بغض النظر عن كل الآراء على اختلافها، ومع إحترامى لقائليها .. أشوف أن كل ما يحدث فى مصر حالياً .. وبافتراض حسن النوايا لأقصى درجة .. هو قمة الغباء السياسي، ودليل قاطع على قصر نظر الغالبية العظمى من القوى السياسية التقليدية،وكل القوى الناشئة حديثاً فى مصر
أيضاً أرى؛ أنه دليل قاطع على الأمية السياسية التى لا تعطي أياً من تلك القوى أى مصداقية، ولا أى حق فى المشاركة حالياً .. هم يحتاجون ـ بعد فترة الركود الطويلة لعقود ـ لفترة من المتابعة الدقيقة، والدراسة الصحيحة لكل الأحداث، وكيفية الربط بينها، قبل أن يمارسوا حقهم فى المشاركة، لأن أى عاقل متابع لتطور أحداث الثورة من بدايتها وحتى اليوم، يفهم أننا فى مرحلة إنتقالية "أولى"، منوط بها التجهيز للمرحلة الإنتقالية "الثانية"، والتى هى عبارة عن الفترة الرئاسية الأولى القادمة بعد أسابيع أو شهور، والتى سيتقرر من خلالها، الشكل النهائى للدولة المصرية لسنوات طويلة قادمة
وبالتالي؛ فالعقل والحكمة .. ومرة أخرى، بفرض حسن النوايا لأقصى درجة .. يحتمان على الجميع بدون إستثناء، المساعدة في إنهاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة لدوره الإنتقالي بسلام .. وليس بتعطيل كل قراراته وخطواته .. فكل تأخير، هو تأخير لمستقبل البلد، ولحل مشاكلها الحاضرة
وليس وارداً في أى منطق، أن نطالب المجلس بترك زمام الأمور تماماً، وفى الوقت نفسه، نطالبه بحل كل المشاكل الفئوية والمهنية والحياتية بصفة عامة، وهى العالقة وراكدة منذ عقود!! أى منطق يكون هذا؟؟ أى عقل؟؟ أى نية سليمة وصادقة؟؟شخصياً أشك فى توافرهم لدى تلك القوى السياسية المذكورة .. ورغم حماسي الشديد للثورة على الفساد الذى كتم أنفاس مصر لحوالي 35 سنة، ورغم تأييدى السابق لكل الثوار بكل أطيافهم الفكرية، إلا أنى بدأت أتراجع كثيراً عن هذا التأييد، وأكتفي بتأييد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية تأييداً كاملاً، بغض النظر عن بعض ما قد أراه أخطاء فى تقديراتى وحساباتى الشخصية .. لأنى مصمم على رؤية مصر وهي تجتاز هذه المرحلة، ولا أرى سبيلاً لإجتيازها لها، سوى بالإتحاد الكامل بين كل الفئات، تحت لواء واحد فقط، ولو مرحلياً ـــــ ومن بعد .. نبقى نتحاسب
أما حادثة ماسبيرو فأنا على إستعداد للقسم بأغلظ الإيمان، أنها مؤامرة خارجية مدبرة بدقة، تم الإستعانة فى تنفيذها بالبسطاء المتحمسين من الناس، وبغض النظر عن دينهم .. والأدلة على كونها مؤامرة عديدة ومتوفرة لمن يريد أن يجهد نفسه عناء البحث .. أكتفي منها بتصريحات الأمس واليوم لكل من؛ رئيس الولايات المتحدة، وبيان الإتحاد الأوروبى، ونصائح سكرتير الأمم المتحدة .. فهي نفس التصريحات والبيانات والنصائح، التى يتم إطلاقها قبل كل مصيبة دولية تهدف للمساس بسياسة دولة ما .. فاحذروا .. وتحيا مصر