننتخب، مظاهرات نتظاهر .. إضرابات نضرب .. شغل نشتغل .. كله .. لأنه من أعمالنا سلط علينا، ولا يغير الله قوماً حتى يغيروا ما بأنفسهم ... واسع يا عبد وأنا أسع معك .. ناهينا عن الشعارات والأشعار الحماسية الكثيرة المحفوظة .. وكلها صح .. المهم التنفيذ فوراً ....... إنما اليأس .. ما ينفعش .. الإحباط .. عيب .. غلط ... كلنا تهمنا مصالحنا الشخصية .. ده أكيد .. لكن لما نفهم ونتأكد انها مش حتتحقق أبداً .... والله فى سماه لو عملنا فيها قرود حتى .. لا جوه البلد ولا براها .. إلا إذا النظام فى البلد اتغير .. ساعتها بس حتكون كرامتنا محفوظة جوه وبره، زى ما كانت محفوظة ولها هيبة لحد سنة 1975 بتاعة الإنفتاح .. وساعتها حيكون سهل نحقق طموحات ونحس بنتائجها حتى ولو بسيطة .. مش زى دلوقت .. مهما حققنا .. مابنحسش بطعم أى حاجة

الخلاصة .. بداية التغيير للأحسن تكمن فى الفهم والوعي
مصر يعنى أرض وناس .. يجوز لهم خصائص وصفات مختلفة شوية عن غيرهم، لكن يظلوا أرض وناس، تؤثر فيها كل الظروف مثلهم مثل غيرهم .. فلكي يعودوا لطبيعتهم المميزة، لابد من تغيير الظروف، ولكي تتغير الظروف، لابد من تغيير الأولويات، ولكي تتغير الأولويات لابد من الفهم والوعي

قصة جيلين

مارس 2009


لو لاحظ الجميع، فغالبية المنزعجين لما يجرى فى مجتمعنا العربى عامةً والمصرى خاصةً فى هذه الفترة، من تغيرات إجتماعية حادة، ومظاهر راديكالية فى كل المجالات .. هم فى غالبيتهم من كبار السن نسبياً. 
بينما المتحمسين لصالح النقيض، ولصالح بعض تلك المظاهر والسلوكيات .. هم فى غالبيتهم من مرحلة عمرية صغيرة نسبياً .. أو من نطلق عليهم لفظ: الشباب.

من هنا، رأيت حاجتنا جميعاً لفهم ظروف نشأة "الكبار"، والجو العام الذى أحاط بهم من طفولتهم وحتى ثلاثة عقود مضت من الزمان .. ليفهم "الشباب" أسباب إمتعاضهم ونقدهم المستمر للأوضاع الحالية.


هؤلاء؛ هم من نشأوا وسط مجتمع متآلف، متوحد بكل أطيافه وقطاعاته، جمعتهم آمال وأهداف واحدة، حزنوا معاً وفرحوا معاً .. عاشوا صعود برج القاهرة للسماء كرمز لمصر الحديثة، كما عاشوا بدء البث التليفزيونى من ماسبيرو كإشارة لإرتفاع صوت مصر فى العالم. تعاونوا فى بناء السد العالى وفرض هيمنة المصريين على الفيضان وكوارثه، فجروا المناجم، شقوا الطرق، بنوا المصانع، كونوا النقابات، تبنوا مشروع محو الأمية وتعليم الكبار، تبرعوا للمدارس والجامعات ودور العبادة. انفعلوا وتفاعلوا مع أقوى نهضة ثقافية عرفتها مصر فى تاريخها كله. حافظوا على الجيرة، والعشرة، والحياة الأسرية .. كان أهل الفتاة مطمئنين إن تركوها بمفردها، لأن أولاد البلد كانوا "جدعان"، لم يخشى أحد من أى خلاف أسرى لأن يؤدى للطلاق، فهذه الكلمة لم تكن متداولة، لم يكن أحد يتذكر ديانة الآخر إلا يومى الجمعة والأحد، فالدين كان لله والوطن كان للجميع دون تفرقة، المسلم مسلم مع نفسه، والمسيحى مسيحى مع نفسه، وفى الأعياد والمناسبات يتزاورون مهنئين بسعادة حقيقية واضحة. كان الشباب يتسارع لتأدية الخدمة العسكرية لأنه شعر بأهميتها وبواجبه تجاه وطنه، كما سارعت الفتيات للخدمة العامة لنفس الدافع .. كانوا يشتركون جميعاً صباح كل يوم لسماع أخبار عائلة مرزوق، ويتجمعون مساءً يومياً كأسر وكأصدقاء لمشاهدة القاهرة والناس، وأول خميس من كل شهر موعدهم مع أم كلثوم، والمسارح القومية تعرض عليهم كل نهاية أسبوع رائعة من روائع الأدب العالمى والعربى، والأطفال كان من حظهم مسارح الجيب والعرائس والسيرك بما يعرضوه من أعمال هادفة ..

إيــــــــــــــــــــــه .. دنيا 

هو جيل أو أجيال .. ظهر فيها ومنها أسماء مثل الباز وزويل، والباقورى والشعراوى وكيرلس، وجاهين ودنقل وحداد، وأم كلثوم وعبد الحليم، والجوهرى وحسن شحاتة، وعبد المنعم رياض والجمسى، ألفريد فرج ولويس عوض وسعد الدين وهبه والشرقاوى، ومصطفى محمود ويوسف إدريس ... عــــــــــــــــــــــــالم تانى خالص ... عالم لم يكن لديه وقت يضيعه فى العبث وفى الأمور الشخصية كالدين والموضة وغيرهما .. ناس تربت على أن العمل فضيلة، وأن النظافة من الإيمان، فكانت البلد نظيفة، والعمل فى كل مكان أشبه بخلية النحل .. كان من يشترى مجلة الصياد أو الشبكة أو البوردا، يصنف على أنه شخص فاضى ليس لديه ما يفعله..

هل فهم "الشباب" الآن كيف كانت مصر، وكيف تربت ونشأت الأجيال السابقة لهم مباشرة؟؟
هل عرفوا لماذا يحتجوا على كل ما نعيشه اليوم؟؟ ولماذا يستغربون تلك الظواهر الفتاكة بمجتمعنا والتى تزداد يوماً بعد يوم بشكل إضطرادى؟؟
هل يحاول أحدهم مقارنة تلك الأمثلة البسيطة جداً السابق ذكرها، بما نعيشه اليوم ليقف على حقيقة المآساة؟؟ وعلى زيف ما نحن غرقى فيه؟؟
هل نقارن أم كلثوم بهيفاء مثلاً؟؟ أم نقارن مشروع السد العالى بــــ ... بماذا؟؟ لا أجد له مقابل حالياً!! 

المقارنة غير معقولة بين الحقبتين .. وأعذر جيل الشباب فى عدم إستيعابهم لما تقوله الأجيال الأكبر منهم .. فما يحكونه .. يصعب عليهم مجرد تخيله .. 
لا عجب إن ظن بعضهم أنه كلام خيال فى خيال، فواقعنا البشع لا يسمح لهم حتى برفاهية هذا التخيل وتصديق أنه كان حقيقة وواقع وإختفى هكذا فجأة.

كيف لهم اليوم أن يتخيلوه؛ وهم قد نشأوا فى مجتمع نصفه تقريباً عاطلاً عن العمل؟ ومرافقه لا تصلح للإستخدام الآدمى، وحالات الإنفكاك الأسرى سواء بين الزوجين أو بين الأبوين والأبناء هى السائدة، والتعليم الذى هو أساس أى أمل .. يعتبر أفشل تعليم بين كل بلاد الأرض، والفساد هو الطبيعى، والشرف والنزاهة والجدية والأمانة والصدق والنخوة والحب .. كلها مصطلحات لا وجود لها فى واقعهم، ومن يفعل شئ منها ينال تقديراً وجائزة، وكأنه فعل المستحيل .. كيف لهم أن يتخليوه، وهم محاصرون بمدعين للأديان المختلفة، ممن يحفظون نصوصاً لا يفهمون منها شيئاً على الإطلاق .. كالحمير يحملون أسفارهم .. والمساكين من الشباب الذين لم ينالوا أى حظ فى أى تعليم جيد يجعلهم قادرين على التمييز الصحيح بين الغث والثمين من كل ما يسمعونه ويرونه .. يقعون فريسة لهؤلاء المدعين، يتلقفونهم ويشكلونهم كيفما يشاؤا، فهم فى سن التشكل مدعومين بالحماس، والحديث الدينى هو الأكثر تأثيراً فى النفوس. 

وليكتمل سواد الصورة .. يجدون من جهة: 
"قمص" فاسق لئيم كاذب .. لا هم له سوى تشويه الإسلام والتحريض ضده مستخدماً كل الوسائل القذرة فى حربه تلك التى أشعلها هو وأبى لها أن تخمد .. 
ومن الجهة الأخرى .. 
"شيخ" يدعى العلم وهو أبعد ما يكون عنه، يستغل وقاحة القمص ليظهر وقاحة مماثلة لا تعبر إلا عن ما بداخله من مرض نفسى وجهل تام بالدين الإسلامى الذى يدعى أنه يمثله، ومقت كامل للمسيحية.
ولا يجد الإثنان أى صعوبة فى حشد أتباع لهما، ولا يجدا أى موقف رادع من أولى الأمر فى الدولة، ولا من المثقفين فيها .. فيستمرا .. وتستمر الضغائن بين أهل الشعب الواحد، وتزداد الأفكار الشاذة شذوذاً
.
وكرد فعل تلقائى .. تزداد السلوكيات المتخلفة الهدامة إنتشاراً، بزعم أنها هى الدين 
وكأن الدين الذى يحكم بلادنا من مئات مئات مئات السنين .. لم يكن ديناً 
وكأن كل من عاشوا على هذه الأرض طيلة ما يقرب من 1500 سنة، لم يكونوا متدينين .. ومصيرهم جهنم وبئس المصير 
وكأننا لم نعرف الدين الصحيح إلا فى الخمسة وعشرين سنة الماضية فقط .. بفضل حضراتهم 
!!!!!


قلتها كثيراً وسأقولها كثيراً ... الموضوع كبير .. كبيـــر .. كبيـــــر .. وربنا يستر.


أتمنى .. أن يعى كل جيل، ظروف نشأة الجيل الآخر .. ليسهل عليه فهم مرجعياته ومنطلقاته وأسباب كلامه وشكاواه .. 
علنا بهذه الطريقة .. نصل إلى أقرب ما يمكن من فهم الآخر .. بفرض أنه فعلاً آخر .. مع الأخذ فى الإعتبار؛ أن مجرد التذكير بتلك القيم وهذه المعانى، هى مساعدة للجيل الحديث، ليستفيد منها من يريد الإستفادة فعلاً

وعمتم مساءً

أين مصر؟؟

30 ديسمبر 2008

الفصل الجديد من قصة المأساة العربية، يبدأ من معاهدة الإستسلام الساداتية الصهيونية فى 1979

كل المغفلين والعميان والجهلاء والأغبياء وقصار النظر وأصحاب المصالح الخاصة على أنواعهم (ولا أعتذر عن الأوصاف لأنها أوصاف وليست شتائم) .. كلهم على قلة عددهم نسبة وتناسب إلى غيرهم ممن وعوا وفهموا أبعاد تلك المعاهدة فى حينها وبعدها وإلى الآن، لا يتركون فرصة، إلا ويرددون فيها أن السادات كان عنده بعد نظر، وأن العرب أخطأوا حين رفضوا ارتكاب نفس خيبته ومصيبته التى جرت وراءها كل الكوارث التى نعيشها من وقتها وإلى الآن ..

لا يرى هؤلاء .. أو يروا ويتعامون، أن مسلسل الهزائم والتفكك العربى على حد سواء قد بدأ منذ لحظة زيارته للكنيست الصهيونى، وقبل حتى أن يوقع على المعاهدة. لا يرى هؤلاء .. أو يروا ويتعامون، أن مجرد الإعتراف بالكيان الصهيونى كدولة، فيه قضاء بالضربة القاضية على حق أشقاءنا الفلسطينيين فى العودة لبلادهم ولديارهم، ولا يرون أو يتعامون، على حقيقة أن القبول بهذا الكيان الإجرامى على جزء من أرضنا العربية، هو مصيبة ليس بعدها مصيبة على الأمن القومى المصرى خاصةً والعربى عامةً . لا يرون أو يتعامون على واقع أن تحييد مصر تماماً عن أى نزاع عربى صهيونى، كان السبب الوحيد وراء ضرب المفاعل العراقى أولاً، وإجتياح لبنان ثانياً، وقصف ليبيا ثالثاً، وضرب تونس رابعاً، والخلاف الحدودى السعودى اليمنى خامساً، والحرب بين المغرب والجزائر سادساً، وإحتلال إيران لجزيرة حنيش الإماراتية سابعاً، وبجاحة إرتريا التى انشقت عن مؤازرتها للمواقف العربية مع اليمن، وفرض الحصارات الإقتصادية المتتالية على الأقطار العربية من ليبيا للعراق للسودان للصومال لسوريا، وتهديدات الإنقسام المتتابعة فى السودان .. وغيره وغيره من الأحداث التى نتجت كرد فعل مباشر لتحييد مصر وعزلها عن مجتمعها الطبيعى والفطرى .. أى العربى.

لا يرى هؤلاء .. أو يروا ويتعامون؛ أن الصلف الصهيونى والمذابح المتتالية للشعب الفلسطينى، لم تبدأ بهذه الشراسة التى نشهدها منذ بداية الثمانينات وإلى اليوم، إلا بعد الإطمئنان لعزل مصر تماماً، ولوقوفها موقف المتفرج الذى يكتفى بدور الحزن والشجب والإعتراضات الدبلوماسية الخجولة.

ينسى هؤلاء، أو يتناسون .. وهم من يبكون على مصر ومركزها وقيمتها وريادتها، ويعبرون فى كل مناسبة عن مدى حبهم وعشقهم لها، أن مصر هى مصر، وأن قيمتها التى من أجلها وبسببها يعشقونها، لم تأت أبداً إلا بفضل مواقفها الشريفة الشجاعة الشهمة ... وأنها حينما تتنازل عن تلك المواقف، فهى تتنازل بدورها عن أسباب عزتها وكرامتها هى نفسها، وبالتالى عن مكانتها .. فتتحول إلى دويلة هامشية ممن يهملهم التاريخ مثلها مثل غيرها.

لا يفهم هؤلاء .. أو يفهمون ويتظاهرون بالعته؛ أن موقع مصر الجغرافى فرض عليها أن تكون دولة أساسية من دول المواجهة والصراع المباشر مع هذا الكيان الإجرامى الصهيونى. وأنها بحكم قوتها البشرية والعسكرية والإقتصادية، تكون هى الوحيدة القادرة على القيام بدور الرادع لأى أعمال إجرامية صهيونية، وهو ما منعهم قبل المعاهدة من القيام بكل ما قاموا به بعدها. ولا يدرك هؤلاء أو يدركون ويتظاهرون بالسفاهة؛ أنه لا توجد دولة أخرى من دول المواجهة الثلاثة الآخرين (الأردن ولبنان وسوريا)، لديها عُشر قدرات مصر فى أى مجال كى نطالبهم بالتدخل نيابةً عن مصر أو بديلاً عنها .. فأصغر فرقة شرطة فى صعيد مصر، لديها من الإمكانات التسليحية ما يجعلها قادرة على إحتلال الأردن كله من أوله لآخره فى أقل من ساعتين .. تماماً كما فعل العراق فى الكويت سنة 1990 .. ولبنان لا يملك سوى سلاح المقاومة الشعبية وليس لديه جيش نظامى مجهز لأى معارك حقيقية، وسوريا مفروض عليها مقاطعة إقتصادية وعسكرية منذ سنوات، وتقف وحيدة محصورة بين تركيا (عدوتها اللدودة وحليفة الصهاينة) شمالاً، والكيان الصهيونى فى جنوبها الشرقى، والخونة من الأذناب فى جنوبها الغربى ـ أى فى الشمال اللبنانى، والقوات الأمريكية شرقاً فى العراق .. فعلى من يعولون إذن سوى مصر؟؟

يقول أغبى الأغبياء بفرض حسن نواياهم: وأين باقى العرب؟ ويبدو أنهم لم يروا الخريطة العربية أبداً فى حياتهم، أو رأوها وكالعادة يتغافلون عنها.
فكيف نطلب من المغرب القابعة على سواحل المحيط الأطلنطى أو من اليمن القابعة على سواحل المحيط الهندى .. مثلاً .. أن يأتوا هم ليحاربوا الصهاينة بديلاً عن مصر؟
نعم هم مستاؤن ومتحمسون للحرب وجاهزون لها فى كل وقت .. لكن كيف يصلون إلى أرض المواجهة يا أذكى الأذكياء وأعلم العلماء!!

منذ حوالى خمس سنوات "تقريباً" .. شبت بوادر حرب بين المغرب وأسبانيا فى نزاع على جزيرة صغيرة جداً أمام السواحل المغربية، تحركت فيها كل الأساطيل الأسبانية برأ وبحراً وجواً لدق المغرب كله وسحقه تماماً، وانتهت الأزمة من خلال المساعى الدبلوماسية قبل ساعة الصفر بساعات معدودة ... فهل سمع أحدكم عن طلب من المغرب لأى تدخل أو مساعدة عسكرية مصرية؟؟ بالتأكيد لا، لأنهم لم يطلبوا .. لأنهم يعلمون بإستحالة وصول القوات المصرية، التى كانت ستتدمر بالكامل قبل أن تصل .. لبعد المسافة، ولوقوف قوات حلف الأطلنطى بالكامل فى صف أسبانيا، وهى القوات التى تسيطر على المياه الدولية والسماء الدولية فى منطقة حوض البحر المتوسط!

إذن .. من هى الدولة الواقعة فى منطقة المواجهة مع العدو الصهيونى، والوحيدة القادرة على القيام بدور الردع الفعال؟؟
ليست دجيبوتى بالتأكيد .. وليست قطر بالتأكيد أيضاً. لكنها مصر.

يقول نفس الأشخاص .. أن مصر دائماً هى التى تحارب وتفقد أرواح ودماء أبناءها .. وأنهم لا يرضون بذلك.

ومن أنتم يا سادة كى تقبلون أو ترفضون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحدثوا عن أنفسكم فقط، وقولوا أنكم لن تشاركون فى أى حرب ولن تفعلوا شئ، فهذا لن يكون غريب عنكم.
لكن اتركوا مصر وشأنها .. اتركوا المصريون وشأنهم .. اتركوا الباحثين عن الكرامة والنخوة والشرف لمصر ولأنفسهم ولأهاليهم .. يقررون قرارهم بأنفسهم.
إن لن تريدوا أن تكونوا معهم .. حفظاً لماء وجوهكم على الأقل .. فلا تكونوا عليهم.
كفاكم مزايدة وكلام أشعار لا يغنى ولا يسمن .. انزلوا لأرض الواقع من أبراجكم الواهية .. قضيتم على اسم مصر وسمعتها ومستقبلها هى وأبناءها على مدار 30 سنة، فدعوا غيركم يحافظون على القليل مما تبقى لها قبل فوات الآوان .. أما أنتم .. فلم تعد هناك أى كلمات لتصفكم وتصف بلوتكم التى تثير الشفقة عليكم أحياناً والشماتة أحياناً أخرى.


الفصائل الفلسطينية المجاهدة بصمودها اليوم .. قررت تعليق خلافاتها والصمود كتفاً إلى كتف .. وهو المطلوب منهم ولا شئ سواه حالياً.

نفس الشئ مطلوب من كل العرب .. المخلصين .. أن يكفوا عن إلقاء التهم على بعضهم البعض .. وأن يتعاونوا معاً لوقف هذه المذبحة التى لم يشهد لها التاريخ مثيلاً .. حوالى 350 شهيد وأكثر من 1000 جريح على وشك الإستشهاد فى 24 ساعة فقط.

لا مجال أمام هذه الكارثة وهذا الجحيم، لكلمة (وإحنا مالنا) .. لا مجال لكلمة (مصر مالهاش دعوة) .. لا مجال لكلمة (هما السبب) .. لا مجال لكل الكلام الهدّام.
ليعمل كل منا من مكانه ما يمكنه عمله لوقف هذه الجريمة البشعة .. والحساب بعدين.

والله ... يمين أحاسب عليه يوم الدين .. لو كان شهداءنا يرونا الآن، ويرون ما يقوله البعض منا من كلام مخزى لا حياء فيه ولا شبهة لجنس الكرامة فيه .. لبكوا على نتيجة تضحياتهم المخجلة التى يسمعونها هذه الأيام من البعض.

والله حاجة تعر وتكسف

ولكن لماذا مصر فقط تتحمل تبعيه وعبئ الحماية وحيده

يا سيدى بلاش تشوفها بهذا المنطق .. فى ستين داهية الشهامة .. وينعل أبو النخوة .. وطظ فى الأخوة .. والله يرحمها الكرامة .. شوفها من منطق أنانى بحت ..شوفها من منطق انها الإمتداد الإستراتيجى للأمن الوطنى المصرى ( وبلاش الأمن القومى لتكون كلمة قومية بتعمل حساسية لحد) ..تمام ؟؟؟ الأمن الإيـــــــــــــــــه؟؟؟ الوطنى ... الميــــــــــــن؟؟؟ المصرى.

مين فى البشر كلهم لسه ما يعرفش أو لسه بيشك فى حلم الصهيونية (اسرائيل الكبرى .. من النيل للفرات)؟؟؟ والنيل ده فين ؟؟؟فى مصر .. مش كده؟؟؟وهما فين دلوقت؟؟؟على حدود مصر مش كده؟؟؟يعنى مش لسه فى قارة أستراليا ولا قارة أمريكا؟؟ .. وصلوا على حدودنا خلاص؟؟ وبيضربوا قنابل وصواريخ عالحدود فعلاً؟؟
أأأأأه ... طيب

عاوز تقول يتحرقوا بجاز الفلسطينيين؟؟؟ ماشى يا عم .. يتحرقوا .. عاوز تقول مش موضوعنا واحنا فى حالنا آخر تمام وكويسين و100 فل و10؟؟؟
ماشى يا ريس .. كله تمام

بس يا ريت .. الله يخليك يعنى .. ما تنساش ان الضرب على حدود مصر، عالحدود لزم .. مش بعدها بمترين .. لأ .. عالحدود بالضبط. ويا ريت كمان وحياتك ماتنساش .. ان مصر من غير النيل، تموت فوراً ومالهاش دية.وما تنساش .. انهم بالفعل .. بيحاولوا يسيطروا على منابع النيل من فترة، ونجحوا فعلاً فى بعض المناطق، والبقية تأتى.

يعنى .. أمن مصر (الوطنى .. مش القومى) .. متهدد تهديد مباشر .. فى خطر .. واللى مهددينه تجاوزوا كل الخطوط الحمراء.لأ وشوف الصدفة العجيبة
مش طلع ان اللى مهددينه .. هما هما نفسهم .. اللى بيدبحوا الفلسطينيين فى غزة دلوقت حالاً
تصور
!!

يا ترى نستنى لما السعودية تتحرك؟؟
والا نستنى لما الفلسطينيين ينقذوا نفسهم؟؟
والا نستنى لما قطر تبطل تشتم مصر؟؟

حنعند مع مين وعلى حساب مين؟؟

حنشوفهم داخلين علينا ونغنيلهم ونقولهم: تبقوا انتوا أكيد فى مصر، ونهزلهم وسطنا؟؟

يا ناس الرحمة بقى 

فوقواااااااااااااااااااااااااا